اقرأ المزيد...

 

wadeebatti@hotmail.com

 

الدكتور وديع بتي حنا

080219


 هل في قناة عشتار, زوعا والاخرون رِجسُ من عمل الشيطان

 كان الشاعر الراحل الكبير نزار قباني قد أخبرنا في احدى قصائده بانه لاتوجد منطقة وسطى بين الجنة والنار, كتنبيه  ربما الى حتمية اختيار موقع ما والتواجد فيه واستحالة الجمع بينهما , لا ادري إن كان الشاعر الكبير قد بنى حكمه هذا بناءً على مشاهدة عينية عملية اتاحتها له زيارة مكوكية ليلية خاطفة لمواقع المنشأتين ومابينهما , أم انه وضع هذا الحكم استنادا الى اجتهادات وتحليلات فكرية. على اية حال لو كان الله , جلً جلاله , قد منح شاعرنا الكبير طول العمر حتى زمننا الحاضر وشاءت الاقدار ان يعرف احوال شعبنا واداء اجهزته الاعلامية وتمعًن تحديدا في سلوك عشتار , قناة وموقعا الكترونيا, لقررربما تخصيص قصيدة ملحقة بالقصيدة السابقة لتعالج الحالات الشواذ في القانون الذي جاءت به القصيدة الأم , وربما كانت ( القصيدة الملحق ) تحمل عنوان ( قناة عشتار- قدم في الجنة واخرى في النار )

 شهدت المواقع في الايام الماضية سيلا عارما من المقالات , تلفت النظر في كمٍها , وهي تعالج الاحداث التي جرت في العراق في الثامن من شباط عام 1963, وأبدع اساتذة افاضل في وصف تلك الاحداث تفصيلا وبالاسماء , ونجد انفسنا , نحن الذين لم نعي تلك الفترة بتفاصيلها معايشة بسبب السن , مُجبرين على تقديم واجب الشكر لهم لانهم أغنوا ذاكرتنا بمعلومات ودروس وعبر كبيرة , بالرغم من ان بعضا من تلك المقالات كانت واضحة في عدم اعتمادها الحيادية التي تتطلبها شروط التقييم العلمي الرصين للمرحلة التاريخية , مع عدم اغفال حق اصحابها في التعبير عن مشاعرهم ووصف الالم والاذى الذي لحق بهم نتيجة افعال وتصرفات خاطئة بل ترقى الى مستوى الجريمة , وهو حق الجميع دون استثناء , ايا كان الضحية وأيا كان الجلاد . ولكن هل يجوز دائما ان نبقى ننتظر اكثر من اربعين سنة حتى تنفتح قرائحنا ونشعر بالحاجة الى تشريح تلك المرحلة , هل اصبحت عقولنا لاتتفاعل مع المتلقى واقلامنا  تأبى ملامسة اوراقها , حالها حال دار الوثائق البريطانية , قبل ان تمضي عقود من السنين ؟!. مافائدة ان نصف ظلام الامس ونلعنه ونرضى بظلام اليوم او نسوِق له الان ونؤجل ساعة لعنه الى حين ؟! ألا يعني هذا ان نفس المأسي ستتكرر وذات الدورة ستدور؟! من جانب اخر يحرص البعض على ان يتجاهل الخشبة التي في عينه ويعلن في ذات الوقت للملأ نبأ اكتشافه العظيم او مايصفها بالفضيحة الكبرى حيث بعينه تلك التي تتربع فيها الخشبة قد وجد القذى في عين اخيه , الى متى نبقى نغض النظر عن الذي يبيعنا بالجملة ونحشد الجهد باتجاه من يحاول بيعنا بالمفرد ! ان هذا البعض يغمض عيناه عن مزرعة من القطط تلهو وتمرح وتسمن في العمارة التي اصبح جزءا منها ويسدد على مايعتقد انها فأرة , قد تظهر فجأة كطفرة وراثية , في دار جيرانه! ان المسؤولية الاخلاقية كما ان مأسي التاريخ تفرض على كل قلم نبيل ان يلعن الظلام في داره وعند جاره , هنا وهناك , ظلام اليوم كما ظلام الامس فيكون امام معادلة متوازنة صحيحة.

 لدينا في موقع برطلة , واعتقد ان ذلك موجود في اغلب المواقع , برنامج للحماية الذاتية لصيانة الموقع من العبارات والكلمات المخدشة للاداب العامة, بمعنى ان بعض الكلمات تسقط تلقائيا في لحظة الارسال, وقد يحدث ان تكون بعضا من تلك الكلمات ذات ( استخدام مزدوج ) , جاء قبل ايام زميل واخ عزيز, بدأ يشارك بكتاباته القيمة في منتدى الايمان الذي يعالج مواضيع وافكارا دينية صرفة , يعاتبني لانه ارسل موضوعا دينيا عن قصة سمعان الشيخ وتقديم المسيح  ,له المجد , الى الهيكل , حيث حاول هذا الاخ العزيز مرارا مع عبارة ( فرخي حمام ) التي يرد ذكرها عند الحديث عن هذه المناسبة ويجد ان كلمة ( فرخي ) تُحذف في كل مرة , لقد اعتقد ان للمشرفين يد في حذف الكلمة وعندما اوضحت له ان المسألة في البرنامج وليس للمشرفين دخل بالموضوع كان صريحا في عدم اقتناعه بالتفسير واتفقنا معا على ضرورة ان تكون هنالك  معالجة لمثل هذه الحالات . وخطر في بالي ان اتساءل , هل يوجد مثل هذا البرنامج في عشتار ( قناة وموقع ) بحيث ان زوعا واخرون يسقطون الكترونيا كما سقطت كلمة ( فرخي ) في موقع برطلة! . من الطبيعي ان لايكون القصد هنا هي الاسماء المجردة فقط بل القصد هو التعامل مع الاخر بغض النظر عن ارائه وافكاره طالما تدعي قناة عشتار انها خيمة الجميع التي يحق ان يتفيأ بضلالها ( الصالحون والطالحون ). ان قناة عشتار تقدم احيانا برامج وحوارات مع شخصيات مختلفة يمتلك بعضها افكارا ربما هي غريبة على شعبنا , نظرة وواقعا ومستقبلا , ناهيكم عن انهم على الارجح ليسوا متحمسين لحصول شعبنا على الحكم الذاتي بل ربما لهم اراء تخالف ذلك. في الوقت نفسه لم يحدث ان قدمت عشتار ضيفا من شعبنا , ومن زوعا على سبيل المثال, علما بان اغلب المنصفين لاينكرون تضحيات هؤلاء ودورهم في مسيرة شعبنا ويشيرون بنظرة نقدية موضوعية الى ايجابيات الدور و سلبياته. ألا ينتظر شعبنا من عشتار ندوة مثلا مع السيد يونادم كنة او السيد ابلحد افرام  فتكون عند ذاك عشتار حقا وجها لوجه مع اسباب تأسيسها المعلنة وهدفها وغايتها وربما تساعد شعبنا في وضع قدمه على الطريق الصحيح , حتى وإن اختلفت الروئ ؟! إذا كانت القناة قد وجهت الدعوة لهم ورفضوا فتلك مسألة يجب ان يطلع عليها شعبنا فيتمكن من تحديد الجهة التي تضع العربة امام الحصان , وإن كان ظهورهم في عشتار قد ارتبط باستيفاء بعض شروط الامان كالتواجد اولا في دار ( ابي سفيان ) والحمد والشكر على الوجبة المقدمة دون امتلاك حق التعليق حتى على كمية الملح والبهارات فيها فمن حق شعبنا ايضا ان يعرف حيثيات ذلك لانه في النهاية سيكون هو , كمسيرة ودور ومصير , من يدفع ثمن ألام المعدة . لقد كتبت سابقا عدة مقالات في مدح اداء عشتار و جهد السيد سركيس اغاجان حيثما كنت اجتهد في ان ذلك الاداء والجهد يصبان في مصلحة شعبنا , وكنت اتعمد ( حِرشة ) في ارسال تلك المقالات الى موقع زهريرا لارى رد الفعل وكان الفخر يغمرني عندما اراها تزين صدر الموقع دون ان يمس مقص الرقيب حرفا منها. من جانب اخر يصاب الانسان بخيبة الامل عندما يتابع اداء عشتار ومايلمس من رغبة غير مبررة في تهميش واقصاء الاخر سواء كان ذلك في انتقاء المقالات اوالاخبار اوالاحداث , بل وحتى ( الدقة المتناهية ) في اختيار الصور التي تغطي تلك الاحداث ومنها على سبيل المثال صور وقائع تنصيب غبطة الكاردينال. ان الشخصيات البارزة التي كان لها الفضل الكبير في انجاز مؤتمر عنكاوة وبالتالي شرعنة نتائجه اصبحت ماتنفك ان تكرر داعية في كل مناسبة الى ضرورة احترام الاراء ووجهات النظر التي يمتلكها الاخرون تجاه قضايا شعبنا وخصوصا موضوعة الحكم الذاتي واعتبار هذا الاختلاف ظاهرة صحية يمكن ان نحقق منها فائدة كبيرة.

 انها تمنيات خالصة في ان تعود عشتار لتكون كما كان شعبنا يتمنى مفتوحة للجميع , صوتا حقيقيا لشعبنا الموحد , تؤدي دورا مؤسساتيا , واعية في تقديمه كشعب وقضية , لاتتوهم بالفلاح عندما تتجنب البعض اعتقادا بانهم رجس من عمل الشيطان , وتصبح بالتالي ساحة يسرح فيها الطبالون ويمرحون ,اؤلئك الذين يحسنون هز الرؤوس وإبقاء العيون مفتوحة صوب الهريسة.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها