الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

 

 

الدكتور وديع بتي حنا

wadeebatti@hotmail.com


السيد حبيب تومي يكتب وليته لم يكتب

 

ليس من عادتي الدخول في مهاترات ونقاشات عقيمة مع هذا الطرف او ذاك فاترك القارئ تصيبه نوبة من الصداع ,حيث اؤمن على طول الخط ان اشعال شمعة خير ألف مرة من ان تلعن الظلام ولذلك ليس صعبا بالنسبة لي ان أكتشف اية نقاط مضيئة في المقابل مهما كانت باهتة لأشيِد عليها جسورا مشتركة ولكن هذا لايمنع ان يلجأ الانسان الى قرص الاذن احيانا ليتأكد ان الرسالة التي بعث بها ناصحا بقلب نقي من اجل الافضل قد وصلت الى عنوانها الصحيح.

قرأت مقالة السيد حبيب تومي التي تتهمني بالانحياز ردا على مقالي السابق ( رسائل حبيب تومي الرسول الى اهل كلدان بارك يارب ) ولا أخفي القارئ الكريم انني للوهلة الاولى انتابني شعور بالشك خوفا من ان اكون قد وقعت فعلا في حبال الانحياز لطرف ما على حساب اخر واحتاج في تجنب هذا درسا اضافيا  فعدت الى قراءة المقال مرة اخرى وانصح القارئ بفعل الشئ نفسه ليتأكد من المغالطات الكبيرة التي وقع بها السيد حبيب تومي من خلال اللجوء الى الاتيان بمقاطع مجتزأة من المقال تربك المعنى والمغزى وهو اسلوب رخيص لايختلف اطلاقا عن تقوٍل فلان مالم يقوله.

 

ان اتهام الاخرين دون وجه حق بعشق الاصنام والتهليل لها ومحاباتها طمعا في التقرب اليها لاغتنام المناصب والحديث في الوقت نفسه عن المرض القاتل ( من كان ليس معي فهو ضدي ) لاينطبق عليه إلا المقولة الشهيرة ( لاتنهي عن خلق وتأتي بمثله ), كما لافرق اطلاقا بين ان ترمي الحجرفي المياه الراكدة وبين ان تُلقي بقليل من النجاسة في المياه الصافية . اما انزال الحكم باسقاط الدرجة الاكاديمية فتلك سذاجة كبيرة حيث ليست الدرجة العلمية احدى مفردات الحصة التموينية ليقرر وكيل الحصة في الدول الاسكندنافية السيد حبيب تومي حجبها عن مَن لايرضى عليه. ان الدرجة العلمية هي نتيجة جهد جهيد من العمل المضني والدراسة العميقة التي تعززًها بحوث رصينة لايصح ان تُشطب بجرة قلم لان صاحبها كتب مقالا يختلف في ما ذهب اليه كاتب اخر ناهيكم عن انني مثلا( حاشا ان يكون ذلك تبجحا او غرورا ) قد حصلت على شهادتي العلمية في اختصاص لايصح ان يحكم عليه شخص لايفقه فيه كلمتين. انني اتفهم ان بعض الادباء والكتاب ينتابهم نوع من اللشعور بالغيرة على زملاء لهم يتقدم لقب ( دكتور ) على أسمائهم ظنا منهم ان هذا اللقب ليس إلا ربطة عنق انيقة لم يحالفهم الحظ في شرائها من الاسواق المركزية حيث كانت زحمة الطريق سببا في عدم الوصول في الوقت المناسب فسبقهم في ذلك عبد حمود!

 

لم يكن الكلام عن الشيوعي الذي انقلب من المبادئ الماركسية الى حامي حمى النظرة القومية المغلفة بالدين هو المثل الوحيد في المقال , علما باني لا اعرف اذا كانت لدى السيد حبيب تومي خلفية ماركسية ام لا لانني لا احتفظ بسيرته الذاتية , بل اشتمل المقال على امثلة اخرى لنماذج بعثية واحزاب دينية وكان الهدف من كل هذه الامثلة هو ايصال القارئ الكريم الى ما استطيع ان اطلق عليه بالعجب العجاب وهو عجز الكيانات السياسية المسيحية عن ممارسة اللعبة الديموقراطية بالشكل الذي كان مؤملا منها ان تحقق من خلاله مكاسب عظيمة وتكون مثلا يحتذى للاخرين. ان القارئ النابغ ينبغي ان يكون حاذقا في معرفة المغزى والمرفأ الذي يريد الكاتب ان يصل معه اليه. ان اطرافا سياسية عراقية مختلفة فيما بينها من الرأس حتى اخمص القدمين قد تمكنت من ان تجد ( كلمة سواء ) تبني عليها تحالفا يحقق لها دورا مؤثرا بينما وضعت الكيانات السياسية المسيحية رزمة من ( كلمات السواء ) التي تجمعها في سلة المهملات.

 

اما عن المثل العراقي الشائع ( يا من تعب ويا من شقى ----- ) فقد حاول السيد الفاضل باسلوب رخيص ان يدعي بانني قلت شيئا لم افعله ولذلك لو عاد الى المقال لوجد انني كتبت بالنص (اذا كان خطأ الحركة الاشورية يتمثل في ان قيادتها تتذكر دائما الاغنية العراقية الشهيرة , يامَن تعبْ ويامَن شقى ويامن على الحاضر لكى , في التعامل مع الكيانات الاخرى ) واعتقد انه ليس صعبا على اي قارئ مبتدأ ان يكتشف ان الكاتب يقر اصلا بهذا الخطأ وينتقد هذه الحركة بسببه وهذا ما تؤكده العبارة الاخرى في المقال التي تقول ( ان هذه الحركة تتحمل ايضا جانبا من المسؤولية عندما لم تستطع ان تحاكي واقع شعبنا بعد سقوط النظام ), ثم أليس التهجم الشديد على الوزيرة المسيحية في الحكومة الحالية والقول فيها انها ( لاتهش ولاتنش ), وهنا لا اقصد على الاطلاق التجريح الشخصي , يُعتبر انتقادا لاذعا للحركة الاشورية كون هذه الوزيرة حسب علمي هي احدى قيادات هذه الحركة. لا أُخفيك سرا ان شكاً انتابني في لحظة ما من امكانية ان يرى المقال النور على موقع ( زهريرا ) ولكن الموقع نشر المقال كاملا كما نشر مقالك ايضا وفي هذا برهن بالملموس انه موقع حر ينشر ماله و ما عليه . لا اقول هذا دفاعا عن الموقع حيث لا صلة تربطني بمن يديره ولكن الساكت عن الحق شيطان اخرس ويجب على المرء ان يشير الى النقاط السلبية والايجابية في ان واحد.

 

لقد اصبح كل من ينتقد الحكومة العراقية الحالية يُعتبر زرقاويا او بعثيا من ازلام النظام السابق حتى وان فعل ذلك بدافع وطني كما اصبح كل من يدعو الى وحدة شعبنا المسيحي عدوا للكلدان ينبغي ان يُرجم و يُحكم عليه بالاعدام في مجال النشر والكتابة و يُحرًض عليه لكي تُحجَب كتاباته عن النشر في المواقع. لقد نشرت سابقا مقالا تحت عنوان ( بين إبلحد ويونادم راحت فلوسك ياصابر ) انتقدت فيه اداء هاتين الشخصيتين في جهود توحيد صفوف شعبنا ولم ألقى ردا عنيفا على ما كتبت من جانب الحركة الاشورية بينما انبرى بعض المحسوبين على الكيانات السياسية الكلدانية الذين يدعون تمثيل شعبنا الكلداني وهو برئ منهم براءة الذئب من دم يوسف الى مهاجمة المقال لانه في اعتقادهم قد قال سوءا في ( الحجر الاسود ). لقد سمعت بأم أذني السيد إبلحد افرام على شاشة تلفزيون ( سوريويو تي في ) وهو يبدي عدم اكتراثه بوحدة شعبنا المسيحي في العراق ويدعو ببساطة الى ان تعالج كل طائفة وضعها بصورة مستقلة طالما ان الاخرين لايقبلون ان يرتدوا ( سروال ) الوحدة الذي فصًله السيد إبلحد افرام على مقاسه الخاص وانت سيد العارفين ان ما يرتديه السيد إبلحد افرام ليس قياسيا ولا يناسب كثيرين. لا اقول هذا بدافع حقد شخصي على الرجل بل اتعهد لك ان اكون من اوائل من يكتب عن اية خطوة ايجابية يخطوها باتجاه توحيد صفوف شعبنا في المستقبل.

 

اما دعوتك لي بان انام قرير العين لان الاهداف في طريقها الى التحقيق والنصرقادم والى اخره من الجمل النارية التي كان الاجدر ان  تُختم بعبارات ( الله اكبر وليخسأ الخاسئون و يا محلى النصر بعون الله ) فلا تستحق إلا الشفقة على كُتًاب الانشاء الجدد حيث اعلم علم اليقين ومن خلال علاقاتي مع اصدقاء اعزاء من شعبنا الكلداني ان مثل هذا الخطاب لا يدغدغ مشاعرهم بل يثير اشمئزازهم طالما ينطلق من نظرة تعصبية ضيقة.

لقد ذكرت في مقالي نخبة لامعة من قائمة طويلة يمثل ابناء شعبنا من الكلدان ركنا اساسيا فيها تزهو نتاجاتها وابداعاتها وكتاباتها كل يوم وهي تثير في النفس مشاعر الفخر والاعتزاز كونها شموع تضئ سبل الوحدة لشعبنا و تتمسك بهذه الوحدة كما تلتصق الام بوليدها و لاتتخلى عنها كرد فعل لتصرٍف فلان او علاًن. ربما يشعر الكثيرون مثلي بالاسى على اقلام اختارت ان تنخر في الصفوف وتشتتها عوضا عن ان تكون حجرا يساهم في رص صفوف بنيانها.

 

انها دعوة صادقة نقية للسيد حبيب تومي في ان يُجرِب الكتابة بعد العاشرة صباحا وقد تناول فنجانا ثقيلا من القهوة.

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها