الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

سعيد علم الديناقرأ المزيد...

سعيد علم الدين

كاتب لبناني. برلين


 

الحلفُ الإلهيُّ وأتباعُهُ بدأ يجني ثمارَ أتعابهِ

 06.12.21

 

وهل ممكن للنصر الإلهي على إسرائيل ومن وراء إسرائيل، أي أمريكا وكل الأساطيل، الذي احتفل به الشيخ حسن نصر الله أمام مئات الألوف من اللبنانيين وغير اللبنانيين الشرفاء فقط - حسب تصنيفه- في ضاحية بيروت قد جاء من أي حلف عسكري وضعي أرضي؟ غير ممكن. لأن النصر الإلهي لا يمكن أن يكون قد تحقق إلا من خلال الحلف أو المشروع الإلهي الإيراني السوري وأتباعه التابعين في العراق ولبنان وفلسطين، في مواجهة  المشروع الشيطاني الأمريكي الإسرائيلي وأذلائه من العرب، حسب تصنيف خامنئي في خطبة عيد الفطر.

وبما أن المشاريعَ تشبهُ الأشجار، وهي بحاجة ماسَّةٍ إلى الأرضِ المخصَّبَةِ بالسَّماد، ثم بالرعاية والرَّيِّ والاعتناء، والتعبِ الشديد الجاد، حيث يتصببُ عرقُ الجهاد، من جباه الرجالِ الأشداء، الفاعلين بجدٍ واجتهاد، لكي تورقَ المشاريعُ بالأوراقِ الخضراء، وتزهوا بأجملِ الأزهار، وتحقق مجد أهدافها في حمل الثمار.

لهذا فهي تكلف أصحابها بالدولار، الملايين بل مئات الملايين من العملة الخضراء المزكاة بأيدي بررة أطهار، بالإضافةِ إلى ساعات متواصلة من العمل النبيل الشاق، في السرِّ ودون أضواء، طوال الليل والنهار، وأحيانا حتى الإرهاق الروحي والإعياء وربما أيضا حتى ما بعد الإعياء، أي ما بعد حيفا، أي حتى التوترُ والنفاق، والتشنجِ والانفلاق في القول والشخصية، ثم الإغماءِ والانهيار، أو ربما الموت والاختناق إذا انقطع الأكسجين أي الدولار عن الوصول إلى الرئة في مربعات الضاحية الجنوبية الأمنية المخابراتية.

إلا أنه عندما يجني الإنسانُ بعضَ ثمارِ أتعابه واقفا على رجليه، عندها تصبحُ ضحكتهُ كما شاهدناها في وقتها وسمعنا رنينها ونقلتها كل الفضائيات، مِلءَ شدقيه: كضحكة وليد المعلم الممتلئةِ العريضة ونائبه فيصل المقداد الخبيثةِ الواشيَةِ، وبسمة بثينة شعبان الظاهرةِ الشامتة، وقهقهة بشار الأسد الخافتة العالية، عندما كان الطيران الإسرائيلي في حرب يوليو الإلهية يدك لبنان دكاً ويكسِّرُهُ على رؤوس اللبنانيين المرتاعينَ تكسيراً. فمن الحرب الإلهية على القوى الشيطانية لا بد وأن يولد النصر الإلهي!

أو عندما يجني الإنسانُ بعضَ ثمارِ أتعابه جالساً القرفصاء تحت شجرة مشروعه منتظرا تساقط المزيد من الثمارِ عليه، رَطَباً، عندها تأخُذُهُ الفرحةُ طرَباً من قمة رأسهِ إلى أخمص قدميه، وتغمرهُ السعادةُ بالامتلاء فيشعرُ بالارتياح ويشكر الله العلي القدير على هذا النجاح.

كيف لا ومن طلب العلى سهر الليالي، ومن زرع حصد، ومن جد وجد، ومن سار على الطريق المستقيم إلى الهدف على الخط السريع وصل.  

وهكذا فإن مشروع الهلال الفارسي التوسعي الأكبر بإرشادات ونواهي وأوامر مرشد الأمة خامنئي وبقيادة القائد المطيع أحمدي نجاد الأسمر، والممتد من قم وبسدرانها المظفر مرورا ببغداد ودمشق وبيروت وصولا إلى غزة بدأ يحقق نجاحاته بشكل ملفت للنظر أمام تراجع وانحسار، أو قل أفضل تقهقر واندحار، أو حتى انهزام وانكسار مشروع "الشرق أوسط الجديد بدل العتيق"، التآمري الذي يريد شرذمة المنطقة وتفتيتها إلى دويلات ضعيفة والذي بشرت به السياسة الأمريكية الغبية البوشية، وجاءنا على دبابتها الغارقةِ جنازيرها في رمال الصحراء العراقية.

ولكي يتم أيضا ضرب أصحاب مشروع "الشرق أوسط الجديد بدل العتيق" أي الأمريكان في اقتصادهم لشلهم حربيا فقد أعلنت ايران منذ أيام انها ستعتزم اعتماد اليورو بدل الدولار في عائداتها وأرصدتها في الخارج. وقال إلهام "ان الموارد الخارجية والعائدات النفطية ستحسب باليورو وسنتقاضاها باليورو لوضع حد لاعتمادنا على الدولار".

ضربة إلهية قوية أيضا وصاعقة لم يكن الحلف الشيطاني المتقهقر يتوقعها ستؤدي إلى الإسراع في انهياره. وهكذا بعد اليوم فسيتحدث الشيخ حسن نصر الله فقط عن اليورو الطاهر وسيوزع اليورو الشريف بعد أن فقد الدولار طهارته وشرفه إيرانيا.

كما أسلفنا فالحلف الإلهي الإيراني السوري وأتباعه يجني الآن ثمار أتعابه ويحصد ما زرعه في العراق ولبنان وفلسطين.

ففي العراق استطاع بهمة أتباعه من إرهابيي "القاعدة" السنية "وميليشيا جيش المهدي" الشيعية، يدا بيد هزيمة مشروع "الشرق أوسط الجديد بدل العتيق" الشيطاني، وذلك بإشعال الفتنة البربرية الدموية لقتل وتفكيك العراق وشعبه وتحويله إلى دويلات مهزومة ضعيفة شماتة بأمريكا.

وفي فلسطين استطاع الحلف الإلهي وأتباعه من قوى كحماس وغيرها إشعال الفتنة الرهيبة المرعبة في شوارع غزة وتغيير اتجاه السلاح الى صدور الفلسطينين بدل جيش الاحتلال الصهيوني، لكي تضيع القضية العادلة سدى في سبيل ضرب مشروع "الشرق أوسط الجديد بدل العتيق" المستورد عبر خارطة الطريق وقوى الشيطان الرباعية.

وفي لبنان وما أدراك ما لبنان حيث مركز النصر الإلهي صار عنوانا للشرفاء، وحيث ستنهزم أمريكا كما تنبأ المرشد خامنئي هزيمة نكراء، فقد استحكمت برقبته قوى الحلف الإلهي ممثلة برمزها الشيخ حسن نصر الله وصواريخه وأتباعه من قوى 8 آذار وتحولت بهمتهم الجبهة من خنادق الحدود الجنوبية في وجه إسرائيل الى انتفاضة النراجيل في وسط بيروت لكي تنهزم حكومة السنيورة الفليتمانية ومعها المحمكة الدولية وقوى 14 آذار الإسرائيلية وعلى رأسهم مشروع "الشرق أوسط الجديد بدل العتيق" وقواه الشيطانية.

ويوميا تطل الفتنة برأسها عبر المخابرات السورية وعملائها وتحريضا علنيا من قناة "المنار" الإلهية، إلا أن حكمة أحرار 14 آذار بعدم الرد على الاعتداء وتحمل الأذى على طريقة المعلم مهاتما غاندي السلمية وترك الأمور للجيش اللبناني ليعالجها، هو فقط الذي أوقف الفتنة عند حدها.

وكما قال أحد الإخوة الفلسطينيين " يولِّعوها بفلسطين ولبنان والعراق وبقعدوا يترجوا إسرائيل وأمريكا عشان تفاوضهم.. حسبنا الله عليكم يا نظام الأسد!  ما تحلوا عنا بقى!

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها