تعقيبا على كلام الدكتور سمير جعجع
برلين 2012.05.22
نعزي أهلنا في عكار الحبيبة على المصاب الجلل الذي حل بهم وبنا وبلبنان.
عكار البطولة والشهامة، الرجولة والكرامة، المجد والعنفوان، الغيرة لوطن
الأرز والاخلاص، والولاء لدولة وجيش لبنان.
وهل هناك جيش للبنان دون شباب عكار أسوده البواسل؟ الذين قدموا خيرة
الشهداء في وجه ارهابيي المجرم بشار دفاعا عن حرية لبنان وسلامة أراضيه في
معارك نهر البارد البطولية.
نعزيهم من القلب على الجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها فضيلة الشيخ الشهيد
أحمد عبد الواحد ورفيقه الشهيد محمد المرعب والتي ارتكبتها عناصر عسكرية
حاقدة مأجورة مندسة عميلة لطاغية الشام يجب محاكمتها وانزال أشد العقاب بها،
لأنها لا تمت الى اخلاقية ومناقبية وحرفية ووطنية وإنسانية الجيش اللبناني
الباسل بصلة.
وعلى الأكثر هي عناصر خادمة للمشروع الإيراني في انقاذ النظام السوري من
الحالة الخانقة التي يعاني منها بسبب ثورة الحرية السورية.
قال جعجع في حديث "للمركزية" 2012.5.16 :
"طالما أن عون لم يصدق، كما اعلن نبأ محاولة اغتيالي، لما لم يعمد إلى
توجيه السؤال إلى وزير العدل ... أو تكليفه استطلاع رأي قاضي التحقيق في
القضية في ما يملك من معلومات في هذا الشأن، ولما لم يطلب هذه المعلومات من
اصدقائه الموجودين في الحكومة أو في الادارات ...، ليتمكن في ضوء الاجابات
من تحديد ما اذا كانت "الخبرية تخرط في رأسه أم لا؟".
وكيف ستخرط الخبرية وتنخرط خارطتها العملانية الجيوسياسية في رأس ميشال عون
الشمولي الإلغائي المتطرف وتقنعه بوقوعها، وهو التابع الذليل لمحور
الشموليين الدكتاتوريين الدمويين، حيث ربط مصيره بمصيرهم الى أن يهزهم ريح
التغيير ويتساقطوا جميعهم كأوراق الخريف الصفراء؟
وكيف ستخرط عملية الاغتيال الفاشلة برأس المنخرط بكرسي الرئاسة حتى الرمق
الأخير، وهو الذي كان يمني النفس بنجاحها الأكيد ليصبح، هو وليس غيره بعد
حذف سمير العنيد، الزعيم الماروني الوحيد المتربع على عرش بعبدا القريب
البعيد؟
من صفات الشمولي الموصوفة وبكل المقاييس والمعروفة عالميا عبر تجارب
التاريخ: الحقد واعتبار الخصم السياسي عدوا يجب حذفه عن الخارطة السياسية
وبأي طريقة دموية همجية تآمرية ظالمة. وهذه هي ممارسات المخابرات الأسدية
وحليفتها الفارسية في اسكات الخصم وإرهابه من خلال: الاغتيال والإعدام
والتصفية والقتل في أسوء الحالات، أو النفي والتهجير والخطف والقمع
والاعتقال والسجن والعزل في أحسن الحالات. وبالتالي هي ممارسات شبيحة حزب
الله الإرهابي الشمولي في لبنان ومنذ تأسيسه على يد الحرس الثوري الإيراني
الذي ارتكب أبشع عمليات الخطف والاغتيال التي طاولت أحرار الشيعة من
الشيوعيين واليساريين والقوميين العرب، ومن ثم انتقاله لاغتيال أحرار لبنان.
ومن هنا ان تتهم المحكمة الدولية عناصر قيادية من جماعة الأشرار بارتكاب
جريمة العصر في 14 شباط، فهذا بلا شك تحصيل حاصل سيتم دعمه عند انطلاق
مداولات المحكمة:
بالاعترافات والمستندات والوثائق والشهود والقرائن والأدلة الدامغة.
المعذرة عندما نقول انك عنيد يا حكيم!
ولكنك أثبت أنك عنيد بالموقف الثابت، بالمبدأ الحق، بأصالتك وأمانتك ومحبتك
لشعبك اللبناني وتعاطفك مع قضايا العرب وفي مقدمتها قضايا الحرية وفلسطين،
وحفاظك على القيم الديمقراطية العريقة والصيغة اللبنانية الفريدة، والعمل
بإخلاص لمصلحة لبنان السيد الحر الديمقراطي المستقل وخلاص شعبه من مستنقع
الفوضى والفتن والشر وقيام دولته القادرة القوية رغم ما يحاك لها من
مؤامرات في مطابخ أحزاب وتيارات وأنظمة الشمولية والغدر.
فهنيئا لك بهذا العناد الذي هو فخر لك وللبنان ولربيع العرب. وهذا ما
يجعلنا نخاف عليك من جماعة الأشرار المتربصين بالأحرار!
هذا ومن راقب بدقة وجه عون المكفهر وحركاته المضطربة بعد أول اطلالة
تلفزيونية له ساعات اثر انتشار خبر فشل محاولة الاغتيال تأكد له دون شك بأن
محاولة الاغتيال وحذف اهم خصم سياسي أو عدو رئاسي من أمام تحقيق طموحات
الفلد جنرال الرئاسية كانت أكثر من خارطة في رأسه المُسطَّح ومرسومة
بحذافيرها على وجهه المكفهر.
وتساءل الخبثاء المتآمرون من جماعة الأشرار و8 آذار:
وهل محاولة اغتيال الدكتور جعجع جدية؟
وهل المستهدَفُ يا هل ترى هو من رموز ميليشيات 8 آذار لكي لا تكون العملية
جدية؟
وهل عند ميليشيات 8 آذار رموز وطنية، وهم من حوَّل الدولة اللبنانية من
خلال دويلاتهم الميليشياوية ومربعاتهم الأمنية وتبعياتهم للمخابرات
الإيرانية الأسدية الى جمهورية ليمون وموز وفوضى وتجارة مخدرات وزعران
وبلطجية؟
اعتقال الشاب شادي المولوي الغير قانوني الشبيحي من قبل الأمن العام
اللبناني والأصح الحزبلاتي الايراني في طرابلس والذي أدى الى فتنة مدبرة
للمدينة من قبل مطابخ المخابرات الإيرانية الأسدية في الضاحية وأدواته
المتغلغلة في طرابلس وفي بعل محسن بالذات يدل دلالة واضحة على التردي الذي
وصلت اليه بعض المؤسسات الأمنية اللبنانية المهيمن عليها من قبل ميليشيات
الحزب الصفوي.
حتى ولو أكد وزير الداخلية الاستاذ مروان شربل جدية محاولة الاغتيال عبر
الدلائل التي يملكها، إلا أن قادة ميليشيات 8 آذار، من حزب الله الى امل
الى المردة الى القومي السوري الى تيار البرتقال العوني الليموني الأورنجي
الدكنجي الى باقي الأبواق الاعلامية التضليلية التهكمية ستشكك بجدية وقوعها
فلقد قاموا ومنذ اللحظة الأولى بتسخيف حدوثها واعتبارها فبركة اعلامية وضجة
قواتية:
وكأنها مزحة سياسية قاتلة غير قابلة التصديق او نكتة سمجة من نكات أمراء
الحرب اللبنانية من العيار الثقيل.
وكأنها تركيبة كتركيباتهم التي لا تعد ولا تحصى، أو فبركة اعلامية من
فبركات اعلامهم الحربي أو عملية تمثيلية وهمية تضليلية استباقية كم هم
ضليعين ومحترفين بلعبها على مسرح الكذب والخداع الذي يجيدونه بامتياز. كيف
لا ومخهم الشيطاني لا يشتغل الا باتجاه واحد ألا وهو الشر والتخوين
والتكذيب، وبيئتهم هي الحاضنة للخونة والعملاء والكذابين.
وكأن المستهدف يجب ان يقتل أولا متحولا الى شهيد لكي يستنكروا علنا
الاستنكار الشديد متهمين كالعادة اسرائيل، وفي سرهم يستبشروا خيرا بإفراغ
الساحة من خصم سياسي سيادي وطني حر شريف.
وكأنه لم تحدث سابقا عمليات اغتيال فاشلة أخطأ مرتكبوها في دقة الحسابات
وأدت الى شهداء أحياء أمثال الشهداء الأحياء السادة مروان حمادة والياس
المر والسيدة مي شدياق وسمير شحادة وغيرهم. هؤلاء نجو من الموت المحتم
بأعجوبة. تماما كما نجا جعجع بأعجوبة.
والسبب أن ما أنقذ د. جعجع من الموت المحتم هو انه كان يتحرك أي يمشي لحظة
اطلاق الرصاص عليه ولم يكن في حالة ثبات واقفا او جالسا. لو انه كان جالسا
مثلا لكانت الإصابة قاتلة ولكان اليوم د. جعجع شهيدا جديدا يضاف الى كوكبة
شهداء ثورة الارز الأبطال. شهداء الحرية والكرامة والسيادة واستعادة القرار
الوطني اللبناني من مغتصبيه شبيحة المحور الصفوي الأسدي.
جماعة الأشرار في وضع مربك ومحموم، كيف لا ورياح ثورة الحرية السورية
العاصفة تعصف بحليفهم النظام الاسدي الخائن يوميا ومنذ أكثر من سنة
لاقتلاعه من جذوره. ولهذا فلا بد من محاولة اغتيال تخلط الأوراق ليتم من
خلالها في اعتقادهم تغيير مجرى رياح التغيير وتحويلها الى لبنان.
فنجاح ثورات الربيع العربي الشبابية التقدمية، التواقة الى استعادة الحرية
وبناء أنظمة ديمقراطية كانت مفاجأة المفاجآت التي أربكت مشروع الملالي
الشمولي الاستبدادي وزلزلت أساساته المبنية على التخلف والرجعية والقمع
والمخابرات والكذب وبث سموم الفتن بين الأشقاء ونشر ثقافة الثأر المذهبية
الجاهلية، وحشرته في الزاوية فأفقدته توازنه الى درجة ان ملالي ايران
انخرطت مع حزب الله واحزاب العراق الموالية لها في إخماد ثورة الربيع
السورية التي بنجاحها سيكون الفشل الذريع لمشاريع ملالي إيران التوسعية
وطموحاتها العدوانية في السيطرة على العالم العربي.
ومن هنا فمحاولة الاغتيال الفاشلة تدعونا الى التوقف عندها بتساؤلات تعبر
عن حقيقة الامر وتدعونا الى التفكير بمصيرية الوضع اللبناني المحتقن
والمنقسم حول الثورة السورية. التي تدعمها علنا بالكلمة والموقف السياسي
قوى 14 آذار وقمة هذا الدعم أظهره د. جعجع بكل وضوح في ذكرى حل القوات
اللبنانية على يد الوصاية الأسدية خلال احتلالها للبنان.
لقد انغرزت كلماته الواضحة دعما للثورة السورية في هذه الذكرى من شدة وقعها
سهاما في قلوبهم الحاقدة فجن جنونهم وأعمت الأحداث المتلاحقة في سوريا
الثورة بصيرتهم فكان ردهم من خلال عملية قنص نظيفة ولا من شاب ولا من دري.
وسيستنكر بالطبع إعلامهم الغبي وسيتهم كالعادة إسرائيل، حسب نظريات حسن
نصرالله البوليسية التضليلية في العمليات الاغتيالية.
للتذكير لقد تم منذ عام 2004 وقبل وبعد هذا التاريخ عشرات الاغتيالات
والتفجيرات التي لم تكن فبركات اعلامية كما يحلو للوزير العوني عبود
اعتبارها، وإنما دماء وشهداء وجرحى وأشلاء.
الظروف الملائمة وعين القدر الساهرة أنقذت لبنان من مصير مجهول ود. جعجع من
مصير محتوم قرره مجرمون محترفون لا يتوانون عن ارتكاب الجرائم لأنها جزء
أساسي من مشروعهم الفارسي في السيطرة وبشتى الوسائل الهمجية على استعادة
امجاد غابرة أكل عليها الزمن وغط غطته الأخيرة.
ويظل لبنان حقل الاختبار الجاهز لمعارك ملالي ايران وبأيدي غلمانها
المطيعين الشطار المغامرين بوطنهم حتى الانتحار وجره بغرور واستكبار الى
الحرب والفتن والدمار.
ولهذا فهي تريد من خلال أدواتها الامساك بمفاصل الدولة لمواجهة الغرب،
المتيقظ لخطورة مشاريعها النووية المدمرة، على الساحة اللبنانية كجس نبض
لجدية الغرب، قبل ان تتابع غطرستها العدوانية أو ترعوي وتتضبضب وتعود الى
رشدها بعد ان يدفع لبنان الثمن ككل مرة.
لقد كان جعجع وما يزال وسيظل مع رموز 14 آذار وأولهم دولة الرئيس الشيخ سعد
الحريري مخارز حق حادة في عيني القتلة المجرمين أعداء الحرية.
حمى الله لبنان وشعبه والدكتور جعجع وعكار وكل الأحرار في العالم العربي
وفي سوريا أرض الثوار من حيل وأكاذيب وأضاليل ومؤامرات واغتيالات وفبركات
جماعة محور الأشرار أهل الغدر والقتل وخراب الديار!