الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

سعيد علم الديناقرأ المزيد...

سعيد علم الدين

كاتب لبناني. برلين


ليكن صوت الشعب أعلى!

نعزي الأهل في العراق وفلسطين ونقول ليكن صوت الشعب أعلى من صوت الرصاص والمتفجرات!

نعزي بالأرواح البريئة التي تزهق في فلسطين الجريحة. ونبكي من أجل الشعب المنكوب. ونقول ارحمو شعبكم المعذب يا رجال فتح وحماس! ارأفو بأطفالكم التي تريد الذهاب إلى المدارس واعطفو على طلابكم التي تريد الدراسة في الجامعات!

وهل الطريق إلى دولة فلسطينية يجب أن تمر على أنقاض القضية ومن خلال حرق الجامعات العلمية؟

عودو إلى رشدكم وإلى منطق الأمور قبل ضياع كل شيء!

عودو إلى ضمائركم الحية والوجدان قبل فوات الأوان واغسلو قلوبكم من الأدران! اعطفوا على معاناة أهلكم كفى تخبطا وتيها!

كونو مع المحور الفلسطيني الفلسطيني العربي ولا تتبعو محاور الكذب والضلال ودفع المال الفارسي العاهر لشراء الذمم والضمائر!

حكمو العقل في حل المشاكل وإن عجزتم وهذا الظاهر فحكمو الشعب من خلال انتخابات حرة يعبر فيها عن إرادته بصراحة في اتفاقيات أوسلو والاعتراف بإسرائيل وكل الأمور العالقة الأخرى.

الكلمة الأولى والأخيرة يجب أن تكون للشعب.

صوت الشعب في صندوق الاقتراع يجب أن يعلو على صوت الرصاص.

وبما أن حماس نجحت من خلال الديمقراطية فمسؤوليتها أن تحكِّم القيم والآليات الديمقراطية في الخروج من هذا المأزق الدموي الخطير.

الشعب الفلسطيني لم ينتخب حماس لكي يُحاصرَ ولا تستطيع دفع رواتب الموظفين وتعقد مشاكل الناس أكثر مما هي معقدة بوجود الاحتلال البغيض!

لا تدعو الشعب يترحم في سره على أيام الاحتلال!

الديمقراطي لا يحل المشاكل بالسلاح بل بالحوار، وإن عجز، فللشعب القرار، من خلال الاقتراع.

تعلمو من إسرائيل! فرغم خلافات أحزابها وأعراقها الجذرية إلا أنهم لم يقتلوا إسرائيلي واحد بسبب خلافاتهم. إسرائيل دولة مخادعة إلا أنها لا تخدع شعبها وإنما تخدعنا! نحن وللأسف على العكس!

لنكن حضاريين في حل مشاكلنا بدل الاحتكام إلى السيف والترس. لنكن ديمقراطيين ولنتبادل الحجج والأفكار بدل الرصاص والدمار.

نعزي تعزية قلبية حارة الشعب العراقي الأبي بالأرواح البريئة التي زهقت في تفجير السبت البربري الحاقد الذي عاث دمارا في مدينة الصدرية ممزقا صدر بغداد الجميل. نعزي بكل ضحايا الإرهاب في كركوك وفي كل أرجاء العراق.

نعزي شعب العراق بعربه وكرده وتركمانه وآثوره وكلدانه وكافه عرقياته وطوائفه وأديانه ولتكن هذه المصيبة أو المصائب دافعا ليلتف الشعب حول نفسه وحكومته المنتخبة ديمقراطيا ويحمي بيته من عبث المحور الفارسي السوري الذي يشن حربا حاقدة ظلامية على العراق الديمقراطي الحر، وكأن الشعب العراقي الأعزل صار في نظرهم أمريكيا. تماماً كما صارت حكومة السنيورة الدستورية بليلة دون ضحاها من حكومة المقاومة السياسة إلى العمالة الأمريكية.

ولو أن حكومة السنيورة لم تكن قوية دستوريا وشعبيا لسقطت من هيجان اعتصامهم وفي اليوم الأول. إلا أنها تثبت يوما بعد يوم أنها هي الأقوى بشرعيتها وهم الآفلون، لأنهم كلهم أدوات يستغلها المحور الإيراني السوري إلى حين.

وهذا المحور الإرهابي عاجز على إطلاق رصاصة واحدة على الجيش الأمريكي المرابط على حدوده. ولكن لا يهم أن يدفع الشعب العربي ثمن مصالحه ونجاته من ورطاته.

العراق يدفع أيضا ثمن الحرية وانتصار الديمقراطية في شرق الظلام الديني والاستبداد السياسي والانحطاط الوجداني والأخلاقي. من يقف في وجه تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي لكشف الاغتيالات التي هزت وما تزال تهز لبنان هو منحط أخلاقيا ودينيا ووجدانيا دون نقاش.

أرواح الضحايا لن تذهب سدى وسينهض العراق من هذا المستنقع العفن أكثر وحدة وأكثر تمسكا بنسيجه الإنساني الحضاري العريق.    

كما قلنا في مقاله سابقة فإننا نؤكد بأن الصراع الأخوي الساخن والبارد والمتفجر والراد في منطقتنا العربية وبالأخص هذه الأيام في العراق وفلسطين ولبنان واليمن والصومال والسودان: هو حضاري بامتياز. وإلا فماذا يفسرُ حرق الجامعات في غزة، وقتل أساتذتها في بغداد وتعارك طلابها في بيروت!

وماذا تفعل "جند السماء" على الأرض العراقية دون مظلة سمائية؟

نحن يجب أن نعالج أمراضنا العقيمة المستعصية الشفاء التي تسببت بالهزائم والنكبات والبلاء أولا، لكي نستطيع مواجهة الأعداء.

وإذا لم ينتصر الفكر العربي النهضوي الديمقراطي الحضاري على آفات الفكر المتخلف الاستبدادي الاجتراري، ويأخذ بمقود السفينة ويوجه الساري، فإننا يجب أن نتوقع المزيد من التراجعِ والهزائمِ والانهيارِ.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها