عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

"آلام المسيح" باللغات الأصلية

لأول مرة تعرض الآرامية على الشاشة الكبيرة

بين الجدل الكثير المتعلق بالفيلم الجديد لميل جيبسون، "آلام المسيح" ثمة ما يتعلق بالاستعانة بلغتين قديمتين هما الآرامية واللاتينية بطول الحوار، ويعتقد أن بعض المتفرجين سيجدون من الصعوبة متابعة الفيلم عن طريق الترجمة طوال الوقت، وأما جورج كراز فيعتقد خلاف ذلك تماما.

ويقول د. كراز الذي يعيش في نيوجيرسي إن هذه كانت المرة الأولى التي يسمع فيها لغته الأصلية في فيلم يتصدر شاشات هوليوود، ويضيف "من وجهة النظر اللغوية، لقد أبلوا بلاء حسنا".

وقد كان كراز المتحدث بالآرامية من بين أوائل من شاهدوا الفيلم في عروضه الأولى الأربعاء.

ويضيف "فهمت 60% أو أكثر من الآرامية، وهي نسبة غير سيئة نظرا إلى عدم اعتيادي على اللهجة التي اختارها الفيلم".

ود. كراز هو مؤسس ورئيس معهد بيت ماردوتو للدراسات السوريانية في بيسكاتاو بنيوجيرسي. ويشجع هذا المعهد دراسة السوريانية وهي إحدى لهجات الآرامية.

وكان كراز قد ترعرع في ظل الآرامية منذ كان طفلا يعيش في بيت لحم بالضفة الغربية، وقد لعبت الكنيسة الأرثوذكسية السوريانية التي ينتمي إليها دورا كبيرا في ذلك.

وأما الآن فإنه يعمد التحدث إلى ابنته البالغة الثالثة من عمرها، وتدعى طبيثة، بالآرامية طوال الوقت.

ويقول "الآرامية هي وسيلة التواصل الوحيدة بيني وبينها. إن زوجتي تتحدث إليها بالتركية بينما تكلمها المربية بالإنجليزية. وبإمكان طبيثة أن تنتقل بين لغة وأخرى دون أيما مشكلة".

تحديات معاصرة

ويقول كراز إن الآرامية يتحدث بها نحو مليون شخص في العالم، يتوزعون بين مجموعات صغيرة العدد من المسيحيين في شمال العراق وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط بينها تركيا وإيران. أما اللغة الآرامية نفسها فترجع جذورها إلى 2500 عام على الأقل وترتبط بصلات قرابة بالعبرية والعربية.

ويضيف "إن الآرامية التي أتحدث بها مع ابنتي هي نوع من الآرامية الفصحى أو الكلاسيكية وهي اللغة التي تستخدم في القداس الكنسي، مثل اللاتينية".

وأحيانا يجد د.كراز أن عليه تطويع اللغة لوصف أشياء في العالم المعاصر، فقبل ألفي عام لم يكن المتحدث بتلك اللغة يشاهد التلفزيون أو يتحدث عبر المحمول!

ويضيف "الكلمة التي نستخدمها لوصف التلفزيون هي "صورقولو" وهي مكونة من مقطعين يشيران إلى الصورة والصوت.

وبالنسبة لمتحدث الآرامية فإن "آلام المسيح" هو الفرصة الأولى لسماع لغتهم على الشاشة الفضية، فهل تشجع تجربة جيبسون مخرجين آخرين على الاستعانة بلغات أصلية قديمة في أفلامهم؟

ويعرض الفيلم حاليا في 2800 دور عرض سينمائي في الولايات المتحدة، ومن المنتظر أن يبدأ عرضه في بريطانيا في 26 مارس/آذار.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها