الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 
سعيد علم الدين

اقرأ المزيد...

 

سعيد علم الدين

 كاتب لبناني. برلين


ليس المهمُ أن تأكلَ لحمَ الخنزير، إنما الأهم ....

تحية حب خالدة الى روح الصحافي الأميركي الشاب جيمس فولي شهيد الحقيقة ومناصر ثورة الحرية والكرامة السورية، الذي ذبح بوحشية على يد خنزير من خنازير عصابة داعش الهمجية.

تحية مواساة يعتصرها الألم لأم الشهيد التي نعت "فلذة كبدها"، بكلمات مقتضبة تعبر من خلالها عن تجليات قمة الحزن الانساني الحضاري الراقي في أروع صوره على الاطلاق بقولها: "نشكر جيمس على السعادة التي منحنا إياها، كان ابناً رائعاً وإنساناً وصحافياً ممتازاً".

هذا كلام قديسين مفعم بالحب المتسامي على الجراح.

بالتأكيد أم رائعة لا بد وإن تلد وتربي وتنشئ ابنا رائعا!

مؤكدةً أن جيمس بذل حياته من أجل أن يظهر للعالم معاناة الشعب السوري.

فيا لهول مأساة إنسان، في مقتبل العمر والشباب، أن تنتهي حياته بهذه الطريقة الجبانة على يد الارهاب، بعد أن جاء من بلاده البعيدة تاركا حضن أمه الحنون ليقع في حضن الوحوش الكاسرة. لماذا؟

لأنه إنسان رائع وصحفي بارع أراد من خلال انسانيته وشجاعته في عمله كصحفي محترف الذهاب الى النبع لكشف الحقيقة من الأضاليل لما يحدث في سوريا. خاصة وأن ضجيج آلة بشار الاعلامية العالمية ترافقها جوقة أبواق محور الممانعة والمقاومة، التي تضلل الرأي العام المحلي والعالمي الى درجة تحويل المجرم القاتل الى ضحية، والشعب المطالب بالكرامة والحرية الى عصابات مسلحة إرهابية، والكذبة المخادعة الى حقيقة ملمعة، دفعته الى القيام بهذه المهمة الأخلاقية.

أراد جيمس بشجاعته المهنية أن يدخل الاراضي السورية ليرى الحقيقة بأم عينيه ويظهرها للعالم عن كثب بالكلمة والصورة الموثقة. أراد أن يظهر معاناة الشعب السوري المظلوم، فَذُبِحَ بلا رحمة على أيدي أبناء الشؤم أحفاد ابي لهب، وأمه أنيسة مخلوف في جيدها حبل من مسد، سيلتف حول عنقها وعنق ابنها الخنزير المتوحش بشار الأسد إلى الأبد.

فالأم الرائعة تربي ابنا رائعا. والأم الخنزيرة تربي خنزيرا بشعا!

فعصابات بشار هي المتهم الأول بخطف جيمس فولي وتسليمه في الوقت المناسب الى أدوات بشار المطيعة في داعش.

وكانت مؤسسة "غلوبال بوست" الإخبارية وعائلة الصحافي جيمس فولي المختفي في سوريا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2012، قد رجحت في بداية عام 2013 أن يكون جيمس محتجزاً في أحد مراكز مخابرات النظام السوري قرب العاصمة دمشق.

خاصة بعد أن أشارت التحريات التي استمرت 5 أشهر إلى أن مسلحين موالين للنظام خطفوا فولي في شمال غرب سوريا، فور عبوره الحدود التركية بسيارة إلى داخل الأراضي السورية، وسلموه لعصابات النظام التي بدورها وضعته قيد الاحتجاز في أحد مراكز الاعتقال.

فبشار وليس غيره هو المسؤول الأول والمباشر عن مأساة هذا الصحافي الشجاع. وبشار وليس غيره هو أول من ارتكب المجازر بحق السوريين المتظاهرين السلميين ثم أتبعها ذبحا للآلاف من المواطنين الآمنين وعائلات بأكملها بالسكاكين، ولم يسلم من ذبِّيحَته الخنازير وبراميله العشوائية لا الطفل ولا الأم ولا حتى الشيخ المسكين.

فلعنة الله عليك يا بشار اللعين من أم جيمس الثكلى ومن أمهات كل السوريين واللبنانيين المفقودين والى أبد الآبدين!

فخنازير داعش المتوحشة لم تذبح جيمس وحده، وإنما ذبحت معه تضحيات وآمال وأحلام الشعب السوري في الحرية والكرامة.

ولا بد من القول هنا إن هول ما يحدث في سوريا والعراق على أيدي عصابات همجية متخنزرةٍ قذرة سنية علوية شيعية عديمة الانسانية والأخلاق يدمي القلب ويحرق الفؤاد ويترك العقل في حالة من الاكتئاب والذهول.

هل هؤلاء هم وباء الطاعون ام غلمان الملالي وصبيان مخابرات بشار والمالكي وخريجو سجون؟

هل هم جلطة في العقول أم أحفاد التتر والمغول؟

هم كل هؤلاء. هم دمى بيد الأعداء، وبخلطة عجيبة غريبة شكلها جهل وغباء، ومضمونها شر وبلاء، قتلُ أبرياء وسفك دماء.

