(ملاحظة هامة: ان حواشي وهوامش هذا البحث موجودة في نهاية
المقال)
عام
1907 قام شاب سرياني لم يبلغ الثلاثين من عمره بتحقيق كتاب سرياني "قديم"
وترجمه الى الفرنسية ونشره في مدينة الموصل سمي بعدئذ "تاريخ
أربيل"
Chronicle
of Arbela.
وكان قد طبعه في مطبعة الاباء الدومينيكان بالحرف السرياني الشرقي ونشره في
سلسلة أنشأها وأسماها
[1]Sources
syriaques
اي
"المصادر السريانية"[2]
فانبهر العلماء حينها لهذا العمل. هذا الشاب السرياني هو
ألفونس منكانا (1878-1937) الكلداني الذي
اصبح بعدئذ من كبار علماء السريانيات.
نَسَبَ الفونس منكانا تأليف هذا التاريخ الى مؤرخ سرياني قديم يسمى "مشيحا
زخا"
ܡܫܝܚܐ
ܙܟܐ
حيث
يرد اسمه في حاشية الصفحة 52 من مخطوطة الكتاب السريانية بشكل
ܟܬܒܐ
ܕܩܠܣܝܣܛܝܩܝ
ܕܡܫܝܚܐ
ܙܟܐ،
اي "كتاب التاريخ الكنسي لمشيحا زخا"، وهي المرة الوحيدة التي يذكر فيها
هذا الاسم في الكتاب. ان اسم هذا المؤرخ مذكور في جدول المؤلفين السريان
للعلامة السرياني النسطوري عبديشوع الصوباوي
(توفي 1318)
حيث
ذكره بعبارة سريعة
ܡܫܝܚܐ
ܙܟܐ
ܣܡ
ܒܕܡܘܬܗ
ܩܠܣܣܛܝܩܐ
ܚܬܝܬܬܐ
اي
"ألف مشيحا زخا مثله تاريخاً كنسياً وثيقاً".[3]
تلقف
علماء السريانيات حينها كتاب "تاريخ أربيل" بفرح واهتمام عظيم لأن هذا
التاريخ يقدم لنا معلومات هامة جداً عن تاريخ الكنيسة الباكر في اقليم
حدياب[4]
(شمال
العراق) حيث كانت مدينة "اربيل" قاعدة هذا الاقليم والابرشية.
محـتـوى
الكـتـاب:
يضم
كتاب "تاريخ أربيل" السرياني سيرة عشرين
مطراناً جلسوا على كرسي ابرشية حدياب
السريانية (شمال العراق) وذلك منذ بداية القرن الثاني الميلادي لغاية حوالي
منتصف القرن السادس. حيث يُذكر فيه أول مطران للاقليم باسم
ܦܩܝܕܐ
"فقيدا"[5]
وآخر مطران باسم
ܚܢܢܐ
"حنانا".[6]
كان "فقيدا" المذكور تلميذاً لمار آدى الرسول ونال الرسامة الاسقفية منه،[7]
لذلك يُعتقد بان "فقيدا"
كان موجوداً في حوالي عام 100 ميلادي. كما يذكر الكتاب في هذا السياق
ܡܙܪܐ
"مزرا"
مطران "بيث زبداي"[8]
الذي قام برسامة "شمشون" مطراناً
لحدياب خلفاً لفقيدا[9]
في حوالي سنة 120 م.
وينتهي
كتاب "تاريخ أربيل" في فترة ولاية
الجاثليق السرياني النسطوري "مار آبا"
(540-552 م.).
يبدأ
كتاب "تاريخ أربيل" بمقدمة عن
موضوعه لكنها ناقصة في بدايتها، كما ان نهاية الكتاب ايضاً ناقصة، ولا يظهر
عنوان الكتاب فيه. ويروي لنا مؤلفه انه قام بتأليف كتابه بناء على طلب شخص
اسمه
ܦܢܚܣ
"فنحس"
الذي طلب من المؤلف مراراً ان يكتب له عن اساقفة منطقته (حدياب) وعن
الشهداء الذين استشهدوا فيها وعن كل الذين نالوا اسماً صالحاً فيها، ويُذكر
اسم "فنحس" ثمان مرات في الكتاب.[10]
وان صح
كلام المقدمة فاننا نفهم ان المؤلف هو من "اقليم
حدياب" وانه كتب ما كان يعرفه عن ابرشيته وتقاليدها ناقلا من
مصادر مؤلفيها. ثم ينتقل ليروي لنا عن المطارنة العشرين الذين جلسوا على
كرسي حدياب منذ عام 104 م لغاية ما بعد عام 544 واحداً فواحداً.
ومن
خلال طرحه لسيرة المطارنة العشرين يقدم لنا هذا الكتاب معلومات هامة جداً
عن نشأة الكنيسة في شمال العراق وعن الوضع السياسي المعاصر لكل مطران حينها
وعن الدول الفارسية فيها، وعن البارثيين والساسانيين وعلاقتهم بالرومان
وحروبهم واضطهاداتهم للمسيحيين.
جدول
مطارنة حدياب وسنوات جلوسهم على الكرسي:[11]
ان
المطران الذي جلس فترة اطول من غيره في كرسي ابرشية حدياب هو "عبوشطا"
حيث استغرقت مطرنته 48 سنة، كما ان المطران الذي جلس اقصر فترة هو "ابرهام"
الثاني حيث جلس سنة واحدة فقط. وهناك فجوات في التسلسل يبدو ان كرسي
الابرشية كان شاغراً حينها. ان الملاحظ في الجدول يرى ان اسماء جميع
المطارنة تقريباً هي
اسماء سريانية وهذا يدل على
طغيان العنصر الآرامي في اقليم
حدياب وبقية شمال العراق.[12]
الاسم بالسريانية الاسم بالعربية عدد سنوات المطرنة
من سنة والى سنة
13 [xiii] |
( 104- 114) |
10 سنوات |
فقيدا |
1
ܦܩܝܕܐ |
14
[xiv] |
(120 – 123) |
2-3 سنوات |
شمشون |
2
ܫܡܫܘܢ |
15
[xv] |
(135 – 148) |
13 سنة |
اسحاق |
3
ܐܝܣܚܩ |
16
[xvi] |
(148 – 163) |
15 سنة |
أبرهام
الاول |
4
ܐܒܪܗܡ |
17
[xvii] |
(163 – 179) |
16 سنة |
نوح |
5
ܢܘܚ |
18
[xviii] |
(183 – 190) |
7 سنوات |
هابيل
|
6
ܗܒܝܠ |
19
[xix] |
(190 – 217) |
27 سنة |
عبدمشيحا |
7
ܥܒܕܡܫܝܚܐ |
20
[xx] |
(217 – 250) |
(33 سنة (؟ |
حيران |
8
ܚܝܪܢ |
21
[xxi] |
(258 – 273؟) |
15 سنة |
شحلوفا |
9
ܫܚܠܘܦܐ |
22
[xxii] |
(273 – 291) |
18
سنة |
أحادابوي |
10
ܐܚܐܕܐܒܘܗܝ |
23
[xxiii] |
(291 – 316؟) |
(26 سنة (؟ |
شريعا |
11
ܫܪܝܥܐ |
24
[xxiv] |
(316 – 345) |
29 سنة
|
يوحنان
|
12
ܝܘܚܢܢ |
25
[xxv] |
(345 – 346) |
سنة واحدة |
أبرهام
الثاني |
13
ܐܒܪܗܡ |
26
[xxvi] |
( 346 – 375) |
29
سنة |
ماران
زخا |
14
ܡܪܢ ܙܟܐ |
27
[xxvii] |
(375 – 406) |
31 سنة |
شوبحاليشوع
|
15
ܫܘܒܚܐܠܝܫܘܥ |
28
[xxviii] |
(406 – 430) |
24 سنة |
دانيال
|
16
ܕܢܝܐܠ |
29
[xxix] |
(430 – 450) |
20 سنة |
رحيما |
17
ܪܚܝܡܐ |
30
[xxx] |
(450 – 498) |
48 سنة |
عبوشطا |
18
ܥܒܫܘܛܐ |
31
[xxxi] |
(498 – 510) |
12 سنة |
يوسف
|
19
ܝܘܣܦ |
32
[xxxii] |
(510 الى ما بعد 544) |
اكثر من 34 سنة |
حنانا |
20
ܚܢܢܐ |
مصادر الكتاب:
لقد
ميّز الفونس منكانا في كتاب "تاريخ أربيل"
ثلاثة مصادر وهي التاريخ الكنسي لاوسابيوس
القيصري (حوالي 236- 339 ميلادي)[33]
(يُذكر
تاريخه الكنسي في سيرة هابيل صفحة 23، وسيرة عبدمشيحا صفحة 27، وسيرة حيران
صفحة 30) والتاريخ الكنسي لسقراط القسطنطيني
(ولد عام 380 ميلادي)[34]
وتاريخ اقليميس الاسكندري (حوالي 150 –
215 ميلادي)[35]
(يذكر
في سيرة عبدمشيحا صفحة 27). لكن المصدر الاخير قد لا يكون معقولاً لان
اعمال اقليميس الاسكندري لم تكن مترجمة الى السريانية، كما ان معرفة اللغة
اليونانية في فارس (والعراق جزء منها) في القرن السادس الميلادي كانت
محدودة للغاية.
لكن
المصدر الوحيد الذي يستشهد به "تاريخ أربيل" هو كتاب غير معروف لمؤلف مجهول
اسمه "هابيل" ربما من القرن
الرابع، ذكر عدة مرات في الكتاب في سيرة مطارنة حدياب الاوائل . وهابيل هذا
هو أهم مصدر للكتاب وخاصة عن الفترة المبكرة عن حياة الكنيسة في حدياب.
ويستشهد به مؤلف هذا التاريخ في مستهل كتابه ويسميه "العلاّمة" حيث يقول في
اول جملة له:
ܩܕܡܝܐ
ܗܟܝܠ
ܕܐܦܣܩܘ̈ܦܐ
ܕܗܘܐ
ܠܐܬܪܐ
ܕܚܕܝܒ
ܐܝܬܘܗܝ
ܐܟܡܐ
ܕܐܡܪ
ܗܒܝܠ
ܡܠܦܢܐ
ܡܪܝ
ܦܩܝܕܐ
ܗܘ
ܕܐܕܝ
ܫܠܝܚܐ
ܒܝܬܗ
ܣܡ
ܥܠܘܗܝ
ܐܝܕܐ،
اي "إن اول اساقفة حدياب كما يذكر العلامة
هابيل هو مار فقيدا الذي رسمه أدى الرسول بنفسه"، حيث يسميه "العلامة
هابيل"[36].
ثم
يذكره ايضا في الصفحة التالية عن سيرة حياة الاسقف
شمشون حيث ينقل لنا رواية هابيل عن احد
اعياد الفرس ويسميه "المؤرخ هابيل" بقوله
ܘܗܟܢ
ܡܬܢܐ
ܥܠ
ܗܢܐ
ܥܐܕܐ
ܗܒܝܠ
ܡܟܬܒܢܐ
"وهكذا يروي المؤرخ هابيل عن هذا العيد"[37].
ثم يعود ليسميه ايضا
ܗܒܝܠ
ܡܠܦܢܐ
اي
"هابيل
العلامة".[38]
ويستشهد به ايضا عن حياة اسحق.[39]
كما
هناك تقاليد شفهية اعتمد عليها المؤلف بين مصادره كما صرح
ܐܟܡܐ
ܕܫܡܥܢܢ
ܡܢ
ܐܢܫܐ
ܡܗ̈ܝܡܢܐ
اي
"كما سمعنا من اناس مؤمنين".[40]
مخطوطة
الكتاب:
ان
مخطوطة هذا الكتاب السرياني مكتوبة بخط سرياني اسطرنجيلي جميل جداً تتكون
من 80 صفحة. ادّعى ألفونس منكانا بان
مخطوطة هذا الكتاب السرياني هي من قرية "إقرور"[41]
النسطورية وتعود الى القرن العاشر الميلادي.[42]
وقد
حدد الفونس منكانا موقع "إقرور" على انها تقع على بعد 16 ميلاَ الى الشمال
الشرقي من "زاخو" وعشرين ميلا الى الشمال الغربي من "أشيثا".
وذكر بانها قرية اسلامية كبيرة كان سكانها سابقاً من السريان النساطرة.
وعند الهجوم على سكانها المسيحيين هربوا وحملوا معهم ممتعاتهم وبعض كتبهم
وبينها كتاب "تاريخ اربيل" المذكور.[43]
وبعد
نشر المخطوطة مباشرة عام 1907 قام منكانا ببيعها الى المكتبة الوطنية في
برلين بقيمة 3500 "فرنك فرنسي" على اساس انها قديمة من القرن العاشر،
وصُنفت في المكتبة تحت رقم
(or. fol.
3126)
.
ان
دراسة ومقارنة نص المخطوطة التي باعها منكانا لمكتبة برلين الوطنية مع النص
الذي نشره منكانا وترجمه تكشفت عن بعض
الاختلافات بينهما، إذ ان نص طبعة منكانا يحتوي على معلومات اضافية على
مخطوطة برلين. وهذا يدل على انه ربما كان بحوزة منكانا مخطوطة اخرى لتاريخ
أربيل غير مخطوطة برلين وهي غير معروفة لأحد، ولم يصرح عنها
منكانا ربما لكونها هي ايضاً مخطوطة
جديدة، وانه طبع نصه نقلا عنها.
اهمية
كتاب تاريخ أربيل وموقف العلماء منه:
منذ
ظهور كتاب "تاريخ أربيل" استعمله
العلماء كمصدر هام عن المسيحية المشرقية وانطلاقتها وكذلك كمصدر هام عن
تاريخ أيران في الفترة البارثية والساسانية. وخاصة ان منكانا حينها كان قد
كتب في الصفحة السابعة من طبعته جملة في غاية الاهمية قال فيها بالفرنسية:
"ان
المخطوطة التي نطبع الان نصها وترجمتها سوف تمكننا من تصحيح عدة اخطاء لا
زالت متداولة بين علماء السريانيات المعاصرين".[44]
وبموجب هذا التصريح الخطير فقد اُعتبر كتاب "تاريخ أربيل" حينها من اهم
الاكتشافات الحديثة في مجال الثقافة السريانية.
ونظراً
لأهمية الكتاب قام العلامة الالماني "إدوارد سخاو"
بترجمته الى الالمانية وطبع الترجمة في برلين عام 1915 بعنوان "تاريخ
أربيل: مساهمة لمعرفة أحوال المسيحية الباكرة في الشرق".[45]
ومن
العنوان الالماني الذي منحه "سخاو" لطبعته
نفهم مدى اهمية هذا الكتاب حينها بين العلماء. وبعد حوالي عشر سنوات تبعه
العلامة "فرانس زورِل" فقام بترجمة
الكتاب الى اللاتينية وطبع الترجمة في روما 1927.[46]
ومنذ
صدور الكتاب قام بعض العلماء بدرسه للوقوف على حقيقته، فوجدوا ان الكتاب
بحاجة الى المزيد من الدراسة والتحليل العلمي للوصول الى حقيقة أمره.
ويعتقد العلماء الذين يؤمنون بمصداقية كتاب "تاريخ
أربيل" بانه كُتب في القرن السابع معتقدين ان "مشيحا
زخا" هو نفسه "إيشوع زخا" أو
"زخا إيشوع" المذكور في كتاب "الرؤساء" للكاتب
السرياني النسطوري توما المرجي (من القرن التاسع).
لكن
في ستينات القرن العشرين، اي بعد حوالي ستين سنة من صدور "تاريخ أربيل"،
أُجري تحليل علمي دقيق لمخطوطة الكتاب ، فتبين انها مخطوطة حديثة للغاية،
وظهر ان منكانا كان قد اعطاها مظهرا قديماً بواسطة تشميعها ووضعها في النار
وحرق جوانبها دون ان يمس نصها بضرر، كما صرح العلامة
يوليوس أسفالغ في بحثه الالماني عنها.[47]
كانت
ردة فعل العلماء بعد نشر الكتاب ومواقفهم بخصوص صحة الكتاب، إذاً، متباينة.
إذ بينما رحب به علماء امثال "إدوارد سخاو"
و "أدولف فون هرنك" كمصدر قيّم ونادر
لتاريخ الكنيسة في حدياب، وقف بعض العلماء الآخرين موقف المتشكك تجاهه، مثل
العلماء "بول بيترس"،[48]
و"جان
موريس فوستِه"، و"إغناطيوس دِه أوربينا"،
وتبعهم ثم كل من "يوليوس أسفالغ" و"جان
موريس فييه"، خاصة لما علموا ان كاتب المخطوطة كان القس "ابراهام
شمعون شكوانا" الالقوشي (1849-1931)،[49]
وان
الملاحظة السريانية التي في المخطوطة والتي تعطينا اسم المؤلف
ܟܬܒܐ
ܕܐܩܠܣܝܣܛܝܩܝ
ܕܡܫܝܚܐ
ܙܟܐ،
"كتاب التاريخ الكنسي من تأليف مشيحا زخا" كانت قد أُضيفت على المخطوطة
بالخط السرياني الاسطرنجيلي على الصفحة 52، وان عالم السريانيات الفرنسي "جان
موريس فييه" كشف بان كاتب هذه الجملة كان
الراهب الكلداني "توما بن حنا" من عائلة
"بطّوطا من كرمليس"،[50]
وقد
كتب هذه الملاحظة بناءً على طلب الفونس منكانا
نفسه كما ذكر "جان فوستِه" في دراسته حول
جدول منكانا.[51]
وبعد
هذا الكشف الخطير عن أمر المخطوطة الحديثة والتي اُعطي لها المظهر القديم،
أخذت أصوات بعض العلماء ترتفع لاهمال هذا الكتاب واعتباره مزوراً، وطالبوا
حذف كل المعلومات التي كانت قد استقيت من هذا الكتاب كمصدر، وخاصة تلك التي
استقيت منه عن تاريخ أيران.
أصيل
أم مزور؟
كل هذا
القى المزيد من الشك على مصداقية كتاب "تاريخ
أربيل" السرياني ومخطوطته. والسؤال الذي طرح نفسه حينها:
هل هذا التاريخ هو عمل قديم وأصيل لمؤرخ سرياني
قديم أم هو كتاب مزيف من تأليف الفونس منكانا نفسه ونسبه الى المؤرخ
السرياني القديم مشيحا زخا؟ لقد اقتنع العلماء حينها بان هذا
التاريخ مزوّر وهو من تأليف منكانا نفسه، وقاد هذا الرأي صديقنا العلامة
المرحوم "جان موريس فييه". وبقي رأيه كحكم
فاصل عن هذا الموضوع طوال الفترة لغاية 1978.
في
عام 1978 اكتشفت المؤرخة المتخصصة بتاريخ الساسانيين البروفسورة "روث
التهايم- شتيل"[52]
الالمانية بأن تاريخ ارتقاء الساسانيين للسلطة في ايران حصل في 28 من شهر
نيسان عام 224 م، وهذا يتفق تماماً مع ما هو مذكور في تاريخ أربيل في سيرة
حياة المطران حيران.[53]
ان
التطابق في ذكر التاريخ بين كتاب تاريخ اربيل والنقش المدون بالبارثية
والفارسية المتوسطى والذي اكتشفته البعثة الفرنسية في تنقيباتها في
بيشابور في ايران عام 1935 و 1936 هام
جداً حيث أعطى حياة جديدة لهذا الموضوع، لان النقش المذكور أكد ما جاء في
"تاريخ اربيل" بخصوص تاريخ ارتقاء الساسانيين للسلطة وذلك قبل كشف النقش
المذكور.
فاذا
كان "ألفونس
منكانا" قد الف هو بنفسه هذا التاريخ ونسبه الى المؤرخ السرياني "مشيحا
زخا" فكيف بامكانه ان يذكر تواريخ غير معروفة لاحد لكنها تأكدت من
خلال اكتشافات لاحقة؟ لقد نشر منكانا وطبع هذا الكتاب عام 1907 اي قبل
حوالي ثلاثين سنة من اكتشاف نقش" بيشابور"
الذي ذكر ايضا نفس التاريخ لارتقاء الملوك الساسانيين والمذكور في كتاب
"تاريخ أربيل". وعلى ضوء هذه المعلومة الهامة جداً بدأ بعض العلماء يغيرون
رأيهم عن كتاب "تاريخ أربيل" ويعتبرونه كتابا صحيحاً وأصيلاً، طالما ان
نقش بيشابور ثبّت ما ذكره تاريخ اربيل سابقاً.
بالحقيقة ان كتاب تاريخ أربيل يتفق مع "نقش بيشابور" ليس فقط في ذكر سنة
ارتقاء الملوك الساسانيين للسلطة، انما يتفق معه ايضا بذكر اليوم في
الاربعاء 27/28 نيسان
سنة 224 م.
وهنا ينال هذا التاريخ مصداقية جديدة فجذب اليه ثانية اهتمام العلماء
فاخذوا ينشروه مجددا ويترجموه، إذ قام العلامة الالماني "بيتر
كفارو" بطبعه من جديد من مخطوطة برلين الاسطرنجيلية مع ترجمة
المانية عام 1985.[54]
وبرغم
حداثة مخطوطة هذا الكتاب وعدم تأكيد نسبه الى "مشيحا
زخا"، إلا ان
”تاريخ
اربيل"
وعلى ضوء المستجدات التي صادفته، فانه يبقى تاريخا سريانياً هاماً. ان
الدراسة السريعة التي قمتُ بها لتاريخ أربيل، وحسب خبرتي المتواضعة عن
المخطوطات السريانية حيث درست شخصياً عشرات المخطوطات السريانية من القرن
السابع ولغاية السابع عشر، تبين لي ان اسلوبه السرياني يشبه في كثير من
المواضع اسلوب النصوص السريانية القديمة، وان الجو العام لنص هذا التاريخ
يشبه الى حد معين جو المخطوطات السريانية القديمة،
لذلك نعتقد ان هناك أصالة في هذا التاريخ.[55]
ناشر
الكتاب العلامة الفونس منكانا في سطور:
إذا
كان هذا الكتاب من تأليف "ألفونس منكانا"
كما يعتقد بعض العلماء فان هذا القول بحد ذاته شهادة كبيرة بحق الفونس
منكانا واعتراف صريح بعلمه الواسع وهو شاب في مقتبل العمر. فلو صح كلامهم
عنه، اي انه هو الذي ألف هذا التاريخ النادربهذه اللغة السريانية القوية
ونسبه الى مشيحا زخا وهو شاب لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، فهذا
اعتراف كبير بمقدرته وثقافته التاريخية الممتازة. واذا كانت المعلومات
القيمة والنادرة التي يتضمنها هذا الكتاب عن تاريخ الكنيسة وعن الوضع
السياسي السائد حينها والتي يعجز العلماء الكبار من الاتيان بها قد انقادت
للشاب الفونس منكانا في مطلع حياته، فهذا اعتراف بنبوغ وعبقرية هذا الشاب
السرياني المتوقد الذهن.
