اقرأ المزيد...
سعيد علم الدين
كاتب
لبناني. برلين
لماذا
جن جنون نوري المالكي؟
هناك ثغرة في الواقع السعودي. انها ليست ثغرة الدفرسوار الحربية التي دخل
منها شارون الى قلب مصر، لارباك الجيش المصري ولجم قدراته الهجومية لتحرير
سيناء بالكامل وقلب موازين حرب أكتوبر لصالح اسرائيل، وانما هي ثغرة غير
مرئية من نوع آخر أشد ضررا وأفدح خسارة للسعودية استغلها الأعداء الجدد من
شياطين ملالي ايران المعممين الحاقدين واتباعهم الطائفيين النرجسيين
الدمويين من بشار الى نصرالله الى المالكي، أبشع استغلال من خلال مساهمة
أساليب مخابراتهم الشيطانية:
- المحترفة في غسل عقول الشباب العاطفية الاسلامية السنية الساذجة
واختراقها مخابراتيا بسهولة لإقناعها في التشدد ودفعها الى هاوية التطرف،
وتحويلها الى أداة لخراب دولنا كما حدث مع "فتح الاسلام" والقاعدة وداعش
وغيرهم من مسميات. كيف لا وهناك علاقة عضوية استراتيجية تربط بين التطرف
الشيعي المهيمن على دول وطاقاتها والتطرف السني المنبوذ، وبالتالي بين
ملالي ايران وحرسها وعصاباتها في المنطقة وبشار وشبيحته وحالش والميليشيات
الطائفية العراقية، وبين الاخوان والقاعدة وداعش في محاربة الحرية
والديمقراطية والعدالة والسلام وحقوق الانسان والعداء لأمريكا والدول
الغربية.
- والمتمرسة منذ عشرات السنين في التخطيط والحشد والتنظيم والتجنيد
والاغتيال والتفجير والتفخيخ.
أستطاع محور الشر المحنك وصاحب التجارب في هذا المضمار توسيع هذه الثغرة
المفتوحة أصلا للدخول الى قلب الاعتدال السعودي واظهاره للعالم على غير
صورته الحقيقية، وكأنه بؤرة لنشر ثقافة الإرهاب والقتل والتفخيخ وتجنيد
الانتحاريين لسفك دماء الأبرياء.
أي وبكل خسة وصفاقة ونذالة وحقارة إلصاق ما بهم من إرهاب، وما يمارسونه من
إجرام وعدوانية وسفك دماء وقتل أبرياء، بغيرهم!
ساعدتهم في سياستهم العدوانية هذه وبطريقة غير مباشرة خطابات الجهاد ودعوات
القتال وبث الحماس الديني من بعض الجهلة الدعاة من رجال الدين السعوديين
الساذجين والغير ملمين أصلا بألف باء السياسة الإقليمية وتعقيداتها
والدولية وتشابكاتها، فكيف بألاعيب أساطين أصحاب التقية وأبلستهم الحاقدة
الطائفية المتربصين بنا شرا.
هذه الدعوات الى الجهاد حركت المجتمع الديني السعودي المنغلق والمتقبل
لهكذا افكار جهادية تدعو لمحاربة الكفار وغررت بالشباب السعودي المتحمس
دينيا في الدفاع عن أرض الإسلام، ودفعته بمساندة النظام السعودي في البداية
للمشاركة في الجهاد المقدس تحت عنوان مقاتلة الغزاة الروس في افغانستان.
بعد انتهاء حرب افغانستان بهزيمة الروس تحول المجاهدون المدربون المتطرفون
تحت مسمى "القاعدة" لضرب أوطانهم وفي مقدمتها السعودية ومصر والجزائر ومن
ثم الجهاد ضد الغزاة الأمريكيين في العراق ومناطق اخرى. بعد اندلاع ثورات
الربيع العربي ظهر هؤلاء القاعديون التكفيريون تحت مسميات مختلفة من جديد
في تونس وليبيا ومصر واليمن وأخيرا في سوريا ولبنان.
ولكن قبل ان ندخل في صميم الموضوع لا بد من توجيه التحية الى المملكة
العربية السعودية وحكومتها الرشيدة التي تحملت وما زالت تتحمل الكثير من
التجنيات المغرضة والاتهامات الباطلة والتجريح المتعمد من قبل اشهر أساتذه
القتل والإرهاب في العالم، ألا وهم عصابات محور الشر الايراني - المالكي –
البشاري الحالشي المخابراتي الطائفي الحاقد والظلامي الفاسد.
وكل هذه الجوقة الباغية وملحقاتها السافلة تتآمر على السعودية فقط بسبب
موقفها الثابت والصلب والهمام من كل القضايا العربية وفي مقدمتها قضية
الشعب السوري المنكوب بإجرام آل أسد، ودعم ثورته ثورة الحرية والكرامة
الجبارة بقيادة الجيش السوري الحر.
لم يعد يخفى على أحد أن محور الشر بقيادة ملالي الإجرام قد أعلن الحرب على
الشعب السوري لكسر ارادته وسحق ثورته وهزيمته وبالتالي هزيمة كل الدول
العربية في محاولة مكشوفة للسيطرة على المنطقة على شاكلة السيطرة على لبنان
من خلال ميليشيات حالش الشيعية وعلى العراق من خلال المالكي وميليشياته
الدموية الطائفية، وما زالت تحاول في البحرين من خلال المجموعات الشيعية
الموالية لها.
وما ان أغلقت السعودية الثغرة حتى جاءت المالكي كلمة السر من طهران فجن
جنونه نافثا حقده السام والموجه ايرانيا في هجوم هو الأعنف على السعودية من
خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة "فرانس 24" معتبرا فيها ان الرياض تبنت "دعم
الارهاب في المنطقة والعالم، وان السعودية وقطر تزعزعان استقرار العراق
بشكل مباشر مؤكدا "انهم يهاجمون العراق عبر سوريا وبشكل مباشر بل هم اعلنوا
الحرب على العراق كما اعلنوها على سوريا، ولخلفيات طائفية وسياسية".
متهما هاتين الدولتين بتحفيز المنظمات الارهابية وبينها القاعدة و"دعمها
سياسيا واعلاميا" ودعمها كذلك "السخي ماليا بشراء الاسلحة لصالح هذه
المنظمات الارهابية".
و"انهما تأويان "زعماء الارهاب والقاعدة الطائفيين والتكفيريين وتجندان
المسلحين".
كما راى المالكي ان "الموقف السعودي الخطير يعتبر المتبني لدعم الارهاب
بالعالم يدعمونه في سوريا والعراق ولبنان ومصر وليبيا وحتى في دول خارج
المجموعة العربية".
ان صراخ المالكي الساقط عراقيا وعربيا وانسانيا وهذيانه هذا، والذي أوصلت
سياسته الطائفية المقيتة العراق الى ما هو عليه الآن من فوضى وفتن وسفك
دماء، إنما هي تغطية على جرائم محوره الممانعجي الممنهجة والمخطط لها من
قبل مخابرات الحرس الرجعي الإيراني وخلاياه النائمة والنشطة لتخريب المنطقة
واضعاف دولها لتسقط دولة بعد الأخرى في فم الملالي القذر.
ولم يبق أمام خامنئي إلا اللطم فأوعز للمالكي للقيام بهذا التهجم التلفيقي
الكاذب جملة وتفصيلا، بعد أن أربكتهم المملكة، بل صعقتهم وصفعتهم صفعة معلم
على وجوههم جميعا، واسقطت الحجج التي كانت بأيديهم، وأسكتت اسطوانتهم
المشروخة، بعد أن أغلقت الثغرة بوضعها داعش واخواتها على لائحة الارهاب،
محرمة على الشباب السعودي القتال خارج المملكة تحت طائلة الملاحقة
القانونية بالسجن حتى عشر سنوات، وداعية كل من غرر به من الشباب للعودة
فورا الى الوطن. بهذه الخطوات الجريئة والغير مسبوقة حرمت السعودية جوقة
الخامنئي من معزوفة ِداعش التي يرددونها ليلا نهارا وسرا وجهارا بان
السعودية هي وراء تسليحها وانشائها. مع العلم ان داعش واخواتها مخترقون من
قبل مخابرات الممانعجية وخنجر مسموم يطعن في ظهر الثورة السورية وممارساته
كلها لا تخدم إلا نظام القاتل بشار.
داعش تتألف من كثير من الجنسيات ولو كان فيها مئة عراقي ومئة سوري وسعودي
واحد لا يرون المئة، بل الواحد لكي يتهمون السعودية اتهامات باطلة بالإرهاب.
الحقيقة هنا ان السعودية تتقبل الدول الأخرى وأنظمتها كما هي دون أن تتدخل
في شؤون الآخرين، إلا أنها تهرع من خلال مسؤوليتها العربية لإصلاح ذات
البين وجمع المتخاصمين كما فعلت في كل أزمات المنطقة وبالأخص في لبنان
وفلسطين واليمن، أما دولة الملالي الشيعية العنصرية في إيران فهدفت ومنذ
اللحظة الأولى على تصدير ما يسمى "ثورة" الى الدول المجاورة فتسببت بالحروب
والأزمات والفتن ونشر ثقافة الموت والارهاب في العالم أجمع.
سعيد ب. علم الدين. برلين |
|
|
المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها |
|
|
|