هم الداعشيون الأوغاد قاطعوا الرقاب والأرزاق وخانقوا البلاد وآكلوا الأكباد في شهوة غريبة الى القتل وسفك الدماء وسبي النساء وبيعهم في الأسواق أو توزيعهم مغانم على الأصحاب اقتداء بما كان يفعل الأسلاف.

وما دخلت "القاعدةُ" وتفريخاتهُا الدمويةُ القاعدةُ على مؤخرتها العقائدية:

-        عقلَ شاب إلا وغسلته بمطهر الآيات، فأصبح بين أيدي قادتها أداة طيعة لارتكاب الجرائم النكراء على أنواعها وببشاعة ترفع له الشياطين قبعاتها؛

-        وبلدا الا وافسدته، وعاثت فيه قتلا وتفجيرا وخرابا وتدميرا؛

-        ومجتمعا إلا وكفرته وأرهبته وأرهقْتهُ بأضاليلها وذبحت شعبه بسكاكينها؛

-        وثورة إلا ونكبتها وخلخلت توازنها ومزقتها شر ممزق. لماذا؟

لأنها تريد وببساطة إقامة شرع الله على الأرض معتمده في إجرامها على دغدغة العواطف الدينية للسذج والمتحمسين والمغفلين من الشباب مدعومة بالآيات القرآنية المتشددة والأحاديث المحمدية المتطرفة التي تدعو الى الجهاد في محاربة الكفار ونشر الاسلام بالعنف المفرط والقوة الغاشمة في كل مكان.

ولهذا تجد هؤلاء الخنازير يتلذذون بذبح ضحاياهم بأوامر شيوخ الدين وكأنه أمر عادي ومن صميم الممارسة الدينية السمحاء، وبعد قطع رأس المسكين (يا لهول المنظر الفاجعة بحق الإنسانية) تراهم مكبرين مهللين مستبشرين ليأخذوا الصور التذكارية مع الرؤوس المقطوعة غير آبهين لمشاعر الأهل الموجوعين المتألمين المصدومين المكلومين المرعوبين المفجوعين.

ثم يحدثونك بعد هذا العمل الجبان عن العدل والأمان الذي سيسود العالم في كل مكان في حال تطبيق شرع الاسلام الذي أُنزلَ بالبراشوت الرباني ليتحول من يطبقه الى إله طاغوت: قاعدي مهووس طالباني، نصرالله مستكبر مالكي خبيث ملا ايراني، ووهابي سلفي اخواني وداعشي دموي إرهابي، وفي نيجيريا تم بعونه تعالى إعلان دولة خلافة البكو حرامي.
فقبل أن تتحدث عن العدل والأمان أيها الداعشي الجبان عليك أن تكون رحيما مع بني الانسان ولا تلطخ يديك بدماء العزل الأبرياء وتقتل الشباب وتغتصب البنات وتسبي النساء.

ولقد استطاعت مخابرات بشار وحرس الملالي تحويل الثورة الشعبية في  سوريا والعراق الى صراع مذهبي دموي حاد تشارك به حالش الارهابية وداعش الإجرامية و"القاعدة" الغبية وباقي الميلشيات الشيعية الثأرية أبناء ثقافة الظلم واللطم والرجم وسفك الدم وتأجيج الفتن وتفجير الأحقاد؟

لقد قدمت الدواعش السنية وقبلها ومعها الحوالش الشيعية للعالم أجمع صورة جليةً واضحة المعالم وبلا رتوش عن جوهر الاسلام المتطرف الوهابي الإخواني، السلفي الأصولي الطالباني، الخبيث الثأري الميليشياوي الإيراني، القاعدي الجهادي التكفيري الدموي العدواني الرافض للآخر وللعالم المتحضر رفضا قاطعا.

فهؤلاء المراهقين دينيا الدمويين قاطعي الرؤوس قطعوا علاقتهم مع العالم المتحضر بالسيف القاطع ولم يبق لهم سوى أعمال الخطف والقتل، والاجرام والاغتيال، وقطع الراس بجبن الأنذال.

فداعش كلمة جديدة دخلت على القاموس، في القرن الواحد والعشرين بوحشية شريرة وبحد السكين تذكر بعصور الظلام البدائية والظلاميين، سترددها كتب التاريخ والأجيال كتعبير عن حقبة انحطاط بربرية سوداء ضربت سوريا والعراق والمنطقة العربية شر بلاء.

فليس المهم ابدا أن تأكل لحم الخنزير، وإنما الأهم أن لا تكون خنزيرا!

فعندما تأكل لحم الخنزير فهذه مشكلتك، أما عندما تكون خنزيرا فهي مشكلة الانسانية جمعاء.

فكن إنسانا شجاعا عطوفا رحيما كجيمس، ولا تكن خنزيرا متوحشا بشعا رجيما كأبي بكر البغدادي وبشار!

الرحمة على روحك الطاهرة يا جيمس .. والخزي والعار لجماعات وقطعان الارهاب الاسلامي! 

مع كامل الاحترام للخنزير هذا الحيوان الأليف والمفيد والمعطاء.

سعيد ب. علم الدين

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها 

  الرئيسة سياسة |  روابط | نشيد قومي | أرشيف | إتصل بنا |                                                                                  تبرع |
 
 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها