اقرأ المزيد...

سعيد علم الدين

 كاتب لبناني. برلين

 2010.09.25

المحكمة الدولية خط احمر رسمته دماء الشهداء

اتخذ الرئيس سعد الحريري موقفا حاسما رادا فيه على كل من يطالب بإلغاء المحكمة الدولية من شلل وازلام وابواق 8 آذار، بالقول:

"موقفنا واضح أنَّ لا مساومة على المحكمة الدولية".

نعم يا شيخ سعد!

نعم والف نعم:

لا مساومة، ولا تنازل، ولا تراجع، عن حق الشعب اللبناني في معرفة الحقيقة كاملة عبر المحكمة الدولية.

فالشعب اللبناني هو ولي الدم وهو الذي انتفض بالملايين من اجل معرفة الحقيقة ومعاقبة من اغتال أحبائه.

هذا الشعب الأبي المناضل يجب ان لا يُخذل في حقوقه الأساسية من ضعاف السياسيين المتقلبين.

الثبات في المواقف هو المطلوب. وهذه المرة يجب ان لا يقال كالعادة:

لا غالب ولا مغلوب!

بل الغالب هو الحق والمغلوب هو الباطل!

الغالب هم الشهداء والمغلوب هو القاتل!

الغالب هي العدالة والمغلوب هي شريعة الغاب!

الغالب هي المحكمة الدولية والمغلوب هم مرتكبو الاغتيال السياسي!

الغالب هو لبنان السيد الحر الديمقراطي العربي المستقل، والمغلوب هو لبنان الساحة المستباحة من ميليشيات الدمار والغدر والفتنة والقتل!

الغالب هو لبنان الرسالة والحضارة والعدالة والأناقة والنضارة والسياحة والعلم والعمل والبناء والفن والأدب والقيثارة،

والمغلوب هو لبنان القذارة والحقارة والزبالة والعمالة والعفن والفتن والفوضى والمرضى في نفوسهم وطلاب شريعة الغاب واحزاب الكذب والارهاب ومربعات الموت والظلام ومؤامرات الحقد الفاجر لتغيير المعادلات السياسية عبر الاجرام.

يقول عضو كتلة "الوفاء لولاية الفقيه" النائب نواف الموسوي أن "ما يبنى على غير أساس لا يستقيم ولا يبقى"، معتبرًا أن هذا "يصحّ تحديداً في قضية التحقيق الدولي التي ثبُت بالتجربة أنها وبعد خمسة أعوام أو أكثر لا تزال تتخبط وغالباً ما تكون إنتقائيةً وهي لم تظهر نزاهة".

كلام موسوي ينطبق تحديدا على حزب الله الذي ومنذ اعتكاف نوابه ومن ثم استقالتهم بسبب اقرار المحكمة وهو اكثر تخبطا ومن فشل الى آخر، ومن سقوط كل اوراق التوت التي كان يتلطى بها الى كل العمائم والجبب واللحى. والمحكمة مستمرة بثبات وحزب الله في هلع وفزع وتهديد ووعيد أكدته اطلالات نصر الله العظيم لوقف اصدار القرار الظني.

حتى القرار الظني صار سيفا مسلطا على رؤوسهم فكيف اذا بدأت المحكمة؟! 

ويتابع الموسوي قائلا: "أن مرحلة ما بعد القرار الظني لن تكون كالتي قبلها، ونؤكد بأن أي مجموعة في لبنان قد تلتزم بالقرار الظني سيتم التعاطي معها على أنها واحدة من أدوات الغزو الأميركي ـ الإسرائيلي، وسوف تلقى ما يلقاه الغازي، وعلى هؤلاء أن لا يقلقوا فقط بل عليهم أن يكونوا مذعورين".

القلقون والمذعورون هم مرتكبوا الجرائم ومشكلتهم ستكون مع العدالة الدولية ومجلس الامن الذي سيلاحقهم من خلال الفصل السابع ان نفذوا تهديداتهم بحق اللبنانيين الشرفاء وسيحاكمون عندها بتهمة جرائم ضد الانسانية وسيكون مصيرهم مصير من سبقهم من المجرمين.

الثبات في المواقف هو المطلوب من قادة 14 آذار. فجرائم الاغتيال السياسي الهمجية وما رافقها من انفجارات بربرية حاقدة اصابت الشعب اللبناني بخسائر فادحة بالأرواح والممتلكات والارزاق قبل ان تصيب القادة السياسين.

لقد كظمت قوى 14 آذار الغيظ وتنازلت كثيرا لمصلحة الوطن العليا:

عن الثلث المعطل، وعن حكم الأكثرية، وعن تطبيق الدستور في انتخاب رئيس الجمهورية، وعن التعديات والتحديات وخطف وقتل الشابين البريئين الزياديين، والاستفزازات وزرع الفتن والشائعات ومحاصرة السراي واحتلال بيروت وكل باقي المنغصات وتعطيل عجلة الاقتصاد، واخيرا استباحة مطار بيروت من قبل رجال الميليشيا والعصابات في استقبال جميل ابو عدس.

اما المحكمة الدولية فلا تنازل عنها ولا مساومة عليها، كيف لا وهي خط احمر عريض طويل يزنر بالأحمر القاني كامل مساحة  10452 كلم2 من الوطن المدمى ممتدا من الناقورة الى النهر الكبير ومن جونية الى عرسال مرسوم بلون دماء كل شهداء الاغتيال السياسي الأبرياء!

دماء زعماء الوطن الأحرار ليست رخيصة لنتنازل عن حقها في العدالة الى القتلة الأشرار!

العدالة ووحدها العدالة عبر المحكمة الدولية الحيادية النزيهة المستقلة هي التي ستجلب للبنان والعالم العربي الاستقرار وتمنع الاغتيال السياسي في هذا الشرق البائس والى غير رجعة.

من يتهم المحكمة بالتسييس هو الكاذب المنافق المفتري الوغد المجرم الخسيس.

وكيف يتهم جماعة 8 اذار المحكمة بالتسييس وهي اصلا لم تبدأ بعد؟!

المحكمة هي التي تحدد من هو شاهد الزور وليس جميل ابو عدس!

المحكمة هي التي تكشف من هم  عفاريت المخابرات الذين عرضوا شهادتهم التلفيقية بهدف التضليل وليس نواف ابو عدس.

لماذا كل هذا الهلع والخوف من المحكمة يا جماعة ابو عدس والمحكمة لم تبدأ بعد؟  

موقف الرئيس سعد الحريري هو الموقف الحق والثبات من اجل الحق.

وبهكذا مواقف مبدئية صلبة، اخلاقية عالية، انسانية سامية، وطنية صادقة، وقانونية واضحة، ولبنانية عربية دولية ثابتة سنستعيد العصب الثوري لجماهير وقوى 14 آذار ولكل اللبنانيين.

فهذا العصب ما زال مشدودا من اجل كشف حقيقة الاغتيالات التي ضربت لبنان وقتلت بوحشية رعناء الزعماء الشرفاء وقادة الفكر والثقافة والصحافة والرأي الحر الشجاع في بلاد الأرز.

أرواح الشهداء تطلب منا الثبات من اجل قيامة لبنان الجديد المبني على قيم العدالة وحرية الكلمة والحق والأخلاق وليس على آفات الكذب والغش والتقية والنفاق.

لا بد من ان تنتصر العدالة ودولة القانون على المافيات والعصابات المسلحة والميليشيات المجرمة العابثة بسلامة الوطن وامن المواطنين، احقاقا للحق ولبناء دولة القيم الديمقراطية في هذا الشرق.

قادة 14 آذار واولهم الشيخ سعد مدينون للجماهير المليونية الغفيرة التي نزلت الى ساحة الشهداء لخمس سنوات متكررة مطالبة بالحقيقة والعدالة رغم كل ما مورس ضدها من اعتداءات وما قدمته من ضحايا وشهداء لوقف مسيرتها المباركة.   

حديث سليمان فرنجية المطول لقناة "lbc"والذي تعدى آلاف الكلمات بهدف الغاء المحكمة الدولية والتهويل بفتنة مذهبية رد عليه الرئيس سعد الحريري باربع كلمات جوهرية ثابتة وهن :

" لا مساومة على المحكمة الدولية".

نعم يا شيخ سعد!

لا مساومة على المحكمة الدولية وكفى تهويلا من الفتنة السنية الشيعية!

فلا توجد ميليشيات وعصابات مسلحة الا عند جماعة 8 أذار!

ومن يملك الميليشيات والسلاح الغير شرعي هو الفتنة بعينها في دولة تصارع من اجل حقها في السيادة والاستقلال وحق شعبها في الحياة الحرة الكريمة تحت سقف القانون.

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها