إلى
نبيل فياض ـ من وفاء سلطان
أكتوبر
2004
إلى الرجل الذي يفيض نبلا في زمن عربيّ يوغل بالقحط
إلى صديقي في الحريّة..
وأخي في الإنسانيّة..
ورفيق دربي في النضال ضدّ أعداء الحريّة والإنسانيّة..
إلى نبيل فياض الرجل الذي هزّني اليوم نبأ اعتقاله على أيدي طغمة ارهابيّة
تهوى القتل والقمع وتعيش على مصّ دماء الشعوب.
أعدك يانبيل، وفي وعد الحرّ دين، أن استلّ قلمي سيفا في وجه كلّ من حمل في
وجهك سيفا!
يحاولون باعتقالك أن يدقّوا آخر مسمار في نعش الوطن، لكنني وكلّ أحرار العالم
لهم بالمرصاد. الإرهاب سلاحهم والفكر النظيف النقّي سلاحنا، وسنرى لمن النصر!
وبالمناسبة، أودّ أن أرفع كلمة لسيادة الرئيس السوري الطبيب بشار الأسد.
مخاطبة، كطبيبة، إيّاه كطبيب، وليس كحاكم عربيّ، لأنني لا أعتقد أن هناك
حاكماً عربياً قادراً على الحوار! إنني أتوسّم فيك كطبيب خيرا. أنا لاأصدّق،
ومن خلال دراستي للطبّ وممارستي لتلك المهنة أنّ هناك طبيباً قادراً على أن
يقمع، على أن يظلم، على أن لايحسّ بآلام غيره ومعاناته! أريد من هذا الطبيب
الشاب أن يثبت لنا جدارته كطبيب. إذ ليس بإمكانك أن تكون طبيبا قبل أن تكون
انسانا، وكما تؤمن بانسانيتك عليك أن تؤمن بانسانيّة الآخرين!
قضية نبيل فيّاض، ياحضرة الطبيب، قضيّة حياة أو موت! حياة للصحة وموت للداء!
وأنت كطبيب، وليس كحاكم عربيّ، ملزم أمام الوطن والتاريخ واليمين الذي أقسمته
يوم تخرّجت من مدرسة أبيقراط، ملزم أن تختار بين القضيتين!
نريد نبيل فياض حرا طليقا معافىً سليما، ففي حريّته وسلامته اثبات لكفاءاتك
العلميّة والطبيّة. نريدك ياسيادة الرئيس طبيبا قبل أن تكون حاكما؛ نتوسّم في
الطبيب خيرا، وإنني على أحرّ من الجمر أترقب اجتيازك لهذا الإمتحان!
الحريّة لنبيل فياض والموت لأعدائه، ففي حريتّه نصر للانسان وفي موتهم نهاية
للظلم والإرهاب!!
د. وفاء سلطان أكتوبر 2004
|