هل يصدق شعبنا أقوال السياسيين الأكراد حول ما حل بنا
أخيرا في دهوك وزاخو؟
20111220
كُتب الكثير حول ما حل بشعبنا في محافظة دهوك. ولن أزيد خردلة على ما
كتبه زملائي من إدانة وشجب للطريقة الهمجية التي أستخدمت للنيل من
شعبنا المظلوم والمكلوم بحجة بيع المشروبات الكحولية.
ومنذ تلك الأحداث التي وقعت علينا كالصاعقة لا ينفك المسؤولون الأكراد
من إطلاق تصريحات ينأون بأنفسهم عنها وكأن الذين هاجموا ابناء شعبنا
قدموا من المريخ.
ويؤسفني القول أن أغلب ما أتى به زملائي الكتاب من ابناء شعبنا لا
ينطلق من سياق الوضع القائم في العراق بصورة عامة وإقليم كردستان بصورة
خاصة.
وربما صدق بعض ابناء شعبنا قول الزعيم الكردي مسعود البارزاني – نقل
عنه قوله ولم يؤكده مصدر مستقل – أنه سيحمل السلاح ويقاتل من أجلنا.
أقول أن الذي يصدق هذا القول لا دراية له بسياق الأحداث ومجريات الأمور
في هذا الأقليم.
الزعيم الكردي مسعود البارزاني في وضع لا يحسد عليه هو وحزبه وعشيرته.
الفساد المالي والسياسي ينخر في جسم إقليم كردستان الذي يتزعمه وإن
إحتاج للسيف مرة أخرى فعليه إستخدامه اولا وأخير لمحاربة الفساد في
إقليمه.
والنقطة المهمة الأخرى أن الأوضاع في إقليم كردستان ونتيجة للسياسات
التي أتبعت من قبل الحزبين الرئسين وزعيميهما مرشحة للإنفجار في أي
لحظة. المعارضة تتربص بهما والشعب في معظمه يعيش تحت خط الفقر رغم تدفق
مليارات ومليارات الدولارات للميزانية الكردية التي يزيد مدخولها
السنوي عن ميزانية دولة مثل سوريا تعدادها أكثر من 20 مليون نسمة
وتعداد الأقليم حوالي أربعة ملايين.
قبل أن يحمل البارزاني سلاحه ويحارب من أجلنا نريد منه – كما طلبت منه
منظمات حقوق الإنسان الغربية المستقلة – أن يرفع يد البطش الثقيلة
لميليشياته وأجهزة أمنه وإستخباراته عن سهل نينوى ومدينة الموصل
بالذات.
وضع شعبنا في المناطق المتنازع عليها وضع لا يحسد عليه لا سيما نينوى
وكركوك ومنظمات حقوق الإنسان المستقلة تتهم الميليشيات والأساويش
الكردية بفروعها المتشعبة بما يحدث لشعبنا في هذه المناطق.
وقبل أن يرفع أي مسؤول كردي سيفه ويحارب من أجلنا – وهذا لن نتوقعه
أبدا – نطلب من البارزاني أن يكف عن تكريد مناطق في سهل نينوى. التكريد
مساوئه مثل التعريب الذي عانى الكردي منه كأقلية في زمان الطاغية صدام
حسين.
هناك إحتقان كبير في إقليم كردستان وهذا سببه سياسات حكومة الأقليم
التي جعلت الناس تلجأ إلى الدين والأحزاب الدينية ربما ليس حبا بالدين
بل كرها للسياسات الحالية.
وعلى حكومة الأقليم أن ترد بشكل مقنع على إتهامات المعارضة أن حزب
البارزاني وميليشياته وأشاويسه كان لهم يد في الأحداث المؤلمة وهذا ما
نقله الزميل سيزار هرمز عن وزير الهجرة والمهجرين الكردي ديندار شفيق
في زيارته الأخيرة للسويد.
وأخيرا كيف لنا أن نصدق أن رئاسة الأقليم وحكومة الأقليم ستنصف شعبنا
إذا كانت اللجنة التي شكلها البارزاني تعمل بسرية تامة وكأنها لجنة
إستخبارات وليست لجنة لتقصي الحقائق تنطلق اولا وأخيرا من مبدأ
الشفافية الكاملة.
لماذا تكون نتائج التحقيق سرية بهذا الشكل ولمصلحة من؟ هذا يثير الكثير
من علامات الإستفهام؟ واين هي الصحافة المستقلة التي لم تستطيع حتى
الحصول على أي شاردة وواردة بينما تسريب امور كهذه للصحافة في أي بلد
ديمقراطي يعتبر تحصيل حاصل.
هكذا لجنة تحقيق وفي مسألة مصيرية كهذه تضع نتائجها في تصرف البرلمان
والصحافة والشعب ولا تضع نتائجها في مظروف مختوم بالشمع الأحمر. هذا ما
تفعله لجان إستخبارات وليس لجان يقودها قضاة.
وحتى إن ظهرت نتائج التحقيق فمن بإمكانه تصديقها بعد كل هذه السرية
التي أحيطت بها؟
|