الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

مديرة موقع طيباين الصادر عن الرابطة السريانية

 

 

 

 

 

 مارغريت خشويان        


الكنيسة المشرقية في ايران

 

منذ نهايات القرن الاول الميلادي انتشرت المسيحية في الشرق عن ثلاث طرق:

- طريق من اورشليم الى لبنان يمر بمنطقة انطاكيا الى الرها.

- طريق من اورشليم قطعا" الاردن الى طيسفون " المدائن" عاصمة الدولة الفارسية ومنها الى ايران والهند.

- طريق من اورشليم جنوبا" الى بلاد الحبشة وتفرعا" منه شرقا" الى نجد والخليج العربي.

وما دخل القرن الثاني حتى تأسست الابرشيات في منطقة بلاد العرب واصبحت مراكز ثقافية وتبشيرية في ذات الوقت منها في الحيرة وتدمر والشام ويثرب وتكريت وحدياب وغيرها.

في اواسط القرن الثالث انتشرت المسيحية عن طريق المبشرين العراقيين في ايران ولم يمض قرن حتى اصبحت ايران مركزا" مهما" للمسيحية، الكنيسة الرسولية التي بدأت ترسل ارساليات تبشيرية انطلاقا" من ايران الى الهند والصين وسميت آنذاك بالكنيسة المشرقية وكانت متحدة بانطاكيا الى اوائل القرن الخامس حين ابتعدت بسبب الحروب المتواصلة بين الدول البيزنطية الرومانية وبين الدولة الفارسية فنشأت لدينا كنيسة جديدة سميت بكنيسة المشرق التي اعتمدت المذهب النسطوري وانشأت رئاسة خاصة بكنيسة على ايام الجافاليق فافا بمجمع ساليق الاول عام ٤۵١-٤۵٣. ولقد عمت هذه الكنيسة اضطهادات كثيرة من قبل أكاسرة الفرس بتحريض من اليهود ومن اهمها الاضطهاد الاربعيني الذي استمر ٤۰ سنة  ٣٣۹  - ٣۷۹ "  والذي قاده سابور الكبير.

بعد انتعاش المسيحية  " الكنيسة المشرقية" على مدى ستة قرون بدأت تنكمش على بعضها بسبب الاضطهادات والفتح الاسلامي من وراء ثقل الجزية تناقص ابناء الكنيسة وصولا" الى القرن التاسع عشر لم يعد تعدادها بضعة آلاف لا يتعدون نصف مليون موزعين على اربعة ابرشيات: ابرشية سلماس، اورميا، طهران والاهواز مع طائفة قليلة من الارمن.

ولقد لعب المسيحيون في الدولة الاسلامية دورا" كبيرا" في نشر المعرفة وما بينها في في ميادين علمية وادبية وفكرية. فكانوا السّباقين قي التعاون مع اخوانهم المسلمين في الفتوحات الاسلامية وبالاخص معركة القادسية التي فتحت بلاد فارس واسقطت الدولة الفارسية ومن ثم استمرار المسيحيين في بلاد فارس واصلوا مسيرتهم المعرفية فتحوا المدارس ولاسيما في تكريس الطب بما نسميه كلية " سرجيوس" من ال بختيشوع الذين قدموا خدماتهم لابناء البلاد واسرها وكذلك في الفلك والترجمة. اضافة الى النواحي الدينية فقد انتشرت الاديرة حيث اضحت محج لعدد وافر من المسلمين ولا ننسى حياة الرهبان و النسك وتأثيرها بالتصوّف الاسلامي ونشأته والى قيام العلاقات والجدالات بين الفقهاء واللاهوتيين للتعرف على دين الآخر.

أمّا اليوم فوفقا" لاحصاءات تقرير الحرية الدينية الصادر عن وزارة الخارجية الاميريكية عام  ۲۰۰٤     فان عدد المسيحيين في ايران يبلغ نحو٣۰۰ الف نسمة اي انهم يشكلون ما هو أقل من  ١   في المائة من تعداد السكان. وبالاضافة لكونهم اقلية ضئيلة، فالمسيحيون الايرانيون غير موحدين في الانتماء لمذهب واحد، فمنهم ينتمي الى الكنيسة الارمنية الارثوذكسية وهي اكبر الكنائس الايرانية، كنيسة الشرق الآشورية، الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية بينما تقدر اعداد الانجيليين في البلاد بنحو ١۵  الف شخص. ومن بعض الكنائس في ايران: كنيسة سانت كاترينا في اصفهان، كنيسة سانت جورج في طهران، كنيسة السيدة مريم في شيراز، كنيسة سانت مسروب في رشت، كنيسة وارطان الارمنية، الكنيسة السوداء في طهران، وكاتدرائيات ومنها كاتدرائية سانت سركيس في طهران وغيرها.

هجرة المسيحيين في ايران كما الشرق ككل في تناقص مستمر وهجرات كثيرة وايران مثلها مثل الدول العربية يهاجر شبابها لاسباب اقتصادية وسياسية ودينية اضافة الى الصراعات والحروب التي شهدتها المنطقة على مدى نصف قرن تقريبا".

وقبل ان نختم كلامنا لا بد من الاشارة الى ان الجمهورية الايرانية الاسلامية سمحت للطوائف المسيحية في ايران بالدخول الى الجيش ولهم قوانينهم الخاصة من جهة الارث والاحوال الشخصية واتاحت لهم الفرصة للاحتفال بالمناسبات الرسمية المسيحية جهرا" وهذه علامة على التطور الفكري والاجتماعي الذي طرأ على المجتمع الايراني خاصة ان الدستور يشير الى هذه الحقوق، كما ان لهم ممثلين في البرلمان.

ومما يلفت الانتباه خاصة في تصريح الملحق الثقافي الايراني في يريفان عاصمة جمهورية ارمينيا بأن الجمهورية الاسلامية هي الوحيدة في العالم التي تخصص ميزانية سنوية لترميم الكنائس في ايران، بحيث اعتمدت الحكومة في العام   ۲۰۰٦  مبلغ خمسة مليارات ريال لهذا الخصوص.

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها