اقرأ المزيد...

سعيد علم الدين

 كاتب لبناني. برلين

2010.06.27

أخْطاءٌ قُرآنِيَّةٌ: إشكاليةُ المطر!

 سنثبت لكم ودائما بالمنطق الصحي السليم، وبالحجة الصادقة القاطعة، وبالبرهان تلو البرهان الذي سيؤكد لكم اخطاء القران، في دلالةٍ وبيان، وأقطع من سيف الزمان، بأنه:

لا فرقآن من السماء نزل، ولا شريعة ولا حكمة ولا قرآن مجيد، وانما هو كتابٌ مليء بالتناقضات والأخطاء من تأليف عقل الإنسان الفذ الفريد.

كيف لا وعين الشمس ساهرةٌ ابد الدهر المديد وبسحر عينيها المشرقتين يتلاشى الليلُ مع دوران الأرض تلقائيا ليبزغ لنا فجر نهار جديد!

وعين الشمس التي لا ترمش ولا تسهو ولا تنام، لم تر جبريلَ الملاك يهبط الى الأرض بسجع الكلام، حاملا للبشرية رسالة الترياق ، ولم تر محمدا يصعد الى السماء على ظهر البراق.

هل حقا ينزل الماء من السماء؟

في البقرة: "وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً" 22

لو عرف محمد حقيقة ما يقول لما قاله. لانه وبكل بساطة وقع في خطأ جسيم. لماذا؟

لأنه وبكل بساطة: لا يوجد في السماء ماء!

ولأنه ما ينزل من السماء على الأرض ليس ماءً، انما هو مطر مطر مطر!

ويقفز احدهم من خندقه المظلم الحالك السواد، صارخا:

وهل  هناك فرق بين المطر والماء؟

نعم الفرق شاسع جدا يا صديقي!

أُخرج أولا من خندقك المظلم الى بهاء النور، ورحاب الحرية الفكرية، لتعلم أن على رسول الله العليم ان لا يقع بهكذا اخطاء، توجب عليك إشعال المصابيح لكي لا تنتهي بك الأمور من ظلام الحياة الى ظلام القبور.

كيف لا والماء هو ابن الارض، وفي أحشائها يغور، وقد تشكل منذ مليارات السنين محيطات وبحيرات وبحور، وينابيع وعيون تفجرت أنهارا من قلب الصخور.

اما المطر يا صديقي فهو ابن بخار الارض ليس إلا،

والى امه الأرض حسب عوامل الطقس يعود!

والبخار لا يتصاعد الى السماء الواسعة الأرجاء ليتلاشي الى غير رجعة فيها، وانما يبقى محصورا في الغلاف الأرضي، لنراه بالعين المجردة  سحابا، وليعود الى امه الأرض بشوق يقبلها على ثغرها مطرا وثلجا وبردا فتخضر بسرور!

ولهذا فالمطر الذي ينزل على الأرض لا ينزل من السماء اللانهائية الأبعاد، وانما من الغلاف النهائي المحدود المحيط بالأرض، أي ان البخار المتصاعد بفعل حرارة الشمس يبقى ملتصقا بجو الأرض ثم ينزل عليها بفعل عوامل الطقس كما اسلفنا.

والآية القادمة تعطينا الدليل القاطع ان محمدا لم يكن يعرف هذه المعلومة، خالطا بين المطر والماء، رابطا بين ماء السماء وينابيع الأرض في انطباع واضح بان ماء الينابيع مصدرها السماء.

أي ان الماء موجود بيد الله الذي يأمره فينزل من السماء ليتحول الى ينابيع تسلك في الأرض.

حيث يقول في سورة الزمر:

" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ" 21

وهناك خطأ علمي آخر يرتكبه محمد في هذه الآية، كيف لا والينابيع لا تسلك في الأرض، وانما تتفجر من جوفها!

وما يسلك او يجري في الأرض هي الأنهار والجداول والسواقي والأقنية.

ولو ان في السماء ماء يا صديقي العزيز، لكان يجب ان ينزل أيضا وأيضا وأيضا على القمر والمريخ والزهرة وعطارد وباقي الكواكب السيارة إسوة بالأرض!

هذه المقولة هي دليل داحض للقول القرآني الذي يدعي نزول الماء من السماء.

ونقرأ في النحل:

"هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ" 10.

وماذا اذا نزل هذا الماء او الاصح المطر في عصر تلوث البيئة بدخان المصانع، و بالمواد الكيميائية السامة كما حصل ويحصل في كثير من مناطق العالم؟ هل يصلح عندها للشرب؟

وماذا اذا حصلت كارثة نووية ككارثة مفاعل تشرنوبل وامطرت السماء مطرا مثقلا بالغبار الذري؟

فعندها لن يصلح هذا المطر: لا للشرب، ولا للزرع،  ولا للشجر.

ام ان محمدا كتب قرآنه لعصره وبيئته ولم يفكر البتة ماذا سيحصل في العالم بعد 1400 سنة؟

وينظر محمد الى جبل عرفات وينظر الى سحاب السماء ويربط بطريقة سطحية بدائية بين الجبل الأرضي والسحاب السماوي مرتكبا أخطاء علمية جسيمة مخرجا لنا في سورة النور الآية التالية:

" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَـزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ" 43

الحقيقة العلمية التي اصبحت معروفة تدحض هذه الآية جملة وتفصيلا!

لأنه عندما تضرب أشعة الشمس المسطحات المائية كالمحيطات والبحار، فإن جزء من الماء يتبخر بفعل الحرارة .
البخار يتصاعد للأعلى لأن كثافته أقل من كثافة الهواء. وكلما ارتفع تقل كثافته بسبب انخفاض الضغط الجوي. لأن الضغط الجوي ينخفض ولعدم وجود أجسام كافية تحتفظ بحرارة الشمس كما هو الحال على الأرض فإن الحرارة تنخفض تحت الصفر بكثير.

هذه البرودة تتغلب على بخار الماء فتجبره على أن يبرد مشكلا جزيئات مائية دقيقة وأحيانا ثلج صغيرة جدا بشكل يبدو لنا أبيض اللون نسميه السحاب. وعندما تنخفض درجة الحرارة أكثر تبدأ بالنزول مطرا او الهطول ثلجا لثقل وزنها.

ولا جبال برد في السماء ولا هم يحزنون!

اما تفاسير ابن كثير والجلالين والطبري والقرطبي والشعراوي وعمرو خالد وزغلول النجار حول هذه الآية فما هي سوى تخبيصات وتخريفات وتخمينات وتأملات وتخيلات ليس لها علاقة بالحقيقة العلمية بشيء.

وهذا هو تفسير القرطبي لجملة:

"وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ" "قيل : خلق الله في السماء جبالا من برد , فهو ينزل منها بردا ; وفيه إضمار , أي ينزل من جبال البرد بردا , فالمفعول محذوف . ونحو هذا قول الفراء ; لأن التقدير عنده : من جبال برد ; فالجبال عنده هي البرد . و " برد " في موضع خفض ; ويجب أن يكون على قوله المعنى : من جبال برد فيها , بتنوين جبال . وقيل : إن الله تعالى خلق في السماء جبالا فيها برد ; فيكون التقدير : وينزل من السماء من جبال فيها برد . و " من " صلة . وقيل : المعنى وينزل من السماء قدر جبال , أو مثل جبال من برد إلى الأرض ; ف " من " الأولى للغاية لأن ابتداء الإنزال من السماء , والثانية للتبعيض لأن البرد بعض الجبال , والثالثة لتبيين الجنس لأن جنس تلك الجبال من البرد . وقال الأخفش : إن " من " في " الجبال " و " برد " زائدة في الموضعين , والجبال والبرد في موضع نصب ; أي ينزل من السماء بردا يكون كالجبال . والله أعلم." انتهى التفسير الذي يزيد طين الآية بلة!

ولا ادري ماذا ستقدم لنا من علوم واختراعات وابداعات العبارة الاسلامية المشهورة " الله اعلم" والتي يرددها كل مشايخ وجهابذة الاسلام منذ اكثر من 1400عام.

وماذا ستستفيد أمم وشعوب الإسلام ان علم الله واحصى كل شيء عددا؟

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها