ما
هو الثمن الذي يريد فاروق الشرع قبضه من السنيورة ؟
06.12.08
ما يؤكدُ أن
دعوةَ "حزب الله وشركاه" ش.م.ل. (شركة مساهمة لبنانية) بدولارات طاهرة إيرانية
عبر المعابر السورية لإسقاط حكومة السنيورة الشرعية، هي دعوة خارجية تآمرية،
عفنة وغير نقية، هدفها فقط وبأي طريقة غير دستورية، وقف المحكمة الدولية، وليس
لها علاقةٌ من قريب بتحرير فلسطين، أو بعيد بتأليف حكومة وحدة وطنية كما تدعي
شلل الأقلية، المشلولة القرار والمبدأ والشخصية، والتي يأتمرُ قسمٌ منها من
دمشق البعثية، والقسم الآخر من طهران الفارسية.
ما يؤكد ذلك قول
نائب رئيس
النظام
السوري
فاروق الشرع:
"نحن
لا نتدخل في لبنان، ولو اردنا التدخل لحسمنا الموضوع منذ اليوم الاول للتظاهرات".
انتبهوا إلى الشطر الثاني من هذا الكلام والذي هو رسالة واضحة العنوان. سنتطرق
لمعالجتها بعد التطرق إلى الشطر الأول "نحن
لا نتدخل في لبنان".
هذا الكلامُ هو
كذبةٌ كبرى من أكاذيب نظام بشار الأسد الذي صارت الكذبةُ عنده عقيدةً أهم من
العقيدة البعثية متفوقا بذلك على صدام حسين تفوقا لا يجاريه فيه أحد. فنظام
صدام كان أحمقا متهورا ولكنه كان على الأقل دكتاتورا مجرما صادقا ولم يتقن فن
الأكاذيب باستثناء مبالغات الوزير محمد سعيد الصحاف الحربية البلاغية وما فيها
من ألاعيب لغوية. نعذره لأن الوقت كان استثنائيا تعبويا بسبب أم الهزائم
البطولية. بالتأكيد يحق لمن يقارع العلوج الأمريكان ويقاتل، ما لا يحق للمتآمر
بخسةٍ على اغتيال الأحرار.
أما نظام بشار
فإنه أحمقٌ متهورٌ وخبيثٌ كاذبٌ: يفعل عكس ما يقول ويبطن عكس ما يُظهر! إذا عبس
كان شراً وإذا ابتسم كان مستطيرا!
أكاذيبهٌ لا
يمكن أن تنطلي على اللبنانيين والفلسطينيين المقيمين في لبنان. أهالي مخيمي نهر
البارد والبداوي للإخوة الفلسطينيين سيقهقهون عاليا على هذه الكذبة، حيث انكشفت
فضيحتها وكلفتهم أكثر من شهيد مع من أرسلتهم المخابرات السورية تحت ستار "فتح
الانتفاضة" التي صارت بين ليلة وضحاها "فتح الإسلام" لاغتيال 36 شخصية من أحرار
14 آذار. التدخل أيضا شاهدناه مباشرة عبر مئات الحافلات السورية التي دخلت
لبنان تدخلاً وبإيعاز من النظام السوري محملة بالآلاف من البعثيين آكلين شاربين
معززين مكرمين من جماعة "حزب الله وشركاه" لإكثار عدد المتظاهرين وتضخيم
المظاهرة الانقلابية. أي كم يقول المثل اللبناني "تكبير المؤخرة بالشراطيط
/الأقمشة"
يجب أن لا ننسى
أيضا التدخل المخابراتي السوري المتغلغل في مئات الآلاف من العمال السوريين
الذين تركوا أشغالهم للالتحاق بالمظاهرة لتضخيمها بهالة لبنانية كاذبة ومنهم من
قبضت عليهم قوى الأمن بالجرم المشهود لإشعال فتنة بين اللبنانيين وأشعلوها
بحادثة قصقص وغيرها من الحوادث ولكنها أخمدت بحكمة العقلاء من أحرار 14 آذار.
لائحة التدخل السوري تطول وطولها يصل من دمشق إلى طهران ويتابع سيره إلى قم.
حيث يرسل خامنئي أسلحتة بكثافة هذه الأيام إلى "حزب الله" بعد أن قرر دون أخذ
رأي اللبنانيين، أن لبنان ساحة معركته الفاصلة مع "الشيطان الأكبر" أمريكا وكأن
لبنان أرض سائبة وساحة للمنازلات لا شعب فيها ولا حكومة ولا ناس تموت تحت قصف
الطائرات. ويتساءل اللبناني المعتر ناظرا إلى السماء وهي تهدر بطيران الأعداء
أين المظلة الجوية الخامنئية لحماية الساحة؟
أما الشطر
الثاني من كلام السيد
فاروق الشرع
وهو: "
ولو اردنا التدخل لحسمنا الموضوع منذ اليوم الاول للتظاهرات".
فهذا الكلام
يؤكد أن دعوة "حزب الله وشركاه" ش.م.ل. للمظاهرات والاعتصامات والاحتقانات
والانزلاقات الخطيرة لقلب حكومة السنيورة /السفير الأمريكي فيلتمان، والحرب
المذهبية التحريضية التي تشنها قناة "المنار" على الشعب اللبناني الأعزل وعلى
الحكومة الصابرة، ما هي إلا "همروجة" بلا معنى، فقاعة من فقاقيع النظام السوري
كيف لا وبإشارة صغيرة من السيد الشرع، لَتَمَّ حسم الموضوع
منذ اليوم الاول،
ولأوقف هذه "الهمروجة" مع دبكها وهزيجها وصراخها وزعيقها وشتائمها وعونها
وقناديلها ورعدها وأرسلانها وفرنجيتها وأنصارها وأفلامها فجمعت نراجيلها
وكلاكيشها وفكت خيمها وعادت من حيث أتت بنارها وخطاباتها.
أي أنه يريد
القول للسنيورة، لا تتعب نفسك بوساطات من السعودية ومصر وعمرو موسى والسفير
خوجه فكلها بلا جدوى ومضيعة للوقت.
نحن فقط بإشارة
منا نستطيع حسم الأمور وتصبح عندها يا أستاذ فؤاد السنيورة المحترم: بطلا قوميا
عربيا لا نشك في قوميته حيث أنك كنت قبلنا في حركة القوميين العرب ولا نشك في
بطولته حيث أنك استطعت بجهودك الجبارة إيقاف الحرب الأخيرة على لبنان وعلى
"حزب الله" المتمرد الآن. الثمن الذي نطلبه منك يا أستاذ سنيورة لوقف هذه
"الهمروجة" المزعجة لرقيك الحضاري ولبيروتك الجميلة ليس غاليا أبدا هو فقط وقف
المحكمة الدولية قبل أن تصل إلى مجلس النواب. وبعد ذلك نحن وأنت سنقول لمجلس
الأمن بأننا سنشكل معا محكمة شريفة عادلة نظيفة نزيهة طاهرة، "بنت عالم وناس"
وسنكتشف الحقيقة على طريقتنا التي لا نشك في صلاحيتها وسنعاقب القتلة، وهم،
أؤكد لك بأنهم بعض الأفراد برتبة ملازم أول وما تحت سنقدمهم ككبش محرقة وانتهى
الموضوع ولا خوف بعدها على حكومتك الراقية من "همروجة" حسن نصر الله، ولا على
موسم الاصطياف والأعياد الذي سيزدهر ويصان ويعود لبنان آمنا مستقراً أفضل مما
كان. أما بشأن
العلاقات الديبلوماسية
بين
بلدينا: "
نحن
نوافق من حيث
المبدأ".
تماما كقول "حزب الله" حول المحكمة الدولية " نحن نوافق من حيث المبدأ" ولكن
عندما وصلت مسودة مشروع المحكمة إلى طاولة مجلس الوزراء قدموا استقالات الخزي
والعار خيانة للحق والحقيقة ولدم الشهداء الأبرار وحماية للقتلة الأشرار!
خطاب الشيخ حسن نصر الله الأخير كان باهتا بلا مصداقية وأساس وتجن واتهامات على
الحقيقة والناس حيث
اتهم شخصيات من
الاكثرية النيابية والحكومية بالطلب
من
الولايات المتحدة بان تشن اسرائيل حربا على لبنان.
وهل يا شيخ حسن طلبت منك الأكثرية النيابية والحكومية بخطف الجنديين
الإسرائيليين؟ أم كان قرارا إيرانيا دمر لبنان وفتح نار العدو الإسرائيلي علينا
دون رحمة ؟
ومن أوقف الحرب
يا من كنت تستجدي وقفها ليل نهار! أنت أم إيران أم سورية أم رئيس حكومتك
الشرعية الأستاذ فؤاد السنيورة!
عجبا إذا اشتغل
رجل الدين بالسياسة شوه الاثنين! |