عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
الدكتور ليون برخو  

الدكتور ليون برخو

جامعة ينشوبنك / السويد


لو عرفنا نحن كتاب شعبنا الحقيقة لخجلنا من كثير مما نكتبه

20120217

 نقلت الصحف العراقية وبعض مواقع شعبنا عن وزير التخطيط العراقي علي يوسف شكري قوله أن نسبة المسيحيين في العراق حاليا أقل من 1%.

 وإن درسنا هذا القول الذي يأتي من أرفع مسؤول إحصائي عراقي فإننا سنحصل على نتائج تجعل من خطاب بعضنا نحن كتاب شعبنا شبه مهزلة.

 سكان العراق حاليا حوالي 30 مليون ونسبة أقل من 1% تعني أقل من 300 الف شخص.

 لو وضعنا هذه الحقيقة الإحصائية في سياقها المذهبي والطائفي لحصلنا على نتائج قد تزيد من خجلنا أكثر.

  في العراق هناك 15 كنيسة او طائفة او مذهب معترف به رسيما من قبل الدولة من ارمن وكلدان وأشوريين وسريان ولاتين وشهود يهوه وكنائس إنجيلية مختلفة وما وما ... بينما المسلمون الذين هم حوالي 30 مليون منقسمون إلى مذهبين رئسين فقط.

 وإسميا وقوميا المسيحيون منقسمون جدا. البعض منهم يقول أنه عربي والبعض الأخر يقول أنه كردي والبعض يقول أنه كلداني والبعض يقول أنه أشوري وأخر سرياني وأخر أرمني وإلى أخره من أسماء وقوميات. 

هل جلسنا يوما نحن كتاب شعبنا وتأملنا قليلا في خطابنا قياسا بهذه الحقائق؟ الذي يقرأ بعض كتاباتنا يتصور أننا ملايين وأننا أصحاب جيوش وشرطة وميلشيات ووزارات ومؤسسات ومجامع علمية وجامعات ومعاهد.

  لو قسمنا هؤلاء المسيحيين على 15 طائفة كم سيكون عدد الكلدان وكم سيكون عدد الأشوريين في العراق؟

 في عام 1996 كتبت تقريرا لوكالة رويترز مستندا على إحصائيات الأمم المتحدة عن سكان شمال العراق الكردي ومحافظاته الثلاث - دهوك وأربيل والسليمانية -وكان عدد المسيحيين في المحافظات الثلاث حوالي 30 ألف نسمة. 

ماذا سيقول أصحاب الخطاب الإنقسامي والإقصائي أمام هذه الحقائق؟ هناك من يتحدث عن الثقل الديمغرافي لقومه او  شعبه او طائفة. عن أي ثقل ديمغرافي تتحدثون؟

 ماذا سيقول الذي ظل يردد إسطوانة أن قومه يمثلون القومية الثالثة في العراق وعددنا أقل من عدد إخوتنا من الشبك؟

 ماذا سيقول الذي بدأ يخمن ويضرب الأخماس بالأسداس ويتبنأ بإنفجار أبار النفط في ألقوش وسكان القوش قد لا يتجاوز عددهم 5000 نسمة وبالتأكيد أنهم ليسوا من لون واحد.

 ماذ سيقول أصحاب الخطاب الإقصائي الذين يتصورون أن إسمهم او مذهبهم هو الأصل والفصل وأن الدنيا كلها تدور حوله وأن العراق سينتهي دونه؟

 ماذا سيقول أصحاب الخطاب المسيء والهابط الذي يصف الفريق الأخر بالنازية والصدامية والإرهابية والوهابية وغيرها من الكلمات البذيئة التي لا تليق بشعب لا يملك شرطيا واحدا.

 ماذ سيقول أصحاب الخطاب المذهبي من الذين يكفرون الطرف الأخر ويهرطقونه ضاربين عرض الحائط أبسط  المبادىء المسيحية؟

 ماذا سيقول كل الذين يتصورون أن تسمياتهم تشير إلى قوميات مستقلة؟ أي قومية تتحدثون عنها وعدد المسيحيين حوالي ربع مليون موزعين على 15 كنيسة ومذهب والكثير منهم يعتز بعروبته وكرديته.

 نتصور نحن كتاب شعبنا أننا كلما إزددنا غلوا وتعصبا وزدنا من الكلمات والعبارت المسيئة والهابطة  في خطابنا لوصف بعضنا الأخر إزددنا حبا بفئويتنا وإنقساميتنا وزهوا أمام مريدينا.

 وأخيرا دخلت على الخط مؤسساتنا الكنسية وإنبرى كبار رجال ديننا يتصارعون وعلى ماذا؟ على توظيف شخص في منصب لا حول ولا قوة له وأدخل الأخرون الإقصائية حتى في خطابهم الديني.

 وكل هؤلاء من الذين يملأون صفحات الإنترت بالمهاترات لا يهتمون بالحقائق بل هدفهم شخصي بحت ويركبون موجة القومية او الإقصاء اوتهميش الأخر لغايات هدفها الإنتقام من خلال جولات كلامية يتصورون بإستطاعتهم من خلالها إلحاق الهزيمة بالخصم وهم لا يعلمون أنهم يلحقون الهزيمة بأنفسهم.

 ولهذا إن سألتهم هل عملتم على نشر لغتكم القومية أو فتح صف واحد لتدريسها او الحفاظ على إرثكم الكنسي او الدفاع عن ابناء قومكم وهم بالملايين من الذين إفترسهم الأجانب والغزاة  بإسم المذهبية لأدخلوك جبرا في حلبة المصارعة الكلامية والتي لا يستطيع الكثير منا دخولها لبذأتها.

 نحن كتاب شعبنا نهتم بكل شيء عدا الحقيقة إن كانت إحصائية، لغوية، ثقافية، تاريخية، طقسية او كنسية.

 وكان الله في عون شعبنا

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها