عالم كلداني وراء اقدم مخطوطة للقرآن في العالم
اعداد: اسعد صوما
1.
مقدمة:
تداولت الصحافة العالمية البارحة واليوم خبر اكتشاف شذرات لاقدم نسخة من
القرآن في العالم. فخلقت في الاجواء العلمية حماساً اكاديمياَ وفي الاجواء
الاسلامية فرحاً ايمانياً. إذ بعد تحليل الشذرات القرآنية التي نحن بصددها
واخضاعها الى عملية تقدير العمر والزمن المعروفة بطريقة الفحص "كربون 14"
أو "راديوكربون"، التي تمت في مخابر جامعة اوكسفورد، تبيّن ان هذه الوريقات
من القرآن تعود الى ايام رسول الاسلام ذاته، أو بعد وفاته بسنوات قليلة.
المخطوطة:
المخطوطة محفوظة في مكتبة جامعة برمنكهام في بريطانيا منذ قرابة مائة عام،
وتتكون من صفحتين من جلد الحيوانات (الغنم او الماعز) وتعود الى الفترة
بين العامين 568-645 م. وتضم بعض الاجزاء من السور 18 و 20 مكتوبة بالخط
الحجازي.
أما
كاتب المخطوطة فحسب العلماء البريطانيين
الذين درسوا هذه المخطوطة بان كاتبها ربما كان معاصرا لمحمد، وربما شاهده
أو سمعه او حضر مواعظه الدينية. لذا كل هذه الامور تزيد من قيمة المخطوطة.
وكانت المخطوطة معروفة لجميع علماء القرآن والدراسات الاسلامية، ومحفوطة مع
غيرها من الوثائق الشرقية القديمة في جامعة برمنكهام، لكن لم يكن احد يعلم
انها قديمة الى هذا الحد (حوالي 1300 سنة) قبل فحصها الاخير.
وكان العلامة الكلداني الفونس منكانا هو الذي اعتنى بأمر هذه المخطوطة
ونسقها في بداية قرن العشرين وكتب عنها حينها بانها قد تعود الى 20 سنة بعد
محمد، لكن لم يصدقه احد من العلماء حينها.
والمخطوطة هي واحدة من المخطوات التي تسمى "مجموعة منكانا" التي تضم
مخطوطات شرقية باللغات السريانية والعربية وغيرها.
مجموعة مخطوطات منكانا:
تضم
مجموعة منكانا حوالي 3000 مخطوطة باللغات الشرقية المختلفة: فالقسم
السرياني منها يضم 662 مخطوطة سريانية وكرشونية منها اناجيل وكتب الطقوس
الكنسية واشعار وتحتل مخطوطات "مجموعة منكانا" المرتبة الثالثة من حيث
العدد والكمية في اوروبا بعد مجموعات المكتبة البريطانية ومكتبىة
الفاتيكان؛
اما
القسم العربي المسيحي فيضم 270 مخطوطة ومنها نسخة قديمة تضم بعض اعمال مار
افرام مترجمة الى العربية حتل ايضا المرتبة الثالثة بعد مكتبة الفاتيكان؛
كما
هناك 2000 مخطوطة عربية اسلامية ومنها نصوص قرآنية وشروحات للقرآن والحديث
وغيرها؛
وتضم المجموعة مخطوطات باللغات الارمنية والجيورجية واليونانية والعبريو
والفارسية والسامرية والسنسكريتية.
2.
لكن من هو منكانا الذي تسمى اقدم مخطوطة للقرآن على اسمه ولماذا؟
منكانا هو شخص كلداني عاش في بريطانيا في بداية قرن العشرين وكان من
العلماء الشهيرين في مجال الدراسات السريانية والاسلامية. وان مخطوطة
القرآن القديمة المذكورة هي ضمن مجموعته للمخطوطات الشرقية التي يطلق عليها
اسمه.
ولد
الفونس منكانا الكلداني عام 1878 في قرية "شرانش"
بجوار زاخو في العراق من عائلة كلدانية لها ثمانية اطفال (ستة صبيان
وابنتين) وكان هو اكبرهم سناً وسمي هرمز، وكان والده بولس كاهناً في
الكنيسة الكلدانية.
انتسب الفونس الى معهد مار يوحنا للدومينيكان في
الموصل عام 1891 كما اصبحت احدى اخواته راهبة. وتعلم في هذا المهعد
السريانية على يدالعلامة الكلداني اوكين منا
مؤلف القاموس السرياني العربي الشهير "دليل
الراغبين في لغة الآراميين"، كما تعلم لغات أخرى. عام 1902 رسم
كاهنا على يد البطريرك الكلداني عمانوئيل توما (1900-1947) وغيّر اسمه من
هرمز الى الفونس. ولما ارتسم معلمه في السريانية العلامة اللغوي أوكين منا
مطراناً عام 1902 (وكان قد ارتسم معه في نفس
الوقت مطرانان آخران هما أدي شير واسطيفان غبري)، تعيّن الفونس
معلماً للسريانية في المعهد بدلاً من معلمه يعقوب اوكين منا. وفي 1903-1910
تعين الفونس مدققاً ومصححاً للمطبوعات السريانية والعربية التي اصدرتها
المطبعة الدومينيكانية في الموصل.
عام
1905 طبع في الموصل كتابا هاماً بالفرنسية عن قواعد السريانية لطلابه، ولا
زال من اهم كتب القواعد السريانية، اسم الكتاب:
Clef
de la langue araméenne, ou Grammaire compléte et pratique des deux
dialectes syriaques occidental et oriental (Mosul:
Dominican Press, 1905)
اي
"مفتاح اللغة الآرامية: أو كتاب القواعد
العملي والشامل للهجتين السريانيتين الغربية والشرقية"،
وجاء اهداء هذه الطبعة الى "الارساليات
الدومينيكانية والى المعهد الكلداني السرياني في الموصل، كعلامة شكر واخلاص".
وفي
نفس السنة طبع مجلدين ضخمين يضمان معظم ميامر الشاعر الكبير "مار
نرساي" (399-502) بعنوان:
Narsai
doctoris syri homiliae et carmina prime edita, cura et studio D Alphonsi
Mingana, cum praefatione editoris(Mosul:
Dominican Press, 1905).
لكن
بسبب ما كتبه منكانا عن حياة "مار أداي" الرسول فقد حصلت له مشكلة كبيرة مع
بطريركه الذي طلب منه ان يحذف جملة في الصفحة 78 من كتاب "تاريخ اربيل"
الذي نشره، كتب فيها "بان قصة حياة مار أداي ومار ماري هي اسطورية" وحاول
ايقاف طباعة الكتاب؛ وقد ذكر الاب يوسف تفنكجي
الكلداني الذي كان صديق وتلميذ منكانا في المعهد، ذكر بان الراهب الفونس حصلت
له بعض المشاكل الكبيرة مع البطريرك الكلداني عندما كتب في تحليله لكتاب
تاريخ أربيل بان "اصل بطريركية الكلدان هي من
انطاكية". وثارت عليه المشاكل، فاضطر منكانا ان يهجر السيمينار عام
1910 (ويُقال بانه طُرد منه)؛ ثم لحقه الاب يوسف تفنكجي ايضاً، كما ان
البطريرك حنق على المطران العلامة "أدي شير" ايضاً لأنه صادق على طبعة
الكتاب المذكور.
وبعد ثلاث سنوات اي 1913 انسحب منكنانا من الكنيسة الكلدانية، وغادر العراق
متوجهاً الى بريطانيا ليستقر بها وهو في ريعان الشباب وقطع علاقته مع
الجميع، ولم يرجع الى وطنه لكنه قام بثلاث رحلات علمية للشرق الاوسط
لتجمييع المخطوطات السريانية والشرقية.
كانت الرحلة الاولى في ربيع عام 1924 الى لبنان وسوريا والعراق حيث جمع 22
مخطوطة عربية وبعض المخطوطات السريانية،
والرحلة الثانية في خريف 1925 الى سوريا والعراق جمع فيها الكثير من
المخطوات السريانية وبعض العربية،
والرحلة الثالثة والاخيرة عام 1929 الى دير القديسة كاترينا في شبه جزيرة
سيناء وكذلك الى مصر العليا جلب فيها مخطوطات عربية وقبطية ويونانية.
واثناء رحلته الثانية كتب رسالة الى ادوارد كدبري رئيس مجلس ادارة كلية سلي
اوك وهو ممول الرحلة جاء فيها "اقتنيت 100 مخطوطة سريانية في الاسبوع
الماضي، وقد اجتمع لدي الان 250 مخطوطة... من المؤكد بان وودبرووك ستكون
اغنى مكتبة بالمخطوطات في اوروبا بعد المكتبة (المتحف) البريطانية..."
