الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

اقرأ المزيد...

 

 

 

tariq@asharqalawsat.com


طرف الأقليات.. الشيعة والمسيحيون نموذجا

2011-10-02

نقل عن الرئيس بشار الأسد قوله لوفود جمعيات مسيحيي الشرق إنه «يرفض أن تحل العثمنة محل العروبة، وأن تصبح أنقرة مركز قرار العالم العربي، أو أن تترك الساحة للأحزاب الدينية، فيسيطر الإخوان المسلمون ومركزهم الرئيسي بأنقرة على المنطقة».

وهذا الحديث يعني أن النظام الأسدي يحاول استمالة الأقليات من خلال إخافتهم من الأكثرية، والإشكالية حقيقة ليست بما يصدر عن النظام الأسدي، بل بما يصدر عن الأقليات نفسها بمنطقتنا، المسيحية بلبنان وسوريا، وحتى الشيعة بالعراق والبحرين، حيث يرتكبون خطأ فادحا بانزلاقهم إلى مستنقع دعم الطغاة بحجة حمايتهم أمام الأكثرية، ومن المهم هنا أن أنقل ما سمعته من أحد الأصدقاء العقلانيين، والليبراليين، وأبعد الناس عن الطائفية، حول رد فعله تجاه ما يبدر من الأقليات هذه الأيام بمنطقتنا، وهذا الصديق يعكس رأي شريحة لا يستهان بها من العقلانيين والليبراليين بمنطقتنا.

يقول الصديق، وهو في موقع حساس: «من تجربة اقتنعت بأنني ارتكبت خطأين في حياتي.. الأول عندما اعتقدت أيام الشباب، والحماس الشديد للقضية الفلسطينية، أن كل خطأ يرتكب لتحرير فلسطين هو خطأ مقبول، وأيا يكن، لكن علمتني التجارب خطأ هذا التفكير، وحجم الضرر الذي ألحقه بالقضية الفلسطينية، والمنطقة كلها». ثم يضيف: «أما الخطأ الثاني، الذي تعلمته للتو، فمع شدة تحمسي لليبرالية كنت أعتقد أن الوقوف مع الأقلية واجب أيا يكن، لكن الحقيقة هي أن الواجب هو بالوقوف مع المواطنة، وليس الأقليات، ومهما يكن»!

كلام هذا الصديق هو لسان حال العقلاء بمنطقتنا اليوم، والسبب ليس التعصب الطائفي، بل تطرف الأقليات المفضوح، حيث باتت هذه الأقليات تتناسى أن المواطنة، وبالطبع الوطن، أسمى من كل شيء، وحتى عمامة الديكتاتور، وحلفائه!

فهذا هو الخطأ الذي يقع فيه شيعة البحرين، وإن لم يكونوا أقلية ببلادهم، فهم أقلية في محيطهم العربي، والأمر نفسه الذي يقع فيه شيعة لبنان، وبالنظر لمحيطهم، وخصوصا أنهم يرون أن الجمر تحت الرماد في إيران، فإذا كان الإيرانيون أنفسهم يحلمون باللحظة التي يستنشقون فيها الحرية فكيف يرتمي شيعة منطقتنا، خصوصا مدعي المطالب الديمقراطية، في أحضان نظام إيران الديكتاتوري؟ بل الأدهى والأمر كيف ينطلي على مسيحيي المشرق، وتحديدا سوريا ولبنان، قول الأسد بأنه لن يسمح بأن تصبح أنقرة مركز القرار العربي، أو أن تترك الساحة للأحزاب الدينية، فيسيطر الإخوان المسلمون، وهو - أي النظام الأسدي - مدعي العلمانية نفسه يرتمي في أحضان إيران الفارسية، ويمكنها من جميع دولنا العربية، وضد القرار العربي، وهذا ليس كل شيء، بل يتحامى بالنظام الإيراني الإسلامي القمعي ضد الشعب السوري؟ إنه أمر لا ينطلي على ذي فطنة!

وعليه، فإن الهدف الأسمى هو الحفاظ على الأوطان، وحق العيش المشترك فيها، تحت إطار المواطنة، وليس تحت ظل تطرف الأقليات وتداعيها لنصرة الطاغي الذي مصيره إلى زوال، وهذه سنن الله في خلقه، عاجلا أو آجلا، فالطغاة ذاهبون والأوطان هي الباقية، والخطر اليوم أن العقلاء الذين دافعوا عن الأقليات بمنطقتنا باتوا أنفسهم متشككين في دور الأقليات، فما بالك بعامة الناس؟

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها