دعاية صهيونية
Fri 08 Jun 2012
ماذا عسانا
نقول للشعب السوري تحت وطأة القتل والمجازر
اليومية والمذابح التي يرتكبها النظام بحقهم،
لا شيء، كلمات الادانة لا تكفي لانها تساوي
البلاهة والغباء وتبدو الى حد ما مشاركة في
الجريمة من خلال السكوت عما يجري من جرائم ضد
الانسانية.
ماذا عسانا
نقول للشعب السوري، سوى المثل الشعبي: "من
ساواك بنفسه ما ظلمك" ونحن في لبنان وخصوصاً
مسيحيي لبنان نعرف معنى القهر والقمع والظلم
التي مارسها نظام البعث ضدنا بهدف تركيعنا
وابتزازنا بالمجازر والتهجير والقتل الجماعي.
لستم افضل
حالاً منا، فمن دير عشاش التي ذبحت "الصاعقة"
السورية رهبانها وهجرت اهلها الى بيت ملات
التي قتلت "الصاعقة" سبعة من ابنائها وخطفت
عشرة، الى بلدة تل عباس في عكار التي قتلت
الصاعقة 15 من ابنائها وجرحت العشرات واحرقت
الكنيسة في محاولة لأشعال نيران الحروب
الطائفية بين اللبنانيين، جميعها صفحات سوداء
لا ينساها اصحاب الضمير في لبنان وكل من لم
يفقد ذاكرته.
قبل مجزرة حماة والحولة والقبير بزمن طويل كان
نظام البعث السوري يرسل السلاح الى التنظيمات
الفلسطينية لتقويض سلطة الدولة اللبنانية
والاعتداء على الجيش وتنفيذ مجزرة الدامور
والناعمة والجية... وقبل تطويق حمص ودرعا بزمن
بعيد كانت القوات الموالية للنظام السوري
تحاصر مدينتي القبيات وعندقت في عكار – شمال
لبنان, وتقصفها بالمدفعية الثقيلة والهاون، في
الوقت الذي كانت توزع فيه بيانات وهمية عن
نداءات استغاثة صادرة عن اهالي البلدتين تطلب
تدخل القوات السورية للمساعدة، وهذا ما كررته
في دير الاحمر والقاع وراس بعلبك وجديدة
الفاكهة حيث خطف الفلاحين المسيحيين وقتلوا
... .
لنا تاريخ
طويل من المجازر مع نظام البعث الذي يدعي
حماية المسيحيين ويسعى بعض المرتدين الى
الترويج لدوره في "حماية الاقليات"، وعن اي
حماية يتحدثون وجيش البعث السوري واستخباراته
لم تبقي بلدة مسيحية في اطراف لبنان الا
وهجرتها وقمعتها ودكتها. ولم تترك للصلح
مكاناً.
ونتذكر، انه
وفي مثل هذه الايام من شهر حزيران 1978 هاجمت
القوات السورية المدرعة والطيران السوري شمال
لبنان, واحتلت اقضية بشري واعالي البترون
وهجرت اهاليها بحجة انهم كتائبيون.
كيف لنا ان
ننسى حصار زحلة والمجزرة التي ارتكبها جيش
الاحتلال البعثي فيها من قصف بالمدفعية
والراجمات طيلة اشهر طويلة. وكيف لنا ان ننسى
اغتيال الكهنة والاباء واغتيال الرئيس بشير
الجميل...
وكيف لنا ان ننسى المجزرة التي ارتكبها الجيش
السوري ضد المناطق المسيحية قصفاً بالمدفعية
الثقيلة والراجمات خلال "حرب التحرير"
المشؤومة التي اعلنها العماد ميشال عون.
وكيف لنا ان
ننسى الرئيس رينيه معوض والاجتياح السوري
للمناطق المسيحية صبيحة 13 تشرين الاول 1990
والمجازر التي ارتكبت في الحدث وضهر الوحش
والدوار والمونتفردي (هل تذكرون ايها
العونيين)...
هذه المجازر
كلها تحمل عنواناً واحداً: "الاحتلال البعثي
للبنان". وبعد كل ذلك يأتي من يدافع عن النظام
السوري ويبرر ذلك بحمايته للمسيحيين
والاقليات.
* وفي غياب عميد "النهار" الاستاذ غسان تويني
لا يسعنا الا ان نتذكر ما جرى عندما احتلت
القوات الخاصة السورية مكاتب صحف "النهار" و
"السفير" وخرج نائب وزير الدفاع السوري اللواء
ناجي جميل مبرراً الامر بأن هذه الصحف "تروج
لدعاية صهيونية معادية...".
علماً ان الجيش السوري لم يجتاح لبنان ويحتله
الا بالتنسيق والتعاون مع الاميركيين
والاسرائيليين وباتفاقات واضحة تكشفت عنها
الايام وكتب وقيل عنها الكثير.
رحم الله الاستاذ غسان صاحب الكلمة الحرة
والشجاعة ورجل المواقف الوطنية الصلبة... |