اقرأ المزيد...

 

د. وفاء سلطان

 

 

رسالة الى د. فيصل القاسم! ـ وفاء سلطان

 

تريثت أياما قبل ان اردّ على مقالة السيّد الدكتور فيصل القاسم "اشتم العرب والمسلمين واصبح مشهورا في امريكا" كي اتيح الوقت لأغلبية قرّاء المواقع التي نشرتها ان تقرأها، فتصبح تلك الاغلبية قادرة على ان تتذكر من قصد السيد الدكتور في مقالته تلك.

لا شكّ ان المتتبع للصحافة العربية والعالمية والذي قرأ المقالة المذكورة يدرك، ودون ادنى شك، بأن وفاء سلطان قد وقعت ضحيّة الارهاب الفكري الذي يمارسه ملاّكو الرغيف في قطر عموما وفي الجزيرة خصوصا على السيّد القاسم!

**************

انا ولدت لأكتب.. وهاجرت لأكتب..

على باب السفارة الامريكيّة في دمشق وبعد ان قضيت ليلا بكامله وقعت عقدا بين وبين السماء: امنحيني الحريّة ايتها السماء ونذرا لك ان ادافع عن حريّة الآخرين حتى امنحها لهم او اموت دون ذلك!

منذ اليوم الأول التي وطأت به قدمي ارض المهجر بدأت الكتابة ولم انحرف قيد انملة عن الخط الذي رسمه اول حرف صغته!

سبعة عشر عاما وانا انتقل بين الصحف العربية المحليّة هنا في لوس انجلوس، تطردني الواحدة للأخرى!

هذا مؤجور من قبل صدام وذاك من قبل السعودية وآخر يقتات على فضلات السفارة السوريّة وانا اتوسل للجميع كي ينشروا لي مقالا مقابل ان ادفع لهم ثمن اشتراك!

استخدموا جميعهم مقالاتي كورقة رابحة ليضغطوا بها على الجهات الممولة لهم فتزيد من دعمها. وعندما كان الناشر يحقق مأربه كان يرفض الاستمرار في نشرها.. بعضهم يعتذر برفق والبعض الآخر يشتمني.

هذه قصة بداياتي والتي استمرت حتى قرر الأخ الاستاذ بسّام درويش انشاء موقعه الالكتروني"الناقد" ودعاني مشكورا كي احلق في آفاقه الرحبة.

منذ اليوم الاول لولادة ذلك الموقع لم تعرف أجنحتي حدودا، فالسماء لا حدود لها!

في العام الماضي، وتحديدا في اواخر تموز، اتصل بي السيّد القاسم ودعاني للمشاركة في برنامجه " الاتجاه المعاكس".

ليس في بيتي قناة الجزيرة وانا، عموما، لست من عشاق التلفزيون واكاد لا اتفرج عليه الاّ بالمناسبات.

لا اعرف كيف وصل القاسم الى وفاء سلطان، ولا اعرف حتى تلك اللحظة من كان وراء اختياري ولماذا اختاروني!

معلوماتي عن البرنامج كانت ضحلة للغاية ولم يسمح لي قصر الزمن ان ابحث عن طبيعته، فقبلت العرض دون شروط ليس حبّا بالظهور وانّما ايمانا برسالتي!

كانت موضوع الحلقة: علاقة الاسلام بالارهاب...

لا داعي لشرح الزوابع التي اثارتها فالكلّ يعرف...

لكنني لا املك حيالها الا ان اشكر السيّد القاسم الذي ساهم في توسيع رقعة جمهوري وتعريف شريحة اوسع من الناس في الوطن العربي عليّ، فالتلفزيون يملك عموما شريحة اوسع بكثير من شريحة الصحف سواء كانت مطبوعة ام الكترونيّة.

لم يطل الزمن اكثر من بضعة اشهر لأفاجأ بالسيّد القاسم يتصل بي ويقترح مشاركة اخرى لي في برنامجه حول موضوع "صراع الحضارات"، ورحبت مرّة اخرى بالفكرة علما بانني لم اكن اتوقعها وتساءلت: عجبا هل نسي السيّد القاسم من انا؟!

وكانت الحلقة..

ولكنها اخذت هذه المرّة بعداً آخرَ شكّل نقطة الانعطاف الاكثر خطورة في عمري الكتابي!

*****************

سبعة عشر عاما من هذا العمر قضيتها هنا في امريكا دون ان يعرف جاري الامريكي الذي يسكن بيتا مجاورا لبيتي ما اسمي او من انا. كلّما التقت عيناه بعينيّ يرمي عليه التحية: اسعدت وقتا فافا! فهو لايعرف ان يلفظ اسمي ويختصره بفافا!

وتقتصر معظم دردشاتنا على حديقتي التي تنافس بجمالها حديقته!

سبعة عشر عاما حققت في حياتي المهجريّة نجاحا لا يمكن ان تحقق اكبر منه امرأة اخرى.

فأنا، باختصار، اغنى واسعد امرأة في العالم.

بيتي الذي اشتريته بعرق جبيني منذ عشرة اعوام لا تستطيع كلّ قصور ملوك وامراء النفط ان تنافسه.

لا بمساحته ولا بزخرفته وفخامته، وانّما بالحبّ الذي يعمره وبالسعادة التي تسكنه!

قصورهم مبنيّة على جماجم الناس ومجبولة بعرقهم ودمائهم ومسروقة من رغيف خبزهم، وبيتي مبنيّ على دعائم من حبّ ومجبول بعرقي وعرق زوجي واولادي.

حديقتي هي كنزي.. ازهارها واشجارها تتربع على قمّة جدول اعمالي.. كل زهرة فيها مرويّة بيدي وكلّ شجرة شهدت ولادة مقالة، على الاقل، من مقالاتي.

الساعة التي اقضيها كلّ فجر مع زوجي نحتسي قهوة الصباح واقرأ صحيفة لوس انجلوس تايمز في احدى المقاهي القريبة من بيتي هي اسعد وقت في حياتي، ولا استبدلها بكنوز قطر وكل جيرانها!

احتاج لاستمتع بقهوتي مع قطعة كيك الى بضعة دولارات ولا احتاج الى ملايين. ايّ عمل شريف في امريكا كفيل بتأمين تلك البضعة من الدولارات.

بضعة دولارات كل يوم، وهي بالمقياس الامريكي مبلغ ضيئل للغاية، تكفي لصناعة سعادتي اليوميّة.

فنجان قهوة وقطعة كيك وصحيفتي المفضلة!

تلك هي السعادة في قمتها، على الاقل بالنسبة لي!

لن آكل ولن ألبس ذهبا، لا يعنيني ولست من هواة جمعه! اعرف تماما أنّ الحياة قصيرة ولن آخذ في حقائبي للعالم الآخر سوى ما قدّمته للبشرية خلال حياتي.

لن اترك لأولادي سوى علمهم وشهاداتهم التي يتلقونها من افضل جامعات العالم وبورصة تأمين على حياتي وحياة والدهم.

كلّ بنوك العالم ليست قادرة ان تدفع لي ثمنا لكتاباتي فهي تفوق بقيمتها كلّ ثمن.

عائلات باولادها في وطني الأم تعيش على مساعدتي وهذا عامل آخر من عوامل سعادتي.

المبالغ التي ارسلها لهم لا تؤثر على وضعي المادي، بل تصنع الكثير في حياتهم.

تعود ابنتي من مدرستها وتلقي ببعض القطع النقديّة في حصالتها وهي تقول: هذه القطع تكفي لشراء طعام لطفل سوريّ.

علمتهم قيمة القرش لا كي يبخلوا على انفسهم بل كي يحسّوا بحرمان غيرهم!

يوم واحد في الاسبوع نمتنع فيه عن ارتداد المطاعم كي نضمن طعاما لعائلة سورية في الشهر.

في المحلات التجارية اختار الحذاء الأرخص من غيره بثلاث دولارات، لا لأنني أبخل على نفسي بل أقرّشها بالعملة السوريّة فأقول: ثلاث دولارات كافية لشراء حقيبة مدرسيّة لطفل سوري!

بعد سبعة عشر عاما من وجودي في امريكا ما زلت أقرّش مصروفي هنا بالعملة السوريّة، رغم تفاهتها، لا كي ازيد من رصيدي في البنوك الأمريكيّة بل كي ازيد من رصيدي في بنوك الاسر السوريّة المستورة التي تضوّر جوعا وتبكي ظلما!

تلك هي وفاء سلطان وأنت من اجبرتني على البوح بهويّتها.

****************

أنا ياسيّدي القاسم لا اسبّ ولا اعرف ان اسبّ، فلم اتعلم الاّ الحبّ ولن اعلّم الاّ الحب!

الشتيمة ليست من شيمي ولا هي طريقي الى الشهرة.

أنا لا اشتم الاسلام، بل افضحه!

هذه التركيبة العقائديّة ظلمت المرأة في بلادي وجرّدتها من حقوقها واساءت الى انسانيّتها.

"تفسد صلاة الرجل المسلم عندما يمر امامه كلب او حمار او امرأة"

انا لا اشتم الاسلام بل أدفع عني شتائمه!

عندما ارفض ان اصنّف مع الكلب والحمار لا اشتم احدا بل أرفض ان يشتمني احد!

امريكا قد تشتري عملاء نفط ولكنها لا تستطيع ان تشتري عملاء فكر، فمن يملك فكرا لا يستطيع ان يبيع نفسه، لا لسبب إلاّ لأنه لن يجد ثمنا لقيمة فكره!

لو كانت امريكا معنيّة بشراء من يشتم الاسلام لما وجدتَ رجلا واحدا في باكستان، ناهيك عن فقراء اندونيسيا والعرب، الاّ وصار شتّاما!

ان رجلا يبحث في براميل القمامة عن لقمة اطفاله، كما هي الحال في معظم البلدان الاسلاميّة، لن يتردد لحظة واحدة عن شتم الاسلام لو وجد سوقا لشتائمه في امريكا، على حدّ زعمك!

ولأعلنت تلك السوق افلاسها منذ اللحظة الاولى التي فتحت بها ابوابها للبضائع الاسلامية!

الاسواق الامريكيّة ترّحب بالعقول المضاءة والمضيئة وتحتضنها، ثمّ ترمي في براميلها عقولكم وشتائمكم.

****************

اعقلوا ياسيّدي القاسم!

الفكر الذي ينقد أخلاقيّاتكم ويفضح عقيدتكم ليس شتيمة.

عندما كتبت وفاء سلطان عن الرجل السعودي الذي مزق فرج خادمته بأسنانه ويديه ورجليه (كوحش فقد صوابه) وحرق سجائره على جسدها ثم دس في جيبها بضعة دراهم ودفشها في طائرة عائدة الى بلادها، عندما كتبت وفاء سلطان عن ذلك هي لم تشتم أحدا بل فضحت بذاءة الآية التي تقول: "وما ملكت ايمانكم"!

المرأة ليست ملكا إلاّ لنفسها، ونفطكم لا يستطيع ان يشتري امرأة بل يستطيع ان يبيع عهرا.

الأسواق الامريكيّة لا تشتري من هذا الرجل سوى نفطه، وتترك له أخلاقياته وعقيدته وعهره!

اعقلوا يا سيّدي القاسم!

تعلموا فنّ واخلاقيّة النقد!

عندما تكتب مقالة من هذا النوع كن اكثر وضوحا، فمصداقية الكلمة تأتي اولا من وضوحها.

اذكر لقرائك بالاسم من هم الذين شتموا الاسلام فاحتضنتهم أمريكا والصهيونية العالمية وجعلت منهم نجوما بين ليلة وضحاها!

اذكرهم بالاسم واذكر شتائمهم كي تفضحهم ان كنت صادقا مع نفسك اولا ومع قارئك ثانيا.

لا تلف وتدور على مبدأ: اسمعي يا جارة افهمي يا كنّة!

هذا اسلوب زقاقي كانت تتعامل به جارتنا ام اصطيف وهي ترطل شتائمها لضرّتها ام محمد دون ان تذكرها بالاسم خوفا من سوط ابي محمد.

اخرجوا من أزقّتكم وتعلموا فنّ واخلاقيّة وعلوم الكتابة!

القاسم رجل اعلام، ورجل الاعلام هو المثل الذي يقتدي به عادة مشاهدو هذا الاعلام، فكن على مستوى هذا الموقع احتراما ورحمة بالأجيال الشابة التي نساهم في بناء عقولها.

تلك الأجيال التي انبرى شاب منها، على الاغلب بعد قراءة مقالتك، وكتب في موقع مرآة سورية مقالة بعنوان"القحـ.........ة وفاء سلطان.

