حزب العمال الكُردستاني تأسس في
1978، بلغ تعداده في التسعينات عشرة آلاف مقاتل، بقيادة المناضل
عبد الله أوجلان.
وهو حزب ثوري يساري ماركسي – لينيني.
مما جعل أمريكا وأوروبا الغربية
بعض
الدول العربية أن تعتبره حزباً إرهابياً، ليس بسبب عدائه لتركيا
ومطالبته بحقوق الكُرد في تركيا بالكفاح المسلح، ولكن بسبب
أيديولوجيته الشيوعية. وفي 1980 غادر أوجلان تركيا إلى سوريا ثم
إلى لبنان، حيث استقر في سهل البقاع الذي كانت سوريا تسيطر عليه،
وبدأ هناك تدريباته العسكرية الميدانية، واتصالاته بالنخب
العربية اليسارية التي دعمته سياسياً، وبدأت تكتب عن أهدافه
ونشاطاته العسكرية والسياسية.
لم يكن الخيار العسكري لحزب العمال
الكُردستاني هو الخيار الوحيد. فقد ظلَّ هذا الحزب يحاول محاورة
السلطات التركية سياسياً بالتي هي أحسن طيلة 18 عاماً مضت (1980-
1998) ولكن الحكومة التركية كانت ترفض أي حوار سياسي مع حزب
العمال الكُردستاني بخصوص المسألة الكُردية في تركيا.
ونجحت تركيا في عام 1998 في الضغط
على سوريا سياسياً وعسكرياً، في إبعاد أوجلان عن سوريا، مما اضطر
أوجلان إلى الرحيل إلى أوروبا والدعوة للقضية الكُردية، إلى أن
تمَّ القبض على الزعيم أوجلان عام 1999 في نيروبي، وذلك بعد عام
واحد من خروجه من بلاد الشام.
لماذا طردت سوريا أوجلان من أراضيها؟
كانت أسباب سعي سوريا إلى إخراجه من
سوريا ومساعدة تركيا في القبض عليه كثيرة، منها:
1- خوف سوريا من أي اعتداء عسكري
تركي، بعد أن تلقت سوريا تهديداً جدياً بذلك. وخوف سوريا كذلك من
تهديدات تركيا بحجز جزء كبير من مياه الفرات، مما يهدد الاقتصاد
السوري تهديداً كبيراً.
2- خوف سوريا من نجاح أوجلان في
إرغام تركيا على إعطاء بعض الحقوق المدنية والسياسية للكُرد،
واضطرار سوريا للتنازل للكُرد واعطائهم بعض الحقوق المدنية
والسياسية، وهم الذين يشكون من الظلم نفسه، والاضطهاد نفسه،
والحرمان نفسه، الذي يقاسي منه الكُرد في تركيا، وكذلك الكُرد في
إيران.
3- تخلّص سوريا من الشيوعيين
المتشددين، والتخفيف من وطأة وأهمية الحزب الشيوعي السوري في
الشارع السوري. فيما لو علمنا أن نظام الحكم السوري في نهاية
التسعينات من القرن العشرين كان قام باعتقال معظم قادة الحزب
الشيوعي السوري المعارضين لخط خالد بكداش المتحالف مع نظام حافظ
الأسد الاستبدادي، وعلى رأسهم رياض الترك الذي سُجن 18 عاماً
(1980-1998) وإلياس مرقص، وياسين الحافظ وغيرهم في حين لم يتم
اعتقال خالد بكداش المتحالف مع النظام الاستبدادي.
4- استرضاء رجال الدين والشارع
الديني السوري، خاصة بعد تنكيل النظام بالإخوان المسلمين في حماة
1982، وسجنهم وتعذيبهم. وكان النظام السوري يعتقد بأن طرد
مجموعات مسلحة شيوعية كحزب العمال الكُردستاني من سوريا سوف
يُرضي رجال الدين والشارع الديني السوري المليء حقداً على النظام
السوري.
ومن هنا، كان الموقف الجديد للنظام
السوري إلى جانب تركيا في قرارها بشن هجمات عسكرية على كُردستان
العراق لضرب عناصر حزب العمال الكُردستاني، والذي أُعلن في زيارة
بشار الأسد الأخيرة لتركيا.
هلال عسكري ضد
كُردستان الكبرى