عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
الدكتور ليون برخو  

الدكتور ليون برخو

جامعة ينشوبنك / السويد


الخطأ والصواب في حوارت الأسقف عوديشو أوراهم وكلدايا.نت

يدور حاليا حوار على صفحات بعض المواقع الإلكترونية بين الأسقف عوديشو أوراهم من كنيسة المشرق الأشورية من جهة وكلدايا.نت وبعض الزملاء الكلدان من جهة أخرى (أنظر الروابط أدناه).

وأنا أدخل على خط هذا الحوار ليست غايتي إلا تنوير القراء مستندا على خبرتي وتجريبتي وإختصاصي الذي يقع ضمن الكثير من الشؤون التي يدور حولها هذا الحوار.

وبدءا أود ألتأكيد على موقفي الوحدوي. فأنا، رغم كوني كلدانيا، أقف على مسافة واحدة من كل أبناء شعبنا بمذاهبهم وتسمياتهم المختلفة لأنني على يقين تام أننا شعب واحد له لغة واحدة وتاريخ وثقافة وإرث مشترك يمتد على طول ومدى ذاكرتنا التي تحملها نصوصنا الكتابية.

وهذا الموقف جلب لي الكثير من القدح والذم دون وجه حق من مثقفي وكتاب شعبنا لا سيما الكلدان والأشوريين بينهم.

وما سأدونه أدناه قد يغضب البعض لا سيما من الذين لا يستندون إلى العلم والمعرفة في معظم القضايا التي تخص شعبنا بل على أوهام وهواجس ومصادر لا يعتد بها علميا على الإطلاق.

وفي هذا المقال، كما في المقالات السابقة، سأعتمد على أكاديميتي والعلم الذي إكتسبته  في مسيرة شاقة تدنو من 60 سنة. رغم ذلك، لا أظن أن أبناء شعبنا، لا سيما المثقفين والكتاب منهم، سيكترثون لما سأتي به.

مصيبتنا ومصيبة شعبنا أنه تم إختطافه منذ زمن بعيد، ولا سيما في العقد الأخير، من قبل أشباه المثقفين وأنصاف العلماء، الذي يضعون التسمية والمذهبية فوق مصالح شعبنا الوجودية من لغة وثقافة وتاريخ  وحاضر ومستقبل وإرث مشترك نملكه سوية.

مسألة الإقتباس

يصيب الأسقف عوديشو في مسألة الإقتباس. بالطبع هو يخطىء في مناح أخرى كثيرة ولكن بقدر تعلق المسألة بالإقتباس أعتقد أن على كلدايا.نت الإعتذار.

ألإقتباس من المسائل العلمية التي ندرسها ونمنحها أهيمة قصوى أكاديميا. والإقتباس أنواع لن أدخل في خضمها إلا أن هناك أمرا لا يجوز تجاوزه عند الإقتباس ومن يتجاوزه يجلب على نفسه اللعنة الأكاديمية. وهذا معناه أنه يفقد حصانته العلمية ويصبح عديم الثقة. وفي بعض الجامعات مثل جامعتنا الذي يسيء إلى الإقتباس قد يفقد عمله.

وقد نشرت مؤخرا كتابا جديدا في السويد فيه فصلان عن الإقتباس والأساليب العلمية التي يجب أن يتبعها أي كاتب. والكتاب يدرس حاليا في جامعتين على الأقل وما زال يقبع في صدارة المبيعات في حقله منذ صدوره قبل حوالي عام:

http://www.adlibris.com/se/content.aspx?additem=8215013023&page=content.aspx&type=cat&typeid=2&value=7374

عند الكتابة لا يجوز إضافة أي شيء من عندياتنا إلى ما نقتبسه وإن أردنا التوضيح علينا أن نؤشر للقراء ذلك بطريقة بينة ونظهر أن الإضافة إضافتنا نحن ولم تكن هناك في المصدر. إن لم  نفعل ذلك نعد سراقا ولصوصا بالمفهوم العلمي ونستحق العقاب وعلينا الإعتذار فورا.

كان على موقع كلدايا.نت والكاتب أن يظهر للقراء أن العبارة التي تمت إضافتها لم تكن موجودة في الأصل وأنه هو الذي أضافها. الكتابة فن وأخلاق والذي يغير في الإقتباس يفقد الخصلتين. هنا يصيب الأسقف عوديشو وأعتقد على كلدايا.نت الإعتذار. إضافة حتى الفارزة على الإقتباس المباشر من عندنا أمر مستهجن فكيف إذا أدت الإضافة إلى تغيير كامل في المعنى الذي قصده الكاتب او المصدر.

مسألة التاريخ والإنتساب

كم كنت أتمنى أن لا يقحم الأسقف عوديشو نفسه في مسألة التاريخ واللغة والحضارة وأن يترك ذلك للمختصين. لا أريد إجترار ما كتبته سابقا ولكن دعني أؤكد مرة أخرى أن لا الأسقف عوديشو ولا محاوريه من الطرف الأخر هم أحفاد الأشوريين أو الكلدان القدامى. هؤلاء لم يتكلموا لغتنا ولا ذكر لهم كأسلافنا في إرثنا الكتابي، وعندما يتم ذكرهم فذلك لا يكون إلا بطريقة سلبية.

مسألة نحن أحفاد الأشوريين او الكلدان القدامى فرية وكذبة كبيرة والأسماء التي نحملها اليوم، رغم إحترامي لكل حامليها، ألصقت بنا رغما عنا نتيجة صراعات وخلافات مذهبية. لغتنا المشتركة بعدها عن لغة الأقوام القديمة التي ندعي إنتسابنا إليها بعد الفينيقية عن الأكدية، لغة الأقوام التي ندعي أننا أحفادهم. وهذا أمر مثبت علميا. ولكن هل هناك من يعترف بالعلم بين صفوف شعبنا؟

ويخطىء الأسقف ومعه محاوريه خطاءا فادحا عند إتكائهم على الخلافات المذهبية للدفاع عن هويتهم. هذا يظهر الحضيض الذي أوصلتنا إليه هذه النقاشات التي صارت بمثابة ثرثرة ومهاترة تزيدنا فرقة وتبعدنا كثيرا عن هويتنا ولغتنا وثقافتنا الحقيقية.

عندما أقرأ هذه المهاترات ينتابني حزن شديد وألم كبير لأن ليس هناك شعب يتصارع على الإنتساب إلى شعوب لا علاقة وجدانية وكتابية ولغوية له معها.

من المعيب أن يدعي شخص الإنتساب إلى امة لا يستطيع قراءة لغتها ولا يستطيع فك طلسم من طلاسمها المتعلقة بالأثار واللغة والاسماء وغيرها.

كلمة أخيرة

إلى كل الذين جعلوا من أنفسهم رهينة التسمية والإنتساب إلى حقبات تاريخية لا علاقة لهم بها أقول أن صراعكم باطل وأن توجهاتكم عقيمة. كيف تفعلون ذلك وأنتم أصحاب ثقافة وعلم وتاريخ وفلكلور وموسيقى وأدب وطقس تحمله لغة كانت يوما الوسيلة الوحيدة للتفاهم بين الشعوب والإمبراطوريات شأنها شأن الإنكليزية اليوم.

تركتم هذه اللغة وما  تحويه من علم وأدب وثقافة وفلكلور وموسيقى جانبا كي تتصارعون على تسميات ألصقت بنا رغما عنا كي تميزنا مذهبيا عن بعضنا.

هذا لم يفعله اي شعب أخر في العالم غيرنا نحن.

وكان الله في عوننا جميعا

-------------------

                                                                                         الروابط

                                                                                         http://ishtartv.com/viewarticle,38303.html

http://www.kaldaya.net/2011/Articles/09_September2011/36_Sept21_KadayaNet.html

http://www.kaldaya.net/2011/Articles/09_September2011/38_Sept22_KadayaNet.html

http://www.kaldaya.net/2011/Articles/10_Octuber2011/12_Oct06_KaldayaNet.html 

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها