اقرأ المزيد...

سعيد علم الدين

 كاتب لبناني. برلين

 2010.07.25

المحكمة الدولية اقوى يا نصر الله !

وكأن لسان حال حسن نصر الله في المؤتمر الصحفي الذي عقده "الخميس 22-7-2010، كان يقول فيه للبنانيين المكلومين:

"انا القاتل في وضح النهار! وأنا فخور بما قمت به. وافتخر بأن أكون فردا في ولاية الفقيه الإلهية. وطز فيكم وبلبنان وبالعرب وبمجلس الامن وبلعبة الأمم وبالمحكمة الدولية الملعوب فيها اسرائيليا. والي عجبو عجبو والي ما عجبوا يروح يدق رأسه بالحيط! وروحوا بلطوا البحر! يلي بيطلع بايديكم يطلع بارجلكم!"

ويرتفع صوته كجبابرة التاريخ بنبرة حاسمة حازمة تهديدية متوعدة مستعدية، قائلا:  

"واذا يا سعد الحريري ومعك السعودية وقوى 14 اذار ما بتتراجعوا عن المحكمة، يا ويلكم وسواد ليلكم! حسن رح يفرجيكم نجوم الظهر والسما زرقا كما فرجاها لرفيق الحريري وبقية الاغتيالات المعروفة!

وربما عادت موجة الاغتيالات الاسرائيلية تكزدر بشوارع لبنان، لأن اسرائيل تخطط وتعمل للفتنة بين اللبنانيين لكي تحتفظ الى الابد بمزارع شبعا.

وللتذكير وليس للتحذير وخوفا على البلد من التفجير ومن لم يتعلم من درس 7 ايار المجيد، نقول:

اذا كانت الطريق الى تحرير مزارع شبعا قد فتحناها فتحا الهيا مبينا باحتلال بيروت في 7 ايار، فالطريق الى تحرير القدس سنفتحها أيضا فتحا الهيا قدسيا مبينا على اجساد جماعة 14 اذار ب 77 ايار."

هذا الكلام هو زبدة ما ضخه المقاومجي حسن وبوقاحة قل نظيرها من رجل دين يتعمم بعمامة الاسلام ويحضر في السرداب لخراب البلاد بالحروب الأهلية والاغتيالات السياسية والتخطيط للفتن المذهبية.

هذا وبالرغم من ان التكلف والتصنع كانتا ظاهرتان على وجهه البائس ولم تستطع لحيته الكثة اخفائهما في محاولاته الكأداء اظهار الهدوء الى ابعد الحدود، وضبط النفس وحبس الانفاس، والتحكم بالأعصاب التلفانة، والعضلات المشدودة، والانفعالاته المتشنجة، والهلوسات المكتومة، والوسوسات الخناسات، والآهات المحمومة، الا ان نظرات عينيه وحركة رأسه واذنيه، وبلع لسانه وزمزمة شفتيه، وبهتان بسمته باسنانه الصفراء فضحته وكانت كلها تشي بصراخ وعويل وبكاء وندم وحسرة على ما اقترفته يداه من اغتيالات بحق الأبرياء، وحنق وغضب من مواقف 14 اذار الصلبة في اقرار المحكمة الدولية، وتخبط واسى وعتب ومرارة من المواقف السورية الجديدة التي قلبت الميزان وتركت حديدان وحيدا في الميدان في مواجهة ورطة المحكمة، وهستيريا تعتمل في داخله خوفا وهلعا ورعبا من القادم تحت وطأة العقوبات على ايران.

دليل خوفه قوله:" أن "حزب الله" ليس خائفاً من شيء على الإطلاق".

لو لم يكن الخوف يأكل قلبه ويهز كيان حزبه لما خطرت على باله هذه الجملة، ولما قالها اصلا!  

وهكذا ففي خطاب الهرولة الى الامام استباقا للأحداث العظام أعلن قاضي القضاة الشيخ حسن نصر الله قرار محكمته الإلهية على الطريقة الإيرانية: بشرعية اسلامية سريعة ومختصرة وعادلة ومنصفة وبنت حلال اصدر فيها أحكاما نافذة لا رجوع عنها ولا في الخيال:

بأن أفراد حزب ولاية الفقيه لا يرتكبون هكذا عمليات اغتيال: هم منضبطون شرفاء، ومنزهون نبلاء، ومعصومون عن الاخطاء مثل الأنبياء، فقط ينفخون النرجيلة في الساحات، ولهذا فلن يسلم احدا منهم للمحكمة الاسرائيلية متهما اللبنانيين بفبركة شهود الزور لأنهم لا يتهمون العدو الإسرائيلي باغتيال الحريري وحاطين حطا حسن المقاومجي.

عدم انضباط العناصر توجد في كل احزاب العالم ما عدا عناصر حزب الله المذهبي العقائدي حملة مفاتيح الفردوس حيث الإطاعة واجب ديني بطاعة عمياء دون نقاش. أي نفذ ولا تعترض!

ولهذا لا يستطيع نصرالله تسليم متهما واحدا من حزبه بحجة عدم الانضباط، وذلك لأن المتهم الصغير اذا انقلبت عليه قيادته وتخلت عنه وسلمته للمحكمة فهو سينتقم منها بالاعتراف وقول الحقيقة عملا بطريقة "علي وعلى رؤسائي " وسيعترف بأنه اداة تنفيذ صغيرة لا اكثر ولا اقل نفذ ما خططته القيادة التي كلفته القيام بعملية وما على الأداة الا التنفيذ.

لا يغفل على احد ان نصر الله عندما يدافع عن المتورطين من عناصره، انما يدافع عن نفسه وحزبه.

لقد كشف نصر الله الحقيقة المعروفة للبنانيين والعالم اجمع معترفا بانه هو من ارتكب كل جرائم الاغتيالات بحق شرفاء وزعماء لبنان، طالبا بتهديد مبطن من سعد الحريري و 14 اذار مراجعة المرحلة الماضية أي التراجع عن المحكمة الدولية.

أليس من المعيب والمخجل ان يدافع الانسان عن مجرمين قتلوا رمزا من رموز السلام والبناء والعطاء وشخصية عالمية وعربية ولبنانية مميزة بابشع الطرق الخسيسة ومعه العشرات من الابرياء.

فكيف اذا كان هذا الذي يدافع عن القتلة رجل دين ومعمم بعمامة الاسياد السوداء؟ عندها تصبح مدافعته جريمة مضاعفة والمسؤولية التي يتحملها في كل كلمة تضليلية وكاذبة يتفوه بها امام الملايين هي اكبر تشويه لاسس ومبادئ مذهبه الشيعي ودينه الاسلامي؟

واذا كان الكذب ملح الرجال كما قالها في احدى خطبه، فهل ايضا الكذب ملح رجال الدين؟

وماذا ترك عندها آيه الله العظمى حسن نصرالله لباقي السياسيين؟

يا عيب الشؤم على اشرف الشرفاء وسليل الانبياء وصاحب العمامة السوداء ان يصبح الكذب والقتل والاغتيال والخيانة والشر والتهديد بخراب البلاد عنده ملح يومه!

علقتك سوداء يا حسن ابن نصر الله مع المحكمة الدولية وهي الأقوى لانها تبحث عن الحقيقة لإحقاق الحق ونشر العدالة ومعاقبة المجرم وانت الأضعف لأنك تريد طمس الحقيقة لينتصر الباطل  وينجو المجرم من العقاب.

فانت اليوم في اشتباك مع العالم اجمع ومقاومتك الى تعتز بها اصبحت  في عيون اللبنانيين والعالم اجمع عصابة ارهابية من القتلة الحاقدين الطائفيين المحترفين في عمليات الاغتيال والتفجير والتفخيخ وسفك دماء الأبرياء على الطرقات.

الحق يعلى ولا يعلى عليه!

وكشف الحقيقة مطلب حق لن نتنازل عنه والتنازل عنه سيدمر لبنان!

ومجلس الامن ليس لعبة بيد القطط والغربان والأرانب والفئران!

نصر الله الذي يتوهم بقدرته على محاربة وتحدي العالم يعقد مؤتمره الصحفي خوفا من وراء الشاشة. يا سلام على شجاعة المقاومجيين!

الايام حبلى وسنرى قريبا نهاية هذا المقاومجي المنفوخ بريشه او صواريخه التي لن تنفعه في مواجهة الحقيقة.

جريمة اغتيال الشهيد الحريري ما كانت لتقع دون قرار ايراني ومعرفة وموافقة النظام السوري. رئيس النظام بشار الأسد رتب وضعه بدفع الفاتورة لفرنسا والسعودية باغتيال المجرم عماد مغنية في قلب دمشق، تاركا بقية الفاتورة ليدفعها نصر الله امام المحكمة الدولية التي ترتعد فرائصه من مطرقتها.

الفاتورة طويلة وملطخة بدماء الزعماء الشرفاء ستدفعها يا نصر الله غصبا عنك ومعك كل الأشقياء!

من يرتكب الشرور سترتد عليه حتى ولو اختبأ في اعمق سرداب!

ومن وراء الشاشة العملاقة يتعملق البعض على المسالمين والضعفاء!

المحكمه الدوليه لا يمكن ان يلعب فيها احد كيف لا وفيها تشكيلة من حوالي مئة شخصية متفوقة ومحترفة من قضاة ومحققين وجنائيين ورجال قانون مميزين من جميع دول العالم.

المحكمة ستنتصر لانها قضية حق ومبدأ وضحايا ودموع وشهداء وقانون وعدالة!

نصرالله سيندثر لأنه بلا قضية وبلا حق وعكس القانون وضد العدالة ومع المجرم!

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها