الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

طارق الحميد

اقرأ المزيد...

 

tariq@asharqalawsat.com


سعود الفيصل: لماذا لا نرتقي ولو لمرة؟!

1127 11 20

فشل اجتماع وزراء الخارجية العرب الخميس الماضي في الوصول إلى أي موقف يضمن إيقاف آلة القتل التي تفتك بالمدنيين السوريين، وفشل الاجتماع، وتحديدا الخاص باللجنة الوزارية العربية المختصة بسوريا، كان بفعل فاعل، حيث كان هناك من يريد حماية بشار الأسد وليس السوريين!

فشل اجتماع الخميس دفع إلى تأجيل اتخاذ العرب أي موقف حقيقي لليوم، مما منح النظام الأسدي مزيدا من الوقت للبطش بالسوريين، بل وتعقيد الأمور أكثر، وخصوصا أننا نشهد يوميا وقوع مزيد من القتلى السوريين، ومنذ التحرك العربي، وطوال وقت التفاوض العربي مع النظام الأسدي، مما يصيب المتابع بالحيرة، خصوصا عندما يرى أنظمة عربية تناور، وتماطل، من أجل إعطاء مزيد من الوقت للنظام الأسدي. وبالطبع، فإن اجتماع اليوم بالقاهرة لن يكون أسهل من اجتماع الخميس، كما لن يخلو اجتماع اليوم بكل تأكيد من مناورات جديدة هدفها تعطيل موقف عربي جاد تجاه النظام الأسدي، ومن أجل حماية المدنيين.

فالموقف العربي تجاه الثورة السورية محبط، وتحديدا مواقف كل من الجزائر والعراق ولبنان، حيث هناك جهود مضنية من أجل تعطيل أي عقوبات ضد النظام الأسدي، وهو ما تم الخميس الماضي، حيث احتدم النقاش، وتحديدا في اجتماع اللجنة الوزارية العربية المختصة بسوريا، مما حدا بوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إلى التدخل وتوجيه كلمة مهمة لنظرائه العرب في اللجنة الوزارية، وتحديدا من يحاولون الدفاع عن النظام الأسدي، وليس السوريين.

في ذلك الاجتماع، قال الأمير سعود الفيصل لأعضاء اللجنة الوزارية العربية المختصة بسوريا، خصوصا بعد أن بذل بعض العرب كل جهد ممكن لدفع النظام الأسدي إلى توقيع بروتوكول إرسال المراقبين، دون جدوى، حينها قال الأمير سعود الفيصل ما نصه: «لماذا لا نرتقي كعرب ولو مرة واحدة إلى مستوى المسؤولية، باتخاذ قرارات واضحة وحاسمة تقنع شعوبنا، كما تقنع العالم بأننا قادرون على حسم أزماتنا بأنفسنا، نحن لا نريد لسوريا إلا ما فيه خيرها ومصلحتها.. لا نريد سوى حقن الدماء، ووأد الفتنة في مهدها قبل أن يستفحل خطرها، ويمتد شررها، وليس لدينا أي وقت لنضيعه، بل علينا أن نسرق الوقت، ونسابقه، فأشقاؤنا يستصرخون ويستنجدون بنا، ودماؤهم تنزف كل يوم، وعائلاتهم تتشرد، وهم في ذمتنا جميعا، فأين نحن من المعتصم؟».

وعليه، فإن السؤال الذي ننتظر له إجابة اليوم هو: هل يرتقي العرب، ولو لمرة واحدة، إلى مستوى المسؤولية، كما يأمل الفيصل، أم لا؟

الحقيقة، كلنا منتظرون لنرى ما الذي سيصدر عن الاجتماع الوزاري العربي اليوم بالقاهرة، فهل ترجح كفة المدافعين عن المدنيين السوريين، أم ينجح المدافعون عن النظام الأسدي بمزيد من المماطلة، والتعطيل، ولو على حساب الدماء السورية! وهنا، نذكر العرب بما طرحناه بالأمس: فضلا لا تلغوا المؤتمر الصحافي في حال فشلتم، بل اخرجوا وقولوا لنا من الذي يعطل حماية المدنيين السوريين، ودعوا كلا يتحمل مسؤوليته أمام الرأي العام!

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها