رسالة الى العونيين؟
20110810
جف الحبر في اقلامنا
ونحن نكتب عن اهمية المسيحيين اللبنانيين في تقديم نموذج
الحرية والديموقراطية واحترام التعددية الفكرية والسياسية
والاجتماعية في لبنان، الذي لطالما فاخروا به نموذجاً
متقدماً على العالم العربي الاسلامي، الذي وكما هو معروف
لا يحترم التعددية ولا الديموقراطية ولا يقيم لها وزناً
الا في الشكليات من الامور.
نقول هذا الكلام ونردده، بعد المواقف الاخيرة التي نسمعها
من مناصري "التيار العوني" الذين لم يكتفوا بالسير على
"العمياني" وراء النائب ميشال عون في التخلي عن مبادئ
الحرية والسيادة والاستقلال واحترام التنوع والتعدد
اللبناني، والالتحاق تماماً بمعسكر التوتاليتارية وحزب
"البعث" الفاشي وافكاره البائدة، حتى اخذوا يرددون
العبارات التي تمجد النظام السوري وتدافع عنه في ما يقوم
به من عمليات قتل وقمع وسحل مبررين ذلك بالتصدي للاسلام
والسلفيين و "الاخوان المسلمين" وما الى ذلك من شعارات، لا
تنم سوى عن قصور فكري وتخلف سياسي ولا رؤية مستقبلية،
وجملة احقاد موروثة لا تبني وطناً بل تبني قبائل مشاريع
حروب لا تنتهي الا بالقضاء على كل نسمة حرية في هذا الشرق.
السؤال الذي يوجه الى العونيين من ادعياء الدفاع عن
المسيحيين:
هل الحضور المسيحي في سوريا يقتصر فقط على المرحلة التي
تولى فيها حزب البعث السلطة في سوريا ؟
اين كان المسيحيون قبل وصول البعث الى السلطة، وهل كانوا
يعيشون تحت الارض ويمارسون طقوسهم في الخفية ؟
هل سمعتم ايها العونيون عن فارس الخوري رئيس وزراء سوريا
وهو مسيحي سوري ارثوذكسي اصله من بلدة الكفير في جنوب
لبنان ؟
هل سمعتم بوزير مسيحي سوري فاعل خلال كل حكم البعث السوري
؟
هل اخبركم النائب ميشال عون عن تجربته المرة والقاسية مع
الجيش السوري في لبنان، وهل اخبركم من قوض مؤسسات الدولة
اللبنانية وهرب السلاح الى التنظيمات الفلسطينية منذ العام
1969 ومارس سياسة اشعال الحرائق في لبنان واطفائها (كما
كان يحلو للنائب عون ان يردد)، ومن اقفل الحدود السورية –
اللبنانية مراراً وتكراراً وقصف المناطق اللبنانية
بالراجمات والمدفعية الثقيلة ؟
هل تعرفون ان ما فعله النظام السوري بالمسيحيين في لبنان
منذ العام 1990، يفوق بأضعاف كثيرة ما فعلته اي قوة اخرى
وليس بالالة العسكرية فحسب، بل باستئصال الوجود المسيحي من
ادارات الدولة ومؤسساتها كافة في تدمير منهجي منظم منذ
العام 1990 وحتى العام 2005 ؟
هل تعرفون من المسؤول الرئيسي عن تغيير وجه لبنان
الديموغرافي وتجنيس عشرات الالاف من السوريين دون ان يرف
له جفن؟
عشرات الاسئلة التي تحتاج منكم الى اجابات واضحة، لان من
المعيب في حق التيار العوني ان يردد مثل الببغاء، خطابات
البعث السوري وايديولوجيته البائدة والغبية والمسؤولة عن
تدمير لبنان اولاً، ثم سورياً لاحقاً لا لشيء الا لرفض
منطق الاصلاح والتغيير والتطور والاصرار على سياسة
الاستئثار والهيمنة.
نقول ونردد، ان الخطر الوحيد على المسيحيين في سوريا وفي
لبنان، هو في سياسة الانعزال والتقوقع ورفض الاخر وعدم مد
اليد الى الاخرين...
اعتبروا ايها العونيون من سياسة الامين العام ل حزب الله
حسن نصرالله، الذي يرفض الانجرار الى مزالق طائفية ومذهبية
سنية – شيعية، فما بالكم تسيرون مثل الغنم وراء شعارات
البعث ؟
صحيح ان ما جرى في العراق امر معبر ومؤلم، لكن ذلك لا يبرر
ابداً الاندفاع نحو الهاوية في سوريا، فالمسيحيون فيها
اصيلون وهم ابناء البلد، وكذلك الدروز والعلويون والسنة
والشيعة، ولا اعتقد ان احداً سيجروء على التطاول على اي من
مكونات التنوع السوري ما لم غبياً ويسعى الى حفر قبره
بيده.
ان مصلحة المسيحيين هي في الترويج لسياسة الديموقراطية
وثقافة حقوق الانسان والاصلاح والتغيير الحقيقية وليس
بالانعزال والتقوقع ولنا من التاريخ عبرة.
on this day
الجمر تحت الرماد بين العماد عون وحلفائه في الحكومة
وعدنان منصور يغرّد بلبنان خارج السرب العربي بعدما تلقى
التوجيهات من وراء الحدود
الرئيس الجميّل: شبكة ترشيش خطيرة فهل يعلم بها الوزراء
المعنيون؟ |