ولد
هذا العالم الكبير الفونس منكانا عام 1878 في قرية "شرانش"
بجوار زاخو من عائلة كلدانية لها ثمانية اطفال (ستة صبيان وابنتين) وكان هو
اكبرهم سناً وسمي هرمز. كان والده بولس كاهناً في الكنيسة الكلدانية. انتسب
الفونس الى معهد مار يوحنا للدومينيكان في
الموصل عام 1891 كما اصبحت احدى اخواته راهبة. وتعلم في هذا المهعد
السريانية على يد العلامة الكلداني اوكين منا
مؤلف القاموس السرياني العربي الشهير "دليل
الراغبين في لغة الآراميين"، كما تعلم لغات أخرى. عام 1902 رسم
كاهنا على يد البطريرك الكلداني عمانوئيل توما (1900-1947) وغيّر اسمه من
هرمز الى الفونس. ولما ارتسم معلمه في السريانية العلامة اللغوي أوكين منا
مطراناً عام 1902 (وكان قد ارتسم معه في نفس
الوقت مطرانان آخران هما أدي شير واسطيفان غبري)، تعيّن الفونس
معلماً للسريانية في المعهد بدلاً من معلمه يعقوب اوكين منا. وفي 1903-1910
تعين الفونس مصححاً للمطبوعات السريانية والعربية التي اصدرتها المطبعة
الدومينيكانية في الموصل. عام 1905 طبع كتابا هاماً عن قواعد السريانية
بالفرنسية تحت عنوان:
Clef
de la langue araméenne, ou Grammaire compléte et pratique des deux
dialectes syriaques occidental et oriental
(Mosul: Dominican Press, 1905)
اي "مفتاح
اللغة الآرامية: أو كتاب القواعد العملي والشامل للهجتين السريانيتين
الغربية والشرقية"، وفي نفس السنة طبع مجلدين ضخمين يضمان معظم
ميامر الشاعر الكبير "مار نرساي"
(399-502).[56]
وجاء
اهداء هذه الطبعة الى "الارساليات الدومينيكانية
والى المعهد الكلداني السرياني في الموصل، كعلامة شكر واخلاص".
لكن
بسبب ما كتبه منكانا عن حياة "مار أداي" الرسول فقد حصلت له مشكلة كبيرة مع
بطريركه الذي طلب منه ان يحذف جملة في الصفحة 78 من تاريخ اربيل كتب فيها
"بان قصة حياة مار أداي ومار ماري هي اسطورية" وحاول ايقاف طباعة الكتاب؛
وقد ذكر الاب يوسف تفنكجي الكلداني[57]
الذي
كان صديق وتلميذ منكانا في المعهد، ذكر بان الراهب
الفونس حصلت له بعض المشاكل الكبيرة مع
البطريرك الكلداني عندما كتب في تحليله لكتاب تاريخ أربيل بان "اصل
بطريركية الكلدان هي من انطاكية". وثارت عليه المشاكل، فاضطر منكانا
ان يهجر السيمينار عام 1910 (ويُقال بانه طُرد منه)؛ ثم لحقه الاب يوسف
تفنكجي ايضاً، كما ان البطريرك حنق على المطران العلامة "أدي شير" ايضاً
لأنه صادق على طبعة الكتاب[58]
وبعد
ثلاث سنوات اي 1913 انسحب منكنانا من الكنيسة الكلدانية، وغادر العراق
متوجهاً الى بريطانيا ليستقر بها وهو في ريعان الشباب، ولم يرجع الى وطنه
لكنه قام بثلاث رحلات للشرق الاوسط لتجمييع المخطوطات السريانية والشرقية.
وفي
عام 1914 تعرّف الفونس منكانا على الفتاة
النروجية "إمّا- صوفي فلور"[59]
من
مدينة ستفانغر
Stavanger
في
النرويج،
حيث
كانت تقيم حينها في بريطانيا في
Selly Oak
لتحسّن لغتها الانكليزية، وكانت قد أمضت قبلها سنة واحدة في فرنسا تدرس
الفرنسية. فنشأت علاقة حب بينهما، وخطبها وتزوجا في 14 تموز 1915 ورزقا
طفلاً عام 1916 أسموه "جون" وطفلة عام
1918 اسموها "ماري".[60]
عاش
منكانا في عدة اماكن في بريطانيا مثل برمنغهام، وودروك، وكامبردج،
ومانشستر، لكنه مكث في مانشستر فترة طويلة حيث الف هناك معظم مؤلفاته وعلم
هناك في جامعتها.
لقد
روت "ماري منكانا"[61]
ابنة
الفونس منكانا، بان والدها الفونس كان عاتباً على كل العراقيين الشرقيين
وقد قاطعهم. ومن بين كل العراقيين كان له صديق واحد في الشرق وهو
بطريرك السريان الارثوذكس أفرام برصوم الموصلي،[62]
إذ لما
كان أفرام برصوم مطراناً زار عدة دول اوروبية وبينها بريطانيا في 1920/1919
ماكثاً فيها عدة اشهر، وزار منزل صديقه الفونس
منكانا مرتين في "مانشستر"، وكانا يناقشان القضايا السريانية
العلمية. وقالت "ماري منكانا" بان المطران
أفرام برصوم ووالدها الفونس منكانا كانا يتكلمان بالفرنسية معاً
في حضرة والدتها زوجة منكانا السيدة "إمّا صوفي"
لتشاركهما في النقاش.[63]
ويبدو
انه بسبب موقف منكانا من الشرقيين وقطعه علاقته معهم كلياً فقد ذكره
البطريرك أفرام برصوم في كتابه الهام "اللؤلؤ
المنثور" واعتبره من العلماء المستشرقين.[64]
توفي
العلامة السرياني الفونس منكانا عام 1937 وعمره 59 سنة فقط وهو في قمة
العطاء، فكانت وفاته خسارة للعلوم السريانية لا تعوض. وتوفت زوجته "إمّا
صوفي" في برمينغهام عام 1974. أما ابنه "جون" فقد تزوج مع "ماري كورتيس"
وانجب اربعة اطفال:
”بيتر"
و"آندرو" و"جانيت" و"لاين". وتوفي "جون" الفونس منكانا في حادث عام 1970.
ولا زال احفاد منكانا يعيشون في بريطانيا وواحد في كندا.[65]
وفي
الثلاثين سنة التي عاشها الفونس في بريطانيا ألف ونشر عشرات الكتب
والدراسات العلمية الهامة في موضوع الدراسات السريانية والعربية
والاسلامية/القرآنية، منها جدوله الشهير عن المخطوطات السريانية
Catalogue of the Mingana Collection of manuscripts.
عدا انه علم السريانية والعربية والعبرية. كما ان دراساته اللغوية عن تأثير
السريانية في القرآن تعتبر رائدة في هذا المجال قبل ان يطرق هذا الموضوع
اليوم عالمان سريانيان معاصران على مستوى عالمي. وقد عقد صداقات وعلاقات مع
معظم علماء السريانيات في بريطانيا حينها مثل رندل هاريس، الاخوات آغنس
سميث لويس ومارغريت دنلوب جيبسون،
دافيد مرغليوت، الخ.
وتعاون مع بعضهم في تأليف واصدار بعض الدراسات والكتب.
لقد
ترك الفونس منكانا معهده في الموصل (أو طرد منه) وترك كنيسته الكلدانية
وترك الكهنوت وهاجر وطنه وحل في بريطانيا ليعيش فيها بقية حياته، فتفتقت
هناك موهبته العلمية العظيمة فانتج اعماله الفكرية الجليلة التي بلغت حوالي
التسعين كتابا ودراسة، فاصبح فخراً للامة السريانية جمعاء...
انتهت المقالة
-----------------------------------------------------------------------------------------
هنا تبدأ
حواشي وهوامش المقالة:
[1]
Sources
syriaques, Vol. I: Msiha Zkha:
texte et traduction par A. Mingana [Mosul]-Leipzig 1907, p.
1-75.
[2]
يبدو
انه لم يصدر اي كتب اخرى في هذه السلسلة، لكن تتضمن طبعة هذا
الكتاب نصاً سريانياً آخراً ليوحنا بر فنكايي.
[3]
J.S. Assemani, Bibliotheca Orientalis III:1, p. 216.
[4]
كانت
"حدياب"
ܚܕܰܝܰܒ̇
قديمة حيث اشتهرت منذ القرون الاولى قبل وبعد الميلاد. إذ كانت
اثناء حكم
الملوك الاخمينيين دويلة تابعة للامبراطورية الفارسية. وكان أردشير
الثالث (361-338 قبل الميلاد) قبل ان يتسلم عرش فارس يسمى "ملك
حدياب". ثم كان لحدياب بعض الملوك مرتبطين بالمقدونيين وبعدها
بالسلوقيين، ثم اصبحت بعدئذ احدى ممالك البارثيين. كان سكان حدياب
مزيجاً من الاثنيات لكن غالبيتهم كانوا من الآراميين. حمل بعض
افراد العائلة الملكية اسماء هلنستية مثل الملكة هيلينة (توفت عام
56 ميلادي) وكانوا يعتنقون اليهودية، وربما كان لها علاقة بترجمة
بعض اسفار العهد القديم الى السريانية المعروفة بالبسيطة. احتلها القيصر
الروماني تراجان لفترة قصيرة عام 116م. قضى الفرس الساسانيون على
البارثيين وسيطروا على حدياب واصبحت المنطقة تابعة لهم لغاية سقوط
فارس بيد العرب المسلمين.
في القرون المسيحة كانت حدياب
ابرشية كبيرة وهامة تمتد من نهر الزاب الكبير إلى الزاب الصغير ومن
دجلة إلى أذربيجان وقاعدتها اربيل، ويقال بانه كان يخضع لمطرانها
تسعة عشر أسقفاً.
ثم
قُسمت أبرشية حدياب إلى قسمين وهما أربيل والموصل.
قال عنها
اللغوي السرياني بربهلول (من القرن العاشر) في قاموسه السرياني
الشهير بان حدياب هي الحزة وهي مركز كرسي
المطرانية، واستناداً الى "برساروشاي" اسقف الحيرة بانها ܚܙܐ
الموصل"
(انظر العمود 719 من القاموس المذكور).
[5]
انظر النص
السرياني لتاريخ اربيل، صفحة 2.
[7]
فيه صفحة 2؛
ان هذا مذكور ايضاً في كتاب
ܡܠܦܢܘܬܐ ܕܐܕܝ
"تعاليم أداي".
[10]
أنظر مقدمة
الكتاب؛
يُذكر "فنحس" في عدة اماكن من الكتاب منها ثلاث مرات في سيرة
المطران "هابيل" صفحة 19 و 22، في 25؛ كما ذكر في سيرة المطران
"حيران" صفحة 29؛ وسيرة المطران "شريعا" صفحة 42؛ وسيرة "يوحنان"
صفحة 53؛ وسيرة "ماران زخا" في صفحة 57؛ وفي سيرة "حنانا" صفحة 73.
[11]
Die Chronik
von Arbela,
übers. v. P. Kawerau (CSCO 468, SS 200), Lovanii 1985, p. 115.
[12]
منذ القرن
الثامن قبل الميلاد
بدأ الآراميون
يتدفقون الى شمال العراق بسبب سياسة التهجير التي قام بها ملوك
آشور حيث جلبوا اعداداً هائلة من الآراميين من منطقة الخابور وغربه
واسكنوهم في العواصم الاشورية، فازداد عددهم مع الزمن وفاق عدد
الاشوريين نفسهم. وبعد سقوط آشور عام 612 وتعرضها للمجازر ذابت
البقية التي نجت منهم بين الآراميين الذين كانوا قد اصبحوا
الغالبية الساحقة في شمال العراق، واستمروا هكذا لغاية مجيء العرب
في القرن السابع الميلادي.
[13]
بعد "فقيدا"
شغر الكرسي بين عامي 114 – 120؛
تنصر "فقيدا" نحو
سنة 99 م واصبح تلميذاً لمار أَدَّي الرسول فنصبه اسقفاً عام 104م
وعاد إلى بلدته ونصّر اهله وبعض أبناء وطنه (انظر سيرته في تاريخ
اربيل صفحة 2 -3).
[14]
شغر الكرسي
بعد شمشون بين عامي 123 – 135؛
كان شمشون تلميذاً
للمطران "فقيدا"، رسمه "مزرا" البيثزبدي أسقفاً. اضطهده المجوس
وعذبوه وقتلوه، وهو أوّل شهداء حدياب (انظر سيرته في تاريخ اربيل
صفحة 2 – 6).
[15]
نجح اسحق في
تنصير "رقباخت" حاكم حدياب الفارسي، وشاد كنيسة عُرفت باسمهِ حتى
القرن السادس (انظر سيرته في تاريخ اربيل صفحة 6 – 10).
[16]
ولد
ابرهام في قرية "حردا" بجوار الموصل وتنصّر أبوه في عهد الأسقف
شمشون. انتشر وباء دام ثلاثة شهور قضى على كثيرين وبينهم الأسقف
ابرهام (انظر سيرته في تاريخ اربيل صفحة 10 – 12).
[17]
ثم
شغر الكرسي بعد نوح بين عامي 179 – 183؛
وُلد نوح في بلدة
بصحراء الأنبار، زار أورشليم وتنصّر وعاد إلى حدياب. قام نوح
بزيارة المطران ابرهام فأحبه واختاره لخدمة الكنيسة ثم نصبه أسقفاً
ليخلفهُ. قاسى شدائد كثيرة في حياته (انظر سيرته في تاريخ اربيل
صفحة 13 – 19).
[18]
سنة
185 انتخب "هابيل" ورسمه "زَخَا يشوع" أسقفاً على "حانيثا".
توفي هابيل في قرية "رحطا" بحدياب ونُقل إلى أربيل (انظر سيرته في
تاريخ اربيل صفحة 19 – 26).
[19]
حسب جدول
منكانا (190 – 225)؛ ذهب "عبدمشيحا" إلى انطاكية فدمشق حيث تنصر.
وتسقّف على حدياب واهتم برعيته فازداد عدد الكنائس والأديار. (انظر
سيرته في تاريخ اربيل صفحة 7).
[20]
حسب جدول
منكانا (225 – 258)؛ تولى حيران أسقفية حدياب نحو سنة 217. وفي
سيرته ذُكر بانه في يوم الأربعاء في 27 نيسان لسنة 224 بطلت دولة
الفرثيين وبدأت دولة الفرس. يعتبر هذا التاريخ المذكور من أهم
النقاط التي تدافع عن اصالة كتاب تاريخ اربيل (انظر سيرته في تاريخ
اربيل صفحة 7 – 31).
[21]
ولد
شحلوفا في "بيت أرمايي" (بلاد
الاراميين)؛ نصّر سكان "تلنياحا" وخلف سالفه في كرسي حدياب وذهب
الى العاصمة "المدائن". زاره "شوبحاليشوع" أسقف بازبدى وانطلقا
كلاهما إلى "حربث جلل" و"راسونين" ورسما هناك أسقفاً، ثم توجها إلى
"شهرقرد" ونصبا خلفاً لأسقفها. (انظر سيرته في تاريخ اربيل صفحة 32
– 35).
[22]
رُسم "آحا
دابُوي" أسقفاً على يد "حيران"، وكان أبوه كاهناً في أربيل. زار
"المدائن" برفقة "زخا يشوع" أسقف "حربث جلل" و"شبثا" أسقف "بازبدي"
واستشار "حَيبعل" أسقف شوشان فرسم "فافا الآرامي" أسقفاً للمدائن
بحضور الأساقفة الثلاثة المذكورين. يعتبر فافا أول جثالقة المدائن
(انظر سيرته في تاريخ اربيل صفحة 35 – 42).
[23]
حسب جدول
منكانا (291 – 317)؛ لما تولى "شريعا" مطرانية حدياب وسّع "فافا"
أسقف المدائن سلطته الروحية على جميع أساقفة المشرق لأنهم كانوا
يراجعونه في المسائل الدينية والمدنية فأصبح رئيساً لجميع أساقفة
المشرق (انظر سيرته في تاريخ اربيل صفحة 42 – 46).
[24]
حسب جدول
منكانا (317 – 346)؛
سمي يوحنان "ابن
مريم" لشدة محبته لمريم العذراء. ادخل الكثيرين الى الكنيسة
(انظر سيرته في
تاريخ اربيل صفحة 46 – 55).
[25]
حسب جدول
منكانا (346 – 347)؛ انتخب "ابرهام" سراً ليدير الكنيسة. اعدموه
بقطع رأسه في قرية "تلنياحا" (انظر سيرته في تاريخ اربيل صفحة 55 –
56).
[26]
حسب جدول
منكانا (347 – 376)؛ هجم في زمن "ماران زخا" الملك "شابور" على ما
بين النهرين وحاصر نصيبين لكنه لم يفلح في فتحها. وفي عهده تتلمذ
"ايثالاها" كاهن الاصنام في "اربيل" واخذ يبشر بالمسيحية فقطع رأسه
(انظر سيرته في تاريخ اربيل صفحة 56 – 61).
[27]
حسب جدول
منكانا (376 – 407)؛ كان "شوبحاليشوع" من "كرخ سلوخ" وسكن اربيل،
كان جميل المنظر، وفي عهده ازدهرت المسيحية في حدياب
(انظر سيرته في تاريخ اربيل صفحة 61
– 62).
[28]
حسب جدول
منكانا (407 – 431)؛ كان "دانيال" من قرية "تحل" ووالده وثنيا
وامه مسيحية. وفي عهده نالت الكنيسة راحة من الاضطهاد
(انظر سيرته في تاريخ اربيل صفحة 62
– 64).
[29]
حسب جدول
منكانا (431 – 450)؛ كان "رحيما" من اربيل، وخطفه البدو في هجومهم
على حدياب ومكث في الاسر 15 سنة ثم هرب لبلاده. ساهم في نشر
المسيحية بين الوثنيين (انظر سيرته
في تاريخ اربيل صفحة 64 – 65).
[30]
حسب جدول
منكانا (450 – 499)؛ كان "عبشوطا" من احدى قرى الجبال وسكن منذ
صباه في نصيبين وثم جاء الى اربيل، يقال انه بنى 25 كنيسة. جدد
بناء كنيسة اربيل وزينها بشكل بديع للغاية، مات بشيخوخة صالحة
(انظر سيرته في تاريخ اربيل صفحة 65
– 69).
[31]
حسب جدول
منكانا (499 – 511)؛ كان يوسف من قرية "تلدارا"، درس في جامعة
نصيبين لدى نرساي. احب العزلة والتعبد على الجبال، لكن بطريركه
كتب اليه ومنعه فعاد الى ابرشيته، ومات فيها
(انظر سيرته في تاريخ اربيل صفحة 69
– 73).
[32]
حسب جدول
منكانا (511 - ؟؟)؛ كان "حنانا" من قرية "تلنياحا"، وكان تلميذا
لنرساي الكبير في مدرسة نصيبين. وفي عهده حصلت مشاكل كثيرة في
كنيسة المشرق. وافتتحت كلية في اربيل برعاية المعلم بولس
(انظر سيرته في تاريخ اربيل صفحة 73
– 75).
[33]
كان
أوسابيوس مطراناً لقيصرية فلسطين، ويُعرف بأبي التاريخ الكنسي.
[34]
غطي تاريخ
سقراط الكنسي الفترة الواقعة بين 403- 439 ميلادي.
[35]
وهو
احد اللاهوتيين واباء الكنيسة الاوائل.
[36]
أنظر النص
السرياني لتاريخ أربيل، صفحة 2.
[40]
كما ورد في
سيرة المطران "هابيل" صفحة 25 وسيرة "أحادابوي" صفحة 39.
[41]
انظر مقدمة
الكتاب صفحة 10.
[44]
«Le manuscrit dont nous donnons ici le texte et la traduction...
et
nous permettra en même temps de redresser maintes erreurs ayant
encore cours dans les travaux de nos syrologues modernes »
الصفحة الاولى من المقدمة
[45]
E. Sachau, Die Chronik
von Arbela: ein Beitrag zur Kenntnis des ältesten Christentum im
Orient, Berlin 1915.
[46]
Chronica Ecclesiae Arbelensis ex idiomate Syriaco in Latinum
vertit F. Zorell (Orientalia Christiana 8:4), Rome 1927.
[47]
J. Assfalg, Zur
Textüberlieferung der Chronik von Arbela: Beobachtungen zu Ms.
or. fol. 3126, Oriens Christianus, volume 50 (Wiesbaden
1966), p. 19-36.
[48]
وهو أول من
بدأ بالشك في صحة الكتاب
بعد حوالي عشرين سنة من صدوره،
انظر بحثه:
Paul
Peeters, Le "Passionnaire d'Adiabène", in:
Analecta Bollandiana
43 (1925), p. 497-510.
[49]
القس
ابرهام ( اوراها ) شكوانا
(1849-1931)
الكلداني.
درس في القوش
وأحب اللغة والطقوس وتعلق بهما وبآباء الكنيسة المشرقية. كان خطه
السرياني جميل جداً نراه اليوم في الكتب الطقسية.
وضع بعض الصلوات
لاعياد العذراء.
[50]
الاب
توما حنا القهوجي (قاشا توما حنا بطوطة)، ولد في نهاية القرن
التاسع عشر، ودخل الرهبنة الهرمزدية ورُسم كاهناً لقرية "أرادن"
سنة 1927، ثم انتقل الى رعية القامشلي سنة 1945. سنة 1948 انتقل
الى ديريك (المالكية) حتى توفي هناك سنة 1951 ودفن في كنيستها.
كان خطاطا وشاعرا له بعض القصائد السريانية.
[51]
J.M. Vosté,
Alphonse Mingana: á
propos du ”Catalogue of the Mingana Collection”
Orientalia Christiana Periodica, volume 7 (Rome 1941), p.
514-518 .
[52]
Atheim-Stiehl, Ruth,
”Das früheste Datum der sasanidischen Geschichte, vermittelt
durch die Zeitangabe der mittelpersisch-parthischen Inschrift
aus Bisapur”, in: Archaeologische Mitteilungen aus Iran
11 (Berlin 1978), p. 113-116.
[53]
ܝܘܡܐ
ܕܝܢ ܕܒܗ ܒܛܠܬ ܡܠܟܘܬܐ ܕܦܪ̈ܬܘܝܐ ܒܢܘ̈ܗܝ ܕܐܪܫܩ ܬܩܝܦܐ ܐܝܬܘܗܝ ܗܘܐ ܥܣܪܝܢ
ܘܫܒܥܐ ܒܝܪܚܐ ܕܢܝܣܢ ܒܝܘܡ ܐܪܒܥܒܫܒܐ ܕܫܢܬ ܚܡܫܡܐܐ ܘܬܠܬܝܢ ܘܚܡܫ ܠܡܠܟܘܬܐ
ܕܝܘܢ،
صفحة 29.
[54]
Die Chronik
von Arbela,
hrsg., übers. v. P. Kawerau (CSCO 467/468, SS 199/200), Lovanii
1985.
[55]
لكن قد لا
يكون كل شيء فيه أصيل.
[56]
Narsai doctoris syri
homiliae et carmina prime edita, cura et studio D Alphonsi
Mingana, cum praefatione editoris
(Mosul: Dominican Press,
1905).
[57]
رُسم يوسف تفنكجي في الموصل كاهناً عام 1907 اي خمس سنوات بعد
معلمه الفونس.
[58]
S. Khalil, Alphonse Mingana and his contribution to early
Christian-Muslim Studies (A lecture delivered on 25 May 1990
to the First Woodbrooke Mingana Symposium), p. 14.
[61]
Ibid., p. 44, f.n. 42.
[62]
البطريرك السرياني الارثوذكسي أفرام الاول برصوم (1887-1957) هو من
أهم العلماء السريان الذين انجبتهم الامة السريانية حيث لا زالت
كتبه ودراساته متداولة بين المثقفين السريان ونخص منها كتابه عن
الادب السرياني والمسمى "اللؤلؤ المنثور".
[63]
S. Khalil, op. cit, p. 44, f.n. 42.
[64]
البطريرك
افرام برصوم، اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والاداب السريانية،
صفحة 483 و 484.
انتهت حواشي وهوامش المقالة