دقت ساعة العمل الديمقراطي يا شعب
العراق!
في فترة
الستينيات العربية البائسة:
بانقلاباتها العسكرية، وابطالها القومية، وانظمتها الدكتاتورية، ولغتها
الخشبية، وشعاراتها الثورجية، وجنرالاتها حملة النياشين الذهبية والنجوم
الفضية تخليدا لهزائمهم التاريخية، كنا نردد طربا ونهلل فرحا ونكاد نرقص
طيشا مع طيب الذكر عبد الحليم حافظ وهو يغني دقت ساعة العمل الثوري، أما
اليوم فإننا نردد مع الشعب العراقي عبارة دقت ساعة العمل الديمقراطي.
ومن هنا
تحية اجلال واكبار الى الناخبة والناخب العراقي في تحديهم البطولي الرائع
للارهاب، حيث وجهوا له صفعة مدوية، بل لكمة صاعقة صعقت وجه فلول القاعدة
وحلفائها من خلايا المخابرات الخسيسة المعروفة والأخرى الخبيثة الموصوفة
بحقدها الدفين على العراقيين، والشراذم الصدامية الفاشية المتخفية تحت
جبب اسلام مزيف هجين.
لقد حطم
العراقيون بارادتهم القوية في المشاركة في الانتخابات وبنسبة مرتفعة جدا
وبشجاعتهم البطولية في المجازفة بحياتهم تحت وابل القنابل ارادة
الارهابيين القتلة في منعهم من تأدية الواجب الوطني في انتصار
الديمقراطية العراقية والاحتفال بعرسها الزاهي على ضفاف دجلة والفرات.
لقد دقت
ساعة العمل الديمقراطي والمارد الديمقراطي العراقي قام ولن يعود الى
القمقم يا اعداء السلام وثقافة الحياة والحرية والاستقرار والحداثة
والامن والعلم والتقدم والتمدن والانسانية.
مارد
العراق يحتفل بانتصاره المدوي في الآفاق واعداء الديمقراطية واهل الشرور
والنفاق بعد يوم الاحد 7 اذار 2010 هم في حالة من الهلع والفزع والذل
والانكسار يلفظون ارواحهم النتنة في انهزام عسكري، وتقهقر سياسي، وتلعثم
فكري، وزعزعة عقائدية ومشاريع انتحارية لا تجدي لهم نفعا، ولا تجلب لهم
الا الارق والحسرة والندامة والخسارة والحسد من انتصار المجتمع المدني
التعددي الديمقراطي.
العراق
الديمقراطي قام وسيسير بعد هذه الانتخابات الناجحة واثق الخطى بقامة صلبة
وراس مرفوع الى الامام.
أقدم احر
التعازي للشعب العراقي الشقيق بكل مكوناته وعرقياته وقومياته بالشهداء
الأبرار مشاعل الحرية الذين رووا بدمائهم الزكية ارض العراق الابية
انتصارا للديمقراطية وسقطوا يوم الانتخابات على ايدي عصابات المجرمين من
الارهابيين وكل الضالعين من وراء الحدود في محاولاتهم الدموية الفاشلة في
تعطيل العملية الانتخابية التي عبر فيها الشعب العراقي أروع تعبير حضاري
مميز على انه شعب عريق ذكي وواع لكل ما يحيكه جيران السوء بحق مستقبله
ومستقبل اطفاله ومجتمعه وديمقراطيته من مؤامرات خسيسة دنيئة لا ترحم
اطفاله ولا أبرياءه.
الديمقراطية تزهو تألقا وحضارة وفرحا في بلاد ما بين النهرين.
شمسها
تبشر بعد هذه الماساة الرهيبة التي ضربت المجتمع العراقي بقيام دولة
العراق السيدة الجامعة لمكونات شعبها الديمقراطية المستقلة.
شعب
العراق الأبي المجيد يكتب تاريخ العرب من جديد كما كتبه في حقب تاريخية
كثيرة، ولكن هذه المرة ليس باحرف الخلفاء والزمن التليد والحكم المطلق
الالهي الوراثي القبلي الاستبدادي الفردي الذميم، وخلفاء منهم من كان
القائد العظيم ومنهم من كان المقعد البله العقيم، وانما باحرف
الديمقراطية والحرية والليبرالية والحكم الرشيد من خلال التبادل السلمي
للسلطة ومشاركة كل مكونات الشعب العراقي في حكم بلاده والتصرف بمقدراته
والانطلاق بوطنه الغني الى مصاف الدول الراقية.
المجد
والخلود لشهداء حرية وديمقراطية العراق الابرار
العار ثم
العار لقوى التخلف والغدر والقتل وسفك الدماء البريئة الاشرار في
محاولاتهم المستمرة والفاشلة دائما لوقف مسيرة التاريخ وتحويل مجرى دجلة
والفرات ليصبا في بحر الدكتاتورية.
الشعب
العراقي انتصر لنظامه السياسي الديمقراطي الجديد ورمى قوي التخلف
والاستبداد والحقد والحسد من نجاحات العراقيين في مزبلة التاريخ.
|