وفي عام 1914 تعرّف الفونس منكانا على الفتاة
النروجية "إمّا- صوفي فلور" من مدينة ستفانغر Stavanger في
النرويج، حيث
كانت تقيم حينها في بريطانيا في Selly
Oak لتحسّن
لغتها الانكليزية، وكانت قد أمضت قبلها سنة واحدة في فرنسا تدرس الفرنسية.
فنشأت علاقة حب بينهما، وخطبها لنفسه وتزوجا في 14 تموز 1915 ورزقا طفلاً
عام 1916 أسموه "جون" وطفلة عام 1918
اسموها "ماري".
عاش
منكانا في عدة اماكن في بريطانيا مثل برمنغهام، وودروك، وكامبردج،
ومانشستر، لكنه مكث في مانشستر فترة طويلة حيث الف هناك معظم مؤلفاته وعلم
هناك في جامعتها.
لقد
روت "ماري منكانا" ابنة الفونس منكانا،
بان والدها الفونس كان عاتباً على كل العراقيين الشرقيين وقد قاطعهم. ومن
بين كل العراقيين كان له صديق واحد في الشرق وهو بطريرك
السريان الارثوذكس أفرام برصوم الموصلي.
إذ
لما كان أفرام برصوم مطراناً زار عدة دول اوروبية وبينها بريطانيا في
1920/1919 ماكثاً فيها عدة اشهر، وقد حضر مؤتمر السلام في باريس ممثلا
طائفة السريان الارثوذكس والقى فيه كلمة نارية باللغة الفرنسية طالب فيها
حقوق السريان بعد مجازر الابادة "سيفو" التي تعرضوا لها مع بقية السريان.
وفي عام 1933 سيم بطريكا على السريان الارثوذكس.
كان المطران افرام برصوم قد زار منزل صديقه الفونس
منكانا مرتين في "مانشستر"، وكانا يناقشان القضايا السريانية
العلمية وكانت زوجة الفونس تشاركهما في النقاش. وقالت "ماري منكانا" بان المطران
أفرام برصوم ووالدها الفونس منكانا لم يتكلما العربية معاً، بل كانا
يتكلمان بالفرنسية في حضرة والدتها زوجة منكانا السيدة "إمّا
صوفي" لتشاركهما في النقاش.
وعندما الف البطريرك افرام برصوم كتابه الهام عن تاريخ الادب السرياني
والمسمى "اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والاداب السريانية" ذكر فيه صديقه
الفونس منكانا كأحد علماء اللغة والثقافة السريانية. لكنه ذكره بين العلماء
المستشرقين وليس بين الشرقيين. ويبدو انه بسبب موقف منكانا من الشرقيين
وقطعه علاقته معهم كلياً فقد ذكره البطريرك أفرام برصوم واعتبره من
العلماء المستشرقين.
وكان بين الاثنين مراسلات عديدة يناقشون فيها بعض القضايا العلمية. وعندما
توفي الفونس منكانا ارسل البطريرك افرام برصوم رسالة الى ارملة منكانا إما
صوفي يعزيها بموت زوجها وصديقه.
توفي العلامة السرياني الفونس منكانا عام 1937 وعمره 59 سنة فقط وهو في
قمة العطاء، فكانت وفاته خسارة للعلوم السريانية لا تعوض. وتوفت زوجته
"إمّا صوفي" في برمينغهام عام 1974. أما ابنه "جون" فقد تزوج مع "ماري
كورتيس" وانجب اربعة اطفال: ”بيتر"
و"آندرو" و"جانيت" و"لاين". وتوفي "جون" الفونس منكانا في حادث عام 1970.
ولا زال احفاد منكانا يعيشون في بريطانيا وواحد في كندا.
3.
الفونس مينكانا والقرآن:
اثناء
رحلاته التي قام بها الى الشرق الاوسط لشراء وتجميع المخطوطات الشرقية،
اشترى منكانا الكثير من المخطوطات السريانية والعربية والاسلامية الاخرى
وبينها الكثير من النسخ القرآنية الكاملة او شذرات فقط منها. وقد عمل
دراسات عنها واصدر جدولا للتعريف بهذه المخطوطات التي شكلت مجموعة عرفت
باسم مجموعة منكانا
Mingana
Collection
وتضم حوالي 3000 مخطوطة صغيرة وكبيرة.
كان
الفونس منكانا رائداً في موضوع الدراسات الاسلامية والقرآنية وقد درس
التاثير السرياني على القرآن ووضع جدولا للالفاظ السريانية التي في القرآن.
وسنذكر هنا بعضها من جدوله.
ومن
دراساته الهامة عن القرآن نذكر البحوث التالية:
بعض
دراساته عن القرآن:
Mingana, "The Transmission Of The
Qur'an", Journal of The
Manchester Egyptian and Oriental Society, 1916.
كيف انتقل القرآن عبر الازمنة
A.
Mingana, "Syriac
Influences On The Style Of The Kur'an", Bulletin
Of The John Rylands Library Manchester, 1927, Volume II
تأثير السريانية على القرآن
Mingana, "An Ancient Syriac
Translation Of The Kur'an Exhibiting New Verses And Variants", Bulletin
Of The John Rylands Library Manchester, 1925, Volume IX.
ترجمة سريانية قديمة للقرآن
A.
Mingana & A. S. Lewis (eds.), Leaves
From Three Ancient Qur'âns Possibly Pre-‘Othmânic With A List Of Their
Variants, 1914, Cambridge: At The University Press.
بعض
الاوراق من قرآن قديم ربما قبل عهد عثمان
4. وهنا نقتبس البعض من آرائه حول ما كتبه في بحثه عن التأثير السرياني في
القرآن:
يقول منكانا:
"بما
أننا نعتقد أن القرآن كان الكتاب العربي الأول، فمن الضروري أن يكون مؤلفه
قد أضطر إلى مواجهة صعوبات جمّة. لقد اضطر إلى تبني كلمات وتعابير جديدة
لأفكار جديدة، وذلك في لغة لم تضبط بعد بأي قواعد أو نحو معجمي. وقد منعته
احتمالية عدم فهم ما يعنيه من أن يصوغ العديد من الكلمات الجديدة. وكانت
أفضل وسيلة لإيصال أفكاره الجديدة هي استخدام كلمات مفهومة من قبل سامعيه و
موجودة في لغة (السريانية) قريبة للغته والتي قد أصبحت لغةً كنسية ودينية
لقرون قبل ولادته وقد انتشر أتباعها في محيطه وفي كل اتجاه في مجتمعات
منظمة جدا وهي الأبرشيّات والأديرة. وهذا سبب كون أسلوب القرآن مختلف عن
أسلوب أي كتاب عربي كلاسيكي آخر."
ويقول ايضاً:
" في
ما يخص الكتّاب المسلمين، فإن عدد من تعامل منهم مع موضوع الكلمات
القرآنية المتفرقة ذات الأصل الأعجمي ليس بالقليل، وليس هنالك حاجة لذكرهم
بالاسم. ومن بين الذين حاولوا جمع مثل هذه الكلمات بأسلوب منظم نوعا ما
سنشير إلى تاج الدين السبكي وأبي الفضل ابن حجر. إلا أن ناقد الديانة
الإسلامية الأفضل-جلال الدين السيوطي، والذي خصص فصلا خاصا للموضوع في
كتابه الشهير الإتقان في علوم القرآن قد طغى بشهرته عليهما. وقد كتب في
الموضوع رسالة قصيرة ودقيقة بعنوان "متوكّلي". ويجب أن نشير إلى أن المعرفة
الضيقة التي يمتلكها الكتّاب المسلمون باللغات الساميّة الأخرى غير العربية
قد أدت إلى أن تكون استنتاجاتهم غير معتمد عليها بشدة ومضللة. ويجب على
الناقد أن يتخذ جانب الحذر في تعامله مع مؤلفاتهم، والتي هي على الأفضل
جيدة فقط كمقدمة تاريخية للموضوع الذي هو تحت الفحص."