لقد ذكر حرفيّا ما اراد معلمه ومثله الأعلى السيّد القاسم ان يخفيه بين سطور مقالته.

******************

في ثقافتكم كلّ صاحب فكر عميل وكلّ من خالف شريعتكم خائن.

بعد ظهوري الأول على قناة الجزيرة وفي برنامج "الاتجاه المعاكس" سأل الناس أخي، نعم اخي ابن امي وابي: ما الذي دفع اختك لموقفها هذا من الاسلام؟!!

فردّ بلا ادني تفكير: الجزيرة دفعت لاختي مليون دولار كي تقول ما قالته!

وانتشرت الاشاعة كي تخترق الكرة الارضيّة من قطبها الى قطبها الآخر وتصل اليّ.

عندما سمعت قول أخي ضحكت بدلا من ان أبكي!

******************

على ذمّة أخي دفعت لي الجزيرة مليون دولار في المرّة الاولى، ولا احد الاّ الدكتور القاسم يعرف كم دفعوا لي في المرّة الثانية! المرّة الثانية التي شكّلت أخطر نقطة انعطاف في حياتي الكتابية!

حتى تاريخ تلك اللحظة كان جاري الامريكي الذي يسكن البيت المجاور لبيتي منذ اكثر من عشر سنوات يناديني فافا، وفي صباح اليوم التالي فاق الشعب الامريكي ليقرأ على صفحات جرائده:

Stand up…Wafa Sultan is passing!   

The Muslim Voltaire has come! He is Wafa Sultan.

ومئات العناوين الاخرى التي أكرمت سبعة عشر عاما من عمري الكتابي!

شكرا للسيّد القاسم الذي علّم، من حيث يدري او لا يدري، جاري الامريكي كيف يلفظ اسمي على حقيقته!

منذ تلك اللحظة وحتّى تاريخ اليوم وهاتفي لا يتوقف عن الرنين...

بريدي الالكتروني لم يعد قادرا ان يستوعب مزيدا من الرسائل.

ساعي البريد يبتسم لي كلّ يوم وهو يلقي الرسائل في علبتي:

Queen of America! How’re you doing today?

البرلمان السويدي يريد ان اشاركه في وضع خطة عمل حيال علاقات السويد مع الدول الاسلامية....

البرلمان الهولندي يريد ان يتشرف بزيارتي...

منظات السلام في سويسرا تنتظر تكريمي في ديسمبر القادم...

جامعات ايطاليا ترحب بي كمحاضرة على منابرها...

مئات الدعوات من كلّ انحاء العالم....

شكرا للدكتور القاسم الذي علّم العالم، وليس فقط جاري الأمريكي، كيف يلفظ اسمي على حقيقته!

********************

ولكن لماذا يخفي السيّد القاسم مسؤوليته بين سطور مقالته تلك؟!!

لماذا يدّعي بأن امريكا والصهيونيّة العالمية قد احتضنتني لأنني شتمت الاسلام؟!!

لماذ احتضنني برنامجه في المرّة الاولى وقبل ان تحتضنني امريكا والصهيونيّة العالميّة؟!!

واذ كنت قد شتمت الاسلام في المرّة الاولى لماذا دعاني الى المرّة الثانية؟!!

هذا اذ تجاهلنا المرّة التي دعاني بها لأدلي برأيي حيال انتخاب الشعب الفلسطيني لحماس فاعتذرت بلطف لأنني لا اريد ان اقحم نفسي في السياسة!

"أمريكا والصهيونيّة العالمية" تعرّفا عليّ من خلال الجزيرة، ليس من خلال المرّة الاولى وحسب، بل من خلال المرّة الثانية ايضا!

كان السؤال الاول الذي طرحته عليّ كلّ الصحف ـ نيويورك تايميز.. لوس انجلوس تايمز.. الصاندي تايمز.. اللوموند الفرنسية...الخ ـ ما الذي اوصلك الى الجزيرة؟

وكان جوابي دائما: لا اعرف..اسألوا الجزيرة؟

على صفحتها الاولى كتبت النيويورك تايمز: شكرا للجزيرة التي عرّفتنا على وفاء سلطان!

كم دفعوا لي؟!!

استطيع ان اؤكّد للقرّاء الأعزاء بان المبلغ الذي دفعوه لي لم يتجاوز قرشا واحدا مجموع المبلغين اللذين دفعتهما لي الجزيرة في المرّة الاولى والثانية!!!

فلماذا لا يرتقي السيّد القاسم الى مستوى مسؤوليته، كرجل اعلام من الطراز الأول، لماذا لا يرتقي الى مستوى تلك المسؤولية ويعلن للقراء:

ـ من الذي اختار وفاء سلطان لتكون ضيفة برنامجه مرتين؟

ـ طالما شتمت الاسلام في المرّة الاولى لماذا استضافها في المرّة الثانية؟

ـ كم دفعت الجزيرة لوفاء سلطان في المرّة الاولى وكم دفعت لها في المرّة الثانية؟

******************

قرأت مرّة لكاتب يهودي، نسيت اسمه، قصة كتابه الاول يقول فيها بما معناه: رغم كلّ الضغوط والقمع الذي يمارس على الانسان يستطيع هذا الانسان ان يحتفظ، ولو لنفسه، بنقاء ضميره.. ويتابع:

كنت في غرفة سجني عندما نادوا عليّ كي يقودوني الى الفرن الغازي. في طريقي الى المحرقة، والذي لن تستغرق مدته بضع دقائق، وضعت فكرة هذا الكتاب ووعدت نفسي لو تدخل القدر ومنع حرقي سأنشره في اول فرصة، وتدخل القدر وفعلت!

والكتاب كله يدور حول فكرة: لا احد يستطيع ان يشتري ضمير الانسان والانسان يستطيع ان يبقى حرا، على الاقل في فكره، في اقسى لحظات عمره.

أثناء ظهوري الثاني في برنامج "الاتجاه المعاكس"، ولا استطيع ان أتصوّر بأن تلك اللحظة اقل ضغطا من الضغوط التي عاني منها الكاتب اليهودي وهو في طريقة من غرفة السجن الى المحرقة، فأنا كنت اواجه خلالها ارهابا عمره اربعة عشر قرنا من الزمن، خلال تلك اللحظة كنت اسمع السّيد القاسم، وكلما لفظ الدكتور الخولي اسم محمد، كنت اسمعه يتمتم: صلّى الله عليه وسلم!

في تلك اللحظة بالذات، ورغم ضغوطها، وضعت فكرة لكتاب بعنوان "الارهاب الفكري"!

الى أيّ مدى يؤمن السيّد الدكتور فيصل القاسم بأن الله صلّى على محمد؟!!

يا إلهي! ما اقسى ان يصبح الرغيف حاجزا للعقل!

****************

نفس الدوافع التي اجبرت السيّد الدكتور فيصل القاسم كي يصلي ويسلّم على محمد، دفعته كي يكتب تلك المقالة.

يحاول أن يثبت لأولياء الرغيف بأنه يؤمن برسولهم، ويحاول ان يثبت لهم بأنّ وفاء سلطان قد شتمت الاسلام وبأنّ امريكا والصهيونيّة وراء شهرتها، وفيصل القاسم غير مسؤول عن ذلك!

وأنا بدوري اسأل السيّد القاسم، وهو في اقسى لحظاته، ان يحتفظ بنقاء ضميره ويخرج على الملأ ليعلن لهم:

من اوصل وفاء سلطان وكم دفعوا لها؟

علّه يجلي بشجاعته الغشاوة التي اعمت بصر اخي وبصر السيّد القاسم نفسه وعلّه يعلّم المسلمين، كما علّم جاري الامريكي، كي يلفظون اسمي على حقيقته!

إنها امانة في عنق جهينة، وعند جهينة الخبر القين!

فهل سترتقي الى مسؤولية أمانتها؟!!

سؤال اترك الاجابة عليه للسيّد القاسم، وسواء اجاب ام تجاهل، ليس لديّ سوى ان اشكره من اعماقي لأنّه علم جاري الامريكي كيف يلفظ اسمي على حقيقته!

لم أعد مجرّد "فافا" في امريكا، بل أنا وفاء سلطان وعلى حدّ تعبير الصحافة الامريكية:

فوليتير المسلمين قد وصل..على الجميع ان يقفوا!

فهل يقف السيّد القاسم؟!!

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها