رسالة السيدة ثورة الأخيرة: شريعة أم
مشرحة؟
تقول السيدة ثورة في رسالتها الأخيرة:
"
ان اكثر ما يؤذي الروح حقا، والاشد ايلاما للنفس، هو هذا الرجم والقطع
للأطراف في ربوع الاسلام !
والتي تعبر ممارسته او العوده لتطبيقه في بعض الدول المنكوبة به، على
ان شريعة الاسلام قد حولتنا الى شعوب معدومة الرحمة بلا قلوب.
فأي اجرام! واي همجيه! واي وحشية! واي بربرية! ترتكب بحق الإنسان في
القرن الواحد والعشرين بسم الدين والشريعة الذي قال فيه القرآن في سورة
التين: "لَقَدْ
خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم"4
وقال
في
الصافات:
(
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ
(96
هل
من يدعي خلق الانسان في احسن تقويم وخلق معه اعماله، يعود ليحمله
مسؤولية اعماله بتقطيع اطرافه؟
الا ينتفي عقاب النار عندئذ؟
والا فان العدالة الإلهية هي ملهاة تخدير كبرى للبشرية!
يولد الانسان كاملا، بأي حق ومن اعطى البعض الحق بقطع اطرافه: يده،
رجله، لسانه، واذنه ورجمه؟
وهل من العدالة والانصاف أن يعاقب من اخطأ بجريمة أشنع؟
السارق تقطع يده! اين العدالة بقطع اليد؟
فالمادة المسروقة اذا ثبتت التهمة ممكن ان تعوض بالمادة المضاعفة
واكثر،
ولكن هل ممكن تعويض اليد المقطوعة بكامل مال الأرض؟
اين الميزان؟
هذه الحقيقة الجلية تؤكد ان ميزان العدالة الاسلامي مكسور!
هذه شريعة حامورابي التي تلقفها اليهود واخذها محمد عنهم. ربما كانت
ابنة عصرها وتناسب العهود الغابرة اما اليوم فهذه مشرحة لجثث انسانية
حية تقشعر لها الابدان وتصيبنا بالغثيان كلما شاهدنا صور لرجم امراة
حتى الموت او جلدها او قطع اليد او الراس كما يحدث حتى اليوم في
السعودية وايران ونيجيريا والصومال والسودان وباكستان وافغانستان وبلاد
اسلامية كثيرة.
واي الآم عظيمة؟ واي تعاسة لا متناهية تصيب الشخص وأهله؟
اليست هي تعاليم كتاب محمد: الرجم بالحجاره والضرب بالسيف؟
من
حسن حظ الانسان ان ينشأ في دوله ديمقراطية علمانية تحترم حقوق انسانها
وبمجتمع قيمه الاخلاقية والمجتمعية
والفكرية الراقية السامية هي مبادئه واساسه ودعائم نظامه.
وانا شخصيا لطالما اعتبرت ان ديني هو
مجموعة قيمي الاخلاقية الفكرية السلوكية المتأتية من ذاتي من شخصي
من كياني ومن روحي ومن ثقافتي ومن وجداني دون اكراه كما يفعل اتباع
ومشايخ الدين الاسلامي في اكراه الناس للسير في تيارهم الجارف الى
التخلف.
بل
انا ارفض بشده ان أُحسب على هكذا دين يهين ويحطُ من شأن
المرأه-الانسان، وبالتالي انا لا احسبُ نفسي لا على الدين الاسلامي ولا
على دولتي العربية التي تعتمده.
اقولها صارخة في وجوه كل المشايخ العلماء الدهماء الجهلة وايات الله
القتلة الذين نصبهم دين الاسلام حراسا على المجتمع واوصياء على المرأة:
أنا ارقى منكم وأرفع مستوى وشأنا وقيمة ًومنزلة ًواخلاقا وعلما وعقلا
وأدبا بمراحل،
ومن هكذا دين متخلف بدوي بدائي صحرواي جاف قاحل لا يخرِّج لنا الا
الشيوخ الجهلة المتخلفين.
انا أعرِّف نفسي بشخصي بقيمي ومبادئي واخلاقياتي وهي المهم والاهم وليس
بديني. واشعر روحيا بالانتماء للدول الديمقراطية العلمانية التي تحترم
الانسان، ووجودي هنا في وطني هو مجرد جسدي لا غير! كان وسيبقى حتى لو
متُ هنا لكن عقلي وفكري كله مع الدول الحرة العصرية الحديثة
الليبرالية، حيث المرأه بإمكانها ان تعيش شخصها ذاتها كما هي.
في
الثمانينات(الزمن الرديء):
ففي مصر فتح السادات للاخوان وباقي جماعات الاسلام الابواب على
مصراعيها فارتدوا عليه برصاصات قاتلة،
وفي السعودية فتح النظام السعودي الباب وسخر اعلامه وامواله لما يسمى
الصحوة الاسلامية ومشايخ الصحوة وفتاوي الصحوة ومجاهدي الصحوة والتي لم
تكن سوى غفلة ارتدادية ارتدت على العالم اجمع وعلى المملكة بالمتفجرات
والدمار والاعمال الارهابية، كل ذلك ساهم وبقوه في زيادة تعاسة حياتنا
وباطراد وتأزيم وضع المرأة في العالم العربي.
اين نحن اليوم من انطلاقة النهضة في بداية القرن العشرين امام قوى
الظلام الاسلامية الاصوليه التي جُل وكل كفاءتها وقابلياتها وطموحها
ليس في اصلاح هذا الخراب المجتمعي الكارثي، بل زيادته وتتعيسه بتتعيس
حياة النساء وقمعهن بسجن البيت. كالعاده: المرأه المرأه المرأه
لا
اريد التعميم ولكن هناك ثقافة اسلامية عربية ذكورية شوهت شخصية وجمالية
الرجل العربي:
الفارس الشجاع المقدام الكريم النبيه الغيور الذكي، وحولتها الى رجل:
ضعيف الشخصيه في الغالب مهزوز مغرور مهزوم خانع شبقي عديم الكفاءة
الحقة، كسول، ازدواجي ومتناقض يحلل لنفسه ويُحرم على اخته، متلون
المواقف ضعيف القيم والمباديء.
ان
الرجل العربي في نظري مع احترامي لكل الرجال المستنيرين هو كالطاووس هو
كصدام حسين ممثلا لكل طواويسنا كبارهم وصغارهم، فقط الريش الملون
الباهي هو الذي يتركه يتباهى على الجميع.
انه كالبالون واسع الحجم، فارغ المحتوى ضئيل القيمة خفيف الوزن.
فالحاكم العربي عندما يحكم يكون طاووسا فخورا بعشرات آلاف ريشاته
وعندما ينهزم يصبح ريشة ذليلة واحدة بيد أعدائه.
الرجل العربي عنده شعور بالثقة المفرطة بالنفس والتعالي! على ماذا؟
النظره الفوقيه؟ ممتليء بالزهو!؟ شعور بالعظمه ينتابه!؟
انها القيمة الوهمية التي منحها له دين محمد؟
والتي ارتدت على مجتمعاتنا وبالا وهزائم وكوارث ودموع وسفك دماء وفتن
مذهبية.
وهل اتى من الرجل بما يوازي وما اعطاه المجتمع ودينه الاسلامي؟
وقد اعطاه الكثييييير خلاف المرأة فقد اخذ منها الكثيييييير!
كفاءته الوحيدة في جعل الحياه غير جميله وحلوه كما يفترض ويجب ان تكون.
هو
يُصيبك بالكآبه والاحباط والصُداع. يَسعى جاهدا ليُصِيبك بعَطب الرُوح
والنفس والقلب. يُكرهَكَ بالحياه خلاف ماتريد. لتجد نفسك بالآخير حزين
متآلم متأثر. وانت تستجدي السعاده والفرح ولو لوقت قصير من معرفتك بأن
حياتنا قصيره.
ولتسعى بالآخير ان تكون منعزلا وحدك وانت المُحب للآخر فرح به.
في
كثير من الاحيان انظر بعدم الاحترام الى الرجل داخليا، بل احيانا اشعر
بالشفقه عليه لانه سمح لنفسه ان تكون مُسَيرة ومُخدرة بمحمده وهو الخطأ
الفادح الذي زرع بذور عقم وعوق تفكيره، وتجذرها بعقلية العربي المسلم
لينتج هذا الخراب الآبدي.
وواقعنا العربي الاسلامي خيرُ دليل معاش ولعقود طوال ونتمنى ان لا يبقى
على هذه الحال. فما الدول العربيه اليوم الا خُلاصة وفحوى لهذا التخلف
المستأصل المتجذر بها ومن محمدها، كفاءتها الوحيدة من دون الدول
الاسلاميه بانتاج علماء من نوع خاص. نعم علماء تخلف فتاوى الكهوف
الظلاميه وارهابي القتل الانتحارية الجماعية. انه الانسان العربي
المسلم المعقد(باجلى صوره واشكاله) الحاقد
الكاره الناقم لفشله الذريع وكسله وغبائه ولعقلية البداوة
المتجذرة فيه تحديدا، وما الظواهري ومحمد عطا الا نموذج للاسلامي
الكتلة عقد!
وهل اثرت شهادتهما وتخصصهما على تكوين شخصية متزنة عاقلة واعية مدركة
مفكرة؟ لا! لانهم كانوا ادوات. والاداة تفقد الشعور والاحساس والفكر
والعقل مستسلمة لقرار سيدها.
ان
تاثير محمد الاسلام وسجع الكلام وحوريات الجنان لهو اقوى من اي تأثير
على مخ العربان.
ان
الشهاده العلمية هي صيغه تفكير وسلوك عام. وليس ورقه فقط، والمجتمع
العربي مجتمع شهادات، هل اثرت؟ لا ثم لا ، بينما تأثير محمد وقرآنه
مضاعف!؟
لا
اصلاح لحال العرب المسلمين إن لم ينعتقوا من محمد وقرآنه!
جُل كفاءة الحكام العرب في الاستبداد والقمع والمخابرات والأمن. وهي
امتداد لسيف محمد.
لِما كل هذا؟ لانهم نتاج محمد (سيفه كان بدل قلمه) قطع راس كل من لم
يُسلم (أسلم تَسلم) كذا الحكام العرب.
اين التطور، اين التقدم، اين الدولة الديمقراطية العربية؟
ان
السبب الرئيسي هو عدم كفاءة الرجل العربي المسلم. لاننا مجتمع ذكوري
آبوي مُسَير ومسيطر من قبل الرجل والعتب كل العتب على من بيده زمام
الامور. ويا لتعاسة المرأة العلمانية الواعية الغيورة المندفعة في هكذا
مجتمع عربي اسلامي منغلق!
واي مجتمع يُرتجى من هكذا بيئة تُهمش قيمة المرأة الانسان وتقصيها عن
التفاعل والعطاء. فتتحول حياتها الى استنزاف واستهلاك لقابلياتها
الذهنية والفكرية والروحية والمعنوية والقلبية وكل شيء، وبالتالي هي
الخاسر والمجتمع هو الخاسر الاكبر."
من
جهتي لا استطيع الا ان اوافق السيدة ثورة على افكارها الجريئة جدا التي
طرحتها بصراحة وعبرت فيها بصدق عن معاناتها المريرة في مجتمعها وايضا
عن حقيقتنا التي يجب ان نعيد صقلها بالفكر الحر الرشيد. لكي نلمع بين
الامم من جديد. ونجلس في مقدمة الصفوف ونربح كاس العالم ونرقص بالعمائم
والدشاديش والدفوف. |