عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  أمير خلول   

أمير خلول       

إبن كفر برعم - حيفا


اعتداء على مقبرة كفر برعم في عيد مار مارون

كفر برعم قرية مسيحية مارونية مهجرة، تقع على بعد 4 كم من الحدود اللبنانية الجنوبية. أمر سكانها بمغادرتها لمدة أسبوعين بحجة الظروف الأمنية الخطيرة عام 1948 وحتى ألان ما زالوا مهجرين في وطنهم. وقد صودرت أراضيهم ودمرت قريتهم بالكامل ما عدا كنيسة القرية عام 1953. وما زالت السلطات الإسرائيلية تصر على منع المهجرين من العودة إلى قريتهم وأراضيهم.

منذ شهر أكتوبر/تشرين أول سنة 1967 عاد أبناء كفر برعم بدفن أمواتهم في مقبرة القرية بغض النظر عن المكان الذي وافتهم فيه منيتهم. وأصّر أهالي كفر برعم أنهم عائدون إلى أرضهم حتى وان كانوا محملون على الأكف جاعلين مدافن أجدادهم وآبائهم وإخوانهم من أجمل وأروع وأرقى ما يكون. إذ تفوح من مقبرتهم رائحة الزهور والورود الذكية كالبخور، التي تنحني أمام الصلبان المنصوبة على القبور وأمام عراقة وعظمة هؤلاء المسيحيين الذين ماتوا وهم يعملون جاهدين لقضيتهم ويناضلون بسلاح المحبة الإلهية ليعودوا إلى أرضهم وبيوتهم.

ففي صباح عيد شفيعهم مار مارون، يوم الجمعة 9/2/2007، فوجئ أهالي كفر برعم بما رأته أعينهم عند زيارة أحبائهم الذين سبقوهم إلى ارض الوطن والى الأحضان الإلهية، إذ وجدوا عددا من قبورهم قد عمل على تدنيسها وحطمت صلبانها واللوحات الرخامية التي نقشت عليها أسماء المتوفين. فعم الحزن والغضب أهالي كفر برعم ورؤساء الكنيسة المارونية خاصة وجميع مسيحيي البلاد.

واستنكرت لجنة أهالي كفر برعم هذا العمل التي نعته "بالبشع الذي ارتكبه عنصريون تجاه رموز مسيحية كالصليب، وتجاه مدافن أصبح ساكنوها في ذمة الله ورعايته"، وطالبت السلطات المختصة "العمل على كشف الأيدي الآثمة وتقديمها إلى العدالة الإنسانية لمحاسبتها على ما ارتكبته"،  كما وطالبت جميع المؤسسات الإنسانية والدينية والسياسية "استنكار مثل هذا العمل الإجرامي  في الاعتداء على حرمات المدافن وساكنيها، لعل في هذا الاستنكار رادع لمن تسوّل له نفسه المريضة القيام بمثل هذا الاعتداء."

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها