الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

طارق الحميد

مقالات سابقة للكاتب

 

tariq@asharqalawsat.com


وليد «أبو كلبشة»!

محزن ما يفعله النظام الأسدي، أسبوعا بعد آخر، برجل مثل وزير خارجية النظام وليد المعلم، الذي عُرف عربيا بدماثة الخلق، وخفة الظل، كما أنه اشتهر بأنه رجل «ناعم كالحرير» حسب ما قال لي ذات مرة مسؤول عربي مخضرم عرفه عن قرب، ومنذ كان المعلم سفيرا للنظام الأسدي في واشنطن.

فإخفاقات المعلم المحزنة توالت منذ خروجه مهددا بمحو أوروبا من الخارطة، ثم شتيمة العرب وجامعتهم، وبلغة لم تكن معروفة عن أبي طارق، وهذا ما يشهد به أصدقاؤه، وحتى أعداؤه. لكن المعلم تحول فجأة، بفعل النظام الأسدي، إلى وليد «أبو كلبشة»، المحقق الشهير بمسلسل «صح النوم» الكوميدي السوري المعروف، الذي كان ضحية «غوار الطوشي»، دريد لحام، بمقالبه المستمرة في ذلك المسلسل بحق «حسني البرزان». وتميز «أبو كلبشة» في المسلسل بأن الـ«دي إن إيه» الذي كان يعتمده هو أنفه، لكن وليد «أبو كلبشة» - مرغما أو عن عمد - خانه أنفه السياسي، في توقع المقالب التي قد يوقعه فيها النظام الأسدي، أو ربما يكون يجبن عن رفضها وإن علم بها. وآخر تلك المقالب التي وقع فيها وليد «أبو كلبشة» المؤتمر الصحافي الذي عقده الاثنين الماضي عارضا أشرطة فيديو عمَّن سماهم الجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا!

فالفضيحة المدوية كانت أن ما عُرض من لقطات في مؤتمر المعلم لم يكن إلا مشاهد قديمة تم تصويرها لأحداث متفرقة في لبنان قبل عامين تقريبا، وليس لها علاقة بجسر الشغور، أو خلافه، بل إنها مفبركة. فضيحة مدوية بالطبع، أثبتت أن النظام الأسدي كذاب، وأن وزير خارجيته وليد «أبو كلبشة» قد وقع في «حيص بيص» النظام، الذي بات يجسد فعلا مسمى الحارة التي كان «أبو كلبشة» مسؤولا عنها أمنيا، وهي «حارة كل مين إيدو إلو»، بحسب المسلسل الشهير! فضيحة أشرطة وليد «أبو كلبشة» تثبت مرة أخرى أنه لا مصداقية للنظام الأسدي، أو جدية، في التجاوب مع الثورة السورية، كما يأمل البعض، خصوصا الروس.

فالأشرطة المزيفة التي قدمها وليد «أبو كلبشة» نسفت مصداقية النظام الأسدي، وما يقوله شبيحته الإعلاميون، سواء في وسائل الإعلام الموالية للنظام، أو بعض وسائل الإعلام العربية التي تفسح لهم مجالا، كما أن أشرطة وليد «أبو كلبشة» تدل على أن النظام الأسدي أبعد ما يكون عن المصداقية بوعوده التي أطلقها داخليا، أو تجاه المبادرات العربية، وهو ما يعني أن على كل من يريد الاستمرار في تصديق النظام الأسدي، أو التعامل معه من العرب الراغبين في تقديم مبادرة بعد مبادرة للنظام، أن يعوا حقيقة واحدة هي أنهم سيكونون طرفا في مسلسل «صح النوم»، الذي إن أضحكنا بالأمس، فإنه اليوم يعد كوميديا سوداء، ضحكها ضحك كالبكاء!

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها