اقرأ المزيد...

 

د. وفاء سلطان

 

 

الوطن ليس أرضاً وذكريات.. بل هو الإنسان! (10)

12/28/2005

كنت أعود كلّ يوم من الأسواق العامة، وقد أدهشني جمالها وحسن تصميمها، محمّلة بجميع الصحف الصادرة في قطر كي أقضي ماتبقى من يومي بين سطورها.

لاتختلف كثيرا عن المحطات التلفزيونية ولكن، والحقّ يُقال، فاجأتني بعض الأقلام!

أمام تلك الأقلام، ورغم ندرتها، لاتمتلك إلاّ أن تتفاءل!

المثل الشعبي يقول: مية مبخّر ما بخفف ريحة ضرّاط!

فكيف ولديك أمّة من "الضرّاطين"، وليس لديك مبخّر!

كل من حمل مبخرة فيها انتهى في السجن أو في القبر أو فرّ هاربا إلى خارجها.

أمّة لا تسمع منها سوى قرقعاتها!

تدفعك الحاجة إلى التفاؤل، في زمن كلّ شيء فيه يدعو إلى التشاؤم، تدفعك إلى التعلّق بسترة أي انسان يخيّل اليك بأنه يحمل مبخرة، حتى ولو اكتشفت فيما بعد بأنه يحمل طنجرة!

**************

 قرأت على صفحات جريدة "الشرق الأسبوعي" القطريّة مقابلة مع الدكتور أحمد بغدادي أعادت إليّ توازني.

قال المفكّر بغدادي، وفي سياق ردّه على سؤال للمحاور: عندما تُفلس الشعوب والمجتمات حضاريّا تلجأ إلى تراثها من دين وتاريخ.. لو انهم لايشترون نفطنا في الكويت سوف نشحذ!

تلك حقيقة يخفف ادراكنا لها من حدّة  تساؤلنا: لماذا وحدهم رجال الدين الذين يتحّكمون بمستقبل هذه الأمة؟!!

إنّه الإفلاس الفكري والحضاري!

ولولا شراء الغرب للنفط العربي لكان هناك إفلاس مالي، وليته كان!

ماذا فعل شيوخ العرب بأموالهم؟!!

فتحوا جمعيّات خيرية لمكافحة الفقر والعوز والجوع.. مراكز أبحاث علميّة.. جامعات.. مدارس.. مستشفيات.. مزارع؟!!

لعب هذا المال دورا كبيرا في الفساد، ودورا أكبر منه في الإرهاب!

 

كانت جدتي تقول: عندما يغنى الفقير يزني أو يقتل قتيل!

الدرهم يحتاج إلى قنطار عقل، مابالك وقد صار لديهم بلايين الدراهم وهم لايملكون اوقيّة عقل!

أيّ عقل يملكه رجل دين يطلّ في برنامج تلفزيوني ليقول: إذا مات العيّل على غير دين الإسلام سيحرقه الله في النار؟!!

أي عقل يملكه مسؤول حكومي في ايّ بلد اسلامي يترك هذا المعتوه يسرح ويمرح ويخرّب عقول البشر دون أن يحجره؟!!

هذا القمه العقلي مهّد للإرهاب الفكري، وأموال النفط أكملت المهمة!

قال خرتشوف يوما: ستظل امريكا تبيع العالم مالديها حتى تبيع الحبل الذي سيشنقوها به!

هل صحّت تنبؤات خرتشوف؟!!

لقد حفر الغرب قبره بماله وبمعداته، لقد القى بتلك الأموال في أيد تفتقر إلى عقول، في أيد لا تعرف إلاّ فتح القبور لطمر البشر!

**************

من حفر حفرة لغيره لا بدّ وأن يقع يوما بها!

قام الإرهابيون الإسلاميون، وبدعم مالي ومعنوي من حكومة السعوديّة،  قاموا بفتح الحفر لكل من صنّفونه في خانة "الكافر"، ومع الأيام لم  تسلم الحكومات التي دعمتهم من حفرهم!

من يُشعل النار في بيت جاره، ستمتد يوما إلى بيته!

عندما كان الاخوان المسلمون يرتكبون جرائهم بحق المدنيين في سوريا، كان الواحد منهم يقفز خلال ساعات ليحطّ في الحضن السعودي الدافئ والآمن!

**************

تصادف وجودي في قطر مع وقوع حادثة تفجير مسرح الدوحة بلايرز، وأثناء عرض إحدى مسرحيّات شكسبير.

من ضحايا التفجير كانت السيّدة القطريّة الكاتبة الدكتورة موزة المالكي، لكنها نجت من الموت باعجوبة.

قرأت تقريرا كاملا لها على صفحات جريدة "الراية" القطريّة أثناء تواجدها للعلاج في أحد المستشفيات.

سألت اختي قبل ان أبدأ قراءة المقال: هل تعرفين السيّدة المالكي، وهل تعرفين في اي مجال تحمل شهادة دكتوراه؟!! ردّت اختي: كاتبة معروفة وهي دكتورة في علم التحليل والإرشاد النفسي.

أذكى ردّ اختي لهفتي على قراءة تلك السيّدة، وقلت أحدّث نفسي: سيّدة قطريّة تكتب وتحمل دكتوراه في علم التحليل والارشاد النفسي، وضحيّة من ضحايا الارهاب الاسلامي، تتكلم من وحي تجربتها وإلمامها ببواطن النفس البشريّة. هل تريدين ياوفاء فرصة افضل من تلك الفرصة للتعرف على المرأة القطريّة؟!!

التقرير شمل صفحة كاملة في تلك الجريدة. قرأته بصبر وتأن وامعان.

****************

النصف الأول من المقال تناول وصف تجربتها الشخصيّة داخل المسرح أثناء حدوث التفجير، والتنديد بالشخص الذي قام بالتفجير.

نددت بالشخص كظاهرة فرديّة ووصفته "خارجا عن الحضارة ومنزوع الانسانية، جعل من نفسه، بلا اي حق وبلا سند من دين او شريعة او منطق أو عقل، قاضيا وجلادا".

الشخص الذي فجّر مسرح الدوحة ليس ظاهرة شخصيّة، انّه ظاهرة جماعيّة أرهبت وما زالت ترهب، ليس فقط البلاد التي انجبتها بل العالم باسره!!

تلك الجماعة، ومع احترمي لرأي السيّدة المختصة في علم التحليل والارشاد النفسي، ـ واسأل الله ان تكون اختي على خطأ!ـ استندت وتستند في ارهابها على دينها وشريعتها ومنطق وعقل المتبنين لذلك الدين وتلك الشريعة!!

العلوم التي أبحرت فيها السيّدة المالكي، كي تستحق لقب دكتورة في علم التحليل والارشاد النفسي، أكدت لها بأن الانسان ناتج تربوي!

الانسان، ايّ انسان، لايتشكّل بين ليلة وضحاها. وهو لا يولد داخل علبة سردين. هو جزء من مجتمع. ثقافة ذلك المجتمع وتعاليمه وعاداته وتقاليده وأعرافه لعبت دورا في صناعته منذ اليوم الأول الذي ابصر فيه الحياة وحتى تاريخ اللحظة!

**************

يولد الانسان كورقة ناصعة البياض. في اللحظة الأولى، التي تلي اللحظة التي يصرخ بها الطفل صرخة الحياة، لا تكون تلك الورقة بنفس البياض الذي كانت عليه قبل لحظة.

صوت امّه والمحيطين بها في غرفة الولادة، الاهتزازات والأصوات التي تنجم من الجو المحيط بالمساحة التي حدثت بها الولادة تترك آثارها على ذلك البياض.

وتبدأ الرحلة، ليكون الانسان في كلّ لحظة من حياته انسانا جديدا يختلف عمّا كان عليه في اللحظة التي سبقتها.

كلّ حوادث "اللحظة" تترك بصماتها على تلك الصفحة، وتضيف لونا جديدا على خلفيّتها الناصعة البياض!

علماء النفس والسلوك يؤكدون ضرورة أن تبدأ الأم والجهاز التربوي بالحديث مع الطفل فور ولادته. ويصرون على أهميّة ان تبدأ الأم بالقراءة لطفلها عندما يصل الستة اشهر من عمره.

الستة أشهر؟!!

هل يعي الطفل في ذلك العمر ما تقرأه امّه؟!!

ليس مهما، المهمّ انه يمتص تعابير وجهها ونبرات صوتها، ويتشرّب انفعالاتها.

العبارات التي نقولها ينجم عنها تفاعلات كيميائية وكهربائية في دماغنا تختلف باختلاف اللغة المحكيّة ومعانيها. وعلى هذا المبدأ يعتمد جهاز كشف الكذب!

تلك التفاعلات الناجمة عن اللغة المحكيّة تلعب دورا في تحديد انفعالات الأم التي تنعكس بدورها على انفعالات الطفل.

هل يعقل بأن انفعالات الأم وهي تدندن لطفلها مقطعا من قصيدة الشاعر سليمان العيسى:

عمي منصور النجّار..

يلمع في يده المنشار..

قلت لعمي: اصنع لي بيتا للعبة..

هزّ الرأس وقال: انا اهوى الأطفال.. أنا اهوى الأطفال

هل يعقل بأن انفعالاتها تلك، تشبه تلك الانفعالات التي تنجم عن قراءتها للآية التي تقول: يسألونك عن الجبال قل ربي ينسفها نسفا"؟!!

نحن هنا نتكلم عن الانفعالات وامتصاصها في الشهر السادس من العمر، ناهيك عن المعاني التي يصبح الطفل قادرا على فهما في عمر لاحق!!

****************

هل تستطيع السيّدة المالكي، كمحللة ومرشدة نفسيّة، ان تتجاهل الدور الذي تلعبه العقيدة الاسلامية في صناعة تلك العقول المنحرفة؟!!

تعالوا نتصور، مع السيّدة الدكتورة مالكي، بأن طفلا مسلما أخذ يقرأ القصة "الشيّقة" التالية من كتاب التربية الدينيّة الذي بين يديه:

"أرسل محمد "صلى الله عليه وسلّم" خمسة من رجاله لقتل كعبٍ بن الأشرف الذي كان يهجو محمد ويحرض قريشا عليه. كان واحد منهم ويدعى أبو نائلة أخا لكعب بالرضاعة. مشى محمد "صلى الله عليه وسلّم" معهم إلى موقع يسمى بقيع الفرقد ثم وجّههم من هناك وقال: "انطلقوا على اسم الله اللهمّ أعِنهم"، ورجع بعد ذلك إلى بيته.

حين وصل الرجال الخمسة إلى حصن كعب، نادى أبو نائلة كعباً، فوثب كعب في ملحفته خارجاً آمناً إذ عرف صوت أخيه بالرضاعة، فغدر به الرجال وقتلوه وأخذوا رأسه. ثم رجعوا حتى بلغوا بقيع الفرقد فكبّروا. وسمع محمد "صلى الله عليه وسلّم" تكبيرهم فكبر، وعرف أنهم قتلوا كعباً. وعندما انتهوا إلى محمد "صلّى الله عليه وسلّم" وهو قائم يصلي قال لهم: "أفلحتِ الوجوه" (أي: لقد توفقتم وكرمت وجوهكم) قالوا: وجهك يا رسول الله. ورموا برأس كعب بين يديه."

**************

في امريكا هناك حملة يقودها المربّون وخبراء النفس والسلوك ضدّ افلام الرعب التي تنتجها هوليوود، ويحذّرون الآباء من السماح للأولاد برؤيتها. ويؤكّدون بأن ظاهرة العنف عند الأطفال ترتبط ارتباطا وثقيا بكمية العنف الذي شاهدوه على شاشات التلفزيون والسينما.

هل هناك فيلم في تاريخ هوليوود يفوق بمقدار عنفه العنف الذي رأيناه، ويمكن للطفل ان يشهده، عند قراءته لتلك القصة التي تتحدث عن قتل كعب بن الأشرف؟!!

الطفل الذي يجلس في غرفته بمفرده ويتصور رأس كعب وهو يتدحرج بين يديّ رسوله ويتذكّر قول أمّه او استاذه: "ولنا في رسول الله قدوة حسنة"، هذا الطفل، وعند تلك النقطة بالذات، سيتبنى عرفا اخلاقيا يستطيع بموجبه وفي كبره أن يقطع رأس كلّ من يختلف معه، وسيلقي بذلك العرف في حيّز اللاوعي عنده ليرجع اليه ويستخدمه متى احتاج اليه وبدون وعيه!

لم تُشر القصة الى نوع الخلاف الذي نشب بين محمد وكعب!.

لماذا لم يلجأ محمد الى محاكمة كعب واظهار الأٍسباب التي دفعته لاصدار حكمه باعدام كعب؟!!

لماذا لم يذهب بنفسه الى كعب ويحاوره ويحاول اقناعه على التراجع عمّا بدر منه؟!!

لماذا لجأ الى الخديعة كي يغتاله، فأرسل أخا كعب كي يستدرج كعب الى خارج مضربه؟!!

لماذا كبّر عندما تأكّد من قتل كعب؟!! لماذا ربط بين تعظيم الله وقتل من اختلف معه؟!!

لقد طبطب على اكتاف منفّذي الجريمة قائلا: افلحت الوجوه!

عندما فجرّ رجل اردنيّ نفسه في منطقة الحلّة في العراق وقتل مئات الأبرياء، رقص أهل بيته وعشيرته في الاردن حتى الصباح معتبرين تلك الليلة ليلة عرسه!!

لماذا ابتهجوا وكبرّوا؟!!

لأنّ الله قد أفلح وجهه كما افلح وجه أبي نائلة عندما قطع رأس اخيه وعاد به ليدحرجه بين يديّ رسول الله!

لقد شهد رسول الله بأن الله قد أفلح وجوههم، فهل يحتاج الزرقاوي الى شهادة أعظم من تلك ليقطع بموجبها رأس أحد الكفار وعلى مرأى من العالم كلّه؟!!

عندما يفجّر شابٌ فلسطينيٌّ نفسه في أحد الاسواق الاسرائيليّة تزغرد امّه ثمّ تخرج على جيرانها لتوزع الحلوى وهي تقول نحتفل اليوم بعرس ابني!!

لم ينتزعوا من الانسان انسانيته ـ على حدّ تعبيرك يا سيدتي ـ وحسب، بل استطاعوا ان يغتالوا حبّ الأم الغريزي الذي مازلنا نلمسه لدى أكثر الحيوانات توحشا!!

لتذهب الأرض الى الجحيم! انسانيّة الأم.. فلذة كبدها.. امومتها هي الحياة.. هي الكرامة.. هي الوطن!!

أن يموت الانسان من اجل وطنه شيء، وأن تزغرد امّ لمقتل ابنها شيء آخر لا يمكن ان يكون مقبولا في قاموس الامهات!!

***************

لم يستند محمد في فعلته هذه على عقل او منطق، فلماذا تستهجن السيّدة الدكتورة المالكي عندما لم يستند مفجّر مسرح الدوحة على عقل او منطق؟!!

هو لم يستند على عقل او منطق ـ كما تقول ـ ولكنها لا تستطيع ان تبرهن بأنّه لم  يستند على دين أو شريعة!!

**************

أذكر، عندما كنت في الصف الثالث الابتدائي، كنّا نقرأ قصة صغيرة بعنوان "نمرود وشامة". نمرود كلب وشامة قطة يعيشان في أحد البيوت لدى اسرة ميسورة. كان الجو في الخارج باردا عندما نصح نمرود "الحكيم" شامة "الغبيّة" قائلا: اقتربي من المدفأة ياشامة، اذا بردت الأقدام برد الجسم كلّه!

لا أعرف لماذا استقرت تلك العبارة الأخيرة في كل ثنيّة من ثنايا دماغي!

"اذا بردت الأقدام برد الجسم كلّه"!!

كبرت ورحت اعاني في كبري من ظاهرة غريبة عجيبة. عندما تنخفض درجة حرارة الجو ولو بضع درجات تتحول اصابع قدميّ الى قطعة من الجليد اسرع عندها لالتقاط جوربي قبل ان ألفظ انفاسي!

في عيد ميلادي الماضي والذي يصادف عادة في منتصف حزيران، أي في عزّ الصيف حيث اعيش، أهدتني نجلاء الصغيرة جوربا سميكا مصنوعا من الصوف الخالص. كانت قد توسلت لأمّ صديقتها ان تصنعه لها. كتبت في بطاقة المعايدة مازحة:

أمي الحبيبة

سمعت بأن شخصا ما قد مات بعد ان تجمدت اصابع رجيله. ومن شدّة خوفي وقلقي عليك رأيت أن أهديك هذا الجورب!!

المخلصة لك

نجلاء

**************

أعتقد، وبالرجوع الى الكتب الطبيّة، أنني أعاني من شكل خفيف من اشكال ظاهرة مرضية تدعى ظاهرة رينوRaynaud’s phenomenon ،  نسبة الى العالم الذي اكتشفها.

يعاني المصاب بتلك الظاهرة من فرط حساسيّة في الأوعية الدمويّة الموجودة في الاصابع تجاه البرد. ترتكس تلك الأوعية عادة للبرد بالتقلّص والانقباض. الأمر الذي يؤدي الى نقص التروية الدموية في المنطقة المصابة، ونقص التروية يؤدي بدوره للشعور بالألم.

هذا ما تقوله الكتب الطبيّة، أمّا اصابتي بتلك الظاهرة فأردّه كليّا الى تلك العبارة التي استقرت في باطن عقلي ولم تبرحه.

يؤكّد العالم رينو على ان اصابع اليدين والقدمين تصاب بتلك الظاهرة على حدّ سواء. ولكن العالم العربي نمرود و"بحكمته" استطاع ان يقنع اللاوعي عند شامة "الغبيّة" بأن اصابع القدمين، دون اليدين، هي التي تصاب عادة.

الوعي يصدّق كل مايخبره به اللاوعي سواء كان صدقا ام كذبا!

لم اكن الطفلة الوحيدة التي قرأت تلك العبارة ولكنني قد أكون الوحيدة التي تشرّبتها!

هناك قرابة 1.2 بليون مسلم. لا ندري كم واحد منهم قرأ قصّة مقتل كعب بن الأشرف علي يدّ أخيه وبأمر من رسول الله. ولا ندري من منهم استقر رأس كعب، وهو يتدحرج بين يديّ رسول الله، في حيّز اللاوعي عنده. والذي فاتته قراءتها لا بدّ وانّه قرأ اسوأ منها بكثير مما تزخر به كتبنا التربوية والاسلاميّة!

لماذا إذاً لا تغفر السيدة الدكتورة المالكي، المختصة في علم التحليل والارشاد النفسي، لماذا لا تغفر لمفجّر مسرح الدوحة فعلته؟!!

ولماذا ترفض أن تعترف بأنها توصّلت الى المجرم الحقيقي؟!!

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها