اقرأ المزيد...

سعيد علم الدين

 كاتب لبناني. برلين

 2010.08.12

قرائن نصر الله ستورطه أكثر(1)

لقد كانت هالات:

الكذب المقدس، والكذب والتلفيق ملح رجال الدين؛

والنفاق الطاهر، ومستلم المال الايراني الطاهر هو شيخ المتاجرين بلبنان المسكين؛

والمكر الاستراتيجي، وحسن نصرالله يعطيك من طرف اللسان حلاوة، ويمكر وهو شر الماكرين؛

وآلات التقية الحلال التي يجيدها ويتفوق بها على أقرانه من أتباع الولي الفقيه، كانت كل هذه الهالات والآلات والكاميرات والشاشات والتقنيات ترافق نصرالله على الدعسة والعبسة وهو يستهرج على الرأي العام اللبناني والعربي والدولي بمعلوماته ويعرض قرائنه التي جمعها خلال خمس سنوات (ومن كل وادي عصا) ليقدمها في مؤتمره الصحافوشي على وزن القراقوشي مساء الاثنين 2010.08.09.

نحن نتمنى ان تكون اسرائيل هي من قامت بعملية الاغتيال من خلال تقنيتها العالية المتطورة وعملائها الكثر، الا ان التمنيات شيء، والحقيقة شيء، وممارسات نصرالله ومؤامراته ومؤتمراته، وتصريحات ربعه الإيراني السوري اللبناني بخصوص رفض المحكمة الدولية واتهامها دون ادنى دليل بالتسييس والصهينة شيء اخر.

لأن من يتهم اسرائيل باغتيال الحريري ويدعي امتلاكه القرائن التي تدينها، عليه وباضعف الإيمان دعم المحكمة الدولية وتأييدها،

والا فهو القاتل المجرم الجبان الخسيس الكاذب المنافق الخائن، الذي:

لا يريد للحقيقة ان تظهر، ولا للمحكمة ان تاخذ مجراها الطبيعي، ولا للعدالة ان تسود، ولا للمجرم الحقيقي ان يعاقب، ولا للاغتيال السياسي ان يتوقف، ولا للبنان المنهك ان يستقر، ولا لشعبه المتعب ان يرتاح! 

ولهذا فالقرائن التي قدمها نصر الله ستورطه اكثر وستلصق به التهمة اكثر واكثر، خاصة وأنه من خلال كثرة ثرثراته، أباح الكثير من أسراره، التي ستساعد المحكمة على جلاء الحقيقة.

هو بتخبطه الأعشى هذا سيفتح شهية المحكمة الدولية عليه (وهي التي أقرت تحت البند السابع، بسبب عناده في رفض اقرارها في لبنان، واغلاق البرلمان في وجهها) لكي تلتهمه من خلال الأدلة الدامغة والبراهين وليس من خلال الاستعراضات الاعلامية التي يجيدها ويتجلجل بها وينفضح أمر تورطه من خلالها.

لقد اسقط نصرالله نفسه بطلعاته التلفزيونية في وحُول التلفيقات والتخمينات وسقطت عمامته في وحُول الحياة الفانية من خلال مسلسله التهريجي الذي يستمر عرضه على حلقات بدل ان ينتظر القرار الظني بهدوء ويبني على الشيء مقتضاه.

ولماذا استباق الأمور بهذا الشكل الموتور؟

ولماذا كل هذا الهلع والخوف والفزع والمؤتمرات والتحضيرات والاتهامات والتركيبات والفبركات اذا كان نصر الله بريئا؟

ومما يخاف نصرالله وهو بحماية 50 الف صاروخ وعشرات الآلاف من المقاتلين المدججين باحدث انواع الأسلحة، بالإضافة الى المحور الإيراني السوري الحمساوي العوني؟

ومما يخاف نصرالله وهو الذي كسر هيبة الجيش اللبناني باحتلاله بيروت العزلاء في 7 ايار خلال ساعات مدمرا مرعبا، حارقا قاتلا، مفجرا خاطفا للأبرياء، وشنه الحروب على اللبنانيين دون ان تستطيع الدولة العلية محاكمته او معاقبة عنصر واحد من ميليشياته المنفلته؟

ومما يخاف نصرالله وهو الذي كسر شوكة الجيش الاسرائيلي في حرب تموز ويتحدى امريكا ومن وراء امريكا في عقر دارها؟

نعم يخاف ومظهر وجهه يدل على خوفه الشديد ورعبه المستحكم بقلبه، لأن المحكمة ستكشف حقيقته بالأدلة العلمية والجنائية الدامغة، وسينتقل في اعين الناس والتاريخ من السيد العظيم المقاوم الى الإرهابي الذميم المجرم.

ونذكِّر نصر الملالي المسلم المعمم بالأسود والمستشيخ والمتسيد بالقول القرآني في آل عمران:" وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ"185

فكفى غرورا يا نصرالله! وكن مع الحق ولا تبالي!

نصر الله اليوم هو الغرور بعينه، والمغرور الاكبر بقوة سلاحه في لبنان، وسنرى كيف سينتهي غروره في النار التي فتحها على المحكمة الدولية دون سابق انذار.

انا اشبه الوضع بين المحكمة ونصر الله بالتالي:

المحكمة لا تأبه لصراخه وضجيجة، وتعمل بصمت في برج الحق العالي، متسلحة بسيف القانون تحت البند السابع، ومحاطة بسور العدالة الشاهق. وهو بدل ان يقدم معلوماته لها بصمت ورجولة واحترام، ماذا يفعل طرزان الغاب؟ يهرب الى الامام واضعا السلالم الواحد تلو الآخر للصعود والنفاذ اليها لتخريبها او تخريب لبنان كما يهدد ويتوعد.

ولكن للباطل القاتل جولة وللحق الف جولة ودولة.

وهو سيقع عن السلم ويفك رقبته.

ولماذا كثرة شبكات العملاء في لبنان الى هذا الحد؟

الا يعتبر ذلك اختراقا اسرائيليا للمجتمع والانسان اللبناني.

رغم ان من العملاء من هو عميد في الجيش أي انه لا يحتاج لا الى المال ولا الى السلطة ولا الى الجاه، عدا انه يخون شرفه الوطني وقسمه العسكري.

فكيف اذا كان ابن عائلة لبنانية عريقة كعائلة ال كرم الزغرتاوية.  

الا يوجد هناك سبب جوهري لذلك؟ نعم! 

للتذكير ان معظم هذه الشبكات استقطبتها وجندتها اسرائيل ابان الاحتلال السوري البغيض للبنان.

لكي لا أُفهم غلطا فانا هنا لا ابرر ما اقترفه العملاء بحق وطنهم، وانما احلل سياسيا اسباب تصرفهم المرفوض هذا، وتنامي هذا المد الخطير في الجسد اللبناني.

لقد عانى اللبنانيون بما فيه الكفاية من انفلات وتحديات وانفلاش وتعديات وتجاوزات المنظمات الفلسطينية المختلفة ومنذ عام 69، والتي ورطت لبنان بسبب ذلك وأدخلته منقسما على نفسه في حرب السنتين التي ادخلت سوريا من بوابة الشرعية العربية وقوات الردع عام 76 الى لبنان مع انها كانت متواجدة منذ البداية من خلال مخابراتها ومنظماتها الإرهابية المسلحة كالبعث والصاعقة والقيادة العامة الجبريلية وغيرها تحت اسماء مختلفة.

وعاني الشعب اللبناني الامرين من صلافة الجيش السوري بحقه ووحشية واحتقار مخابراته لكل ما هو وطني لبناني، التي طحنت عظام اللبنانيين الأحرار وباعتراف حليفهم المقاومجي نصرالله الذي قال في مؤتمره الصحفي:

"وهنا أشير إلى أن القيادي في "حزب الله" علي ديب (أبو حسن سلامة) الذي أوقفه السوريون آنذاك". وتابع: "علمت أنه في عنجر، فذهبت لمقابلة اللواء غازي كنعان هناك طالبًا الإفراج عن ديب، لكنه قال لي كنعان إنه أرسله إلى دمشق"، مشيراً إلى أنه "وبعد تحقيق "عنجري"، أي طحنت عظام أبو حسن سلامة للاعتراف".

لكنه كان يصر على أن ما يقال عن اجتماع شارك فيه مع عماد مغنية للتخطيط لقتل الرئيس الحريري هو مجرد اختلاق، فأرسلتُ رسالة إلى الرئيس الراحل حافظ الأسد حول هذا الموضوع".

في كلام نصرالله هناك موضوعين مهمين لا بد من التطرق اليهما بالتفصيل: الأول: موضوع الاغتيال. الثاني: طحن العظام.

 يتبع!

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها