اقرأ المزيد...

 

wadeebatti@hotmail.com

 

الدكتور وديع بتي حنا

080313


صوته يملأ الافاق يصرخ أين شوكتك ياموت

 يا لبؤس نصركم ويا لفخر صليبه , بماذا تتباهون فالمطران الجليل لم يدخل العراق على دبابة الاحتلال , ولم يجلس قط على موائده , بل تضرب جذوره في الوطن اعمق بكثير من جذور النخلة في الارض , اهله واجداده كانوا فيه قبل ان يكون غيرهم , ما أصعب ان يُنصٍب النزيل الغريب نفسه حاكما على الاصل المتجذر الملئ على الدوام بالوفاء. منذ حوالي الفي سنة لم يكتفي فقط المسيحيون في العالم على إحياء احداث الجلجلة كل عام في اسبوع الالام , بل كانت الجلجلة للمسيحيين الشرقيين على الدوام رفيقة لهم يتسلق صلبانها في كل مرة واحد او رزمة من ابنائهم البررة , وهكذا كان نصيب المثلث الرحمات المطران بولص فرج رحو ان يعثر قبل اسبوعين على طريق الجلجلة بعد عناء في البحث امتد لعقود. إذا كانت الام تيريزا قد قالت يوما انها ترى في كل فقير مسيحا متنكرا , فكم بالحري ان يكون خادم الرب الامين وباذل النفس حتى الشهادة من اجل العقيدة هو المسيح المتنكر بامتياز.

 قبل اسبوعين تمكنوا من محاصرة بلبل السلام في احد ازقة الموصل كما حاصر امثالهم سيده في البستان , فرحوا بصيدهم فرحا عظيما فالسطو تحت جناح الظلام في عرفهم شجاعة وبسالة. شربوا نخب انتصارهم عندما شاهدوه على الصليب لانهم لايعرفون انه بدون جمعة الالام لايمكن ان يأتي سبت النور وأحد القيامة. نعم تمكنوا من الجسد ولكن هاهي روح الحبر الجليل المطران بولص فرج رحو تنطلق وتدوي في الافاق يسمعها قاتلوه قبل غيرهم تصيح

اين شوكتك ياموت واين غلبتك ياهاوية .

 يا اهل الموصل الكرام من الاخوان المسلمين , من العرب والاكراد , يامن احببتم المطران الجليل وشعبه واحبًكم بالمقابل وكنتم معا في السراء والضراء , من عاداتنا نحن المسيحيون في عيد القيامة المجيد ان نزين ونلون البيض المسلوق ونقدمه للاحبة دلالة على حياة القيامة الجديدة , فلتكون ازقة الموصل وبالذات الزقاق التي حدثت فيه الجريمة ساحة يجتمع فيها الجميع يحتفلون بانتقال روح المطران الجليل الى الاخدار السماوية فتغيض فعلة الجريمة فيعرفون انهم بعيدون عن نواياهم بعد السماء عن الارض. وكم رائع ان تبادر ادارة المحافظة الى اطلاق اسم الشهيد الكبير المطران بولص فرج رحو على ذلك الشارع فيبقى يحكي على مدى الاجيال قصة من احب مدينته واهلها , جميع اهلها وبذل نفسه من اجل القيم التي يجتمعون عليها . ربما ينعتنا البعض بالسذاجة ولكن هذا هو قدر المسيحيون على الدوام ان يؤمنوا بان اسلحة الحب الشامل التي يمتلكونها ويفتخرون بها هي الامضى والاكثر فتكا من اسلحة  القتل والارهاب التي يستخدمها من يعتدي عليهم . هكذا يؤمنون وهكذا كانت الاحداث بنتائجها .

 ايها الحبر الجليل , حقَُ لك ان تدخل فرح سيدك  فقد كنت امينا على القليل وجاهدت الجهاد الحسن ونلت اكليل الغار , فخر لنا جميعا ان يُطلق علينا شعب المطران الشهيد بولص فرج رحو.

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها