اقرأ المزيد...

 

wadeebatti@hotmail.com

 

الدكتور وديع بتي حنا

071229


عشتار و جورج منصور وكلمة الوفاء

أن تزرع نبتة , او تساهم مع الاخرين , بفعل قيادي , في زراعتها وسقايتها , فتنمو وتكبر , ولاتتذكرك بضلالها فذلك غدر الحياة , أن تناط بك مسؤولية طفل رضيع فتعتني به كأحد ابنائك , تحميه من برد الشتاء , وتقيه من شمس الصيف اللاهبة , فيقوى ويشب , ويحين موعد زفافه , فيطرق ابواب جيرانك , كل جيرانك , ويقدم لهم بطاقات الدعوة  ,ويتجاهل عمدا بابك , ينكرك , مع سبق الاصرار , قبل واثناء وبعد صياح الديك , انت الذي سهرت الليالي تغني له  ( ديللول ) , فذلك تحطيم لكل معاني الوفاء, وشماتة بكل قيم الاخلاص . كان حفل قناة عشتار الفضائية بمناسبة الذكرى الثانية لانطلاقتها مفاجأة كبيرة للكثيرين , تمثلت في حضور ضيوف , من كل فج عميق , امتطى بعضهم صهوة عشتار في الفترة الاخيرة فتم تتويجه نجما فيها , بينما شهد الحفل في الوقت نفسه غياب شخصيات اخرى , اعتقد انها اجتهدت , اصابت حينا وربما أخفقت حينا اخر , لتقدم لهذه المؤسسة الاعلامية افضل مالديها  ,بل يُعتبر بعضها وفي مقدمتهم مديرها السابق , الاستاذ جورج منصور, ابا روحيا , لها من الناحيتين المهنية والادارية.

  ترى , هل اصبحت قنواتنا الفضائية , حالها حال ثوراتنا , تتميز بقدرتها البارعة في أكل رجالها ؟ أليس حريا بقناة عشتار , وهي التي وضعت على ظهرها حملا ثقيلا من الاهداف الكبيرة , ان تؤسس لباقة زاهية من العلاقات المهنية والانسانية يفوح منها عطر الوفاء لكل من يلتقي معها في احدى محطات الطريق , حتى وإن كان يفترق في محطات اخرى ؟! ماالفائدة في نقل مجموعة متتالية من القداديس في اليوم الواحد وهي ترنم بكلمات الرب , له المجد , أن احبوا اعدائكم , باركوا مبغضيكم , علما بانني اعتقد ان جورج منصور , كما ربما غيره , ليسوا مبغضين او اعداء لاحد , ام ان نقل هذه القداديس , ونتمنى ان لايكون هذا صحيحا, هو عملية الية اعلامية , تلعب فيها عشتار دور الوسيلة فقط , وكانها سلك هاتفي يملك حرارة الاشارة السلكية فقط؟ ! ألم يكن حريا بكادر عشتار, المتقدم والمتوسط والبسيط , ان يسأل ادارته , ونحن نعيش عصر الديموقراطية , اين كل من كان معنا في خط البداية وبعده , لنستذكر معه  ,كما مع غيره , ذكريات البداية والانطلاق , ام ان ألسنتنا عاجزة عن النطق , وضعاف النفوس, خريجو المعهد العالي لمسح الاكتاف , قد اصبحوا قدوة لنا, اؤلئك الذين يؤمنون ان الحياة هي مسح مستمر لاكتاف توجد عليها الشارات والرتب و يتوقف هذا المسح بمغادرة الشارات والرتب تلك الاكتاف , وهكذا , دواليك , مع الاكتاف الجديدة !

 ثم ماذا يجني شعبنا من اية عملية تهميش او إقصاء للسيد جورج منصور , وزير الاقليم لشؤون المجتمع المدني والشخصية الاعلامية المعروفة, خاصة وانه لايمثل حركة او جناحا سياسيا منافسا لاحد , بل ان المتابع لنشاطاته وكتاباته يلاحظ فيها سمات الاعتدال والمعالجة المهنية الحرفية المنطلقة من طبيعة المنصب الذي يشغله , حتى انني لا اتذكر انني قرأت له مايُعتبر حشرا للنفس في قضايا شعبنا الساخنة , بالرغم من ان هذا هو حق طبيعي لجميع ابناء شعبنا. نكتب هذا ليس تملقا او تزلفا للسيد جورج منصور, حيث اعتقد ان كلانا لايحتاج ذلك , ولم يسبق ان جمعنا لقاء , بل قد نتفق في امور ونختلف في اخرى , كما قد تكون لدى الاخرين بعض المأخذ على طريقة ادارته للقناة , وربما تكون ذكرى التأسيس فرصة ذهبية لاعادة تقييم تلك المرحلة والاستفادة من دروسها في مناخ تسوده نسائم الوفاء والتقدير والعرفان للجانب الايجابي من الدور, ناهيكم عن ضرورة ان نسعى جميعا الى حماية ومؤازرة كل شخصية وكل جهد ليس سببا في اية تاثيرات سلبية كارثية على شعبنا واهدافه , بل على العكس يرى فيه الكثيرون عنوان فخر واعتزاز.

 ليس تجنيا او اتهاما , لكن البعض يرى ان رائحة الاقصاء والتهميش بدأت , في الفترة الاخيرة , تبدو اكثر تحسسا ,  وهي قادمة من الجهد الذي يقوده السيد سركيس اغاجان , فاذا كان نفر من هذا الجهد هو الذي يطلق بغازات التهميش والاقصاء هذه , بتصرف شخصي , دون علم السيد اغاجان , فتلك مصيبة , نتمنى ان ينتبه اليها السيد اغاجان فيعالج مرسلات الغازات هذه بما يناسبها من الاجراءات , لانها تؤذي الجهد والقضية وشعبنا معا , اما اذا كان السيد اغاجان على دراية وعلم بمصادر هذه الغازات واماكن انطلاقها , وتنال منه , ماتعنقده بشكل من الاشكال , مباركة وتشجيعا فعند ذلك تكون حقا المصيبة أعظم , لاننا نكون حينئذ امام منعطف خطير في حياة شعبنا نتمنى ان تجتازه مركبته بسلام . لقد لمست شخصيا تاثير هذه الغازات في الاسابيع الماضية من خلال ( موقع قناة عشتار) على الشبكة الالكترونية , حيث عندما علمت من خلال القناة بافتتاح موقعها على الانترنيت , قمت بزيارته ولاحظت ان هنالك فيه ايضا حقل للمقالات , ورغبة في دعم الموقع الجديد , وليس من منطلق شحة المواقع التي تنشر لي او تكتب راجية , مشكورة , ان اراسلها , بدأت بارسال المقالات الى موقع قناة عشتار , حاله حال المواقع الاخرى . عندما لم يتم نشر المقال الاول الذي ارسلته ذهبت الى التخمين ان لايكون المقال قد وصل حقا الى ادارة الموقع , ولكن عندما تكرر ذلك مع المقال الثاني والثالث , كان ذلك كافيا للتاكد من ( هلال العيد ) والتيقن من ان الإشكال ليس تقنيا في وصول المقال اوعدم وصوله , خاصة وان التحديث في الموقع قائم على قدم وساق ومقالات اخرى تجد طريقها للنشر بسرعة البرق , بل ان المشكلة تكمن في كاتبه وفي جوهره , بالرغم من ان الموقع قد ذيًل حقل المقالات بملاحظة صغيرة تؤكد على ان المقالات تعبر عن أراء كتابها .  لا اعلم إن كانت الغاية هي فقط تاسيس نسخ الكترونية من صحف ( الثورة وتشرين ) السورية ؟ ! اذا كان مانكتبه , والذي يصنفه الكثيرون بالاعتدال والوسطية والهدوء , لايجد له منفذا في ( فلتر) موقع عشتار والقائمين عليه , فان من حقنا الاعتقاد , تحت هذه الظروف , ان دخول جمل من ثقب ابرة اسهل من ان نرى على صفحات موقع عشتار مقالا يمثل, جملة وتفصيلا , الراي الاخر لما يراه الموقع والقائمون عليه وادارته.

 لقد تمكنت قناة عشتار خلال العامين الماضين من ترك بصماتها الواضحة في نفوس مشاهديها ولايمكن لكائن من كان ان ينكر فعلها وادائها ونجاحاتها خلال هذه الفترة عبر مجموعة متميزة من برامجها الهادفة , كما انها ( اي عشتار ) قد قدمت نفسها , بكل جرأة وشجاعة وبصوت جهوري , على انها , وإن كانت القناة العامة لجميع محبيها , لكنها  تتميز في نفس الوقت بخصوصيتها الثقافية والقومية والدينية , لكن كل هذا وغيره , من الاضاءات الايجابية , لايمكن ان يكون عذرا للتنكر للرعيل الاول فيها او لكبح ماتراه الرائ الاخر المختلف , جزئيا او كليا , مع توجهاتها , او لصم الاذان لكل انتقاد ينطلق من نوايا مخلصة صادقة تتمنى ان ترى هذه المؤسسة الاعلامية في ابهى حللها , شكلا ومضمونا. انها قمة السمو والكبرياء ان نعترف بحقائق التاريخ , وارتباط قناة عشتار باسم جورج منصور هو احدى هذه الحقائق التاريخية , ولذلك استميح عذرا سيدة الغناء العربي , ام كلثوم , والشاعر الخالد ابراهيم ناجي ومعلقته  (الاطلال ) , وكانني اسمع عشتار تقول لمؤسسها ومديرها الاقدم:

ياحبيبي , كل شئ بقضاء

فاذا تلاقينا لقاء الغرباء

وأنكر خِلًُ خِلًه

ومضى كلًُ الى غايته

لاتقل شئنا فان  الاقصاء او ( الحفر تحت الاقدام ) شاء !

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها