عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
الدكتور ليون برخو  

الدكتور ليون برخو

جامعة ينشوبنك / السويد


الزعماء الأكراد يحاربون الفساد بالفساد

20110724

بعد ضغط شعبي هائل وتغطية إعلامية غير مسبوقة لتفشي الفساد في إقليم كردستنان من القمة حتى القاعدة رضخت الزعامة الكردية لفتح هذا الملف الحساس الذي حاولت جهدها إخفائه عن الأنظار.

الملفات بالالاف، كما يقول أقرب المقربين من الزعيم الكردي مسعود البارزاني، وهو رئس ديوانه الدكتور فؤاد حسين (رابط 1). ولكن المشكلة العويصة التي تواجه هذه الزعامة أن أكثر الملفات فسادا هي التي تتعلق بقبيلة الزعيم الكردي  من ناحية الأب (البارزانيين) وبقبيلته من ناحية الأم (الزيباريين) وبقبيلة الزعيم الكردي الأخر وقبيلة قرينته.

أي فتح شفاف ومستقل وموثوق لهذه الملفات لا بد وأن يرفع النقاب عن ما لم تسمع به الأذن الكردية والعراقية حتي الأن رغم كون العراق بمجمله يقبع عى رأس قائمة الدول الفاسدة.

وبين الزعيمين، اللذين لم ينظرا إلى مئات المليارات التي أنهمرت على الأقليم وعلى السلطة الشبه المطلقة التي تمتعا بها بعد الغزو الأمريكي لإدراة إقليم كردستان إلا نظرة عائلية وقبلية وحزبية، تم تقسيم كل شي تقريبا وكأنه غنيمة مناصفة (فيفتي فيفتي) لهما ولقبائلهما ومليشياتهما وأعضاء حزبيهما.

ولهذا لا يتجرأ الزعيمان على محاربة الفساد بطريقة مستقلة وشفافة. الإثنان لهما تاريخ ثوري، قادا ثورة ضد الطغيان والفساد ولكنهما اليوم يقودان إدارة لها كل الصفات التي كان يحاربانها في الماضي.

وهكذا جرى الإتفاق بين الإثنين، وكما يقول الدكتور حسين في أخر تصريحات صحفية له، أن يتجنبا القيام بإجراءات جذرية لمحاربة الفساد، بمعنى أخر أن مأ أطلق عليه، كما ورد على لسان الدكتور حسين نقلا عن البارزاني،  بالبرنامج الإصلاحي، "هو برنامج إصلاحي وليس عقابا، كما هو واضح من إسمه، ولن ينفذ بطريقة ثورية كما يتصور البعض."

أليس هذا معناه أن الفاسدين من القمة لن يتم محاسبتهم ومعاقبتهم ولهذا فإن أغلب اللجان التي شكلت لمحاربة الفساد، يديرها فاسدون. والفاسد يقود الفاسد إلى بر الأمان.

من كان يتصور أن البارزاني الذي قاد ثورة ضد الفساد ومعه الطلباني سيصل بهما الأمر إلى رفض إجراء ثوري للقضاء على فسادهما وفساد عشيرتيهما وحزبيهما.  من كان يتصور أن هذين الزعيمين سيصل الأمر بهما إلى إستهجان الطرق الثورية (الجذرية) لمحاربة الفساد؟

الفساد المستشري في إقليم كردستان يحتاج إلى عملية جراحية لإستئصاله. إنه داء عضال لا بل سرطان كما تصفه الصحافة العالمية. وهذا التحذير ورد من قبل صحفيين كبار قبل سنين. (رابط 2 ،3 ،4 )

واليوم لأن إستئصال الفساد سيعني إستئصال للثوريين وعشائرهم ودور أحزابهم ومليشياتهم يتجنب الثورييون أنفسهم الوسائل الجذرية لإستئصاله لأن اي إجراء جذري سيعني إستئصالهم.

ولهذا يواجه الكرد العراقيون اليوم زعامة قررت محاربة الفساد بالفساد. وهذا الإجراء سيدخل تاريخ محاربة الفساد من أوسع أبوابه لأن محاربة الفساد ستؤدي إلى مزيد من الفساد.

رابط 1

http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=11897&article=628156&search

رابط 2 ،3 ،4

http://news.bbc.co.uk/2/hi/programmes/crossing_continents/7178820.stm

http://www.ft.com/cms/s/0/37981d6c-9329-11de-b146-00144feabdc0.html

http://www.time.com/time/world/article/0,8599,1174457,00.html  

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها