13
تشرين والمحاسبة
Fri
12 Oct 2012
تحفر ذكرى 13 تشرين الاول 1990
عميقاً في الوجدان المسيحي الحر، وكيف لا وهي ذكرى اجتياح جيش
النظام السوري للمناطق الحرة التي دافعت عنها المقاومة اللبنانية
بجيشها واحزابها برموش العين ودفعت الثمن الالاف من الشهداء
والجرحى والمعوقين والدمار الاقتصادي والهجرة والتهجير والبؤس.
الكلام عما اقترفه جيش النظام السوري من مجازر واعتقالات وما انزله
من عقاب جماعي بحق اللبنانيين اصبح معروفاً، وبشاعة النظام السوري
وهمجيته ونازيته اصبحت معروفة للقاصي والداني وفي كل اصقاع الارض
ولم يعد هناك من يشيد بفضائل ديموقراطية البعث سوى جوقة "8 اذار"
في لبنان والتي انضم اليها "التيار العوني" عن غباء او مصلحة او
انتهازية سياسية والامر سيان ما دامت النتيجة واحدة التنكر لدماء
شهداء 13 تشرين الاول 1990 ومصافحة قتلة شعبنا ومن دمر وطننا
بقذائفه وراجماته لكي يعود اليوم ويتحدث عن محبته لنا تحت شعارات
تافهة ليس اقلها "تحالف الاقليات" الملعون...
المؤلم في ذكرى 13 تشرين الاول ان احداً لم يفكر في اجراء مراجعة
ذاتية لما جرى ولا توقف ولو للحظة للتفكير في اسباب ذلك الاجتياح
المدمر، والنكسة الساحقة التي ضربت المسيحيين اللبنانيين وتضخمت
تدريجأً لتصيب كل اللبنانيين الذين انتهى بهم الامر تحت "جزمة
النظام السوري". ليس متوقعاً من عملاء النظام السوري اجراء جردة
حساب وليس مطلوباً اصلاً ممن اوصل الامور الى واقعة الاجتياح
السوري في ذلك اليوم ان يعيد النظر في حساباته، والمسألة من الجدية
والخطورة بمكان لأن اعادة تحليل جملة الوقائع بدءاً من الاتفاق على
"اتفاق الطائف" الى بدء "حرب الالغاء والتدمير" تفضي الى جملة
وقائع مؤلمة ومذهلة في قساوتها وخيانتها وشؤونها. والشجاعة ان
يجروء اي من السياسيين القادة في تلك المرحلة على اعادة تقويم ما
جرى، سواء اكان من جانب "التيار العوني" ام من جانب "القوات
اللبنانية" واكتب هذا الكلام وادعوا الطرفين بكل تواضع الى اجراء
جردة حساب لما جرى ولمسار الاحداث التي انتهت الى نتيجة واحدة
تدمير المجتمع المسيحي الحر وسحق امكاناته وقدراته وتحويله الى
تابع لـ "السنية السياسية" و "الشيعية السياسية" وكل كلام سوى ذلك
ليس الا جدلاً عقيماً لا يؤدي الى اي نتيجة...
ليست ذكرى 13 تشرين الاول 1990 ملكاً لـ "التيار العوني" بل هي ملك
لجماهير الشعب المسيحي الذي يحق له ان يعرف ويعلم ويحاسب كل من
تورط في التسبب بتلك الكارثة الكبرى والتي لا نزال نعاني اثارها
حتى اليوم، ومتى قرر المسيحيون اجراء مراجعة حساب وجردة لما
اقترفته ايديهم فما عليهم سوى تذكر مشهد جيش الاحتلال السوري في
باحة قصر بعبدا وامام نصب الشهداء في ساحة وزارة الدفاع الوطني...
ولن تقوم قيامة للمسيحيين والمسلمين والدروز في لبنان ما لم
يتعلموا محاسبة من يخطئ اليهم ومعهم والى وطنهم وحاضرهم
ومستقبلهم... |