رصاصة طايشة ولئيمة
2011/02/21
بوسطة عين الرمّانة - بداية الحرب 1975
لن اكتب لا عن تأليف حكومة
المدينة الفاضلة، ولا عن نموذج الديموقراطية السورية، بل
عن امر اعتبره اكثر اهمية:
ذهبت لمشاهدة فيلم "رصاصة طايشة" نهاية الاسبوع الفائت
نزولاً عند الحاح زوجتي، التي تاثرت بالترويج للفيلم
اعلانيا وعبر شاشات التلفزيون. في الاجمال، احب السينما
اللبنانية منذ ان كان والدي يأخذني الى سينما روكسي في وسط
بيروت لحضور فيلم "بياع الخواتم" او "بنت الحارس" ولا ازال
اذكر ملصق الفيلم الاخير جيدا. وارتاح لغالبية الافلام
اللبنانية لكنني لا ارتاح لتلك الافلام التي تتطاول على
تاريخ المسيحيين اللبنانيين ومقاومتهم وشهدائهم، وهذا ما
ذهب اليه فيلم جورج الهاشم موضوع مقالتنا "رصاصة طايشة".
ذهبنا لمشهدة اداء الممثلة نادين لبكي العفوي وطبعاً
جمالها العربي وانا وزوجتي من انصارها، وربما كان ذلك هو
الشيء الوحيد الجميل في الفيلم. لكن ما لم يعجبني وما هو
غير مقبول، ذلك الخطاب السياسي العدائي لمسار المسيحيين
اللبنانيين والذي يتجلى في كل مشاهد الفيلم ومنذ لحظته
الاولى في التقديم المكتوب عندما يتحدث عن "سقوط اخر
المخيمات الفلسطينية في ضاحية بيروت الشرقية عام 1976"،
وينتهي الى كيل سلسلة من الاتهامات للمسيحيين ليس اقلها
اتهامهم بارتكاب المجازر وتحميلهم مسؤولية الحرب وموبقاتها
واندلاعها وكل ما جرى فيها.
يريد مخرج الفيلم وصاحب توليفته جورج الهاشم تقديم فكرة
معينة وقراءته الخاصة للاحداث اللبنانية خلال "حرب
السنتين" وهو حر في ما فعل، ومن حقنا ان نعرب عن استنكارنا
لفكرة الفيلم التي يسعى الى تقديمها، وخصوصاً عند الحديث
عن معارك تل الزعتر وجسر الباشا وتحريرها من التنظيمات
الفلطسينية انذاك.
ويقفز الهاشم الى خلاصاته السياسية ويريد تلقيمها لجمهور
المشاهدين دون ان يضع الاطار العام لهذه الاحداث علماً انه
يخاطب مشاهدين شباب وشابات لم تتسنى لغالبيتهم الاطلاع على
ما جرى في تلك الاحداث وهذا يحول احداث "تحرير" مخيمي او
معسكري جسر الباشا وتل الزعتر الى مواجهة بين قاتل مسيحي
لبناني وضحية فلسطينية، علماً ان المسيحيين انما كانوا
يدافعون عن بيوتهم وارضهم وكرامتهم كي لا يكون مصيرهم مثل
مسيحيي العراق وفلسطين ومصر. وكتبة سيناريو الفيلم لم
يكلفوا انفسهم عناء الاشارة الى ما كانت تقوم به التنظيمات
الفلسطينية المسلحة في تل الزعتر وجسر الباشا من انتهاكات
للسيادة الوطنية واعتداءات على الاحياء الامنة وعمليات خطف
وتنكيل وينسى ايضا" المعسكرات الفلسطينية المسلحة التي لا
تزال موجودة في الناعمة وقوسايا وغيرها.
ينسى كتبة الفيلم ما فعلته التنظيمات الفلسطينية المسلحة
واعوانها وحلفائها في الدامور والجية والقاع وراس بعلبك
وبيت ملات وتل عباس والعيشية والقبيات وعندقت وشكا
واللائحة طويلة جدا جداًً.
لقد عانى المسيحيون اللبنانيون الكثير من تشويه صورتهم
بواسطة الاعلام الغربي والصهيونية العالمية وتحملوا الكثير
من الاذى وتم وصمهم بالفاشية وبعملاء الغرب والاستعمار
واسرائيل احياناً كثيرة، وها هي اللعبة تتكرر اليوم بواسطة
"رصاصة طايشة" ولئيمة |