الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

طارق الحميداقرأ المزيد...

 

 

 

tariq@asharqalawsat.com


هل الهدف إنقاذ الأسد؟

20111103

لا يملك المتابع للشأن السوري إلا أن يتساءل حول الهدف من المبادرة العربية المطروحة تجاه سوريا، فهل هي مبادرة من أجل إنقاذ نظام بشار الأسد، أم أنها للحفاظ على سوريا، وبالتالي حماية الشعب من آلة القتل الوحشية للنظام الأسدي؟

رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم أعلن عن موافقة النظام الأسدي على المبادرة العربية، لكن حديث الشيخ حمد نفسه مثير للقلق؛ فرئيس الوزراء القطري أعلن أن «الحكومة السورية وافقت» على الخطة العربية لوقف العنف، وإجراء مؤتمر حوار وطني مع كافة أطياف المعارضة، لكن دون أن يقول أين سينعقد هذا الحوار، خصوصا أن المبادرة كانت تنص على أن مقر الحوار هو القاهرة، فهل وافق النظام الأسدي على ذلك أم لا؟ وإذا لم يوافق فهذا يعني أنه قد تم تعديل المبادرة العربية، وهذه قصة أخرى، ومهمة، ويترتب عليها الكثير!

كما أن من اللافت أيضا بحديث الشيخ حمد بن جاسم بالمؤتمر الصحافي قوله إن «الاتفاق واضح ونحن سعداء بالوصول إليه، وسنكون أسعد بأن يطبق هذا الاتفاق فورا»، ثم استدرك مبررا بأن كلمة «فورا» ليست أمرا، بل من باب الأخوة!

وهذا ليس كل شيء، فالشيخ حمد يقول أيضا إن «المهم التزام الجانب السوري بتنفيذ هذا الاتفاق.. نتأمل ونتمنى أن يكون هناك التنفيذ الجدي سواء بالنسبة لـ(وقف) العنف والقتل أو (الإفراج عن) المعتقلين أو إخلاء المدن من أي مظاهر مسلحة فيها». والشيخ حمد بن جاسم نفسه خير من يعلم أن لا معنى في السياسة للغة «سنكون أسعد»، و«نتأمل ونتمنى» و«فورا ليست أمرا بل من باب الأخوة»، خصوصا مع نظام قتل قرابة 4 آلاف من أفراد شعبه، هذا عدا عشرات الآلاف من المعتقلين، وآلاف المفقودين، كما أن لغة الأماني هذه لا يمكن أن تكون ضمانة أمام نظام وصفه الشيخ حمد نفسه قبل أيام بأنه نظام لف ودوران، ويكفي التذكير هنا أنه بنفس اليوم الذي أعلن فيه الشيخ حمد بن جاسم موافقة نظام بشار الأسد على المبادرة العربية كان هناك 24 قتيلا من الشعب السوري على يد قوات النظام!

والإشكالية الأخرى بالمبادرة العربية أنها تمنح مهلة جديدة للنظام الأسدي، لكن دون أن تقول لنا ما الذي ستفعله الجامعة، مثلا، بحال لم يلتزم النظام، وهذا المتوقع. وبالطبع هناك أسئلة كثيرة حول المبادرة لم تجد من يجيب عنها، وربما لاحظ الجميع أن الشيخ حمد بن جاسم، والأمين العام للجامعة العربية، تجنبا الإجابة عن أسئلة الصحافيين، مما يوحي بأنهم غير قادرين أيضا على الإجابة عن تلك الأسئلة المستحقة، كما أن لغة «الأماني» التي تحدث بها الشيخ حمد تظهر بوضوح أن الجامعة غير واثقة من مصداقية النظام بسوريا، وبالتالي مصداقية التزامه بالمبادرة، وعليه فإن أحد الأسئلة المهمة التي على الجامعة العربية الإجابة عنها هو: هل الهدف من المبادرة العربية إنقاذ بشار الأسد، أم حماية الشعب السوري من آلة القتل؟

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها