الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

سعيد علم الديناقرأ المزيد...

سعيد علم الدين

كاتب لبناني. برلين


ارفعي رأسكِ يا بيروتَ الأبية ولا تنحَني !

 

 

 

 06.12.05

ارفعي رأسكِ يا بيروتَ الحضارةِ ولا تنحني ، ميلي أمام العاصفةِ الهوجاءِ وقليلا انثني لكي تمرَ على خير وبأقل الأضرار ، ولكن عن حقكِ في الحقيقة وتشكيل المحكمة الدولية لا تتنازلي ! ولن تتنازلي !

فالحقيقة حق تعمد بدماء الشهداء ، والباقي وهمٌ وباطلٌ ، هرجٌ ومرجٌ ونفخُ نرجيلةٍ وقبضُ هواء.  

تحملوا أذى الظالمين أيها اللبنانيون العقلاء ، فأنتم المنتصرون حتما على فلولِ الجهلاء!

أفقدتموهم صوابهم بإصراركم على كشف الحقيقة وإحقاق الحق في جرائم اغتيال بشعة نكراء ، يندى لها الجبين، لا يرتَكبها إلا كل حاقد لئيم ، ولا يدافع عن مرتكبيها إلا كل فاقدِ ضمير ودين.

الحق نورٌ من نور الله له مدادُ السماواتِ والأرض ، وجنودٌ لا ترونَها بأعينكم تعيد الحقَ إلى أصحابه. وترد سهم الشر إلى مطلقه فيمزقُ قلبَ صاحبه.

فأنتم الأقوياء في حقكم المسالم ، وهم الضعفاء في باطلهم الظالم!

المحكمة الدولية ستتشكل رغم أنف هؤلاء الواهمين الحاقدين.  

لبنان في عين العالم. العالم كله ومجلس الأمن على المحك، ولن يترك لبنان بلا أمن. قراراتُ مجلس الأمن العديدة بخصوص لبنان هي مسؤولياتٌ أخلاقيةٌ وقانونيةٌ بامتياز وسياسية كبيرة جدا تجاهكم، ولا يمكن للمجلس التخلي عن مسؤولياته الجسام. وللتذكير حدثت وقائع في يوغسلافيا وأفغانستان أثبتت أن لقرارات مجلس الأمن تحت البند السابع مخالب للقبض على المجرم وأسنان.

صدقوني لا صفقات ولا مساومات مع نظام القتلة الشرير وحماته الأشقياء.

هناك محاولات قبل الضربة التي ستنزل بالمجرمين كمحاولة وزير الخارجية الألماني شتاينماير إفهام النظام السوري المتفرعن بلاهةً بالانصياع وعدم زعزعة استقرار لبنان، وإلا! فالضربة قادمةٌ على رأسه إذا تابع فرعَنته!

الوزير الألماني لم يزر دمشق لفك عزلة المعزول عربيا ودوليا بشار الأسد وإنما لإيصال رسالةً قوية له بخصوص لبنان وبأن لصبر العالم حدود!

ارفعوا الرأس يا أهلنا في بيروت الحرة الحبيبة.

أنتم يا أباة بيروت كلنا إلى جانبكم بالملايين عرب ولبنانيين مقيمين ومغتربين. بقلوبنا وأرواحنا نفديكم. 

أنتم معكم الحق والملايين، وهم إلى جانبهم الباطل وفلول المجرمين.

وبيروت الأبية لن تكون لقمة سائغة في فم  صبيان بشار وأذلاء ولاية الفقيه!

ارفعي الرأس يا بيروت الحضارة وفيروز، الثقافة والفن، الرقي والتقدم والتنوير، النضارة والنظافة في وجه القذارة والجهل ونفخ النرجيلة في غير أوقاتها، والأمية والمذهبية البغيضة والطائفية المريضة والتعصب يرغي على أفواههم والحقد الأعمى يملأ قلوبهم !  

لقد لطخوا سمعة شوارعك النظيفة بشتائمهم ودولاراتهم النجسة. ولو كانت حقا طاهرة لما تركت فضلاتها وقاذوراتها في الشوارع مرمية.   

أنتم لكم حضارة الحياة والأمل والطموح والعمل والأخلاق وقيم الدين والديمقراطية وتفتح الورود والزهور

وهم لهم حضارة الموت والعبودية والصنمية والكذب والرياء والافتراء والتلفيق والتجني والسباب ورائحة الجحور الكريهة وثقافة القبور!

غرورهم المجنون سيعدهم انحدارا إلى جحور الظلام التي فيها سيرقدون.

أذاهم سينقلب عليهم وبالا على وبال ، حيث يرتعون في وخم الضلال وسيلفظهم المجتمع اللبناني الحر إلى مزبلة الزوال.

أنتم ترفعون العلم اللبناني من القلب راية للنظام الديمقراطي وسيادة الوطن والدستور

وهم يرفعونه خدمة لنظام بشار الفاسد ونظام الملالي وفقط كديكور!

وكما أنه لا يوجد حل وسط بين الجنة والنار، فأيضا لا يمكن أن يكون هناك حوار وسطي بين الاستبداد المذهبي الديني وبين التمدن الديمقراطي الحضاري.

إنها المحكمة الدولية كشفت حقيقتهم قبل أن تتشكل. فقدموا استقالاتهم على عجل. وأخرجتهم من جببهم فضاع وقارهم وطارت هيبتهم.

منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبسبب إصراركم  جميعا على معرفة الحقيقة وكشف القتلة من خلال المحكمة ذات الطابع الدولي، ارتكب النظام السوري وعصاباته في لبنان الخطأ تلو الخطأ.

أي الجريمة تلو الجريمة لوقف المحكمة منذ اغتيال سمير قصير مرورا بحرب تموز إلى اليوم، استقالات بالجملة، ملاحظات لحود، حرب افتراء على الحكومة وما يحدث اليوم من فوضى وفتنة هو للقول لمجلس الأمن : إن متابعة المحكمة الدولية سيؤدي إلى خراب لبنان! وأنتم يا مجلس الأمن تابعوا إصدار القرارات ونحن نخرب ونغتال من نختار من الزعامات!

لن يخرب لبنان وستتشكل المحكمة الدولية بهمة أحرار العالم. وكل زعيم يتعرض لمكروه سينضم عملاقا مشرقا إلى لائحة الخالدين في سجل التاريخ اللبناني!

وكما جر حسن نصر الله المغرر بهم من أبناء طائفته الكريمة إلى حرب تموز المدمرة فهو يجرهم اليوم إلى تدمير لبنان ولكنه لن ينجح بوعي الشعب اللبناني وانضباط أحرار 14 آذار الحضاري ويقظة الجيش والقوى الأمن. في كل مسيرات ومظاهرات واعتصامات 14 آذار لم تقع ضربة كف. أما هم ففي اعتصاماتهم تكسير وتخريب وذهب الشاب أحمد محمود ضحية لسياسة حسن نصر الله في تعطيل الحكومة والمحكمة الدولية.

نحن صامدون مع السنيورة والحكومة. وسنبقى صامدين وموحدين. ولن نرضخ لقوى الشحن المذهبي تموِّهُ نفسها زورا باسم الله عز وجل !

لا تلينوا ولا تهنوا أمام قوى الهمجية تتلطى باسم الديمقراطية كذباً وبهتاناً، وحرية الرأي والتعبير صارت عندهم اعتداء وتكسير.

كونوا يدا واحدة في الدفاع عن حكومتكم الشرعية وأنتم المنتصرون. لقد انكشفت كل تكتيكات ومفاجآت حسن نصر الله على حقيقتها إنه يتكتك بالتخطيط مع بشار وخامنئي لإرهاب الشعب اللبناني ليخنع لهم ولسياساتهم في فرض ولاية الفقيه الاستبدادية المتخلفة على لبنان الرسالة والحضارة وتلاقي الشرق مع الغرب.

إن ما يحدث من شغب وتخريب وتحريض واعتداءات واستفزازات على الأرض تؤججه قناة "المنار" التي أعلنت الحرب على الحكومة والديمقراطية وأحرار 14 آذار، إنما لجركم إلى الفتنة فتيقظوا ولبنان ليس العراق ولا يوجد فيه جيش أمريكي ولا يمكن أن يكون!

شعب لبنان بكامل طوائفه لن ينجر لخراب بلده المنكوب عشرات المرات. فكفى يا من لا تعرفون الوفاء إلا لمن يسودكم بكرباجه! 

وهل هذه هي تكتيكات حزب الله أن تعيث ميليشياته وحلفاؤها في الطريق الجديدة وغيرها تكسيراً للسيارات وحرقا للمحلات وتخريبا للممتلكات ؟
 وهل هذه هي مفاجآت "حزب الله" بضرب الاقتصاد الوطني وتعطيل الوسط التجاري وقطع أرزاق الناس؟

وهل هذه هي ساعات أصفار "حزب الله" بمحاولة قطع طريق المطار/ شريان الوطن الحيوي في الحادية عشرة ليلاً ؟

 
المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها