الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

سعيد علم الديناقرأ المزيد...

سعيد علم الدين

كاتب لبناني. برلين


حكومة السنيورة ستبقى صامدةً دفاعاً عن العيش المشترك !

برلين. 07.01.04

حكومة السنيورة ستبقى صامدةً دفاعاً عن الشرعية والمبادئ والحقيقة والمحكمة والعدالة والحرية والديمقراطية وإرادة الأكثرية في تحقيق ذلك.

وستبقى أيضا صامدةً دفاعاً عن العيش المشترك في وجه الأقلية الانقلابية وأهل العصيان والمعتصمين الغوغاء، وأشياخهِم المنافقين برياء ، والمناقضين للعيش المشترك: بحروبهم الرعناء، وتصاريحهم الجوفاء، وتصرفاتِهم الحمقاء.

ويحدثونك حديثَ النبغاء عن الفقرة "ي" من مقدمة الدستور

التي تقول: لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك"

وفي الحقيقة هم أكثر من سلطة مناقضة للعيش المشترك: هم دولة ميليشيا فوق الدولة الشرعية ويعبثون على هواهم في البلاد المؤسسات الدستورية.

"فحزب الله" المفروض على اللبنانيين جميعا بقوة السلاح ودويلته المبنية على أسس "ولاية الفقيه" الإيرانية يناقض العيش اللبناني المشترك في الجوهر والأساس. فمربعاتهم الأمنية السرية هي في تناقض صارخ مع دولة القانون الديمقراطية الشرعية.

هذا شيء ملموس لم يعد ينطلي حتى على السذج.

هم يحاولون بكل قوة تغيير الهوية والواقع اللبناني وضرب العيش المشترك من خلال اعتصامهم الممل الذي دخل شهره الثاني شالاًّ الاقتصاد اللبناني، مما سيؤدي إلى هجرة الكثيرين إفقارا، ومن خلال تخوين اللبنانيين لتخويفهم والاعتداء عليهم وهدر دمهم وتهجيرهم، وأيضا من خلال شراء مساحات من الأراضي لمحاولة توسيع رقعة دويلتهم ومربعاتهم وبلع الوطن أو قضمه واستيطانه بجلب مجموعات فارسية على الطريقة الصهيونية في فلسطين.

هم لا يناقضون فقط بل ويخربون العيش الطيب التقليدي المشترك بين اللبنانيين في الظاهر والمستور، ويجلبون الأموال السوداء من بلاد فارس بالأكياس وعلى الطنبور ومعها الفتنة المبرمجة والبلاء.

هؤلاء الحاقدون على الأحرار يريدون إسقاط الحكومة الدستورية الشرعية الوطنية في الشارع أمام "الزوم" وعلى الهواء.

وكيف؟

خبط عشواء! أي بالاصطدامات والاعتصامات والنفخ بالنراجيل حتى آخر سويعات المساء.

وحسب المثل المصري "يارب تجي في عين الحكومة"

وليس في مجلس النواب كما يقرر الدستور وكما كتبَ أهلُ الحلِّ والعقدِ العقلاء.

ولماذا؟

ليحكم لبنان العملاء.

مثلُ من؟

مثل الدمية الخشبية لحود الذي حول لبنان بتمديده المرفوض، وخرقه للبنود، ونكثه للعهود، ومشاركته وتغطيتهِ للاغتيالات إلى مأتم عزاء !

ولمن العمالة؟

لنظام فارس البؤساء المكشوف دون عناء بمذهبيتِهِ الظلماء وثقافته العمياء، ولنظام السجناء من أصحاب الفكر وأحرار الرأي في دمشق والتي صارت للأسف موطناً للفرس الغرباء !

فأعان الله شعب لبنان الصابر، على مكائد وأفعال وأقوال وتصريحات ومؤامرات ودسائس واتهامات وتدخلات وجرائر، المحور الإيراني السوري البائر. الذي لا يتركُ مناسبةً إلا ويحاول، الاعتداء على سيادة وأمن وسلامة واستقلال لبنان، أو تقديم الذريعة بسهولةٍ لإسرائيل للقيام بحربٍ أو اعتداءٍ سافر.

ودون خجل من شعب صغيرٍ أبيٍّ مكافحٍ ثائر، يحبُ الحياةَ بكرامةٍ ويعشقُ الحريةَ بشهامةِ الأفاضل، ومن أجلهما كاللولبِ العامل لا يَهدئُ نشيطٌ مثابر، يبني من جديدٍ ما خربوه، ويعمرُ بصبرٍ ما تهدم ويناضل. وبسبب فشلهم في حل قضاياهم هؤلاء التنابل، تراهم يرمونها على لبنان الصغير بخبثِ العواهر. لا يوجد عندهم شغلٌ ولا عملٌ إلا زجه في المشاكل، والتسلط عليه والتدخل بشؤونهِ واختراقه مذهبياً وفرق تسد يا أسد وعلى عينك يا تاجر!

واللبناني مظلوم حائر، منكوبٌ بسببهم، مشردٌ في وطنه لاجئ، وإلى بلاد العالمِ مهاجر. وبسبب سمسرتهم به كورقة في المفاوضات التي يلهثون وراءها مع إسرائيل وأمريكا على المكشوف، يعاني من الحروب والخراب والدمار ويدفع غالي الأثمان من دماء أبنائهِ دون مقابل.

والأنكى من كل ذلك ما ارتكبه وما زال يرتكبه ممثلهم الشرعي "حزب الله" الْمُنَزَّلُ من بلاد فارس على لبنان بالوحي الإلهي – فمن خلال النصر الإلهي عبر الحلف الإلهي نصل إلى الحزب الإلهي الذي هبط من بلاد الفرس على لبنان بالوحي الإلهي- ومعه باقي شلة العشائر: من ظلم وتعسفٍ وخداعٍ واستبداد جائر، ومن جر الوطن الصغير إلى حافة الهاوية حسب تلقي الأوامر، ومن تعطيل لمؤسسات الدولة وأهمها مجلس النواب المخطوف من قبلهم تحت التهديد،

ومن تشويه فاضح لبنود الدستور، والدوسِ على اتفاق الطائف الذي أنهى الحروب ودفع اللبنانيون ثمنه مئات الألوف من القتلى والجرحى والمعاقين والمهجرين المهاجرين، وشقِ صف الوحدة الوطنيةِ التي تلاحمت بأحلى معانيها لكل الطوائف يوم 14 آذار، بعد أن تسبب الحزب المذكور في حرب تموز بتدمير البنى التحتية والمعامل والمصانع والجسور. ويحرض اليوم على الفتنة عبر قناة "المنار" وعن سابق تصور وتصميم غير معقول.

فتحدي كرامات باقي الطوائف من جانب "حزب الله" المغرور إلى حد الفجور ومحاولته إسقاط حكومة السنيورة الشرعية الدستورية بالطرق "البلطجية" وليس عبر الأدوات الديمقراطية، ألا يسقطُ عنه صفة اللبنانية وعن نوابه صفة الشرعية؟

وتهرب نبيه بري في هذه الظروف المصيرية من الدعوة إلى جلسة ثقة عامة بالحكومة ومناقشة موضوع المحاكمة ذات الطابع الدولي في المجلس النيابي، ألا يدل دلالة واضحة على أنه يحمي أهل الشرور الغاطسين حتى بنات أذانهم في ارتكاب الآثام والجرائم والمحظور؟

فعندما يصبح تلفيق الأكاذيب هدفا أساسيا من أهداف "حزب الله"، بحق حكومة المقاومة السياسية بامتياز لإسقاطها، وأهم بكثير من تحرير مزارع شبعا وفك المأسور، لا بد من وضع علامة سؤال عما يدور!

وعندما يصبح إطلاق اتهامات العمالة الفارغة على قرع الطبول، وليس عبر القضاء والمحاكم وحسب الأصول، وبدون أدنى حسٍ وخجل وشعور من الشهيد الحي الوزير مروان حمادة، فلا بد من وضع علامة سؤال عما يدور!

وستنتصر الحكومة لأنها تدافع عن الحقيقة والقيم والمبادئ والدستور.

 
المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها