الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

سعيد علم الدين

اقرأ المزيد...

 

سعيد علم الدين

 كاتب لبناني. برلين


 انتصارات الأرانب

برلين في 2013.06.13

أنا على ثقة تامة ويقين بأن علم الثورة السورية سيرتفع من جديد مرفرفا فوق القصير. القصير المكلومة بشعبها المشرد في البراري والنازف على الطرقات. القصير الباكية على اطفالها وشهدائها بصمت مجلجل ودمعات مرة هي قطرات من دم قان. القصير التي تستعد اليوم للنصر على الحقد والبغي والقهر. وثقتي بانتصارها مبنية على وقائع وحقائق ورؤى أراها واضحة وضوح شمس. فسوريا المضرجة بدمائها المثخنة بجروح شعبها الثائر من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية وحقوق الانسان والعيش في مجتمع يحترم الروح الانسانية ولا يحتقرها كما فعل نظام آل اسد المجرم ومنذ اكثر من اربعين سنة.
ولا يتحالف مع المجرم القاتل الا القتلة والمجرمين أمثاله.
ان معركة القصير، التي حشد لها النظام المجرم مع حزب اللات والحرس الايراني العدة والعدد ودكوها بقذائف وصواريخ بلا عدد وطبلوا وزمروا ورقصوا على انقاض بناياتها المدمرة الأرانب من قطعان الاسد ونصر اللات وقنوات المنار والميادين والجديد وغيرها من الأبواق، هي جزء من الحرب الشعبية الطويلة الأمد لتحرير سوريا بكاملها من عصابة آل أسد.
يوم تحرير سوريا قادم وسينبلج رويدا رويدا كالفجر من قلب الظلام الدامس.
فسوريا الثائرة على القهر اليوم تصنع بدماء شعبها الجبار مستقبلا جديدا لعالم ديمقراطي تعددي سلمي آمن حر أفضل.
الثورة السورية هي اسطورة القرن الواحد والعشرين التي ستتغنى بها اجيال العالم وليس اجيال سوريا فقط. وانتصار هذه الثورة المؤكد هو انكسار مدوي لقوى الاستبداد والقمع والطغيان من الضاحية الى موسكو الى طهران.
لقد تعلمنا ونحن في الصغر على مقاعد الدراسة الابتدائية قصة الأرنب المغرور بسرعته ورشاقته وخفته وقوة قفزه بسباقه مع السلحفاة المسكينة البطيئة الهادئة الهادفة والمثابرة الصابرة. ومغازي هذه القصة تنطبق اليوم على ما يحدث في سوريا. وكما تقول الأقصوصة كيف ان السباق انتهى بوصول السلحفاة بنشاطها النوعي الحثيث الى الهدف المنشود بينما الأرنب الغبي المغرور كان متلهيا بالقفز هنا وهناك واعلان الانتصارات الجوفاء من دمشق الى بابا عمرو الى القصير الى داريا التي اقتحمها اكثر من مرة معلنا الانتصار ومرتكبا اعظم المجازر والدمار، الا انه ومنذ اكثر من سنة يوجه الحملة تلك الاخرى مستعينا بمجموعة الارانب من قطعان الحرس الرجعي الإيراني البرابرة من لبنانيين وعراقيين وحوثيين وايرانيين وداريا صامدة في وجوههم جميعا صمود الجبابرة.
وصفة الارنب تليق ببشار ، لأنه لم لو يكن ارنبا مخابراتيا متلهيا في الظلام بتخريب لبنان والعراق والاردن وفلسطين لحرر الجولان بشجاعة وبسالة وصلابة الشعب السوري ومنذ سنين.
ولو كان بشار يملك ذرة من النخوة والشهامة والكرامة لما تسبب بهذه المأساة الرهيبة لملايين من بنات وأبناء الشعب السوري. ولكن بشار تربى في اسطبل حافظ وأنيسة ولا عجب ان يكون كما هي الحال عميلا لملالي إيران وخال من كل المشاعر الانسانية والوطنية والقومية.
اما حسن نصر اللات فهو ايضا، لو لم يكن ارنبا لما علا صياحه وصراخه وتهديداته ومنذ عام 2006 وفقط من خلف الشاشة. ومرة واحدة يتيمة ظهر بين الناس ولدقائق وهو في حالة من الرعب والفزع. هذا ليس قائدا مغوارا يواجه الموت بشجاعة الأبطال بقدر ما هو عميل ايراني صغير. هو يرسل الشباب للموت الرخيص ويحافظ على حياته في السراديب تحت سابع ارض.
وبينما كانت مجموعة الارانب تحتفل بالنصر المزيف على مدينة القصير الصغيرة كان الجيش الحر المقدام يخوض المعارك الشرسة في دمشق والغوطة ويسطر ببطولاته النوعية الانجازات من درعا الى الجولان الى الرقة الى ادلب وريف حماة وحلب . هذه الانجازات التي تتحقق بثقة وثبات وتسير رويدا رويدا كسير السلحفاة ستؤدي أخيرا الى الهدف المنشود بتحرير سوريا من نظام الاجرام الأسدي الايراني.
النظام المجرم قبل سنتين كان يسيطر على سوريا بكاملها اليوم هذا النظام بحاجة ماسة للارانب من الضاحية الى بغداد الى طهران الى موسكو ولولا مساعدتهم لسقط منذ زمن تحت اقدام الجيش الحر.
الجيش الحر انطلق من الصفر وهو يسيطر اليوم دون مساعدة احد وبخذلان فاضح من دول العالم الحر على اكثر من ستين في المئة من الارض السورية وتحت اقل تقدير. الجيش الحر يسير بمثابرة وتضحيات وصبر لتحقيق النصر.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها