الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

سعيد علم الديناقرأ المزيد...

سعيد علم الدين

كاتب لبناني. برلين


لا مسدس مصوب إلى الرأس ولا هم يحزنون!

 07.02.26

وسألت "النهار" رئيس حركة "أمل" السيد نبيه بري هل يكتفي بالمواقف التي يتخذها حتى الآن ازاء ما يحصل، لأن مسار الامور يتجه الى أبواب مسدودة، فيجيب بعد تفكير: "اذا لم تسوَّ الامور ولم نصل الى ايجاد حلول، فسأعقد مؤتمرا صحافيا مفصلا قبل نهاية شباط الجاري أشرح فيه للبنانيين كل شيء من الالف الى الياء. في اختصار، سأفضح من يعرقل قيام المحكمة الدولية وانشاء حكومة الوحدة الوطنية، لأن من واجباتي اطلاع اللبنانيين على هذه التفاصيل".
سنحاول أن نتكهن بما يمكن أن يقوله تفصيلاً السيد بري في مؤتمره الصحافي:

هل ممكن أن يقول شيئاً جديدا لا يعرفه اللبنانيون؟

لا، لأنه أصبح بحركاته وهمساته وتصريحاته ومؤتمراته وتفصيلاته مكشوفا للشعب اللبناني والعربي، ومواقفه لن يكون فيها شيءٌ جديدٌ بعد أن أصبح طرفا وشل المجلس النيابي أهم مؤسسة دستورية في البلاد بأعذار غير مقبولة خدمة لبشار في تأخير وعرقلة وحتى رفض المحكمة الدولية.

هل ممكن أن يقول شيئاً مفيدا لخلاص لبنان من آلامه الطويلة طول نهر الأمزون ومحنته المفتعلة على أيدي حلفائه من المغامر حسن نصر الله إلى المقامر إميل لحود إلى المتاجر ميشال عون؟

لا، لأنه ليس محايدا بل هو جزء مهم منهم ويفتعل معهم كل ما حصل في لبنان: من عراقيل مصطنعة في وجه قيام الدولة المستقلة ومنذ الانسحاب السوري، ومشاكل مخربة للعيش المشترك. فاستقالة وزرائه من الحكومة هي مشكلة مفتعلة، القصد منها القول دون أدنى حق بأن الحكومة فقدت شرعيتها. أي أنه يفتعل المشكلة ويحملها للطرف الآخر ويقول بحربقةٍ: " أنا شو دخلني!"

هل ممكن أن يقول أن الحلف الإلهي وملحقاته يرفضون المحكمة ذات الطابع الدولي ؟

لا، لأن الحلف الإيراني السوري وأتباعه في لبنان هم مقدسون وبالتالي معصومون عن ارتكاب الأخطاء والاغتيالات، والعرقلة بالتالي كلها تأتي من طرف 14 آذار الماسك بالسلطة "خدمة لأمريكا وتعاملا مع العدو الصهيوني" وتسييسا للمحكمة للإيقاع بسوريا الممانعة في وجه مشاريع الهيمنة على المنطقة.

هل ممكن أن ينتقد حسن نصر الله بكلمة ويقول أن حروبه المدمرة ومغامراته العبثية ودولته الإلهية وصواريخه المقدسة وتهريبه السلاح بالشاحنات وتحرشاته باليونيفل وتحريضه ضد أحرار لبنان واعتصاماته وعرقلته لقيام الدولة السيدة على كامل أراضيها وتهديداته للحكومة الشرعية ومحاولته المكشوفة لإلغاء هوية الوطن اللبناني التعددي ونشر ثقافة ولاية الفقيه الدموية الفارسية الشمولية سيؤدي حتما إلى حرب أهلية؟

لا، فهو شريك أساسي من ضمن الثنائي المشهور وربما له نصيب حرزان من السلاح المدنس المهرب تحت التبن!

هل ممكن أن ينتقد رئيس التمديد الوحشي لحود بكلمة ويقول أنه غير دستوري؟ وأن تمديده الإرهابي هو السبب لكل ما يحدث في لبنان من اغتيالات وحروب وانفجارات ومنذ محاولة اغتيال مروان حمادة، وكل ذلك قهرا لإرادة أبناء وطنه وإنذاراً وحشياً لمن سيقف في وجه التمديد البشاري؟

لا، فهو كان أول الممددين المتمددين المنبطحين في المجلس رغم محاذير مجلس الأمن لخطورة هذه الخطوة التي أدت إلى اصدار القرار 1559 ! وما يعيشه لبنان بسبب تداعيات ذلك من ظروف مصيرية خطرة.

هل ممكن أن ينتقد النظام السوري بكلمة، بعد أن كشفت مصادر إعلامية ألمانية البارحة أن ممثلين لسبع دول عربية من بينهم سوريا عقدوا مؤتمراً الخميس 22 شباط في البيت العربي في مدريد وأصدروا بياناً تضمن رغبة تلك الدول في "التقدم بشكل جماعي نحو الاعتراف وإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل".

لا، لأن هذه الخطوة هي ثمرة من ثمرات النصر الإلهي أو كما سماها بشار في خطاب النصر: تحقيق النصر السياسي بعد أن حقق حزب الله النصر العسكري على إسرائيل. وكأنه حرر ما بعد حيفا! وكل ذلك  على حساب آلاف القتلى والجرحى والمعاقين اللبنانيين المنكوبين بهمة قادتهم الشجعان أمثال الشيخ حسن نصر الله والأستاذ بري.

وماذا عن ثقافة المقاومة وما بعد المقاومة عندما تعترف سوريا بإسرائيل دون شروط؟

على فكرة، لبنان لم يكن من ضمن هذه الدول العربية السبع.

شيء مضحك ويدعو إلى سخرية الشعب اللبناني والعربي: كيف أن حكومة السنيورة الشريفة الشرعية الحرة الصامدة يُطعنُ بها في الوجه دون خجل وتُتهم كذبا وزوراً وبهتانا وافتراءً بالعمالة والأمركة وإلى آخر المعزوفة النتنة، والعملاء اللاهثون وراء إسرائيل وتقبيل يدي أمريكا هم حلفاء جماعة 8 آذار وفي مقدمتهم النظام السوري !

إنه سينتقد بالطبع قوى 14 آذار ويحملها مسؤولية الأزمة وإفشال المبادرات الطيبة لأمين الجامعة العربية وللسعودية، بسبب الكلام الثقيل الذي قاله قادتها في ذكرى 14 شباط.

فهم وليس غيرهم السبب في إيصال الوضع في لبنان إلى هذه الخطورة وعليهم انتشال جماعات 8 آذار من هذا المستنقع الذي أوقعوا أنفسهم به، وإلا فمن الاعتصام إلى العصيان إلى الفلتان إلى الهذيان وإلى الثورة الكبرى على الكيان وتدمير البنيان. وقد أعذر من أنذر! انصاعوا يا قوى 14 آذار قبل فوات الأوان!

إنه سينتقد الحكومة غير الشرعية ويحملهما مسؤولية الأزمة الدستورية والسياسية والاقتصادية المفتوحة في البلاد.

وأنها لا تحترم الآليات الدستورية منتهكة صلاحيات رئيس الجمهورية الدستوري وحبة مسك. أما أن رئيس التمديد فُرض بطريقة وحشية على لبنان وعلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبالتالي غير دستوري ومعزول من كل دول العالم وغير شرعي "وطالعة ريحتو" فهذه لن يتطرق إليها.

وسيعتبر أن رئيس الحكومة هو سبب الاعتصام والتشنج برفضه حكومة الوحدة الوطنية، عكس المعارضة" بنت الأوادم" التي اثبتت حرصها على التحرك السلمي المسالم دون قطع طرق وحرق دواليب وإرهاب ناس وسقوط أبرياء، وهي ما زالت حتى الآن مستعدة للمشاركة تحت ظلال حكومة فيلتمان بكل طيبة خاطر وامتنان.
وسيشدد في مؤتمره على اعادة بناء الجسور المدمرة في العلاقات العربية - العربية لفتح طريق السعودية المغلقة في وجه بشار.

ولوو يا عرب، تبنون الجسور وتقيمون العلاقات مع العدو التل أبيبي وتدمرونها وتقطعونها مع الريف الدمشقي!

وسيقول بأن هناك أطرافا في قوى 14 آذار يُفشلون المبادرات باستخدامهم "الفيتو" ضدها وواحد منهم عنده حديقة حيوانات يهتم بها على حساب حقوق البشر، والثاني عنده كسارة بحص، يخرب من خلال تشغيلها مناظر جبال لبنان الخلابة وهما السبب في التراجع عن الاتفاقات والتفاهمات التي حققناها بجهودنا المتواضعة في جلسات الحوار الوطني والتشاور.
أما في موضوع المحكمة الدولية فسيقول نحن أول من طالبنا بها، بالطبع مبدئيا، وصولا الى تطبيق العدالة بحق المجرمين الذين اغتالوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولكننا نريد مناقاشة التفاصيل والاطلاع على قانونها لأننا لا يمكن أن نوقع على بياض إلا لخامنئي ولا يمكن أن نبصم على العمياني إلا لقائد الأمة وبطل تحرير الجولان وعودة الاسكندرونة. رغم أن قانون مسودة المحكمة قدم لهم جميعا في الوقت المناسب ونشرته الصحف ورد عليه لحود بملاحظاته الطويلة وأهمها: أن لا يتحمل الرئيس نتيجة أعمال المرؤوس. أي أن الرئيس يحق له أن يأمر بالاغتيال ويقول هازاً كتفيه: "أنا شو دخلني!"
وسيعدد في المؤتمر المخالفات الدستورية الفظيعة التي ارتكبتها وما زالت ترتكبها يوميا حكومة السنيورة المستأثرةِ بالكرسي بقوة الاستكبار العالمي الفليتماني، والمتسلطة على البلد بميليشيا السلطة كما وصفت محطة "المنار" رجال الجيش والأمن، وبالزعران كما وصفهم عنتر ابن شداد اللبناني أي ميشال عون.

وسينسى الكثير: سينسى أنه شل مجلس النواب ويساهم مع لحود في تعطيل دور المؤسسات الدستورية، ودعا للاعتصام الفاشل وشارك في حرق الدواليب وقطع الطرقات وإرهاب المجتمع وتعطيل مصالح الناس وسينسى أن الحكومة وقوى 14 آذار يتعرضون لحرب تصفية دموية بشعة وإلغاء وجودي من قبل النظام السوري وهو يتفرج على أبناء وطنه وهم يصرعون في الشوارع.

وسيقول عن موضوع الاغتيالات أن الحكومة مقصرة وكان يجب مساءلتها عن ما آلت اليه التحقيقات في جرائم الاغتيال، ولكنه سينسى أنه أغلق المجلس النيابي ورمى مفتاحه في بحر عين المريسة لكي لا يتم مساءلة الحكومة ومناقشة قانون المحكمة.

وفي نهاية المؤتمر سيطالب فورا بقيام حكومة شرعية مسؤولة ميثاقية ودستورية، أي حكومة وحدة وطنية ترضى عنها إيران وسوريا وتكون برئاسة ضرير لبنان السيد سليم الحص.

نهاركم سعيد ايها اللبنانيات واللبنانيون لا مسدس مصوب إلى الرأس ولا هم يحزنون، ولكن لو تعلمون، المسدس موجود في داخل الرأس حبذا لو تعذرون!

عشتم وعاش الشاطر ميمون الذي قال باللبناني "المشبرح":

"من يأخذ أمي أقول له عمي"!

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها