ديمقراطية
القرضاوي الإسلاموية الزائفة
الاثنين 14
يونيو 2004 16:27
د. شاكر
النابلسي
-1-
الشيخ يوسف القرضاوي هو المرجعية
الفقهية العليا لجماعة الاخوان المسلمين، وهو الأب الروحي لمعظم الجماعات
الدينية
التي انقلبت إلى منظمات ارهابية دموية، وهو المستشار الديني الاقتصادي لأكثر
من
عشرين شركة مالية تعمل بالنظام المالي الإسلامي والتي خرّبت بيوت معظم
صغار
المستثمرين في مصر كما هو معروف، وهو صاحب فكرة انشاء قناة الجزيرة والأب
الروحيو
المفتي الأكبر لها. وهو المستشار السياسي - الديني لأمير دولة قطر، واللاعب
الرئيسي في ندوات الديمقراطية والشورى الإسلامية وحوار الأديان، وهو من دعاة
أن
الشورى مُعلّمة للحاكم وليست مُلزمة له، وهو من دعاة عدم عزل الحاكم حتى ولو
كان
فاجراً وجائراً، وهو من دعاة "أطع حاكمك ولو جلد ظهرك وسرق مالك" حسب الحديث
المنسوب للنبي زوراً، وهو أخيراً من المبشرين بـ "الديمقراطية الإسلاموية"
حيث ألقى
قبل مدة خطبة بمناسبة "مؤتمر الديمقراطية والاصلاح السياسي" الذي عُقد في
قطر.
فما هي هذه الديمقراطية الإسلاموية
(Islamiste) (الإسلام
المؤدلج) التي يدعو لها شيخنا
القرضاوي؟
بدأ القرضاوي خطبته بالقول أن
الديمقراطية هي من روح الإسلام!
ومن
المعلوم أن الإسلام بريء من
كلمة ديمقراطية، براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
فلا القرآن ولا الأحاديث الصحيحة أو
الكاذبة (وما أكثرها) ، ولا أقوال السلف الصلح أو الطالح جاءت على ذكر كلمة
ديمقراطية، أو طبقتها في التاريخ السياسي الإسلامي كما نعرفها
اليوم.
ورغم
أن الإسلام دين سياسي في
الدرجة الأولى، جاء من أجل تحقيق امبراطورية سياسية شهدنا أولها في العصر
الراشدي
وآخرها في العصر العباسي، إلا أن الإسلام وفقهاء الإسلام لم يلتفتوا إلى
أدبيات
السياسة إلا من خلال كتب قليلة وفقيرة ومتواضعة، كان من أهمها الكتاب اليتيم
لأبي
الحسن الماوردي (الأحكام السلطانية والولايات الدينية) الذي كتبه في القرن
الحادي
عشر الميلادي وكتاب ابن تيمية (السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية)
الذي جاء
في القرن الثاني عشر الميلادي بعد سيطرة المماليك غير الشرعيين على السلطة.
وهي كتب
قاصرة على الفترة التي كتبت فيها، وموجهة لسلاطين ذلك الزمان لحثهم على العدل
واتباع الحق، وليس لها أي امتداد فكري سياسي تاريخي. ومن هنا يتبين لنا أن لا
تراث
سياسياً لدى العرب والمسلمين لكي يرتكزوا عليه في ادارة شؤون الحكم الآن، حيث
كانت
السياسة أسلوب حكم، وليست علماً أو فكراً سياسياً كما يقول أحمد البغدادي في
(تجديد
الفكر الديني، ص 300) مما جعل الخلافة تمتد من 632 إلى 2004م على نمط واحد،
وهو
النمط القبلي والبدائي البسيط (بيعة النخبة من أهل الحل والعقد)
واللاديمقراطي
والاستبدادي والدموي في معظم أزمته، باستثناء فترة قصيرة (12سنة) التي تغطي
عهدي
أبو بكر وعمر بن الخطاب.
