الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

طارق الحميدمقالات سابقة للكاتب

 

 

tariq@asharqalawsat.com


بشار «الجعفري»

20120202

أعتقد أن اسم المندوب الأسدي لدى الأمم المتحدة، وهو العنوان أعلاه، يلخص كل الحكاية في سوريا الواقعة تحت حكم نظام قمعي قاتل، فمداخلة «الجعفري» في مجلس الأمن، أول من أمس، انطوت على إسقاطات لا تغيب عن فطنة لبيب، خصوصا عند حديثه عن العرب، وتحديدا لورنس العرب.

ففي خطابه أمام مجلس الأمن قال المندوب الأسدي، بشار الجعفري، إن سوريا كانت لديها «حكومة برلمانية عام 1919، أي بعد عام من انهيار الدولة العثمانية، في الوقت الذي كان فيه لورنس العرب يعبث بمصير ومقدرات تلك الأقطار ويعمل على إعادة عقارب الزمن إلى مرحلة الجاهلية»! والسؤال هنا للمندوب الأسدي هو: لماذا لم يعد لسوريا بعد ذلك التاريخ، وتحديدا منذ وصول الأسد الأب للحكم، أي حكم برلماني؟ بل وعندما يتكلم الجعفري عن لورنس العرب، أفلا يعلم أن مرحلة لورنس كانت تمثل الثورة العربية، بينما الجعفري ورئيسه، يمثلان مرحلة الثورة الفارسية، الخمينية؟ ويكفي أنه في الوقت الذي كان يتحدث فيه الجعفري بمجلس الأمن كانت الوكالات تتناقل خبرا عن أن المرشد الأعلى الإيراني يعلن دعمه للأسد، ويحذر من التدخل في الشأن السوري!

وبالطبع، فإن غرائب وسطحية المندوب الأسدي لدى مجلس الأمن، الذي قال في مستهل خطابه: «سأتكلم بالعربية، ويشرفني ذلك»، لا تتوقف هنا، بل إنه كان يحاضر العالم بالشعر أيضا، ويستشهد ببيت للشاعر الدمشقي نزار قباني يقول فيه:

دمشق يا كنز أحلامي ومروحتي

أشكو العروبة أم أشكو لك العرب

والسؤال الأول هنا هو: لماذا إذن عاش قباني في منفاه بلندن؟ والسؤال الآخر هو: ما علاقة الأسد بالعرب والعروبة، وهو يتوارى تحت عمامة ملالي طهران، ولم يطلق حتى رصاصة واحدة ضد إسرائيل، التي يقول الجعفري، إن مجلس الأمن لم يدنها ولا مرة، فلماذا لم يعاقب الأسد إسرائيل المحتلة للجولان مثلما يعاقب السوريين المطالبين بالإصلاح؟ بالطبع، إنه سؤال لا يجرؤ جعفري سوريا على الإجابة عنه، فمندوب الأسد لا يجيد إلا الردح، وإلا لو كان لديه قدر من الوعي والحصافة، لما تحدث عما سماه بالدول «الأوليغارشية» وهو يمثل نظاما جمهوريا يحكمه رجل جاء للحكم بالوراثة، فلا سوريا ملكية، ولا الأسد جاء بانتخابات حرة، بل إن الأنظمة التي يصفها «جعفري الأسد» بـ«الأوليغارشية» لم تقتل مواطنيها، ولم تجعلهم يعيشون في بحر من التخلف، بل إنها تسابق عقارب الساعة من أجل أن تنهض بشعوبها، كما أن تلك الأنظمة التي يغمز من سهمها «الجعفري» لم تستقو يوما على شعوبها بالدعم الفارسي، بل هي أنظمة تشبه شعوبها!

وعليه، فإنه وبعد خطاب المندوب الأسدي لدى مجلس الأمن، وقبله المندوب الأسدي لدى الجامعة العربية، فإن المراد قوله هنا هو أنه على الجامعة العربية والأمم المتحدة اليوم تطهير تلك المؤسستين من مندوبي الأسد، مثلما تطهرتا من مندوبي كل من صدام حسين، ومعمر القذافي.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها