الجميع
يستعد لرحيل الأسد
20120131
إذا كان
هناك من ملاحظة حول مجريات الأمور تجاه سوريا، فإن الواضح اليوم أن
الجميع بات يستعد لمرحلة ما بعد طاغية دمشق بشار الأسد، وهذا الأمر
بات واضحا سواء بالنسبة لحماس، أو الأكراد، وحتى البعض في لبنان،
والأهم مؤخرا هو ما بات يصدر من إيران نفسها، فالجميع بدأ يقفز من
المركب، ومن لم يفعل فإنه يستعد لذلك.
فبالنسبة
للأكراد، فها هو مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، يدعو
في كلمة له في مؤتمر الجاليات الكردية السورية بالخارج، والذي بدأ
أعماله السبت الماضي بمدينة أربيل بحضور ممثلي الأحزاب الـ11
المنضوية في إطار المجلس الوطني الكردي السوري، إلى نبذ خلافاتهم
والابتعاد عن الحزبية الضيقة، ومشترطا توحيد الصف الكردي السوري
ضمانا لحصول الدعم من قيادة إقليم كردستان.
أما لبنان،
فقد طال صمت عون، ونبيه بري.. بل ومن يذكر بري الآن؟ وبالنسبة
لحماس فها هو زعيم الحركة خالد مشعل يصل للأردن بصحبة ولي العهد
القطري بعد غياب 12 عاما، ويبدو أن ولي عهد قطر اصطحبه معه كضامن
لحسن السيرة والسلوك في قادم الأيام، خصوصا أن مشعل بات ساكنا
للفنادق بعد أن غادر دمشق، منذ اندلاع الثورة السورية، وعلى خلفية
غضب القيادة الأسدية عليه بادئ الأيام لأنه تجرأ بإعلان استعداده
للتوسط بين الأسد والإخوان المسلمين في سوريا. وحري بالقول أن
الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قد طلب من مشعل إيصال
رسالة للأسد، وهي الرسالة التي لم تصل، بحسب ما كشفته هذه الصحيفة
الجمعة قبل الماضية، وعليه فإن مشعل من ضمن القافزين من المركب
الأسدي.
أما بالنسبة
لإيران، فها هو وزير خارجيتها، علي أكبر صالحي، يقول في مؤتمر
صحافي على هامش قمة الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية إنه يتعين
على النظام الأسدي «إجراء انتخابات حرة. يجب أن يكون لديهم الدستور
المناسب ويجب أن يسمحوا لأحزاب سياسية مختلفة بممارسة أنشطتها
بحرية في البلاد»، مضيفا أنه «يجب إعطاء سوريا خيار الوقت». وهذه
ليست القصة، فصالحي يقول، وهذا الأهم، بأنه «إذا حدث أي فراغ بشكل
مفاجئ في سوريا فلا أحد يمكن أن يتوقع النتائج... قد تكون العواقب
أسوأ لأنه ربما تندلع حروب داخلية واشتباكات داخلية بين الناس».
وهذا يعني أن صالحي بات يتوقع نهاية طاغية دمشق، فهو يقولها
بصراحة، وذلك يعني أن طهران باتت تتحسب للأسوأ، مثلها مثل حماس،
والأكراد، وغيرهم بلبنان!
وأهمية حديث
صالحي تكمن في أنه من أبرز المطلعين على حقيقة ما يدور في سوريا،
وبالتأكيد إنه يعلم أن معارك أول من أمس بين الجيش الحر وجيش
الطاغية كانت تدور على بعد 8 كيلومترات من قصر بشار الأسد، وكانت
أصوات المعارك تسمع بوضوح في قصر الأسد. لذا فإن صالحي بات يتحدث
بوضوح عن إمكانية حدوث «فراغ بشكل مفاجئ» في سوريا!
فالأكيد أن
الجميع بات يستعد لمرحلة رحيل الأسد، وأولهم حلفاؤه.