تجمع شباب الجبل

11/9/2005

 

 رسالة مفتوحة الى سعادة سفير الولايات المتحدة الاميركية في لبنان

نحن ضحايا الارهاب الحقيقيين

        منذ أن اقدم الارهابيون على ضرب قلب الديموقراطية في العالم، وقفنا وتعاطفنا مع شعب الولايات المتحدة الاميركية، لاننا نعرف معنى أن تفقد قريبًا ام صديقًا ام أخًا لك من جراء عمل ارهابي بشع مثلما حصل في 11 ايلول الاسود في الولايات المتحدة الاميركية، فلبنان وشعبه وخاصة الشعب المسيحي عانوا الامرّين من الارهاب الذي ما انفك يضرب منذ العام 1975 وحتى يومنا هذا. فالارهاب حاول ان يلغي وجود المسيحيين في لبنان وفي الشرق ايضا، فالمنظمات الارهابية قامت بتهجير القرى والمدن ابتداءً من الجنوب اللبناني وصولا الى كل القرى والمدن المسيحية اللبنانية. والدليل القاطع على ان الارهاب اراد ان يلغي المسيحيين في لبنان، انه قام بالمجازر المتنقلة من العيشية مرورًا بالدامور وصولا الى القاع ومجازر الجبل في العام 1983 دون ان نغفل اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل...

        وفي الذكرى السنوية الرابعة للمجزرة الارهابية البشعة التي حصلت بحق اخواننا في الولايات المتحدة الاميركية، على يد حفنة قذرة من الارهابيين القتلة الذين لا يعيروا اهتماما للحياة التي وهبنا لها الله، نتقدم باحر التعازي للولايات المتحدة الاميركية حكومة وكنيسة وشعبا ونؤكد وقوفنا المستمر الى جانب هذا الشعب الحر الديموقراطي، وندعم بقوة السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة الاميركية في حربها على الارهاب في العالم اجمع وخاصة في لبنان الذي ما يزال يرزح تحت المنظمات الارهابية العميلة للدول المعروف عنها دعمها للارهاب.

        ولاننا نتابع بجدية عبر الاعلام لقاءات وتحركات حضرة السفير الاميركي في لبنان السيد/ جيفري فيلتمان، فوجئنا اليوم (11/09/2005) عندما قام حضرة السفير بوضع اكاليل زهر على قبور بعض المسوؤلين اللبنانيين، وغض النظر عن الضحايا الحقيقيين للارهاب، فالشهيد الرئيس بشير الجميل، والشهيد داني شمعون وعائلته، والشهيد عقل هاشم، والشهيد المهندس رمزي عيراني، والشهيد بيار بولس... وغيرهم من مئات الالاف من الشهداء الذين وقعوا ضحايا الارهاب الذي عانى منه لبنان ابان فترة الاحتلال العربي السوري، هم الضحايا الحقيقيين للارهاب.

        نحن نحترم كل  الموتى، ولا نريد ان نوجه اي رسالة عبر شهدائنا المسيحيين، ولكننا في الوقت نفسه نحرص كل الحرص على ان نحقق الحلم الذي استشهد من اجله شهدائنا، فالحادي عشر من ايلول محطة من محطات الارهابيين، ولا نعتبره مفصلا ام تغييرا اساسيا في كيفية عمل الارهابيين، فالمسيحيين في لبنان والشرق عانوا وما يزالون من الارهاب منذ ما قبل العام 1840، وما قبله ايضا. فمن وجهة نظرنا نعتبر عدم عودة المهجرين الى قراهم في الجبل، هو وجه من وجوه الارهاب. وتخويف المسيحيين من المنظمات الارهابية السنية في لبنان كي يقوموا بحضن منظمة حزب الله الشيعية الارهابية هو ايضا وجه من وجوه الارهاب. واستخدام بعض النواب المسيحيين (المنبوذين من مجتمعاتهم) للتضييق على فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود، هو ايضا وجه من وجوه الارهاب. وعدم السماح للعائلات اللبنانية الموجودة في دولة اسرائيل بالعودة الى وطنها، هو وجه من وجوه الارهاب.

        ولاننا نعلم ان حضرة السفير الاميركي السيد / جفري فيلتمان، ملمّ جدا بالحياة السياسية في لبنان، نوجه اليه هذا النداء لنقول له ان اعمالا ارهابية كثيرة حصلت وتحصل في لبنان وبحق المسيحيين بالذات ولا من احد يضع وردة على اضرحة الشهداء سوى امهاتهم وابائهم، فالسيدين رفيق الحريري وجورج حاوي ليسا الوحيدين الذين ماتوا في لبنان، ولا نعرف لماذا ماتا، لكننا نعرف ان شهدائنا ماتوا من اجل لبنان، بعد ان قاوموا الاحتلال العربي السوري الذي كان له الدور الاساسي في  تأسيس نظام الوصاية وتعيين المسؤولين في مراكزهم، ومن بينهم السيد رفيق الحريري الذي ظل يدافع عن هذا النظام حتى اخر لحظة من حياته.

        لذلك، ولاننا لا نحب الامور المعقدة، ونتبع سياسة واضحة ترتكز على المبادىء التي استشهد من اجلها ابائنا واخواننا، ولاننا ومن خلال رسالتنا هذه نسجل موقفنا الحر بكل ديموقراطية ومحبة، ولا نريد ان تظهر هذه الرسالة وكأنها نصيحة الى حضرة السفير، لاننا نعلم عنه موقفه الحر والجريء والديموقراطي، نتوجه ثانية باحر التعازي الى الولايات المتحدة الاميركية حكومة وكنيسة وشعبا، وراجين من الله ان نتمكن سويا مع الولايات المتحدة الاميركية من دحر الارهاب عن لبنان والعالم.

تجمع شباب الجبل

11/9/2005

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها