المجد لله في العلى وعلى الارض السلام
وبالناس المسرة.
أيتها الأخوات أيها الإخوة سلام المسيح معكم جميعا.
ربما يكون من الصعب جدا ان نستذكر نحن العراقيون اسلاما ومسيحيون وبقية
شرائح المجتمع،أفراح الاحتفال باستذكار ميلاد رسول السلام وصانع السلام ورب
السلام يسوع المسيح له المجد،دون ان تملأ عيوننا الكثير من الدموع نتيجة
الظرف الشاذ الذي يمر به وطننا،فمشاهد الدماء الغزيرة التي أريقت في كل
زقاق وشارع في وطننا ما برحت ماثلة إمام عيوننا وتملأ نفوسنا بالحزن
والألم،وهذا وحده يكفي لينغص علينا فرحة احتفائنا بهذه المناسبة الأكبر في
تاريخ الإنسانية جمعاء،منذ ان كان هناك إنسان وحياة على الارض.
لا أريد ان أتحدث عن ميلاد صاحب الذكرى الاعجازي،ولا أريد التطرق الى ماهية
وجوهر الرسالة السامية التي دعا ويدعو إليها صاحب المناسبة،ولكني أود ان
أقول صراحة،ومن تجربة حياتية عمرها ست عقود طوال من السنين العجاف:ان
المسلم ممن يؤمنون بالحب والسلام والإخاء الإنساني أحوج الى ان يحتفل بهذه
المناسبة من بقية خلق الله ليكون القدوة الصالحة التي قد يقتدي بها من غرر
بهم وكلاء الشيطان فيرجعوا عن غيهم الى جادة الصواب،فنحن جميعا نعيش
تداعيات حجم الدعوة الشريرة التي تدعو الى زرع الكره والحقد والقسوة
والعنف،الدعوة التي تحاول جماعات شريرة منحرفة ان تبثها بين خلق الله،حتى
بات العالم يبدو وكأنه في صراع مع بعضه البعض،وموقف الإنسان المسلم صارا
مثارا لتساؤل الآخرين المشروع جدا،هذا ناهيك عن جلال المناسبة نفسها.
أيتها الأخوات أيها الإخوة،ان القسوة والعنف والحقد والكره لا تنسجم وطبيعة
الله البسيطة التي خلقت كل الموجودات بالحب،ولان مثل هذه الدعوات الشريرة
صار لها كما يبدو – مع الأسف- أنصار ومريدون كثر،لذا بات من واجبنا نحن
الذين إلفنا حياة الحب والسلام،أو على الأقل نحاول ان نألفها بإخلاص
شديد،ان نقف كما حجر العثرة في طريق انتشار مثل هكذا دعوات شريرة،والحد من
رواجها،وهذا لا يكون إلا بمساهمتنا الفعالة في نشر وترويج دعوات الحب
والسلام والتآخي الإنساني بين بني جميع خلق الله لكي يستقيم كنه منطق
الخلق.
كانت علامة السماء الفارقة للبشر اجمع يوم ليلة الميلاد،ترنيمة الملائكة
البسيطة هذه:المجد
لله في العلى،وعلى الارض السلام،وبالناس المسرة.ولأني
أثق انه ليس هناك بشر سوي يرفض مثل هذه الدعوة الفائقة السمو،إذن،بات من
دواعي فرحنا ان نشارك الملائكة ترديد هذه الترنيمة في بيوتنا وبين أحبتنا
أي كانت دياناتهم ومعتقداتهم.
أتمنى لكم ولأهل بيتكم كل منكم في هذه المناسبة فردا فردا،ومن خلالكم الى
كل خلق الله:كل الخير والمحبة والسلام والصحة والعافية،ويطيب لي ان أتضرع
الى الهي الذي خلقني بالحب،ان يعيد هذه الذكرى،والإنسانية جميعا بخير
وسلام.
كل عام والجميع بخير.
|