ومن
هنا نرى أن الخلافة الإسلامية
منذ عهد معاوية بن أبي سفيان إلى عهد آخر سلاطين آل عثمان عبد المجيد بن عبد
العزيز (661-1924م)
كانت خلافة دموية أخذت بقوة الساعد وبالسيف، وهي الآن كذلك في معظم
أنحاء العالم العربي.
وقول القرضاوي أن الديمقراطية
الحقيقية هي من روح الإسلام قول باطل.
فلا
الديمقراطية من روح الإسلام ولا
من جسده. والاسلامويون لم يعرفوا الديمقراطية إلا مؤخراً عندما عرفها الغرب
وطبقها،
وبدأ يحث الدول الأخرى على تطبيقها حرصاً على مصلحة سكان كوكب الأرض من
الفناء من
ظلم الحكام المستبدين وجبروتهم. ورغم أن فقهاء الإسلام عرفوا الديمقراطية
حديثاً
إلا أنهم لم يعترفوا بها، وقالوا بشورى الراشدين القاصرة، والتي لا تلبي
رغبات شعوب
القرن الحادي والعشرين.
فمن
أين جاء الشيخ القرضاوي
بالديمقراطية الإسلاموية التي يتخيلها، دفعاً لتطبيق الديمقراطية الغربية
التي لا
ديمقراطية غيرها الآن في العالم.
-2-
يقول
القرضاوي في خطبته عن
الديمقراطية الغربية:
إن بعض الناس يقول: الديمقراطية حكم
الشعب، ونحن نريد حكم الله.
وهذا يعني أن القرضاوي يريد أن تكون
سلطة الحاكم ( الذي هو ظل الله على الأرض) من الله وليس من الشعب. وأن الحاكم
مختار
من الله وليس من الشعب . وأن الحاكم لا يتنحى إلا بأمر من الشرع وليس بأمر من
الشارع. وهو ما قاله عثمان بن عفان منذ أكثر من خمسة عشر قرناً عندما طلب منه
الثوار التنحي فقال: "إن الله قمّصني قميصاً إن شاء خلعه وإن شاء تركه". وهو
يعني
أن لا عزل لحاكم فاسد إلا بأمر من الله؛ أي أن يموت الحاكم الذي لا يترك
القصر إلا
إلى القبر.
وهذه من فتاوى شيوخ الحكام وليست من
الإسلام. ولا دخل للإسلام بكل هذا الهراء الديني السياسي المزيف الذي يقول
به
القرضاوي ويردده. وما هذا القول إلا دعوة "الحاكمية" التي قال بها سيد قطب في
كتابه "معالم
في الطريق"، وكان قد نسخها عن المفكر الباكستاني أبو الأعلى المودودي، صاحب
نظرية "الحاكمية" التي تتلخص في أن الحكم لله وليس للشعب. وما الحاكم إلا
أمين الله
وخليفته على الأرض. وتلك دعوة باطلة ومزيفة لا علاقة للاسلام بها. وانما هي
دعوة
دينية سياسية من رجال دين حُواة، يُخرجون الاستبداد والطغيان من الباب
ويدخلوهما
ثانية من النافذة. ومن هنا اتخذ سيّد قطب موقفاً حازماً ضد أي محاولة للتوفيق
بين
الإسلام والديمقراطية، وعارض بشدة وصف الإسلام بأنه ديمقراطي، ودعا إلى
ديكتاتورية
عادلة تضمن الحريات السياسية للصالحين فقط. وكان يتساءل إذا كان نظام الحكم
الديمقراطي قد أفلس في الغرب، فلماذا نستورده نحن في الشرق؟
وحاول مالك بن نبي المفكر الإسلامي
الجزائري في محاضرة بعنوان "الديمقراطية في الإسلام" ألقاها في نادي الطلبة
المغاربة عام 1960، الإجابة على سؤال "هل في الإسلام ديمقراطية؟" مشيراً إلى
أن
تعريف مفهومي الإسلام والديمقراطية بالطريقة التقليدية (وهي الطريقة التي
يتبعها
القرضاوي الآن) قد يؤدي إلى استنتاج عدم وجود علاقة بينهما من حيث التاريخ
والجغرافيا، منبهاً في ذات الوقت إلى أن تفكيك المصطلح في معزل عن محموله
التاريخي، وإعادة تعريف الديمقراطية في أبسط أشكالها تحريراً من القيود
اللغوية
والأيديولوجية قد يوصل إلى استنتاج مختلف.
ومن هنا يتبين لنا أن الديمقراطية
الإسلاموية التي ينادي بها القرضاوي ليست من الإسلام في شيء، ولكنها فتوى
حواة
دينيين، يريدون إرضاء السلاطين الذين يتخذون من الديمقراطية والدعوة إلى
مؤتمراتها
في هذا الزمان زينة وبهرجة ليس إلا. ويلتقي القرضاوي في هذا مع الرئيس بوش
الذي
أقرَّ هو الآخر لأسباب سياسية معينة بعدم وجود تناقض بين الإسلام
والديمقراطية في
كلمته أمام المجلس الوطني لتنمية الديمقراطية بواشنطن!
-3-
يقول الشيخ القرضاوي في
خطبته:
"قال
بعضهم إن الديمقراطية بدعة
مستوردة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. قلت لهم لا جوهر الديمقراطية ليس
مستورداً، جوهر الديمقراطية هي الشورى هي النصيحة في الدين، هي الأمر
بالمعروف
والنهي عن المنكر، هي حرية النقد والتعبير".
ونحن نقول للشيخ القرضاوي بأن
الديمقراطية ليست بهذه البساطة وليست بهذه السطحية وليست النصيحة في الدين،
وليست
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والإسلام لا يقبل خطف الديمقراطية على هذا
النحو
من التلفيق الساذج.
الديمقراطية هي حكم الشعب بالشعب
وللشعب. وجوهرها مستورد من الغرب
(Made in the West)
ولا علاقة للإسلام بها من قريب
أو من بعيد. فالديمقراطية غير التسامح الديني، وغير العدالة، وغير كل القيم
الدينية. الديمقراطية قيمة دنيوية مدنية وليست قيمة دينية.
يقول
الشيخ اللبناني محمد باقر
السيد "إن الديمقراطية نظام غربي ارتبط بنشأة الدولة الاوروبية الحديثة
وبسياق
تطورها الاقتصادي والاجتماعي؛ ذلك ان تطور المجتمع الغربي الصناعي هو الذي
أملى
الحل الديمقراطي للنظام السياسي بصورة عامة" . والشيخ الأصولي السوداني جعفر
الشيخ
ادريس، مؤلف كتاب "الإسلام والديمقراطية" يقول، بأن العلماء المحافظين يقرون
بأنه "إذا
قبلنا الديمقراطية بمعنى حكم الشعب، فإن ذلك يسير عكس عقيدة الإسلام لأن
الحكم
في الإسلام هو حق الله".
والديمقراطية
مرة أخرى، هي حكم
الشعب للشعب وبالشعب. والإسلام كما يقول القرضاوي هو حكم الله للشعب، وبواسطة
حاكم
هو خليفة الله على الأرض. فما علاقة الإسلام بالديمقراطية إذن؟
إن الأصوليين ( وهم اليوم حاملو لواء
الدين، ولا كلمة إلا لهم) الذين ناقشوك يا مولانا – كما تقول في خطبتكم –
وأنكروا
علاقة الإسلام بالديمقراطية كانوا على حق وصواب. وكنت أنت على باطل وخطأ. فلا
علاقة للإسلام لا بالديمقراطية ولا بجوهرها ولا بآلياتها. وكل ما أوردته من
أمثلة،
هي أمثلة باطلة لا تقاس بمقاييس آليات الديمقراطية اليوم التي نرنو اليها .
وصدق
الأصوليون عندما قالوا: من تمقرط فقط تزندق.
-4-
يقول الشيخ القرضاوي في
خطبته:
"ليس
المهم هو شكل الديمقراطية،
المهم هو حقيقة الديمقراطية، جوهر الديمقراطية، هناك ديمقراطيات كثيرة في
بلادنا
العربية والإسلامية ولكنها للأسف ديمقراطيات زائفة، ديمقراطيات التسعات
الأربع (99.99)
هل هذا كلام معقول؟
هل هناك بشر يأخذ هذه النسبة كأنه لا
يعارضه أحد؟
الأنظمة الملكية والأميرية لها
نظامها الخاص المتوارث المعروف وله حدوده وقيوده وضوابطه، ولكن الجمهورية
والأخذ
بالنظام الجمهوري هو تداول السلطات والرؤساء ولكن عندنا الرئيس مخلد لا يزول
عن
ملكه أبداً، في كثير من البلاد يوجد في حفل واحد عدة رؤساء سابقين، في أمريكا
في
أحد المحافل كان يوجد بوش الحالي وكلينتون وبوش الأب وريجان وكارتر أربعة أو
خمسة
من الرؤساء السابقين، هاتوا لي فيما عدا لبنان أي بلد جمهوري فيه رئيس
سابق؟
لا
يوجد، لابد أن يموت الرئيس أو
انقلب عليه، ثم هناك بدعة جديدة في بلادنا العربية والإسلامية هو توريث
الرئاسة
الجمهورية، أن تورث الرئاسة من الآباء إلى الأبناء كأنها عزبة يرثها الخلف عن
السلف
والابن عن الأب والحفيد عن الجد، ليست هذه هي الديمقراطيات التي نريدها، إذا
كنا
نريد ديمقراطيات نريد ديمقراطيات حقيقية تقوم على الشفافية والمصالحة وإعطاء
الحرية
للناس، وإعطاء حق النقد والمعارضة."
"نريد
لبلادنا الإسلامية أن تتحرر
تحرراً حقيقياً من سلطان الجبارين والمستبدين والقاهرين للشعوب، نريد لهذه
الشعوب
أن تتنفس. لا يمكن أن تحيا هذه الأمة إذا كانت تساق بالعصا وتعامل معاملة
العبيد،
سوق الناس بالعصا لا ينشئ أحراراً وإنما ينشئ أمة من العبيد والعبيد لا
يستطيعون أن
ينشئوا حضارة ولا أن يقيموا استقلالاً ولا أن يحموا دولة. نريد حرية هذه
الشعوب."
والشيخ القرضاوي هنا مناور سياسي من
الطراز الفريد، وينطبق عليه القول المصري الشعبي (أسمع كلامك يعجبني، أشوف
فعايلك
استعجب) وتفسير هذا المثل الشعبي يقول:
-
أن جماعة الإخوان المسلمين الذي
يعتبر القرضاوي من زعمائها الكبار تأسست عام 1928 كرد فعل على إسقاط الخلافة،
كما
ورد على لسان مصطفى مشهور، المرشد الخامس، الذي أكد أن حسن البنا، مؤسس
الجماعة
ومرشدها الأول، قام ليعلن أن إعادة الخلافة فرض عين على كل مسلم ومسلمة. وقد
دعا
البنا إلى استعادة الحكم الإسلامي على قواعد ثلاث: مسؤولية الحاكم، ووحدة
الأمة،
واحترام إرادتها. وفي معرض تحليله لأسباب النجاح الأوروبي، رأى البنا حتمية
انهيار
الحضارة الغربية بسبب ما تفشى فيها من ضعف الأخلاق والربا واضطراب النظم
السياسية.
كما اعتبر الأحزاب السياسية أحد العوامل المؤذنة بأفول نجم أوروبا. ومع أن
مؤسس
الجماعة حسن البنا ترشح للانتخابات النيابية في مصر مرتين، ورغم حرصه على
تأكيد أن
النظام البرلماني والدستوري ينسجم من حيث المبدأ مع نظام الحكم الإسلامي، إلا
أنه
كان يعارض التعددية الحزبية، ويرى أن الأحزاب السياسية تهدد الوحدة
الإسلامية، التي
اعتبرها أساسية لاستعادة نظام الخلافة. بل إنه يرى أن يكون هناك حزب واحد:
"ولا
مناص بعد الان من أن تحل هذه الأحزاب جميعاً، وتجمع قوى الأمة في حزب واحد
يعمل
لاستكمال استقلالها وحريتها، ويضع أصول الإصلاح الداخلي العام".
-
من الذي نادي بتنصيب الملك فؤاد
الطاغية خليفة للمسلمين بعد سقوط الخلافة في 1924، اليسوا هم الأخوان
المسلمون
اليوم والذي يعتبر القرضاوي واحداُ من زعمائهم ومرجعيتهم الفقهية
العليا؟
-
من الذي أراد تنصيب الملك فاروق
في الأزهر بدل البرلمان المصري لولا معارضة النحاس باشا في ذلك الوقت، اليسوا
هم
شيوخ الأزهر ومنهم القرضاوي الذين هم حماة الإسلام؟
-
من الذي وقف إلى جانب
الديكتاتور صدام حسين في عدوانه على الكويت والسعودية في 1990 ، اليسوا هم
الاخوان المسلمين؟
-5-
إذن،
كيف يريد الشيخ القرضوي أن
يطبق منهاجاً سياسياً لم يعرفه الإسلام، ويدّعي أنه من جوهر
الإسلام.
لقد بدأ الإسلام ديناً سياسياً حتى
قبل أن تتم دعوته، فأسس في المدينة "دولة المدينة"، ثم بسط الامبراطوريات
السياسية
الواسعة. ولكن ذلك كان قبل 1500 سنة ضمن شروط تاريخية معينة لم تعد قائمة
الآن. ولم
يعد الإسلام في الظروف الحالية وبعد تغير مفهوم الدول والحكام والشعوب التي
أصبحت
مواطنين وليست رعايا كما كانت في السابق.
لقد كان الإسلام باستطاعته أن يقيم
حكماً لشعوب عاشت قبل 1500 سنة أو قبل حتى 500
سنة. ولكن الإسلام أو أي دين آخر غير
قادر على ذلك الآن. لقد انتهى عصر الدول الدينية.
فالإسلام لم يعط المرأة حقوقها التي
تتمتع بها في المجتمعات الديمقراطية المتقدمة، مما يعني عدم حرية المجتمع
الإسلامي.
والحرية هي أساس الديمقراطية المكين. وإلإسلامويون لا يؤمنون بالتعددية، ولا
بالبرلمانات، ولا بالانتخابات، ولا بحكم الشعب للشعب ومن الشعب، ولا يعزلون
الحاكم
الفاسد، ولا يحاكمونه، ويتركون محاكمته لله في الآخرة.. الخ. فقد روى الحسن
البصري
حديثاً نبوياً يقول:
"لا
تعصوا أولي الأمر منكم، فإن
عدلوا فلهم الأجر وعليكم الشكر. وإن بغوا فعليهم الوزر وعليكم الصبر، فهو
امتحان من
الله يبتلي به من يشاء من عباده، فعليكم أن تتقبلوا امتحان الله بالصبر
والأناة، لا
بالثورة والغيظ".
فكيف يمكن أن تقبل شعوب القرن الحادي
والعشرين الحرة بهذا النظام السياسي، الذي وضع لشعوب كانت تعيش قبل قرون
غابرة؟
في الماضي كان الشيخ القرضاوي على حق
حين قال متسائلاً صدقاً:
"كيف
يستغل الإسلاميون الديمقراطية
وهم غير مؤمنين بها، حتى يصلوا إلى الحكم فقط، وحينئذ يحكمون على غيرهم
بالإعدام؟"
أما الآن فما قاله في خطبة الجمعة
السابقة الذكر كان باطلاً وزائفاً.
وسبحان مُغيّر الأحوال، ولا يتغير! |