ويقول:
"أنا على اقتناع من أن دراسة متعمقة في نص القرآن بشكل مستقل عن المعلّقين
المسلمين سوف تثمر عن حصاد وافر ومعلومات جديدة. المطلب الوحيد هو أن يكون
الناقد متسلحا بقدر كبير من المعرفة بالسريانية والعبرانية والأثيوبية. مع
ذلك، وفي رأيي أن السريانية هي أكثر فائدة من العبرانية أو الأثيوبية وذلك
لأن السريانية، على ما يبدو، لها تأثير أكبر على أسلوب القرآن . التأثير
العبراني الوحيد على النص القرآني والذي استطعت اكتشافه يحمل علامات
العبرانية الكتابية والتي هي موجودة مسبقا في البشيطا السريانية. كما أن من
حقنا أن نبالغ في تقصّينا، من خلال الدراسات القرآنية، عن العناصر الكتابية
الأسطورية النابعة من التراث الشعبي اليهودي فنلتفت إلى فكرة أن هذه القصص
كانت موجودة مسبقا في بعض الكتب الأبوكريفية المنتشرة بين أتباع الكنيسة
السريانية في جنوب سوريا وفي الجزيرة العربية. وفي هذا الربط نستطيع أن
نقول ببعض الثقة انه لو وضعنا الرقم مئة كسلم للتأثيرات الأجنبية على أسلوب
ومصطلحات القرآن فأن الإثيوبية ستمثل حوالي 5% والعبرانية حوالي 10%،
واللغات اليونانية واللاتينية حوالي 10%، والفارسية حوالي 5% ولكن
السريانية حوالي 70%".
ويقول:
"يمكن تحديد التأثير السرياني على أسلوب الكلام في القرآن تحت عناوين ستة
منفصلة:
أ- أسماء الأعلام
ب- المصطلحات الدينية
ت- الكلمات الشائعة
ث- قواعد الإملاء
ج- تركيب الجمل
ح- الإشارات التاريخية لأحداث خارجية.
لقد اشتقت
كل المصطلحات الدينية الموجودة في القرآن تقريبا من السريانية. وتحت هذا
الصنف سوف نُضمِّن المصطلحات والكلمات التالية التي هي من اصل سرياني.
كاهن: (الصور: 29 والحاقة: 42).
مسيح: (آل عمران: 45 وما بعدها)
قسّيس: (المائدة: 82)
دين: (الفاتحة: 4 وما بعدها)
سَفَرة : (عبس: 15)
فرقان: بمعنى تخليص (البقرة: 3, وما بعدها)
طاغوت: بمعنى خطأ أو خيانة ( البقرة: 256 وما بعدها)
ربّاني: بمعنى مدرك، مختص ( المائدة: 44 و 63)
قربان: بمعنى أضحية (المائدة: 27 وما بعدها)
قيامة: مستخدم بكثرة في القرآن.
ملكوت: بمعنى مملكة السماء (الأنعام: 75 وما بعدها)
جنّة: بمعنى الحديقة و من ثم السماء. مستخدم بكثرة في القرآن.
ملاك: تستخدم بشكل مفرد أو جمعا وبكثرة.
روح القدس: (البقرة: 87)
نفس: مستخدم بكثرة في القرآن.
وقر: بمعنى تمجيد الله (الفتح:9)
آية: بمعنى علامة، جملة. (مستخدم بكثرة في القرآن)
الله: (اللفظ النسطوري القديم كان ألّاها
allaha,يبدو
أن الكلمة قبل الإسلامية المستخدمة للإشارة إلى المعبود تظهر بالشكل" إله".)
صلّى: ومشنقتها "صلاة" من , بمعنى صلاة.
صام: ومشنقتها " صيام" .
خطئ: ومشنقتها " خطية"
كفر: بمعنى أنكر الإيمان.
ذِبْح: بمعنى تضحية.(الصافات: 107)ٍ
تجلّى: بمعنى أظهر نفسه.(الأعراف:143)
سبَّح: بمعنى مجّد الله..
قدّس: بمعنى مجّد الله (البقرة: 30)
حَوب: بمعنى جريمة (النساء: 2)
طوبىليتبارك! حالة بركة ونعمة (الرعد: 29)
-3
:
الكلمات العامة:
قرآن: كلمة سريانية تقنية معناها محاضرة في النصوص المقدّسة’ أو قراءة
حسبان: من بمعنى تعداد (الأنعام: 96, الكهف: 40 و الرحمن: 5)
مهيمن: بمعنى مؤمن (المائدة: 48، الحشر: 23)
نون: بمعنى سمكة (الأنبياء: 87)
طور: بمعنى جبل(طه: 80 وأمثلة أخرى)
تبر: بمعنى غَلَب، دَمَّر(الفرقان: 39)
شانئ : بمعنى كاره (الكوثر: أيضا المائدة: 2)
برية في ما يتعلّق بالخلق (البينة: 6، و7)
أقنى: بمعنى يسبب، يتملّك (النجم: 48)
حنان: بمعنى لطف (مريم: 13)
أم القرى بمعنى حاضرة المطرانية (الأنعام: 92)
"الرحمن"
كما هنالك كلمات عديدة في القرآن يفضح إملاؤها تأثيرا سريانيا
"
يوجد في القرآن جمل عديدة تكون غيها الكلمة العربية المستخدمة غير ملائمة
للمعنى المطلوب ضمنا، ولكن عند المقارنة مع ما يقابلها في السريانية يصبح
معناها الصحيح واضحا، مثال على ذلك: تقول السورة الفتح: 12: وَظَنَنتُمْ
ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً. لقد ترجمت كلمة "بور" الى
"تافه، مغشوش" أو " أناس لا يُحسَبون" وهذه الترجمة لا تصلح للنص. ولكن ألا
تصلح الترجمة السريانية لكلمة "بور" والتي تعني "جاهل، طائش"؟ و يبدو أن
نفس المعنى يلائم كلمة "بور" في سورة الفرقان: 18.
ويقول ايضاً:
"ليس هنالك في بالي الكثير من الشك إن كانت الكلمة قرآن قد نبعت من "قريان
kiryan"
أم لا . كل المواعظ الكتابية التي يجب أن تقرأ في الكنائس تسمّى من قبل
السريان "قريان". سمى النبي كتابه ببساطة بكلمة مستخدمة لتسمية حواشي
النصوص الموحى بها في الكنائس المسيحية في وقته. سوف نتذكر أيضا أنه في
أقدم مخطوطات القرآن، تكتب الكلمة ببساطة بصيغة "قرن" والتي قد، بل قد
كانت، تقرأ قرآن أو قران بدون همزة. أشك في أن هذه القراءة للكلمة بلا همزة
قد تكون بقية للفظ أبكر هو "قُريان" أو "قِريان" (مع ياء) وأن التلفظ
بالهمزة هو قراءة متأخرة تم تبنيها لجعل الكلمة أكثر عربية وذات تناسق مع
جذر الفعل "قرأ".
5. خاتمة:
في
الثلاثين سنة التي عاشها الفونس في بريطانيا ألف ونشر عشرات الكتب
والدراسات العلمية الهامة في موضوع الدراسات السريانية والعربية
والاسلامية/القرآنية، منها جدوله الشهير عن المخطوطات السريانية Catalogue
of the Mingana Collection of manuscripts.
عدا انه علم السريانية والعربية والعبرية. كما ان دراساته اللغوية عن تأثير
السريانية في القرآن تعتبر رائدة في هذا المجال قبل ان يطرق هذا الموضوع
اليوم عالمان سريانيان معاصران على مستوى عالمي. وقد عقد صداقات وعلاقات مع
معظم علماء السريانيات في بريطانيا حينها مثل رندل هاريس، الاخوات آغنس
سميث لويس ومارغريت دنلوب جيبسون،
دافيد مرغليوت، الخ. وتعاون
مع بعضهم في تأليف واصدار بعض الدراسات والكتب.
لقد ترك الفونس منكانا معهده في الموصل (أو طرد منه) وترك كنيسته
الكلدانية وترك الكهنوت وهاجر وطنه وحل في بريطانيا ليعيش فيها بقية حياته،
فتفتقت هناك موهبته العلمية العظيمة فانتج اعماله الفكرية الجليلة التي
بلغت حوالي التسعين كتابا ودراسة، فاصبح فخراً للامة السريانية جمعاء...
ان
نسخة القرآن القديمة التي تحدثت عنها كل تلفزيونات العالم تحمل بصمات
عالمنا الكبير الفونس منكانا لانها ضمن مجموعة مخطوطاته التي تسمى
Mingana
Collection
وكان قبل حوالي مائة سنة قد درس هذه المخطوطة القرآنية واستنتج بانها تعود
الى 20 سنة بعد محمد، لكن العلماء حينها رفضوا استنتاجه. واليوم بعد مرور
حوالي القرن من الزمن اثبتت التحاليل العلمية ان منكانا كان على حق لكن ليس
في هذه المخطوطة فقط انما في تقدير عمر الكثير من المخطوطات التي اصاب عين
الحقيقة بتقديراته. فهنيئاً للامة التي فيها هكذا علماء.
انتهى
المقال
|