الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

سعيد علم الديناقرأ المزيد...

 

 

 

سعيد علم الدين

كاتب لبناني. برلين


حكومة السنيورة الراقية باقية، يا شعوب الرابية !

06.9.2

منذ عودته من منفاه الباريسي المريح، وعون لا ينفك بسبب ومن دون سبب من انتقاد حكومة السنيورة التي خرجت حقا كالطفل البريء من رحم انتفاضة شعبية عفوية تاريخية عارمة. أدهشت العالم فوقف يصفق مشدوها لشجاعة شعب لبنان الحر العنيد. مرفرفا مع علمه الأخضر الأبيض الأحمر الفريد. إنها انتفاضة 14 آذار الوطنية الحضارية المليونية، والتي ليست أبدا ملك أقزام السياسة المنقلبين على مبادئهم، وإنما ملك الشهداء العمالقة من الرئيس رفيق الحريري إلى باسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي وصولا إلى صاحب المبادئ القائد جبران. ومن هنا فهي ملك الشعب اللبناني ممثلا بأكثريته البرلمانية الممثلة بهم من خلال غسان تويني ومروان حمادة وسعد الحريري وإلياس عطا الله ووليد جنبلاط وسمير جعجع وغيرهم من قادة انتفاضة الاستقلال. هذا الطفل أي الحكومة هو تماما كلبنان الجريح الخارج من قلب زلزال 14 آذار الإجرامي الحقير، يحتاج إلى الرعاية والحماية والعناية من غدر النظام البعثي السوري الشرير المتربص ضررا بلبنان السيادة والديمقراطية والاستقلال وحرية التعبير. فرأس النظام البعثي جن جنونه وطار صوابه ولم يقدر على إخفاء شحوبه وشجونه رغم هيصنته البلهاء وكثرة عيوبه، عندما جعلت حكومة السنيورة كشف حقيقة اغتيال الحريري ورفاقه هدفا أساسيا لها. عندها أعلنها بشار صراحة حربا شرسة عدوانية سياسية علنية ما زالت في أوج عنعنتها على حكومة السنيورة ومنذ لحظة ولادتها يساعده في ذلك أذنابه وعملائه وأنيابه من اللبنانيين والفلسطينيين وعلى كل الأصعدة، حتى أنه لم يخل خطاب لرأس النظام دون التهجم عليها وشتم رئيسها مبشرا بالحرب الأهلية والخراب والتكسير والدمار الاستراتيجي الذي تحقق بعملية حزب الله وتفاهم عون على يد إسرائيل. عدا ذلك لقد قام نفس النظام بإشعال حربا سرية مخابراتية دموية عبر العديد من الاغتيالات والانفجارات وبث الاشاعات وهي لم تتوقف حتى الآن. ومن هنا فلا عجب أن يصدر الموقف العدائي الأخير لبشار الأسد من نشر قوات دولية حسب القرار الأممي 1701 على الجانب اللبناني من الحدود لمراقبتها من الاختراق وفرض سيادة الدولة اللبنانية من استباحة شراذم البعث للمعابر والحدود اللبنانية. حيث اعتبر بشار ذلك إعلانا للحرب وهدد بإغلاق الحدود وقطع الكهرباء الذي يدفع سعرها لبنان لسوريا بالدولار. موقف بشار هذا واضح ولا يحتاج إلى توضيح، وإلا، فكيف سيتم تهريب السلاح والمتفجرات وعناصر القاعدة من المعابر لخراب لبنان؟
ويأتي ميشال عون الذي انقلب على نفسه ثم انقلبت نفسه عليه فغدا وكأنه لا يعيش مأساة شعب لبنان وحكومته مع سوريا بل ما زال يلهو بعيشه الرغيد في المنفى الباريسي المريح لينتقدها تارة عبر بيان وتارة أخرى عبر تصريح. هذا حق ديمقراطي له صريح، إلا أن مواقف العماد مشبوهة وفيها الكثير من الوصولية والانتهازية، وتصرفاته لا تخلو من الهرطقة السياسية، وأقواله فيها استفزاز وتهديد كتهديده بحرق تلفزيون المستقبل، أما طريقته في الكلام فهي مباشرة غير لائقة وفيها تجنٍ وتجريح. فهو ومنذ عودته إلى لبنان لم يقدم للبنانيين سوى التنظير عن الإصلاح والت
غيير ومعارضة الحكومة وكأنه نجم سياسي فرنسي يتنعم باستقرار الجمهورية الفرنسية ولا يهتز له جفن لاهتزازات الدولة اللبنانية التي تعاني من الاحتلالات والاختراقات والوصايات والهيمنات ومنذ اتفاقية القاهرة عام 69 . ودليل نفاقه السياسي هو انتقاده غير المبرر لرئيس الحكومة السنيورة بمناسبة وغير مناسبة ودفاعه عن رئيس التمديد لحود المفروض من بشار على لبنان وأيضا تمجيده إلى حد الانبطاح لحسن نصر الله الذي تسبب بدمار لبنان.
هذا وقد أصبح واضحا اليوم بأن عون لم يعد إلى الوطن مرفوع الرأس كما تظاهر وإنما مطأطئه تحت نير صفقة سياسة قبيحة وغير أخلاقية لم يستطع الخروج من طوقها عقدها مع لحود والنظام الأمني المخابراتي المتسورن الدموي الفاسد، انقلب من خلالها على كل مبادئه السابقة وقناعاته، وعززها بتفاهم مع حزب الله على حساب سيادة لبنان قبض ثمنه ملايين الدولارات الطاهرة.
النائب ميشال عون ما فتئ من رابيته من توجيه النقد تلو النقد، والتصريح وراء التصريح والتصعيد تلو التصعيد حتى أنه وصل إلى مرحلة تهديد حكومة الأستاذ فؤاد السنيورة. متهما إياها تارة في التقصير وعدم الإصلاح وتارة بأنها ليست حكومة وحدة وطنية يشاركه في هذا الرأي شريكه الأول حسن نصر الله. مع العلم أنها تحكم بأكثرية برلمانية مريحة جدا، والنظام الديمقراطي هو الحَكَم بالفتح والحُكْم بالضم لحرف الحاء لذهاب الحكومة أو بقائها وليس تمنيات عون ونصرالله لعرقلة المحكمة الدولية
إكراما لعيون بشار.
النائب ميشال عون
يشتغل بسياسة الإفلاس ويقول: "ان الوقت قد حان لخروج حكومة السنيورة من السلطة".

لماذا يا سيد عون؟ وهل الحكومة هي التي تسببت بهذه الحرب التي فرضتها مؤامرة أو مغامرة حزب الله ومن ورائه المشروع السوري الإيراني؟
ألم تشاركهم أنت بتفاهمك المريب مع حسن نصر الله على حساب المصلحة الوطنية العليا وانقلابك الغريب على القرار 1559 الذي يطالب بفرض سلطة الدولة والحكومة على كامل أراضيها، بالوصول إلى هذا الدمار. الشعب لم ينتخبك لبيع لبنان بثمن بخس!

كلها تدل على أن لا قيمة للوطن في قاموسك بل القيمة هي فقط للكرسي والمصالح والدولارات. لقد شوهت الضمائر وعطلت القرار الصحيح لعشرين نائبا انتخبهم الشعب اللبناني ليمثلوه حق تمثيل، لا ليدهوروه إلى الهاوية التي وصلنا إليها بهمة الشيخ حسن نصر الله !

هل اشتريت سكوتهم وخنوعهم لسياستك بالدولارات الطاهرة؟
هل الحكومة هي التي أخلفت بوعدها لأهل الحوار الوطني بالتهدئة لكي لا يتضرر موسم الاصطياف أم حليفك حسن نصر الله، الذي أوصلنا إلى هذه الكارثة
يا ما شاء الله؟
حليفك وحلفائه يعلنون الانتصار ولبنان ما زال ذليلا بسبب مشاريعهم تحت الحصار!
ومن كان قبل الحرب يتعنتر على قرارات الشرعية الدولية بخطاباته النارية ويعلن قدرته الصاروخية بتدمير نصف إسرائيل ومحوها بالمحياة النجادية؟
ومن كان يرفض بسط سلطة الدولة دولته اللبنانية على كامل أراضيها ؟
ويرفض دخول الجيش إلى الجنوب واستلامه الحدود
ويعتبره حارسا لإسرائيل؟ رغم أن الجيش السوري على حدود الجولان هو حارس حقيقي ومنذ عام 73 لإسرائيل. حيث لم يسمح بأن تطلق طلقة واحدة عليها.
ومن دق مسمار شبعا السوري في جسد لبنان الديمقراطي ليظل جرحا نازفا حسب الأوامر البشارية النجادية؟
وكان نصر الله يزأر لوجود ثلاثة أسرى لبنانيين في إسرائيل والآن أصبحوا أكثر من عشرين!
الشعب تألم ومن يتألم لا ينسى! الشعب اللبناني لن يسامح جلاديه وهو أذكى بكثير من سياسييه!
يجب على حزب الله وعون ومن لف لفهما أن يشكروا الحكومة ورئيسها الذي أوقف الحرب بمهارته الدبلوماسية الفائقة، وبدموعه التي هزت الوجدان العالمي. السنيورة هو الذي حفظ ماء وجه حزب الله بنقاطه السبع وجعل موضوع نزع السلاح شأن داخلي. هدية نصر الله إلى شعب لبنان المنكوب بعد 12 تموز
تكون بتسليم السلاح كاملا إلى الجيش اللبناني. ولا خوف على حكومة السنيورة المدعومة من الشعب بأكثريته، وأكثرية برلمانية مريحة.

عون مستعجل ويريد تغيير الحكومة. ولكن لم يوضح لماذا؟
علق أحد المواطنين قائلا: ."لقد اثبت الرئيس السنيورة انه رجل دولة من الطراز الاول ويستحق كل تقدير، وعلى كل الذين يطالبون بالتغيير الحكومي من حزب الله مرورا بعون ولحود وارسلان وفرنجية والحص، أن يحزموا حقائبهم و يسكنوا بسوريا او ايران ويشربوا حتى الثمالة عيران
.

مواقفك

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها