اقرأ المزيد...
تحية الى فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي
سعيد علم
الدين . 2009.10.06
تحية الى
كل المستنيرين من مشايخ أفاضل ومفكرين ومثقفين ومصلحين وفقهاء أخيار
يريدون التغيير والانطلاق بإنساننا الشرقي نحو الأفضل،
نحو
الخلاص من هذا المستنقع الماساوي الدموي الذي يتخبط به الشرق، نحو الأوسع
والأرحب والأصلب.
فالصلابة
الحقيقة هي في اللب والجوهر وليست في القشور التي ترمى مع الزمن كالفضلات
بعد ان تَهُرَّ كأوراقِ الخريف على رؤوسِ أصحابها أو تقشر.
تحية الى
كل العاملين بجد وصبر وشجاعة وجرأة في اصلاح المجتمع العربي وشفائه من
أمراضه الموروثة المستعصية وأوبئته المعْدِيَة القاتلة.
طريق
الاصلاح وعر شاق وطويل، ولكن عندما يحمل مشعله شيخ جليل كشيخ الازهر
محمد
سيد طنطاوي،
عندها ستنار الطرق بالقناديل لنا ولأجيالنا القادمة.
ومن هنا
نحي الشيخ المعتدل المستنير لمنعه لبس النقاب.
وعقبال أن
تصدر فتوى عن الأزهر الشريف بتحريم لبس الحجاب ايضا. وستصدر هذه الفتوى
يوما ما وربما في المستقبل القريب.
نعم
ستصدر!
لأنه لا
يمكن ان يصح الا الصحيح في هذه الحياة التي حولتنا بسبب ابتعادنا عن جوهر
الدين والألباب والتمسك فقط بالقشور كالحجاب وأخيه النقاب، والتعلق بحبال
عادات سيئة موروثة، قطعَتْنا في منتصف الطريق فتخلفنا عن الامم الأخرى،
تخلفا بنا لا يليق، متحولين الى شعوب متسولة تأكل ما ينتجه الاخرون
وتتمتع بما تبدعه الأمم المتقدمة المتطورة، ونصَدِّرُ نحن لهم بالمقابل
ثقافة الموت والفساد مجسدةً بجماعات الانتحار وفلول الذبح والإرهاب.
ولأنه من
اجل النجاح في محاربة فكر الارهاب المنطلق باسم الاسلام وفتاوى المتشددين
تضليلا للمؤمنين وتشويها للدين، لا بد من وقفة تاريخية جبارة لكل رجال
الدين الأفاضل كالوقفة التي وقفها فضيلة الشيخ طنطاوي بجرأة وشجاعة
في
معهد فتيات أحمد الليبي بمدينة نصر،
حيث
فوجئ
فضيلته
بطالبة في الصف
الثاني
الاعدادي ترتدي النقاب داخل الفصل، ما أدى إلى انفعاله بشدة،
وطالبها بضرورة خلعه قائلاً "النقاب مجرد عادة لا علاقة له بالدين
الإسلامي من قريب أو بعيد"، بحسب ما نقلت صحيفة "المصري اليوم"، الاثنين
5-10-2009.
وهكذا
أعلن
طنطاوي
بعد هذه
الحادثة
عزمه إصدار
قرار رسمي بمنع ارتداء النقاب داخل المعاهد الأزهرية، ومنع دخول أي طالبة
أو مدرسة المعهد مرتدية "النقاب".
صدق شيخنا
الجليل فلا النقاب من الاسلام ولا حتى الحجاب.
وفي
القرآن الكريم لا توجد أية واحدة تقول صراحة بفرض الحجاب او النقاب على
المسلمة. يتحدث القران صراحة عن فرض الصيام بقوله تعالى "كتب عليكم
الصيام كما كتب على الذين من قبلكم" البقرة 183. والآيات التي تتبعها
تؤكد صراحةً فريضة الصيام في شهر رمضان وتفصل ذلك الأمر تفصيلا دقيقا.
هل توجد
أية في القرآن تقول صراحة "كتب عليكم النقاب كما كتب على الذين من
قبلكم". لا توجد هكذا آية لأن لبس النقاب وأخيه الحجاب هي عادة وليست
عربية في الأصل.
تصديقا
لما اسلفناه ولكلام شيخ الأزهر فان النقاب والحجاب هما عادات قديمة أخذها
العرب المسلمون عن اليهود والشعوب القديمة الأخرى. يؤكد ذلك ما جاء في
هذا الصدد في
كتب العهد
القديم والأناجيل.
حيث
أن
نقاب
المرأة كان
سائدًا
بين
العبرانيين
من عهد إبراهيم وظل
سائدا في
مجتمعهم وفي
أيام
أنبيائهم
جميعًا، إلى ما بعد ظهور المسيحية، وتكررت الإشارة إلى البرقع في
غير
كتاب من كتب العهد القديم والجديد.
فقد
جاء
في الإصحاح الرابع
والعشرين من
سفر التكوين:
"ورفعت
رفقة
عينيها فرأت إسحاق، فنزلت عن
الجمل وقالت
للعبد: من
هذا الرجل الماشي في الحقل للقائنا،
فقال العبد: هو
سيدي، فأخذت
البرقع وتغطت."
وفي
الإصحاح الثامن والثلاثين
من نفس السفر
:
فأُخبرَت
ثامار
وقيل
لها هوذا حموكِ صاعدٌ الى تمنة ليجز غنمه. فخلعت
عنها ثياب ترملها وتغطت ببرقع وتلففت.
وفي
الإصحاح الرابع
من
نشيد
الأنشاد:
"ها أنت
جميلة يا حبيبتي، ها انت جميلةٌ عيناك حمامتان من تحت نَقابَكِ. ....
خَدٌّكِ كفِلْقةِ رُمانةٍ تحتَ نَقابِكِ "
وفي
الإصحاح الخامس
من
نفس النشيد:
"ضربوني
جرحوني. حفظة الأسوارِ رفعوا إزاري عني"
وفي
الإصحاح الثالث من سفر
إشعياءَ:
"
ينزعُ السيدُ في ذلك
اليوم
زينة
الخلاخيل والضفائر والأهلة والحلق والأساور والبراقع والعصائب".
ومن
يريد أن ييبحث منقحا في كتب العهدين القديم والجديد فسيجد الكثير من
الاشارات التي تدل على أن البرقع والحجاب والنقاب عادات كانت سائدة
واخذها المسلمون وتمسكوا بها تمسكا متطرفا وكأنها من جوهر الدين
الاسلامي الحنيف. وهي ليس علاقة به والدليل ان القران لم يأت على ذكرها
البتة ولم يفرضها على النساء. |