الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

سعيد علم الديناقرأ المزيد...

سعيد علم الدين

كاتب لبناني. برلين


 

"حزبُ الله" في صداع

 07.01.17

"حزبُ الله" يُناورُ على حكومة السنيورة الشرعيةِ ويزايدُ، ومنذ إعلان نصره الإلهي من جانب واحد، واتهامه الزائف لها بأنها حكومة السفير الأمريكي فيلتمان.

متمرجلاً عليها كالفرسِ الجامحِ بلا رسنٍ وعلى ظهرهِ راجمة صواريخ من مخلفات الحرب العالمية الثانية، معتقدا أنها حاملة طائرات عملاقة ستسيطر على جزر وأرخبيل بحر الظلمات، والرسن موجود في إيران بيد المرشد خامنئي.

ولهذا "حزبُ الله" يلفُ منذ شهرين حول الخط الأحمر لاختراقه ويدور، أي حول السراي لاحتلاه والانقلابِ على النظامِ والشرعية والدستور. فشله الذريع في تحقيق هذا الهدف المنشود، رغم استعماله كل الأسلحة وأمضاها سلاح العمالة والتخوين المشهور، وسلاح لغة الوعيد والتهديد، و"همروجة" التخويف والتصعيد، والتعالي على زعماء البلاد الشرعيين الحقيقيين بالعجرفةِ والغرور، ارتدَ عليه مرضا نفساً لا بد له من علاج، فأصيب من جراء ذلك بصداعٍ مزمنٍ وارتباكٍ ظاهر وورطةٍ حقيقيةٍ من كثرة عدد الخيم في ساحتي رياض الصلح وشارل دباس التي تحولت إلى كرنفال للتسلية والترفيه، ولم تفده حلقات الدبكةِ وزجل زغلول الدامور، واللف حول السراي على غير هدى والدوران، فأخذ يهذي علنا مع سليمان فرنجية بقطع الطرقات ويدمدمُ، يلعنُ الحكومةَ ومن أتى بها مع طلال أرسلان ويشتمُ، يتهمُ الأفاضلَ من الوزراء مع وئام وهاب بالعمالة للعدو ولا يعتذر، يحرضُ يوميا على الفتنة عبر قناة "المنار" وهو يعلمُ.

ولكي يخرج "حزبُ الله" من ورطته تراه يهمهمُ متوعدا مع العماد ميشال عون بإغلاق طريق المطار وشل البلد ولكنه عند التنفيذِ يحجُمُ، يُرعِدُ هادراً عبر رئيس كتلته النائب محمد رعد ويزبدُ، يهددُ تكراراً عبر الشيخ نعيم قاسم بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا لم يحقق أهدافه المعلنة والسرية والغامضة والمتناقضة ويصعِّدُ، يرفعُ من وتيرة اعتصاماته الفاشلة مع عمر كرامي بإشعال الحرائق والدواليب ويتراجع عنها قبل المغيب، يُحذرُ عبر النائب حسين الحاج حسن النواب من عقد جلسة للمجلس النيابي في قاعة غير قاعة المجلس وبغير رئاسة نبيه بري المهيب.

أما الأخير فيسايرُ هامساً الجميع معطلا المجلس النيابي، حسب الوصاية السورية التي ما زال يخضعُ لها، ولإشارتها أفضل مطيع.

فنبيه بري وكل جماعات 8 آذار ما زالت تتحرك وتمارس السياسة في لبنان كدمى مخابراتية من خلال كلمة السر، وكل ذلك من أجل السيطرة على الحكومة وتحويلها إلى أداة طيعة بيد المحور الإيراني السوري أي عبد مأمور لهما كما قال في يوم ما القائد بشار.

وهي أي الحكومة "ولا على بالها" تتابعُ جدول أعمالها ويا جبل صنين ما يهزك ريح!

وتًجهدُ مجاهِدَةً بصبرٍ وتؤدةٍ وأمانة وإخلاص من أجل النهوض بلبنان عبر باريس- 3 والحفاظ على المؤسسات فاعلةً، بعد أن عطلها رئيس التمديد لحود بتداعيات تمديده القسري وخرقه المتمادي للأمانة الدستورية التي اؤتمن عليه، وعبثه بالنظام الديمقراطي مُسَيِّساً الرئاسة بممارساته وتصاريحه واحتجاجاته واعتراضاته من حَكَمٍ رزينٍ في الملمات مسموع إلى نوع من الفولكلور الشعبي الهزيل.

أما نبيه بري فدوره أخطر ويقوم به بجدارة، ألا وهو وضع العصى في دواليب السلطة التشريعية، شالاً بذلك عمل مجلس النواب ودور ممثلوا الأمة في النقاش والمعالجة الحقيقة للأزمات، مغلقا أبوابه أمامهم في سابقة تاريخية غير ديمقراطية لم تحدث في لبنان والعالم.

فنحن نسمع عن حل المجلس وتعليق الدستور ولكننا لم نسمع قط برمي مفتاحه في البحر أو ضعه في الجيب، على كل حال بري هنا ينفذ قول بشار الأسد حول الأكثرية العابرة لقطع الطريق عليها ولكي لا تعبر بلبنان إلى بر الأمان.

أما "الحزبُ الإلهيُّ" فهو يؤاجرُ بلا خجلٍ باحتلال الوسط التجاري وقطع الأرزاق، والتلاعب بلقمة عيش الشعب المنكوب. وكأنه لا يكفيه ما سببه للبنان من كوارث بوعده الصادق، بل ويريد تَعَرضهُ للمجاعة والبطالة والهجرة واليأس ولشتى أنواعِ الفتن. حيث يُتَاجرُ بمصير الوطن بوضعه على كفت عشرات العفاريت:

من أنفاق القيادة العامة المزروعة بحقد أسود في خاصرة الوطن، إلى عصابات "فتح الإسلام" التي انكشفت على أنها عملاء لريف الشام وهدفها اغتيال الزعماء الأحرار، ومن أوكار القومي السوري المدججة بالصواعق الحديثة الصنع والمتفجرات والألغام، إلى إرهابيي جند الشام مطلقي النار على الجيش اللبناني من منطقة "التخريب" عفوا "التعمير"، إلى السلاح الذي توزعه المخابرات السورية في البقاع على الزمر والأتباع والأيتام .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها