لمحة سريعة وبسيطة عن اللغة الآرامية
تحتل
اللغة السريانية (الآرامية) بحق
أحد المقامات الأولى بين لغات العالم من حيث إهتمام الباحثين في اللغات
القديمة والتاريخ القديم . وذلك للأسباب التالية:
أولاً _ "إن اللغة السريانية لغة مقدسة. لان
سيدنا المسيح تكلم بها بلهجتها الجليلية. وأمه العذراء القديسة مريم ناغته
وخاطبته بها والرسل القديسون بشروا بها..وآباء كنيستنا المقدسة قدّسوا
بالسريانية وشرحوا الكتب المقدسة بها. ومار أفرام السرياني , كنارة الروح
القدس , ألّف أناشيده الشعرية واللاهوتية بالسريانية"، من مقدمة كتاب الأب
يشوع الخوري.
ثانياً _ اللغة السريانية هي لغة الأجداد. ومن
هنا أتت تسمية الكتاب "يلف
لشنا
داباهى
–
تعلّم لغة الأجداد". إن شعبنا المسيحي على جميع طوائفه في الأراضي المقدسة
وفي لبنان و سوريا والعراق كانوا يتكلّم بلهجاتها المختلفة. إذ كانت اللغة
السريانية قد انتشرت من ساحل البحر الأبيض المتوسط غرباً , و إلى بلاد الصين
و الهند شرقا , و من جنوب بلاد أرمينيا شمالاً إلى الجزيرة العربية جنوبا...
بدأت اللغة السريانية تتلاشى و تضعف بسبب الاحتلال العربي، إذ بدأت تأخذ
اللغة العربية مكان السريانية في المدن و انتشرت بعدها الى القرى و تحولت الى
اللغة الرسمية للبلاد.
إن اللغة السريانية لم تنقرض إذ يوجد ثلاث قرى في سوريا يتكلم سكانها بها و
منها معلولا القرية المسيحية، و القريتان بخعا و جبعدين و هي قرى إسلامية. و
يتكلم أهل منطقة طور عبدين في جنوب شرقي تركيا و مسيحيي العراق الكلدان و
الآشوريين السريانية. و هكذا أيضا الجاليات السريانية في عالم الانتشار و
أكبرها الجاليات السريانية في السويد و هولندا و المانيا و أمريكا.
"لقد كانت السريانية لغتنا الأم , إنما نحن بسبب ظروف الدهر، انقطعنا عن
التكلّم بها و حُرمنا من تذوق صلواتها. لكن الكثيرين منا يحنّون اليوم اليها
و يحبون أن يسمعوا الحانها في الكنائس و الأديار حيث لا يزال يرددها الكهنة و
الرهبان و الرهبات"، من مقدمة كتاب الأب يشوع الخوري.
و يأتي هذا الكتاب في حين يشتد الحنين لدرس اللغة السريانية أو التكلم بها
ليعطينا مبادئ كتابة و قراءة اللغة السريانية. إذ يعلّمنا طريقة كتابة الأحرف
السريانية و طريقة لفظها مع التشكيل ويعطي أمثلة لكل حرف. و في نهاية الكتاب
أضيفت كلمات و مصطلحات قد نستفيد منها للتكلم بالسريانية.
|